نظرة على الجهاد العالمي (22-16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017)

إطلاق نيران من مدفع مضاد للطائرات عيار 23 ملمتر محمول على سيارة رباعية الدفع (حساب يوتيوب الإعلام الحربي المركزي لحزب الله، 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

إطلاق نيران من مدفع مضاد للطائرات عيار 23 ملمتر محمول على سيارة رباعية الدفع (حساب يوتيوب الإعلام الحربي المركزي لحزب الله، 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني برفقة مقاتلي حركة النجباء (عنب بلدي، 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني برفقة مقاتلي حركة النجباء (عنب بلدي، 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

صور لمقاتلين، معظمهم من حزب الله، ممن قتلوا في المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية.

صور لمقاتلين، معظمهم من حزب الله، ممن قتلوا في المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية.

صور مقاتلي حزب الله الثلاثة الذين قُتلوا أثناء الاشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية على أطراف البوكمال. من اليمين إلى اليسار: فواز أحمد مدلج (Fawaz Ahmad Medlej)، قاسم علي الخطيب وعدنان عباس قميحة ('Adnan 'Abas Qumayha).

صور مقاتلي حزب الله الثلاثة الذين قُتلوا أثناء الاشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية على أطراف البوكمال. من اليمين إلى اليسار: فواز أحمد مدلج (Fawaz Ahmad Medlej)، قاسم علي الخطيب وعدنان عباس قميحة ('Adnan 'Abas Qumayha).

حيدر العبادي، رئيس الحكومة العراقية يعلن عن نهاية تنظيم الدولة الإسلامية من الناحية العسكرية في العراق (وكالة الأنباء العراقية، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

حيدر العبادي، رئيس الحكومة العراقية يعلن عن نهاية تنظيم الدولة الإسلامية من الناحية العسكرية في العراق (وكالة الأنباء العراقية، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

مسرح تفجير السيارة الملغمة في سوق الخضار والفواكه في مدينة طوزخرماتو (الجزيرة، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

مسرح تفجير السيارة الملغمة في سوق الخضار والفواكه في مدينة طوزخرماتو (الجزيرة، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

تهديد تنظيم الدولة الإسلامية لإسرائيل: عنصر من التنظيم يرفع راية تنظيم الدولة الإسلامية على دبابة وعلى الصورة كتابة تقول:

تهديد تنظيم الدولة الإسلامية لإسرائيل: عنصر من التنظيم يرفع راية تنظيم الدولة الإسلامية على دبابة وعلى الصورة كتابة تقول: "قادمون يا يهود، الدولة الإسلامية، ولاية سيناء" (حق، 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

