نظرة على الجهاد العالمي (17-11 كانون ثاني/ يناير 2018)

أهم أحداث هذا الأسبوع

• في سوريا تواصلت المعارك في المحيط ما بين حماة ومطار أبو الظهور العسكري، وهو الهدف الأولي لمعركة احتلال محيط إدلب. قامت القوات السورية بتنظيف عشرات القرى والبلدات واقتربت من تطويق مجموعات كبيرة من عناصر هيئة تحرير الشام وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية المنتشرون في المنطقة.
• وفي العراق وقع تفجير انتحاري سقط جرائه كثير من القتلى في وسط بغداد (26 قتيل، 95 جريح). وبتقديرنا فإن العملية من تدبير وتنفيذ تنظيم الدولة الإسلامية مع أنه لم يتبن المسؤولية عنها. وفي غضون ذلك واصلت القوات الأمنية العراقية هذا الأسبوع أيضاً أعمالها ضد مجموعات تنظيم الدولة الإسلامية المحلية المتفرقة في شمال العراق.
• في 11 كانون ثاني/ يناير 2018 تمت في هاغ محادثات بين مندوبين عن منظمة Europo^[1 وخبراء من دول مختلفة من جهة وبين مندوبي فيسبوك وإنستغرام من جهة ثانية. وتم التباحث في الاجتماع حول التعاون لأجل منع نشر دعايات تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة عبر الفيسبوك والإنستغرام وحذف المنشورات المتعلقة بالإرهاب والعنف.

التدخل الروسي

حملة روسية رداً على استهداف القواعد الروسية في حميميم وفي طرطوس

• في 12 كانون ثاني/ يناير 2018 نفذت القوات الروسية في سوريا عملية لمعاقبة العناصر الإرهابية التي استهدفت قواعد حميميم وطرطوس:
  • نجح الروس في الكشف عن مقر الخلية التي قامت بإطلاق قذائف هاون على قاعدة حميميم (31 كانون أول/ ديسمبر 2017). وقد تم العثور على المقر في الجزء الغربي من محافظة إدلب. وبعد عمليات مراقبة قامت بها طائرات روسية مُسيّرة، قامت القوات الروسية بضرب مقر الخلية بواسطة ذخائر موجهة وعالية الدقة من نوع Krasnopol. ووفقاً لبيان وزارة الدفاع الروسية فقد تمت تصفية جميع أعضاء الخلية الذين كانوا في الموقع.
  • وخلال تلك العملية عثرت الاستخبارات الروسية على موقع تركيب وتخزين الطائرات المُسيّرة التي استخدمها “الإرهابيون”. وقد تم تدمير المستودع بذخائر موجهة وعالية الدقة من نوع Krasnopol (صفحة فيسبوك وزارة الدفاع الروسية، 12 كانون ثاني/ يناير 2018).

مؤتمر صحفي لرئيس قسم تطوير الطائرات المُسيرة في هيئة أركان الجيش الروسي

• الميجور جنرال ألكسندر نوبيكوف، رئيس قسم تطوير الطائرات المُسيّرة في هيئة أركان الجيش الروسي، قام بعقد مؤتمر صحفي تطرق خلاله إلى الهجوم الأخير في سوريا، حيث استهدفت طائرات مُسيّرة لأول مرة أهدافاً روسية. وقال نوبيكوف أن روسيا تقوم برصد جميع الأسلحة والمواد التي تستخدمها قوات المتمردين في سوريا، وخاصة الطائرات المُسيّرة. وقال أيضاً أن الروس قد أنشأوا أجهزة رصد وأجهزة نارية وأجهزة للحرب الإلكترونية في قواعدهم الروسية في سوريا، ما أتاح لهم إحباط الهجوم الذي وقع ما بين 6-5 كانون ثاني/ يناير 2018.
• وأكد نوبيكوف أن “المسلحين” (أي تنظيمات المتمردين) كانوا حتى فترة ليست ببعيدة يستخدمون الطائرات المُسيّرة بالأساس للقيام بدوريات جوية وجمع معلومات استخبارية. ولم تشهد المنطقة حتى الآن سوى حالات متفرقة تم فيها استخدام الطائرات المُسيّرة لأغراض هجومية. وتتوفر لمعظم تلك الطائرات المُسيّرة في الأسواق قطع ذاتية الصنع يمكن تركيبها. في منتصف عام 2016 بدأت “تنظيمات المتمردين” في سوريا باستخدام طائرات مُسيّرة من صناعة أجنبية. والهجوم الذي تم مؤخراً (6-5 كانون ثاني/ يناير 2018) على مواقع روسية في سوريا هو الأول من نوعه.

