الأطفال في خدمة الإرهاب: ظاهرة قد تتوسع بسبب التوتر الأمني والتحريض على شبكات التواصل الاجتماعي وردود الفعل المتعاطفة من الجمهور

(صفحة شرطة إسرائيل على فيسبوك، 13 فبراير 2023)

(صفحة شرطة إسرائيل على فيسبوك، 13 فبراير 2023)

اعتقال المخرب البالغ من العمر 14 عامًا (صفحة شرطة إسرائيل على فيسبوك، 13 فبراير 2023)

اعتقال المخرب البالغ من العمر 14 عامًا (صفحة شرطة إسرائيل على فيسبوك، 13 فبراير 2023)

ساحة العملية الإرهابية.

ساحة العملية الإرهابية.

لافتة تحريض لارتكاب عمليات إرهابية من قبل شبان فلسطينيين(حساب سحر عامر على تويتر، 14 فبراير 2023)

لافتة تحريض لارتكاب عمليات إرهابية من قبل شبان فلسطينيين(حساب سحر عامر على تويتر، 14 فبراير 2023)

النقاط الرئيسية
  • في الأسابيع الثلاثة الماضية، تم ارتكاب ثلاث عمليات إرهابية في أورشليم القدس (عمليتيْ طعن وعملية إطلاق نار) من قبل أطفال فلسطينيين تتراوح أعمارهم بين 13 و 14 عامًا. هؤلاء الشبان ليسوا الوحيدين الذين ينخرطون في الأنشطة الإرهابية. في الواقع، منذ بداية موجة العمليات الإرهابية على مدار العام الأخير، نشهد ظاهرة المراهقين الفلسطينيين وحتى الأطفال الذين يرتكبون العمليات الإرهابية ويشاركون في اشتباكات عنيفة مع أجهزة الأمن الإسرائيلية. ومع ذلك، يبدو أن عمر مرتكبي العمليات الإرهابية آخذ في الانخفاض بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. ففي حين كان الحديث يدور في الماضي عن المراهقين الفلسطينيين الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا أو أكثر، هو يدور حاليًا عن الأطفال. لاقت العمليات الإرهابية ومرتكبوها الشبان تفاعلاً واسعًا من خلال الردود المتعاطفة، لا سيما على شبكات التواصل الاجتماعي، التي يستهلكون محتواها، مما قد يشجع المزيد من الأطفال على ارتكاب عمليات إرهابية مماثلة.
  • على خلفية العمليات الإرهابية التي تم ارتكابها من قبل الأطفال الفلسطينيين، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كانوا يتصرفون بشكل مستقل أو تم تشغيلهم من قبل جهة ما؟ على عكس الماضي، حيث تم رصد المنظمات الإرهابية الفلسطينية التي كانت تستخدم الأطفال، يبدو أن الأطفال في هذه الحالة تصرفوا بشكل مستقل وليس بتوجيه من أي منظمة إرهابية فلسطينية كانت. لقد تصرفوا بعد تأثرهم بالتوتر المتزايد في مناطق يهودا السامرة وشرقي أورشليم القدس المصحوب بتحريض صارخ، لا سيما على شبكات التواصل الاجتماعي. وتجدر الإشارة إلى أن أنشطة الأطفال الفلسطينيين كإرهابيين منفردين تجعل من الصعب على أجهزة الأمن الإسرائيلية معرفة نواياهم وإحباط العمليات الإرهابية.
  • إن الأطفال الفلسطينيين يترعرعون وسط مجتمع عنيف وتحريضي ويتغذون ويتأثرون بالأجواء العامة السائدة في الشارع الفلسطيني، وبمضامين التحريض التي يتعلمونها في المدارس، وخاصة المضامين التي يستهلكونها على شبكات التواصل الاجتماعي. في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنه وفقًا لاستطلاع رأي أجري حديثًا حول استهلاك الإنترنت بين سكان يهودا والسامرة وشرقي أورشليم القدس، تبين أن الوسيلة الإعلامية الرئيسية التي يستخدمها الأطفال الفلسطينيون في هذه الأعمار هي شبكة تيك توك (IPOKE، 1 يناير 2023).