أهم أحداث هذا الأسبوع
  • انتهت خلال هذا الأسبوع الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي أعلنها زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في 29 حزيران/ يونيو 2014. حيث قام الجيش السوري بمساعدة إيران وحزب الله والمليشيات الشيعية وبإسناد من سلاح الجو الروسي باحتلال مدينة البوكمال، آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا (19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وقبل ذلك بيومين احتل الجيش العراقي مدينة راوه، آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق (17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وفي حين خاض عناصر تنظيم الدولة الإسلامية معارك شرسة في البوكمال (استمرت ما يقارب اسبوعين)، إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يُيد مقاومة جدية في راوه (حيث تم احتلال المدينة في غضون ساعات).
  • انهارت الدولة الإسلامية لكن تنظيم الدولة الإسلامية لا زال قائماً كتنظيم إرهابي وتنظيم يمارس حرب العصابات في سوريا وفي العراق وفي خارج البلاد، بل ينفذ (ومن المتوقع أن يُنفذ) عمليات استعراضية لإثبات وجوده “على الخارطة”. في سوريا قام عناصر التنظيم بهجمات في غور الفرات حيث كانت بعضها جريئة ومعقدة (تم هذا الأسبوع الهجوم على رتل سوري إلى الغرب من الميادين؛ وفي الأسبوع الفائت تسللت خلية من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية إلى المطار العسكري في دير الزور). وكذلك في العراق تصاعدت ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية من إرهاب وحرب عصابات، حيث برزت هذا الأسبوع عملية أودت بحياة عدد كبير من الأشخاص في سوق يعج بالبشر في مدينة شيعية- تركمانية إلى الجنوب من كركوك. كما وتم إحباط هجوم لتنظيم الدولة الإسلامية على معبر تل صفوك الحدودي مع سوريا في شمال غرب العراق.
  • وفي الخارج تبرز ممارسات ولاية خراسان في تنظيم الدولة الإسلامية (أفغانستان/الباكستان)، حيث قامت هذه الولاية خلال الأشهر الأخيرة بتنفيذ أربع عمليات انتحارية كبيرة في العاصمة كابُل. وآخر تلك العمليات تم تنفيذها هذا الأسبوع واستهدفت فندقاً في كابُل بينما كان ينعقد فيه مؤتمر سياسي لحركة جمعيت اسلامي، وهو أعرف حزب سياسي في أفغانستان (14 قتيل، 18 جريح). وتتابع العمليات في العاصمة كابُل يشهد على تطور القدرات العملية لولاية خراسان وارتفاع معنوياتها في التوقيت الذي يشهد على انهيار الدولة الإسلامية. وبالتزامن مع ذلك نشر تنظيم الدولة الإسلامية صوراً من مناسبة تخريج دفعة من المتدربين المجندين في محافظة كونار إلى الشرق من العاصمة كابُل.
تدخل روسيا والولايات المتحدة
روسيا
  • أفادت وزارة الدفاع الروسية بان سلاح الجو الروسي قام خلال الأسبوع الماضي بتنفيذ أكثر من 500 طلعة جوية في سوريا بهدف رصد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية، حيث تم خلال هذه الطلعات تدمير أكثر من 1250 موقع من مواقع تنظيم الدولة الإسلامية. وفي غضون ذلك قامت وحدة الطائرات المُسيرة الروسية بتنفيذ اكثر من 300 مهمة استطلاعية حيث تم خلالها رصد 432 موقعاً لتنظيم لدولة الإسلامية. كما وقامت وحدة المتفجرات الروسية بكشف وتفكيك أكثر من 44780 عبوة ناسفة (سبوتنيك، 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
  • أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قاذفات بعيدة المدى من نوع Tu-22M3 قد أقلعت من قاعدة في روسيا في 15 وفي 17 و 18 تشرين الثاني/ نوفمبر وحلقت في سماء العراق وإيران وقامت بقصف معاقل وحشود قوات وعربات مصفحة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة البوكمال (التي احتلتها القوات السورية وحلفائها في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر). وأقلعت طائرات من نوع Su-30SM من مطار حميميم لتأمين القاذفات أثناء قيامها بالقصف. وأسفرت الضربة عن إصابة مقاتلين وآليات وأسلحة لتنظيم الدولة الإسلامية (صفحة فيسبوك وزارة الدفاع الروسية، 18،17،15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
  • ميخائيل ميزينتسيف، رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا، قال في الاجتماع الإرشادي الثالث للمهن المتعددة أنه تم إعادة أكثر من 40 طفلاً من سوريا إلى روسيا خلال الأسابيع الستة الأخيرة. وقال ميزينتسيف أن “عودة الأطفال الروس من مناطق النزاع السورية تكتسب أهمية خاصة من النواحي السياسية والاجتماعية والإنسانية” (موقع وزارة الدفاع الروسية ، 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). يبدو لنا أن هؤلاء اطفال عناصر قدموا من روسيا إلى سوريا مع عائلاتهم والتحقوا بصفوف التنظيمات الجهادية.
الولايات المتحدة
  • الكولونيل رايان ديلون، الناطق باسم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ، نفى ما تردد من أنباء مفادها أن الولايات المتحدة والتحالف سيتخلى عن قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بعد تحرير الرقة. وعلى حد قوله فقد قامت القوات السورية الديمقراطية بخوض معارك شجاعة وحررت ملايين الأشخاص من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية والتحالف الدولي ما زال ملتزماً تجاهها. وأضاف أن محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لم تنته ودعا جميع الأطراف للالتفاف حول هذا الهدف. وعلى حد قوله فإن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية لا زالوا مختبئين في غور الفرات ويديرون قتالهم من هناك. وعلى حد قوله فإن الهدف المركزي للتحالف لا يزال هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في جميع تلك المناطق (“defeating Daesh in all these areas”) (Rudaw، 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
أهم التطورات في سوريا
احتلال البوكمال