وقال نوبيكوف أن هناك إمكانية لتصنيع ذاتي لطائرات من النوع الذي تم استخدامه في هذا الهجوم وان قطع تلك الطائرات متوفرة في الأسواق، غير أن تركيبها واستخدامها هي مسألة معقدة تحتاج إلى تدريب خاص وخبرة وتجربة عملية لا يقوم بها سوى خبراء في هذا المجال ممن تم تدريبهم في الدول التي تصنع وتشغل أجهزة لطائرات مُسيّرة. وحذر نوبيكوف بقوله أن هذه الطائرات المُسيّرة تشكل تهديداً عالمياً كبيراً، حيث يُستدل منها أن بحوزة التنظيمات الإرهابية تكنولوجيا متطورة تتيح لهم استخدام طائرات مُسيّرة لأغراض إرهابية في جميع أنحاء العالم (موقع وزارة الدفاع الروسية، 11 كانون ثاني/ يناير 2018; تاس، 11 كانون ثاني/ يناير 2018).

    
على اليمين: إحدى الطائرات المُسيّرة التي شاركت في محاولة الهجوم على قاعدتي حميميم وطرطوس. على اليسار: القنابل التي حملتها تلك الطائرات (موقع وزارة الدفاع الروسية، 11 كانون ثاني/ يناير 2018).

الناطقة باسم الخارجية الروسية: القوات السورية على وشك تحرير القاعدة الجوية في أبو الظهور

• ماريا زخاروفا، المتحدثة عن وزارة الخارجية الروسية، قالت أن استفزازات هيئة تحرير الشام وغيرها من التنظيمات المتطرفة في سوريا قد تزايدت إلى حد كبير في الأيام الأولى من عام 2018، ومن جملتها الهجمات على القواعد الروسية. ورداً على تلك الاستفزازات قالت زخاروفا أن القوات السورية قد بدأت تتقدم بشكل سريع في جنوب شرق محافظة إدلب وفي جنوب غرب حلب باتجاه قاعدة أبو الظهور الجوية، والتي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام منذ أيلول/ سبتمبر 2015. وعلى حد قول زخاروفا فإن القوات السورية تقترب الآن من تحرير القاعدة (موقع وزارة الخارجية الروسية، 12 كانون ثاني/ يناير 2018).

أهم التطورات في سوريا

معركة احتلال إدلب

واصلت القوات السورية هذا الأسبوع التقدم على عدة محاور باتجاه مطار أبو الظهور، حيث يشكل احتلال هذا المطار هدفاً أولياً في معركة احتلال محيط إدلب. وأفادت التقارير بأن القوات السورية باتت على مقربة من المطار وأنها تقترب من تطويق مجموعات كبيرة من عناصر هيئة تحرير الشام وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية المنتشرين في المنطقة. وفي غضون ذلك تتواصل المعارك في محيط حماة الشمالي، حيث تمحورت المعارك في منطقة قرية خربه (على مبعدة 38 كلم إلى الجنوب الشرقي من مطار أبو الظهور) وفي قرية عطشان (على مبعدة ما يقارب 30 كلم إلى الشمال من حماة). وأفاد الجيش السوري عن مقتل عشرات من عناصر هيئة تحرير الشام وغيرها من التنظيمات الموالية لها خلال تلك المعارك (مركز الإعلام الحربي للجيش السوري، بطولات الجيش السوري، 13 كانون ثاني/ يناير 2018).

    
على اليمين: عنصر من هيئة تحرير الشام يطلق النار من مدفع مضاد للطائرات عيار 23 ملم محمول على سيارة رباعية الدفع باتجاه مواقع القوات السورية في قرية الخربه (على مبعدة 38 كلم إلى الجنوب الشرقي من مطار أبو الظهور). على اليسار: أحد عناصر هيئة تحرير الشام يقوم بإطلاق نيران مدفعية على مواقع القوات السورية في قرية الخربه (وكالة إباء الإخبارية الموالية لهيئة تحرير الشام، 11 كانون ثاني/ يناير 2018).