  • ليست هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها أطفال فلسطينيون في أنشطة إرهابية وأعمال عنف داعمة للإرهاب (مظاهرات، اشتباكات مع جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، عمليات تهريب لوسائل قتالية، مراقبة القوات الإسرائيلية، حفر أنفاق). تم رصد ظاهرة القصر الفلسطينيين الذين يرتكبون عمليات إرهابية، بما في ذلك العمليات الانتحارية، منذ سنوات الانتفاضة الأولى. أيضًا في موجة العمليات الإرهابية بين عاميْ 2015-2016، شارك قاصرون فلسطينيون في ارتكاب العمليات الإرهابية، وخاصة عمليات الطعن. كما وشارك العديد من المراهقين الفلسطينيين في اشتباكات عنيفة ضد قوات تابعة لأجهزة الأمن الإسرائيلية في العديد من مناطق الاحتكاك. بعض هؤلاء الأطفال الفلسطينيين تعرضوا للاستغلال السخيف من قبل المنظمات الإرهابية الفلسطينية وتم إرسالهم، من خلال استغلال مظهرهم البريء الذي لا يثير الشك وتجنب قوات جيش الدفاع الإسرائيلي عن الإيذاء المتعمد للأطفال والمراهقين.
  • وتجدر الإشارة إلى أنه في الماضي، كانت هناك انتقادات داخلية وجهها عدد من الشخصيات التابعة للسلطة الفلسطينية وفي المجتمع الفلسطيني لاستغلال الأطفال في ارتكاب العمليات الإرهابية. غير أنه يبدو في الوقت الحاضر أن السلطة الفلسطينية لا تتخذ خطوات فعالة ضد هذه الظاهرة، بل أنها تستخدم الأطفال إعلاميًا على نطاق واسع في مواجهة الرأي العام الداخلي والخارجي من خلال تصويرهم على أنهم”ضحايا أبرياء”.
  • حسب تقديرنا، قد يؤدي استمرار التوتر الأمني في يهودا والسامرة وقطاع غزة، إلى جانب استمرار التحريض على شبكات التواصل الاجتماعي، مع التركيز على شبكة تيك توك وردود الفعل المتعاطفة لدى المجتمع الفلسطيني على العمليات الإرهابية التي يرتكبها الأطفال، إلى توسيع رقعة هذه الظاهرة وجعل مهمة إحباط مثل هذه العمليات الإرهابية أكثر صعوبة بالنسبة لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
تفاصيل المعلومات
  • في الأيام الأخيرة، تم ارتكاب ثلاث عمليات إرهابية في منطقة أورشليم القدس. حيث تم تنفيذ العمليات (عمليتيْ طعن وعملية إطلاق نار) من قبل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13-14 عامًا من سكان أحياء شرقي أورشليم القدس (مخيم شعفاط وسلوان):
  • عملية طعن في معبر شعفاط: في التاريخ الموافق 13 فبراير 2023، خلال ساعات المساء، قام أحد مقاتلي حرس الحدود وحارس أمن مدني بتفتيش روتيني لحافلة عند معبر شعفاط بالقرب من مخيم اللاجئين. وأثناء التفتيش، اعتدى طفل فلسطيني كان يحمل سكينًا عليهما وطعن مقاتل حرس الحدود. أطلق حارس الأمن النار على الطفل. نتيجة إطلاق النار أصيب مقاتل حرس الحدود وقُتل. بينما اعتقِل الطفل (حساب شرطة إسرائيل على فيسبوك، 13 فبراير 2023). مرتكب الهجوم هو المدعو محمد باسل فتحي الزلباني، البالغ من العمر 13 عامًا، من سكان مخيم شعفاط للاجئين (إذاعة الأقصى، الإعلام الإسرائيلي، 13 فبراير 2023).