في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 احتل الجيش السوري والقوات الشيعية المساندة له وبمساعدة من سلاح الجو الروسي مدينة البوكمال من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية. كانت البوكمال آخر مدينة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وسقوطها يشكل إشارة على نهاية عصر الدولة الإسلامية في سوريا وتحويل تنظيم الدولة الإسلامية إلى منظمة إرهاب وحرب عصابات لا تتقيد بحماية منطقة جغرافية محددة.

  • في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 دخل الجيش السوري إلى مدينة البوكمال، حيث سبق ذلك قيام عناصر تنظيم الدولة بهجوم مضاد (11 تشرين الثاني/ نوفمبر) صد من خلاله حزب الله والمليشيات الشيعية من المدينة. وما بين 16 حتى 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 دارت اشتباكات داخل المدينة وانتهت باحتلال الجيش السوري وحلفائه المدينة. وباشرت فرق الهندسة في الجيش السوري بتمشيط المدينة لتفكيك الألغام والعبوات الناسفة والسيارات الملغمة التي خلفها تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة (حساب يوتيوب التلفزيون السوري، 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
دور إيران والقوات الشيعية في احتلال البوكمال

حزب الله والمليشيات الشيعية بقيادة قادة إيرانيون وبمشاركة قوة صغيرة من الحرس الثوري كان من المفترض أن تلعب دوراً رئيسياً في احتلال البوكمال والظهور في “مشهد النصر” بعد الاحتلال. وقد لعبت هذه القوات دوراً مركزياً في الهجوم الأول على البوكمال، لكنها وكما ذكرنا تراجعت بفعل هجوم مضاد لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية وتكبدت خسائر كثيرة بالأرواح. ويبدو أن انضمام الجيش السوري للمعركة هو ما أدى في نهاية المطاف إلى احتلال المدينة، مع أن دور إيران والقوات الشيعية حظي بتغطية إعلامية بارزة.

  • وفي معركة تحرير البوكمال شاركت في القتال قوات شيعية تعمل في سوريا برعاية إيران: وأفضلها نوعية هو تنظيم حزب الله الذي شاركت بعض من قواته في المعركة. كما وشاركت مليشيات شيعية عراقية (تُدعى الحيدريون)وأبرزها حركة النجباء.[1] كما وشاركت في المعركة قوات من المليشيات الباكستانية (لواء الزينبيون) والمليشيا الأفغانية (لواء الفاطميون). حزب الله والمليشيات الشيعية حاربوا إلى جانب الجيش السوري كذلك في المراحل النهائية للمعركة على البوكمال، حيث كانت الهيمنة للجيش السوري.
صور من شريط مصور نشره حزب الله عن القتال في البوكمال
القتال في المناطق السكنية.    إطلاق قذيفة مضادة للدبابات (حساب يوتيوب الإعلام الحربي المركزي لحزب الله، 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
على اليمين: القتال في المناطق السكنية. على اليسار: إطلاق قذيفة مضادة للدبابات (حساب يوتيوب الإعلام الحربي المركزي لحزب الله، 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

 

زيارة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، للقوات الشيعية في البوكمال

الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، زار القوات الشيعية المساندة للجيش السوري خلال معركة احتلال البوكمال وتسلم قيادة “غرفة عمليات الحلفاء” [التابعة للجيش السوري]. وبتقديرنا فإن زيارته تدل على اهتمام الإيرانيين بإبراز دور إيران والقوات الشيعية في معركة تحرير البوكمال، آخر معاقل الدولة الإسلامية في سوريا.