• وأفادت التقارير بأن القوات السورية الزاحفة نحو مطار أبو الظهور من جهة حلب قد باتت الآن على وشك الاتصال بالقوات المنتشرة على مقربة من المطار. وجاء في التقارير أيضاً أن عناصر هيئة تحرير الشام وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية سيصبحون محاصرين في مقاطعة تشمل عشرات القرى (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 14 كانون ثاني/ يناير 2018).
• في 15 كانون ثاني/ يناير أفادت التقارير عن انسحاب عناصر هيئة تحرير الشام وعناصر تنظيم أحرار الشام من حوالي ثلاثين قرية وبلدة في ريف حلب الجنوبي الشرقي، وتحديداً في منطقة خناصر. وقد أتاح هذا الانسحاب استيلاء الجيش السوري على تلك البلدات والقرى خلال بضعة أيام. وقد قامت تلك التنظيمات بالانسحاب خشية أن يقوم الجيش السوري بتطويقها.

معارك بين اللواء الفلسطيني المساند للقوات السورية وبين تنظيم الدولة الإسلامية

• أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أن عناصره قد نجحوا في قتل تسعة جنود سوريون وأسر ثمانية غيرهم، ومن ضمنهم ضابط، وذلك خلال المعارك التي دارت في 14-11 كانون ثاني/ يناير 2018 قرب مطار أبو الظهور. كما وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن تدمير أسلحة القوات السورية أو أخذها كغنائم. وقال أحد الأسرى الذين وقعوا بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية أنه يخدم في لواء القدس (الفلسطيني) المساند للقوات السورية بقيادة العميد سهيل الحسن (“النمر”). وعلى حد قوله فقد ساعد هذا اللواء الجيش السوري في معركة احتلال دير الزور (أخبار المسلمين، 14 كانون ثاني/ يناير 2018).

   
على اليمين: جندي سوري وقع في أسر تنظيم الدولة الإسلامية في 11 كانون ثاني/ يناير 2018، أثناء الاشتباكات بين الأطراف قرب مطار أبو الظهور. على اليسار: مدفع مضاد للطائرات بأربع فوهات عيار 23 ملم وقع غنيمة بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية (أخبار المسلمين، 12 كانون ثاني/ يناير 2018).

• لواء القدس هي قوة فلسطينية تعمل في منطقة حلب ويحركها النظام السوري. أسس هذا اللواء في عام 2013 المهندس محمد السعيد بالتنسيق مع منظمة أحمد جبريل (التي يحركها السوريون). معظم المقاتلين في هذا اللواء هم فلسطينيون سنة من مخيم النيرب الفلسطيني للاجئين (إلى الجنوب الشرقي من حلب) لكن يخدم فيه كذلك مسيحيون (ويكيبيديا).
• وتشير التقديرات بأن قوام اللواء أكثر من 3500 مقاتل منتظمون في ثلاث كتائب مسلحة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة (سبوتنيك، 26 كانون أول/ ديسمبر 2017). في 9 أيلول/ سبتمبر 2017 تحدثت الأنباء عن وصول حوالي 3000 مقاتل من اللواء جواً من حلب إلى دير الزور للمشاركة في المعركة ضد الدولة الإسلامية (الكوثر، إيران، 9 أيلول/ سبتمبر 2017). وهذه هي القوة الفلسطينية الأكبر والأفضل تدريباً في سوريا، حيث اكتسبت خلال المعارك تجربة حربية كبيرة.

   
على اليمين: شعار لواء القدس (الفلسطيني) على الزي العسكري (الكوثر، إيران، 9 أيلول/ سبتمبر 2017).
على اليسار: المهندس محمد السعيد، مؤسس وقائد لواء القدس أثناء زيارة جرحى
(صفحة فيسبوك عاجل من حلب الشهباء‏، 9 آب/ أغسطس 2014).

تواصل الاشتباكات إلى الشمال من البوكمال

وخلال هذا السبوع أيضاً تواصلت الاشتباكات بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وبين قوات سوريا الديمقراطية (SDF) إلى الشمال من البوكمال. في 13 كانون ثاني/ يناير هاجم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية مواقع لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) في محيط قرية البقعان، على مبعدة حوالي 18 كلم إلى الشمال من البوكمال على الضفة الغربية لنهر الفرات. تواصل الاشتباكات يدل على أن محيط دير الزور الجنوبي لم ينظف تماماً من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، حيث يواصلون ممارسة حرب العصابات ضد قوات سورا الديمقراطية (SDF) وضد القوات السورية.