 (صفحة شرطة إسرائيل على فيسبوك، 13 فبراير 2023)    (صفحة شرطة إسرائيل على فيسبوك، 13 فبراير 2023)
(صفحة شرطة إسرائيل على فيسبوك، 13 فبراير 2023)
  • عملية طعن في البلدة القديمة في أورشليم القدس: في 13 فبراير 2023، طعن طفل فلسطيني أحد المارة من الشبان بسكين كان بحوزته في شارع هشلشيلت (السلسلة) في البلدة القديمة في أورشليم القدس. وقد أصيب بجروح طفيفة في الظهر ونُقل لتلقي الرعاية الطبية. بعد الطعن، ألقى الطفل السكين وهرب من المكان. بدأت قوات الأمن الإسرائيلية، التي تم استدعاؤها إلى مكان الحادث، في عمليات التمشيط واعتقلت خلال فترة وجيزة المدعو جعفر مطور، صبي يبلغ من العمر 14 عامًا من سكان شعفاط حينما كان يختبئ على جبل الهيكل (صفحة شرطة إسرائيل على فيسبوك، 13 فبراير 2023).
 ساحة العملية الإرهابية.     اعتقال المخرب البالغ من العمر 14 عامًا (صفحة شرطة إسرائيل على فيسبوك، 13 فبراير 2023)
عن اليمين: ساحة العملية الإرهابية. عن اليسار: اعتقال المخرب البالغ من العمر 14 عامًا
(صفحة شرطة إسرائيل على فيسبوك، 13 فبراير 2023)
  • عملية إطلاق نار في سلوان: في 28 يناير 2023، أطلق فتى فلسطيني، كان مختبئا بين سيارات مركونة، من خلال مسدس كان بحوزته النار على المارة في طريقهم إلى حائط المبكى. ونتيجة إطلاق النار أصيب والد وابنه. أصيب الابن بجروح خطيرة في حين أصيب الأب بجروح متوسطة. وأصيب مرتكب عملية إطلاق النار، وهو طفل فلسطيني يبلغ من العمر 13 عامًا، برصاص أطلقه الابن باتجاهه. مرتكب هجوم إطلاق النار هو المدعو محمود محمد عليوات، البالغ من العمر 13 عامًا، المولود في شرقي أورشليم القدس، من سكان سلوان وطالب في الصف الثامن في مدرسة الفرقان الإسلامية للبنين بشعفاط.
المسدس الذي استخدمه المخرب (صفحة شرطة إسرائيل على فيسبوك، 28 يناير 2023).      محمود عليوات (الجزيرة.نت، 29 يناير 2023)
عن اليمين: المسدس الذي استخدمه المخرب (صفحة شرطة إسرائيل على فيسبوك، 28 يناير 2023). عن اليسار: محمود عليوات (الجزيرة.نت، 29 يناير 2023)
تمجيد مرتكبي العمليات الإرهابية
  • تلقت العمليات الإرهابية ومرتكبيها مجموعة واسعة من الردود المتعاطفة. حيث نشر موقع إخباري تابع لحماس انفوجرافيك بعنوان “أشبال الثأر”، يمجد الأطفال الثلاثة والعمليات الإرهابية التي ارتكبوها. وجاء في الانفوجرافيك: “أشبال الثأر، شبان فلسطينيون تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا، جيل جديد من الذئاب المنفردة، يندفعون لمقاومة الاحتلال، ويقتدون بمرتكبي العمليات [من البالغين]، يفشل الاحتلال في توقع أفعالهم”. تم نشر أسماء الشبان الثلاثة وصورهم على انفوجرافيك.
انفوجرافيك تظهر عليه صور الأطفال الفلسطينيين الثلاثة والذي يمجد عملهم (فلسطين أون لاين، 14 شباط 2023)
انفوجرافيك تظهر عليه صور الأطفال الفلسطينيين الثلاثة والذي يمجد عملهم (فلسطين أون لاين، 14 شباط 2023)
لافتة كُتب عليها "القدس تثأر وبالطعن تنتقم" (حساب AlhadrAltwfan على تويتر، 15 فبراير 2023)
لافتة كُتب عليها “القدس تثأر وبالطعن تنتقم” (حساب AlhadrAltwfan على تويتر، 15 فبراير 2023)
  • على خلفية العمليات الإرهابية، تم كذلك نشر العديد من التغريدات على تويتر تحت هاشتاج #أشبال_الثأر. وقد أبرزت هذه التغريدات، التي روجت لها في المقام الأول جهات تابعة لحماس في قطاع غزة، صور الأطفال الفلسطينيين الذين ارتكبوا العمليات الإرهابية وتضمنت دعوات لمزيد من الأطفال والفتيان لارتكاب العمليات الإرهابية. وتم إرفاق مقاطع فيديو ببعض التغريدات والتي ظهرت فيها مشاهد أماكن وقوع العمليات الإرهابية، والثناء على مرتكبيها، والدعوات إلى ارتكاب المزيد من العمليات الإرهابية. مبررات ارتكاب العمليات الإرهابية، كما انعكس من خلال التغريدات، هي: الدفاع عن المسجد الأقصى، وضرب الفلسطينيين من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، ومشاعر الغضب والانتقام لموت الأصدقاء، وغير ذلك. كما وأشارت التغريدات أن هذا كان يشكل تحديًا للحكومة “الفاشية” الجديدة (حسابات مختلفة على تويتر استخدمت هاشتاج “#أشبال_الثأر”، 14-16 فبراير 2023).