  • تم تحريك القوات الشيعية في المعركة على البوكمال من غرفة عمليات منفردة، سُميت “غرفة عمليات الحلفاء”. يبدو أن ضباط الحرس الثوري الإيراني قد لعبوا دوراً مركزياً في إدارة غرفة العمليات. قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي وصل إلى منطقة البوكمال تسلم إدارة غرفة العمليات في المراحل النهائية لمعركة احتلال البوكمال (حساب يوتيوب الإعلام الحربي المركزي لحزب الله، 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017)[2].
 قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في البوكمال في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017.    قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني برفقة مقاتلي حركة النجباء (عنب بلدي، 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
على اليمين: قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في البوكمال في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. على اليسار: قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني برفقة مقاتلي حركة النجباء (عنب بلدي، 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
خسائر بالأرواح لإيران وللقوات الشيعية في المعركة على البوكمال
  • أفادت مصادر سورية عن مقتل حوالي 40-50 مقاتل في المعركة على البوكمال، ومنهم حوالي 30 مقاتل من المليشيات الشيعية. ومن جملة القتلى قائدين إيرانيين كبيرين في الحرس الثوري الإيراني برتبة كولونيل ومقاتلين اثنين. الضابطين الإيرانيين اللذان قُتلا هم خير الله صمدي وعلي رضا نظري. كما وقُتل ضابطان إيرانيان آخران: ضابط إيراني ناشئ اسمه مهدي موحدنيا (Mahdi Movahednia)، حيث قُتل على ما يبدو في منطقة دير الزور، وضابط آخر يُدعى عارف كايد، حيث قُتل في البوكمال.
صور لمقاتلين، معظمهم من حزب الله، ممن قتلوا في المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية.    صورة محمود محمد خزعل (Mahmoud Muhammad Khaz'al)، قائد في صفوف حزب الله قُتل أثناء الاشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية في أطراف البوكمال (حق، 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
على اليمين: صور لمقاتلين، معظمهم من حزب الله، ممن قتلوا في المعارك مع تنظيم الدولة الإسلامية. على اليسار: صورة محمود محمد خزعل (Mahmoud Muhammad Khaz’al)، قائد في صفوف حزب الله قُتل أثناء الاشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية في أطراف البوكمال (حق، 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
تعقيب زعيم حزب الله حسن نصر الله على احتلال البوكمال
  • حسن نصر الله، قائد حزب الله الذي شاركت قوات منه في الهجوم على البوكمال أعلن في خطابه عن انهيار “دولة تنظيم الدولة الإسلامية” لكن لم يتم القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، حيث لا يزال التنظيم وفكره قائمان. وهنأ نصر الله جميع القوات التي شاركت في احتلال البوكمال: الجيش السوري والمليشيات العراقية (“المقاومة العراقية” على حد قول نصر الله)، ولواء الفاطميون (الأفغاني)، ولواء الزينبيون (الباكستاني)، والحرس الثوري الإيراني وتنظيم حزب الله. كما وعبر عن تقديره لسلاح الجو الروسي على مشاركته في المعركة. وشكر نصر الله بشكل خاص قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي حضر على حد قوله في ميدان المعركة مخاطراً بحياته (المنار، 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في محيط الميادين
  • في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن مقتل خمسون جندياً من الجيش السوري في هجوم شنه التنظيم على رتل آليات للجيش السوري إلى الغرب من مدينة الميادين. قام إرهابي انتحاري من تنظيم الدولة الإسلامية بتفجير سيارة ملغمة وسط الرتل. وبعد ذلك دارت اشتباكات بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية والجنود السوريين استمرت لأكثر من ثمان ساعات. وجاء في بيان تنظيم الدولة الإسلامية ان التنظيم قد استولى على خمس شاحنات محملة بالذخائر وأربع مدافع عيار 122 ملمتر ومدفعين للدفاع الجوي عيار 23 ملمتر وآليات حربية كثيرة (حق، 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
  • في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 نشر تنظيم الدولة الإسلامية صوراً يظهر فيها عناصره وهم منتشرون في مواقع قتال ومراقبة في محيط بلدة محكان، على مبعدة حوالي 4 كيلومترات إلى الجنوب من الميادين (قرب الطريق المؤدي من دير الزور إلى البوكمال). يظهر أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية أثناء المراقبة بعد إطلاق نار من مدفع رشاش ثقيل محمول على دراجة نارية (وهي منصة صغيرة نسبياً ومتحركة تجعل من الصعب رصده ومناسبة للاستخدام في حرب العصابات). وقام عنصر آخر بإطلاق النار من مدفع للدفاع الجوي محمول على سيارة رباعية الدفع بينما شوهد عنصر آخر في موقع قنص (حق، 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية يطلق النار من مدفع رشاش مضاد للطائرات محمول على سيارة رباعية الدفع قرب بلدة محكان.    قنّاص من تنظيم الدولة الإسلامية في موقع قنص (حق، 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
على اليمين: عنصر من تنظيم الدولة الإسلامية يطلق النار من مدفع رشاش مضاد للطائرات محمول على سيارة رباعية الدفع قرب بلدة محكان. على اليسار: قنّاص من تنظيم الدولة الإسلامية في موقع قنص (حق، 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
أهم التطورات في العراق
احتلال مدينة راوه، آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق

في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أعلن الجيش العراقي أن قواته قد احتلت مدينة راوه، آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وشارك في احتلال المدينة مليشيات سنية من “الحشد العشائري” في حين لم تشارك المليشيات الشيعية بشكل كبير، وذلك بتقديرنا لأجل التقرب من السكان السنة في محافظة الأنبار. وأعلن رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي أن تحرير قضاء راوه تم في وقت قياسي مدته بضع ساعات وأن القوات العراقية تواصل عملها على تطهير المحيط الصحراوي وتأمين الحدود العراقية (السومرية نيوز، 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وفي تصريح آخر أعلن رئيس الحكومة العراقية عن نهاية تنظيم الدولة الإسلامية من الناحية العسكرية في العراق. وأضاف أنه سيتم في المرحلة القصيرة القادمة تنظيف كامل لصحراء الأنبار ومن ثم يتم الإعلان عن هزيمة تنظيم الدولة بشكل نهائي في العراق (وكالة الأنباء العراقية، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

إعلان الجيش العراقي عن احتلال القوات العراقية لمدينة راوه (حساب تويتر IRAQI NATIONAL ARMY@Defense_Iraq، 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). على اليسار: حيدر العبادي، رئيس الحكومة العراقية يعلن عن نهاية تنظيم الدولة الإسلامية من الناحية العسكرية في العراق (وكالة الأنباء العراقية، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).  يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يُبد مقاومة جدية في راوه. وأفادت التقارير بأن التنظيم قد تكبد عدداً من الخسائر بالأرواح وتم تدمير آلياته وهرب الكثير من عناصره باتجاه الصحراء. وتعمل القوات العراقية داخل المدينة على تطهير المدينة من الألغام والعبوات الناسفة التي خلفها تنظيم الدولة الإسلامية في مسرح المعارك. في    حيدر العبادي، رئيس الحكومة العراقية يعلن عن نهاية تنظيم الدولة الإسلامية من الناحية العسكرية في العراق (وكالة الأنباء العراقية، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
على اليمين: إعلان الجيش العراقي عن احتلال القوات العراقية لمدينة راوه (حساب تويتر IRAQI NATIONAL ARMY@Defense_Iraq، 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). على اليسار: حيدر العبادي، رئيس الحكومة العراقية يعلن عن نهاية تنظيم الدولة الإسلامية من الناحية العسكرية في العراق (وكالة الأنباء العراقية، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
  • يبدو أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يُبد مقاومة جدية في راوه. وأفادت التقارير بأن التنظيم قد تكبد عدداً من الخسائر بالأرواح وتم تدمير آلياته وهرب الكثير من عناصره باتجاه الصحراء. وتعمل القوات العراقية داخل المدينة على تطهير المدينة من الألغام والعبوات الناسفة التي خلفها تنظيم الدولة الإسلامية في مسرح المعارك. في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، يوم احتلال المدينة، نصبت القوات العراقية جسراً هندسياً على نهر الفرات، إلى الجنوب الغربي من المدينة واستخدمته القوات العراقية لاجتياز نهر الفرات والتقدم باتجاه المدينة.
عمليات تنظيم الدولة الإسلامية ومحاولاته لتنفيذ عمليات في أنحاء العراق وأعمال المنع والاستباق التي تمارسها قوات الأمن العراقية

في الأسبوع الذي انهارت فيه الدولة الإسلامية قام تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذ عملية متعددة الإصابات في مدينة طوزخرماتو (ذات الطابع التركماني- الشيعي) إلى الجنوب من كركوك (23 قتيل). وبالمقابل قامت القوات الأمنية العراقية بتنفيذ أعمال منع استباقية واسعة النطاق ونجحت في منع تنفيذ عدد من العمليات التي تم التخطيط لها.