العثور على قبور جماعية في الرقة

• أفادت صحيفة الوطن السورية عن العثور في الرقة التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية (SDF) على قبور جماعية فيها حوالي 10,000 جثة، منها 4000 جثة كانت مدفونة في قبر واحد. وتم نقل الجثث إلى المستشفى العسكري في حلب. شكل النظام السوري لجنة لتعمل على التعرف على هويات الجثث (الوطن، 16 كانون ثاني/ يناير 2018). وبتقديرنا فإن هؤلاء مواطنون قتلهم تنظيم الدولة الإسلامية خلال سيطرته على المدينة.

أهم التطورات في العراق

تصدّر أحداث هذا الأسبوع في العراق تفجير انتحاري أوقع أعداداً كبيرة من الإصابات في وسط بغداد، حيث تنفذه بتقديرنا تنظيم الدولة الإسلامية. لم يتبن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن العملية. وفي غضون ذلك تواصلت هذا الأسبوع أيضاً الأعمال العسكرية التي تمارسها قوات الأمن العراقية ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المتفرقين في شمال العراق في مقاطعات وجيوب متفرقة وتنظيمات سرية. أما تنظيم الدولة الإسلامية من جانبه فقد واصل ممارسة الأعمال الإرهابية وحرب العصابات.

تفجير انتحاري مزدوج في وسط بغداد

•   في صباح يوم 15 كانون ثاني/ يناير 2018 تم تنفيذ عملية انتحارية في سوق في ميدان الطيران في وسط بغداد. حيث قام إرهابيان انتحاريان بتفجير أحزمة ناسفة كانوا يرتدونها. أسفرت العملية عن مقتل 26 شخصاً وجرح 95 آخرين (السومرية نيوز، 15 كانون ثاني/ يناير 2018). لم يصدر حتى الآن بيان لتبني المسؤولية عن العملية. وهذه العملية بتقديرنا تمت بتدبير تنظيم الدولة الإسلامية.
• فيما يلي أحداث هذا السبوع في محافظات أخرى:
  • محافظة ديالى: أفاد الإعلام العراقي بان قوة من شرطة المحافظة قد دمرت ثلاث أوكار إرهابية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية على الحدود بين محافظة ديالى ومحافظة صلاح الدين (على مبعدة ما يقارب 66 كلم إلى الشمال من بعقوبه). كما وتم تدمير معدات كثيرة ومواد متفجرة (السومرية نيوز، 11 كانون ثاني/ يناير 2018).
  • محافظة كركوك: صدّ مقاتلو الحشد الشعبي هجوماً لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية على مبعدة 98 كلم إلى الجنوب الغربي من كركوك. وأفاد الإعلام العراقي عن مقتل خمسة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية وفرار الباقين. قدم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية إلى الموقع من المنطقة الصحراوية الواقعة بين محافظة صلاح الدين ومحافظة الأنبار (وكالة الأنباء العراقية، 13 كانون ثاني/ يناير 2018).
  • قضاء بيجي: قتل مقاتلو الحشد الشعبي ثلاثة إرهابيون انتحاريون من تنظيم الدولة الإسلامية على مبعدة حوالي 20 كلم إلى الشمال من بيجي. وقد تم العثور في هذه القرية على نفق كبير استخدمه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. كما وتم تدمير مخبأين لتنظيم الدولة الإسلامية في القرية (وكالة الأنباء العراقية، 12 كانون ثاني/ يناير 2018).

مقال في أسبوعية تنظيم الدولة الإسلامية: عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يمارسون حرب عصابات في محافظتي كركوك وديالى

• في مقال نشرته أسبوعية النبأ التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (11 كانون ثاني/ يناير 2018) تم التطرق إلى القتال الذي يخوضه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (“جنود الخلافة”) في محافظتي كركوك وديالى:
  • محافظة كركوك: العديد من سكان المحافظة (السُّنة) الذي تعاونوا مع الشيعة يؤيدون الآن الدولة الإسلامية. والهدف الأساسي للقتال وفقاً للمقال هي مدينة كركوك. حيث يتحيّن المجاهدون الآن الفرصة المناسبة لاستخدام السيارات الملغمة وتنفيذ العمليات الانتحارية والانقضاض على المدينة.
  • محافظة ديالى: “جنود الخلافة” يسيطرون على مناطق مختلفة من محافظة ديالى، حيث يلجؤون إلى أساليب قتالية جديدة. فبدل استخدام العبوات الناسفة والقنص وقنابل الهاون فقد تحولوا إلى شن هجمات منظمة في قطاعات مختلفة. “جنود الخلافة” يسعون إلى إنهاك العدو وضرب معنوياته وفي المرحلة القادمة سينتقلون إلى السيطرة على الأرض.