لافتة تحريض لارتكاب عمليات إرهابية من قبل شبان فلسطينيين(حساب سحر عامر على تويتر، 14 فبراير 2023)
لافتة تحريض لارتكاب عمليات إرهابية من قبل شبان فلسطينيين(حساب سحر عامر على تويتر، 14 فبراير 2023)
تغريدة على حساب أبو عبد الرحمن على تويتر
تغريدة على حساب أبو عبد الرحمن على تويتر
ضلوع القاصرين الفلسطينيين في الإرهاب
  • بدأ استخدام المراهقين الفلسطينيين وحتى القاصرين لارتكاب عمليات إرهابية، بما في ذلك العمليات الإرهابية الانتحارية، منذ سنوات الانتفاضة الأولى. هناك عدد من الأمثلة من هذه الفترة والتي يتبين منها أن المنظمات الإرهابية قد استغلت الأطفال بشكل سخيف (بعضهم مخدوعون)، الذين تم تجنيدهم من قبلهم لارتكاب عمليات إرهابية مع استغلال مظهرهم البريء الذي لا يثير الشك.
  • ومن الأمثلة البارزة على ذلك تسلل ثلاثة أطفال فلسطينيين، تتراوح أعمارهم بين 12 و 14 عامًا، في الليلة ما بين الـ 23 و الـ 24 من شهر أبريل عام 2002، إلى بلدة نيتساريم من أجل ارتكاب عملية إرهابية انتحارية في البلدة، والقبض على طفل يبلغ من العمر 11 عامًا عند حاجز تابع لجيش الدفاع الإسرائيلي في حوارة (جنوبي نابلس) في 15 مارس 2004، أثناء محاولته نقل حقيبة تحتوي على عبوة ناسفة.
  • وقد انخفضت حدة هذه الظاهرة إبان فترة الانتفاضة الثانية بعد أن تعرضت لانتقادات شديدة من قبل الجمهور الفلسطيني وصدر نداء للامتناع عن استخدام الشبان في أنشطة معادية لإسرائيل.
  • أيضًا في موجة العمليات الإرهابية في عاميْ 2015-2016، ارتكب القصر عمليات إرهابية، خاصةً عمليات الطعن. بالإضافة إلى ذلك، تم رصد ظاهرة إرسال الشبان للمشاركة في المظاهرات العنيفة والاشتباكات مع أجهزة الأمن الإسرائيلية في مراكز الاحتكاك في يهودا والسامرة (بما في ذلك المشاركة المنظمة نيابة عن المدارس)، وكذلك في مسيرات العودة في قطاع غزة برزت ظاهرة استخدام الأطفال والشبان لتنفيذ المهام العسكرية ضد جيش الدفاع الإسرائيلي، بما في ذلك نصبهم في الخط الأول في مواجهة قوات جيش الدفاع الإسرائيلي.[1]
  • يشكل الأطفال والشبان فئة بشرية يسهل التأثير عليها وتجنيدها بسبب صغر سنهم، والتحريض المكثف الذي يتعرضون له، وتجنب قوات جيش الدفاع الإسرائيلي استهداف الأطفال والشبان عمدًا. وكثيرًا ما استخدمت المنظمات الإرهابية الفلسطينية الأطفال والشبان للقيام بمهام عملياتية وهجومية ودفاعية ولأغراض سياسية، وذلك خلافًا للمبادئ الأخلاقية ولقواعد القانون الدولي.