عملية انتحارية كثيرة الإصابات إلى الجنوب من كركوك
  • في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 تم تفجير سيارة ملغمة بواسطة إرهابي انتحاري في سوق للخضار في مركز مدينة طوزخرماتو (Touzkhurmatu)، على مبعدة حوالي 69 كيلومتر إلى الجنوب من كركوك[3]. أسفرت العملية عن مقتل ما لا يقل عن 23 شخصاً وإصابة 60 غيرهم بجروح. معظم القتلى من المدنيين. تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن تنفيذ العملية.
أعمال المنع الاستباقية التي تمارسها قوات الأمن العراقية
  • فيما يلي أهم عمليات المنع والوقاية التي قامت بها قوات الأمن العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية:

محافظة الأنبار: إرهابيتان انتحاريتان (تبدوان في السابعة عشرة من العمر بحسب الصور) (من تنظيم الدولة الإسلامية) اعتقلتهما قوات الأمن العراقية في مدينة حديثه قبل أن تفجرا نفسيهما في شقة ضابط برتبة رائد يُدعى بهجت الجغيفي. والضابط الذي كانت تنويان تصفيته كان ينتمي إلى وحدة ضربت تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الأنبار (وكالة الأنباء العراقية، 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وهذه العملية المميزة بطبيعتها قد تدل على التهيئات التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض بعد انهيار الدولة الإسلامية. وتشمل هذه التهيئات زيادة استخدام الإرهابيات الانتحاريات حيث من السهل تحريكهن للقيام بتلك العمليات (فبوسع المرأة أن تتظاهر بأنها حامل وأن ترتدي حزاماً ناسفاً، ويُحظر على الرجال المسلمين ملامسة جسد المرأة أثناء التفتيش).

  • محافظة ديالى: قوات الأمن العراقية منعت تسلل عشرات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الهاربين بعد احتلال قوات الأمن العراقية لمدينة الحويجه. تشير التقديرات إلى أن عدد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في المحافظة يبلغ حوالي 100 عنصر مسلح يعملون في خلايا سرية (السومرية نيوز، 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
  • محافظة نينوى: في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أعلن “الحشد الشعبي” (هيئة شاملة للمليشيات الشيعية برعاية إيران) أن قوة من لواء 29 في “الحشد الشعبي” قتلت خمسة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية ومنعتهم من شن هجوم على معبر تل صفوك الحدودي (Tall Sfouk) بين العراق وسوريا في شمال شرق سوريا (موقع “الحشد الشعبي”، 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
  • محافظة كركوك: في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أعلن “الحشد الشعبي” أن قواته وبالتعاون مع قوات من الفرقة 20 من الجيش العراقي قتلت اثنا عشر عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية في قضاء الحويجه (Al Hawijah)، على مبعدة ما يقارب 58 كيلومتراً إلى الغرب من كركوك. اختبأ عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة صخرية وفي بيوت في ذلك المحيط (موقع الحشد الشعبي، 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
  •  محافظة صلاح الدين: في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 نشرت ولاية صلاح الدين (إلى الشمال من بغداد) شريطاً مصوراً يظهر فيه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية أثناء اشتباكهم مع القوات العراقية (حق; موقع تشارك الملفات، تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
مصر وشبه جزيرة سيناء
رد تنظيم الدولة الإسلامية على بيان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بشأن إصابة جندي إسرائيلي جراء إطلاق نار من سيناء
  • في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 اقتبست وكالة الأنباء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية بيان أفيحاي أدرعي، رئيس قسم الإعلام العربي لدى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، حيث جاء فيها نبأ إصابة جندي إسرائيلي إصابة طفيفة بنيران مصدرها من سيناء. البيان الذي أصدره تنظيم الدولة الإسلامية لا يعقب على الحدث نفسه إنما يستغل الفرصة لإطلاق تهديدات لإسرائيل من ولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (حق، 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