مصر وشبه جزيرة سيناء

يواصل فرع تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء خوض حرب عصابات بالرغم مما تمارسه قوات الأمن المصرية من أعمال مُكثفة في وسط سيناء شمالها. ومن جملة ذلك عمل تنظيم الدولة الإسلامية مؤخراً على تصفية افراد قوات الأمن المصرية وإعدام “عملاء” يزعم تنظيم الدولة الإسلامية أنهم يعملون في خدمة الجيش المصري.

الأعمال الأمنية التي يمارسها الجيش المصري

• أهم أعمال الجيش المصري هذا الأسبوع:
  • في 11 كانون ثاني/ يناير 2018 أعلن الجيش المصري أن قواته قد دمرت سيارة رباعية الدفع وخمس درّاجات نارية وعبوتين ناسفتين للإرهابيين في وسط شبه جزيرة سيناء. وبالإضافة لذلك قام الجيش بتدمير “أوكار إرهابية” اختبأ فيها “الإرهابيون” وخزنوا فيها الإمدادات ومواد تصنيع العبوات الناسفة (صفحة الفيسبوك الرسمية للناطق باسم الجيش المصري، 11 كانون ثاني/ يناير 2018). كما وقامت قوات الأمن المصرية بأعمال تمشيط ودهم في جنوب العريش وفي بئر العبد واعتقلت مشبوهين (الوطن، 13 كانون ثاني/ يناير 2018).
  • في 14 كانون ثاني/ يناير 2018 أعلن الجيش المصري عن تشديد التدابير الأمنية على المعابر بين دولة مصر وبين شبه جزيرة سيناء. وقيل ان الهدف منها هو منع تهريب الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة من شبه جزيرة سيناء [إلى مصر] وإليها [من داخل مصر] (صفحة الفيسبوك الرسمية للناطق باسم الجيش المصري، 14 كانون ثاني/ يناير 2018).
  •  وقالت “مصادر أمنية” مصرية أن هناك ما يزيد عن 250 من كبار الإرهابيين ينشطون في شمال ويحركون العمليات الإرهابية في شمال سيناء. وانضم إيهم عناصر ممن عادوا من سوريا والعراق وتقوم أجهزة الأمن المصرة بمطاردتهم (أخبار اليوم، 13 كانون ثاني/ يناير 2018).

   
على اليمين: جنود الجيش المصري في نقطة تفتيش. على اليسار: جنود الجيش المصري قرب جهاز لتفتيش السيارات (صفحة الفيسبوك الرسمية للناطق باسم الجيش المصري، 14 كانون ثاني/ يناير 2018).

تنظيم الدولة الإسلامية يقوم بتصفية “عميل المخابرات العسكرية المصرية”

• في 10 كانون ثاني/ يناير 2018 نشرت ولاية سيناء صورة حسين جمال اسكندر، حيث زُعم أنه “عميل للمخابرات العسكرية المصرية”. وفي صورتين إضافيتين تم تسجيل عملية قطع رأسه بالسكين على يد أحد عناصر التنظيم (أخبار المسلمين، 10 كانون ثاني/ يناير 2018).

نيران قنّاصة تنظيم الدولة الإسلامية

• أفاد تنظيم الدولة الإسلامية عن قتل جنديين برصاص قنّاصة تنظيم الدولة الإسلامية في 13 كانون ثاني/ يناير 2018. وقد تم إطلاق النار في منطقة الحومه، على مبعدة حوالي 4 كلم إلى الجنوب من الشيخ زويد.

التدابير الاستباقية والوقائية

تعاون ما بين فيسبوك ويوروبول ضد منشورات تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة

• في 13 كانون ثاني/ يناير 2018 أُفيد بأن شركة فيسبوك ستتعاون مع منظمة يوروبول (Europol) [وكالة الاستخبارات الجنائية التابعة للاتحاد الأوروبي] لمنع منشورات تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة على الفيسبوك والإنستغرام ولحذف المنشورات المتعلقة بالإرهاب والعنف. قدم مندوبون عن فيسبوك وإنستغرام للمشاركة في المباحثات في مقر اليوروبول في هاغ. وشارك في المباحثات كذلك خبراء من دول مختلفة. وقيل ان التعاون ما بين فيسبوك واليوروبول مستمر منذ سنتين ومع تراجع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وفي سوريا [أي سقوط الدولة الإسلامية] لوحظ تراجع في نشاط تنظيم الدولة الإسلامية على الإنترنت (العربية، 13 كانون ثاني/ يناير 2018; حساب فيسبوك Europol، 12 كانون ثاني/ يناير 2018).

ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية في دول أخرى

أفغانستان

• في 12 كانون ثاني/ يناير 2018 نشر تنظيم الدولة الإسلامية بياناً تبنى من خلاله المسؤولية عن اغتيال قائد كبير في مليشيات أفغانية باستخدام المسدسات في حي شيخ مصري في جلال. قُتل القائد الكبير وحارسيه وأصيب اثنان آخران (بيت المصادر، 10 كانون ثاني/ يناير 2018).
• في 14 كانون ثاني/ يناير 2018 قُتل ما لا يقل عن سبعة عشر عنصراً من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في إقليم ننجهار جراء ضربات جوية قامت بها طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة (أفغانستان تايمز، 14 كانون ثاني/ يناير 2018).
• ترددت أنباء عن استقواء تنظيم الدولة الإسلامية في العاصمة الأفغانية كابُل. وذلك بعد أن ضم تنظيم الدولة الإسلامية لصفوفه أبناء الطبقة الوسطة ومن ضمنهم طلاب جامعيين ومحاضرين من المؤسسات الأكاديمية وغيرهم. وخلال السنة ونصف السنة الماضيتين أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أن عناصره يتمركزون في شرق أفغانستان وذلك من خلال بيانات تبنى فيها المسؤولية عن عشرين عملية قامت بتنفيذها خلايا محلية (في كابُل) وكان في تلك الخلايا أعضاء من الطبقة الوسطى ( الشرق الأوسط، 11 كانون ثاني/ يناير 2018).
• الذراع المحلية لتنظيم الدولة الإسلامية، ولاية خراسان، تأسست في أفغانستان في عام 2014 وكانت مؤلفة بمعظمها من مقاتلين ممن اعتزلوا صفوف طالبان أو من تنظيمات أخرى في الباكستان وأفغانستان ودول في آسيا الوسطى. أول بيان نشره هذا الفرع لتبني المسؤولية عن عملية كان في عام 2016 ومنذئذ تضاعفت الهجمات على الأقلية الشيعية وعلى قوات الأمن الأفغانية. عدد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في كابُل يزداد باضطراد نتيجة جهود التجنيد المبذولة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعبر الدعوات في المساجد والمدارس والجامعات.
• ومع أن حركة طالبان ما زالت تشكل التهديد الأساسي من وجهة نظر السلطات الأفغانية، إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية قد احتل عناوين الأخبار خلال الأسابيع الأخيرة بعد أن قتل عشرات الأشخاص وقام بهجمات على أماكن قريبة من السفارات الأجنبية أو قريبة من مقر مفوضية الناتو. وكل هذا يثير مخاوف بأن تتحول أفغانستان إلى قاعدة جديدة لمقاتلي التنظيم الفارين من سوريا والعراق. ومع ذلك لم تتضح بعد العلاقة بين تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط وبين الفرع الأفغاني. تزعم الحكومة الأفغانية أن ليس هناك علاقة من هذا القبيل، لكن المراقبون يعتقدون أن هناك علاقة ما على ضوء رصد متطرفين فرنسيين أو جزائريين في شمال أفغانستان، حيث قدم بعضهم من سوريا.

ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية في دول إلى الجنوب من سهاره

• وفي تقرير إخباري بثته قناة العربية الحدث (14 كانون ثاني/ يناير 2018) جاء أن عدداً من المجموعات المتطرفة التي تنشط في منطقة الساحل الأفريقي (دول أفريقيا المتاخمة لصحراء سهارى) قد أعلنت عن اتحادها معاً تحت مسمى “تنظيم الدولة الإسلامية في سهارى”. وتنشط تلك المجموعات في منطقة المثلث الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينا باسو وتحارب ضد مالي والنيجر وبروكينا باسو وتشاد. ويترأس المجموعة أبو عدنان الدهراوي والذي يُعتبر “العقل المدبر” للعمليات الخيرة التي استهدفت القوات الفرنسية في مالي.

^[1] وكالة الاستخبارات الجنائية التابعة للاتحاد الأوروبي وتعمل كمنظمة تنسيق استخباري بين أجهزة الشرطة الأوروبية. ↑

مقالات أخرى متصلة