  • الأطفال والشبان الذين تأثروا بالأجواء العامة والتحريض الذي تعرضوا له في الشارع الفلسطيني يشاركون في أنشطة لدوافع متنوعة، بما في ذلك الرغبة في المشاركة في النضال ضد إسرائيل وإنقاذ الأماكن المقدسة، والاستعداد للاستشهاد في سبيل الله. في بعض الأحيان تكون الدوافع المالية بالذات هي التي تؤدي بهم للقيام بذلك بغية الحصول على مزايا لأنفسهم أو لأفراد عائلاتهم.[2] خلال سنوات النزاع، اعتقل جيش الدفاع الإسرائيلي العديد من الأطفال والشبان الذين قاموا بتهريب أحزمة ناسفة وعبوات ناسفة والكثير من الوسائل القتالية للتنظيمات الإرهابية. وتم توظيف الأطفال في حفر الأنفاق في قطاع غزة (بسبب صغر حجم أجسادهم)، وإجراء عمليات استطلاع للإنذار من مغبة دخول قوات تابعة لأجهزة الأمن إلى القرى والبلدات في يهودا والسامرة، وجمع المعلومات الاستخبارية، وحماية منازل المخربين من الهجمات، والمشاركة في مظاهرات عنيفة. إن الوضع الشخصي للشباب واليأس بسبب وضعهم يؤدي إلى تأكيد الهوية الوطنية الفلسطينية وصحوة وطنية قائمة على”المقاومة” والنضال كمنفذ للشعور بالعجز.
العوامل المساهمة في التحريض
  • يستوعب الأطفال والشبان الفلسطينيون في مناطق السلطة الفلسطينية منذ سن مبكرة قيم الكراهية لإسرائيل في المنزل، وفي الشارع، وفي جهاز التعليم الرسمي وغير الرسمي خلال الألعاب مع أصدقائهم، وفي المساجد، وعبر القنوات الإعلامية المختلفة، وبطرق متنوعة أخرى (يمكن العثور على معلومات كثيرة ومتنوعة حول هذا الموضوع على الموقع الإلكتروني لمركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب).
  • من بين العوامل التي تؤثر على الأطفال والشبان يمكن الإشارة إلى ما يلي:
    • الأجواء العامة في الشارع الفلسطيني: في الشارع الفلسطيني، يتعرض الأطفال لثقافة تمجيد الشهداء من خلال اللافتات والملصقات المعلقة في الشوارع، وتوزيع الحلويات على المارة بعد ارتكاب العمليات الإرهابية وتحويل الشهداء إلى محل إعجاب وقدوة يحتذى بها، بمن فيهم أولئك الذين ارتكبوا عمليات القتل في المراكز السكانية الإسرائيلية. وتزامنًا مع ذلك، إنهم يتعرضون أيضًا لواقع معقد في الشارع تمليه، إلى حد كبير، القيود الأمنية، وغياب الأفق السياسي، والنظام السياسي المتحجر، والانقسامات الفلسطينية الداخلية، والبطالة، ونقص الفرص الاقتصادية التي تضعف قدرة المواطن على تحقيق إمكاناته وتحقيق أهدافه.
    • شبكات التواصل الاجتماعي: يتم التعبير عن المشقة واليأس على نطاق واسع في وسائل الإعلام ذات النفوذ على الشباب في يهودا والسامرة. يتغذى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 14 عامًا بشكل أساسي على شبكة تيك توك حيث يتم تحميل مقاطع فيديو توثق العمليات الإرهابية، ومقاطع فيديو يتم فيها تخليد المخربين باعتبارهم محل إعجاب والتقليد، ومقاطع فيديو مختلفة تعلّم كيفية ارتكاب العمليات الإرهابية. في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن شبكة تيك توك تُستخدم أيضًا كوسيلة لتجنيد نشطاء جدد. فعلى سبيل المثال، كشف جهاز الأمن العام مؤخرًا عن محاولة قام بها ناشط من لبنان لتجنيد فلسطينيين عبر هذه الشبكة (جهاز الأمن العام، 2 فبراير 2023).
    • جهاز التعليم الرسمي: في جهاز التعليم، يبدأ التحريض ضد إسرائيل منذ مرحلة الروضة من خلال عروض مليئة بالكراهية لإسرائيل يقدمها الأطفال، وتوزيع المنشورات المخصصة للأطفال الصغار وإدماجهم في فعاليات مختلفة. في المدرسة، يتعرض الأطفال لرسائل التحريض من خلال الكتب المدرسية الرسمية الصادرة عن السلطة الفلسطينية والتي تبرز فيها عناصر مثل إنكار وجود دولة إسرائيل، وشيطنة إسرائيل واليهود (“العدو الصهيوني”) والتربية على النضال العنيف حتى تحرير فلسطين. وتجدر الإشارة إلى أن كافة الكتب المدرسية أو الكتب الإرشادية للمعلمين تخلو من الدعوة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع أو التعايش مع إسرائيل. [3]
    • جهاز التعليم غير الرسمي: حتى في جهاز التعليم غير الرسمي، يتم تقديم هذه المضامين بشكل أساسي في إطار المخيمات الصيفية التي تقام كل عام. حيث يحضر هذه المخيمات الصيفية عشرات الآلاف من الأطفال والمراهقين. ويستمتع المشاركون في المخيمات بمجموعة متنوعة من الأنشطة الصيفية، التي يشكل جزء لا بأس به منها التلقين بروح الهيئة المنظمة، بما في ذلك تمجيد المخربين والشهداء وفي الكثير من الأحيان التدريبات العسكرية وشبه العسكرية أيضًا. وتجدر الإشارة إلى أنه تم هذا العام تسمية عدد لا بأس به من المخيمات الصيفية على اسم إرهابيين قُتلوا خلال الاشتباكات مع قوات تابعة لأجهزة الأمن الإسرائيلية في نابلس وجنين.[4]
  • ويبدو أن تأثير كل هذه العوامل قد زاد في العام الماضي بسبب التوتر الأمني المتزايد، والاشتباكات المتكررة مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، وزيادة عدد العمليات الإرهابية، وفي أعقابها زيادة عدد القتلى (من المدنيين والعناصر العسكرية). كل ذلك زاد من الحوافز للانخراط في الأنشطة الإرهابية بشكل عام ولدى الشباب بشكل خاص. وينعكس هذا الاتجاه أيضًا في استطلاع للرأي أجراه معهد أبحاث الدكتور خليل الشقاقي PSR (ديسمبر 2022) والذي يشير تأييد 65% من سكان يهودا والسامرة للتنظيمات المسلحة مثل “عرين الأسود”[5] فضلاً عن المزاج العام بعد العمليات الإرهابية مثل التعبير عن الفرح والدعم والمساعدة للعناصر التابعة لهذه التنظيمات.

[1] انظروا، على سبيل المثال، منشور مركز المعلومات الصادر في 27 مايو 2018: "حماس ترسل شبان تابعين لها إلى موتهم في إطار "مسيرة العودة الكبرى": حالة صبي يبلغ من العمر 16 عامًا يدعى سعدي أبو صلاح، وهو من أتباع حماس، لقي مصرعه عندما حاولت مجموعة من الشبان قطع السياج في أحداث 14 مايو 2018."
[2] في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنه وفقًا لمعهد القدس لبحث السياسات، فإن 70% من مجموع الأطفال الفلسطينيين حتى سن 14 عامًا في شرقي أورشليم القدس موجودون تحت خط الفقر (N12، 26 مايو 2022).
[3] انظروا منشور مركز المعلومات المؤرخ في 9 سبتمبر 2020: "مضامين كتب الدراسية وأدلاء المعلمين الصادرة عن السلطة الفلسطينية التي تتناول الصراع مع إسرائيل (تم تحديثها على أساس الكتب المنشورة في عام 2019) بقلم الدكتور أرنون غرويس".
[4] للاطلاع على مزيد من التفاصيل بهذا الخصوص، انظروا منشور مركز المعلومات المؤرخ في 28 يوليو 2022: "في مخيم صيفي نظمته فتح في محافظة نابلس، مر المتدربون في تدريبات شبه عسكرية".
[5] انظروا منشور مركز المعلومات الصادر في 8 يناير 2023: "تشير نتائج استطلاعات الرأي العام الفلسطيني في عام 2022 إلى زيادة الدعم للنضال العنيف ضد إسرائيل وارتكاب العمليات الإرهابية على الأراضي الإسرائيلية".