تهديد تنظيم الدولة الإسلامية لإسرائيل: عنصر من التنظيم يرفع راية تنظيم الدولة الإسلامية على دبابة وعلى الصورة كتابة تقول: "قادمون يا يهود، الدولة الإسلامية، ولاية سيناء" (حق، 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
تهديد تنظيم الدولة الإسلامية لإسرائيل: عنصر من التنظيم يرفع راية تنظيم الدولة الإسلامية على دبابة وعلى الصورة كتابة تقول: “قادمون يا يهود، الدولة الإسلامية، ولاية سيناء” (حق، 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

أعمال تنظيم الدولة الإسلامية في دول أخرى
عملية انتحارية (أخرى) ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان
  • في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 فجر ارهابي انتحاري نفسه بواسطة سترة ناسفة خارج فندق في كابُل، حيث كان ينعقد فيه مؤتمر سياسي لحزب جمعتيت اسلامي (الرابطة الإسلامية)، التي تُعتبر من أعرف الأحزاب السياسية في أفغانستان.[4] حاول الإرهابي الدخول إلى القاعة لكن رجال الشرطة منعوه من ذلك. قُتل 14 شخصاً، ثمانية رجال شرطة وستة مدنيين. كما وأصيب 18 شخصاً بجروح، منهم سبعة رجال شرطة و 11 مدني. تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن العملية (أفغانستان تايمز، 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
  • تم استهداف حزب الرابطة الإسلامية من خلال هجومين خلال هذه السنة. وقد تم تنظيم الاجتماع في الفندق بواسطة أنصار هذا الحزب وعلى شرف عطا محمد نور، وهو عضو بارز في الحزب ومحافظ محافظة بلخ في شمال أفغانستان (قرب الحدود مع أوزبكستان). ومن المتوقع أن يكون عطا نور أحد المرشحين في الانتخابات الرئاسية في أفغانستان في عام 2019 (أفغانستان تايمز، 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

العملية الانتحارية الحالية تضاف إلى ثلاثة عمليات انتحارية في كابُل نفذها تنظيم الدولة الإسلامية خلال الشهرين الأخيرين (عند مدخل الأكاديمية العسكرية في غرب كابُل وفي مسجد إمام زمان الشيعي وفي المطار الدولي في كابُل). تتابع العمليات هذا يدل بتقديرنا على تحسن القدرات التنفيذية لتنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان ويدل على ارتفاع معنويات التنظيم لتنفيذ عمليات استعراضية وخاصة في توقيت الإعلان عن انهيار الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

فوج جديد من المتدربين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية ينهون تدريباتهم في شرق أفغانستان
  • في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 نشرت ولاية خراسان في تنظيم الدولة الإسلامية (أفغانستان/الباكستان) صوراً يظهر فيها فوج جديد من المجندين الذين أنهوا تدريباتهم. ويظهر في الصور معسكر تدريب اسمه “معسكر الشيخ عبد الحسيب” في كونار (وهي محافظة تقع إلى الشرق من كابُل قرب الحدود مع الباكستان). وينضم هذا الفوج (17 عنصراً) إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة كونار (حق، 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

[1] حركة النجباء هي المليشيا العراقية-الشيعية التي تعمل أساساً في محيط بغداد برعاية إيران. وعلى رأسها الشيخ أكرم عباس الكعبي. وتحارب قوة من هذه المليشيا في سوريا إلى جانب الجيش السوري.
[2] تفاخرت وسائل الإعلام الإيرانية بأن سليماني قام بنفسه بقيادة عمليات احتلال البوكمال من تنظيم الدولة الإسلامية (العالم، 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وهذه المفاخرة التي تأتي للتعظيم من دور إيران ودور سليماني في احتلال آخر معقل للدولة الإسلامية هي مفاخرة غير صحيحة. حيث لم يتولى سليماني قيادة الجيش السوري الذي لعب الدور الأساسي في احتلال المدينة، إنما قاد فقط القوات الشيعية ("الحلفاء").
[3] مدينة طوزخرماتو تقطنها غالبية تركمانية- شيعية ويعيش فيها الأكراد والعرب.
[4] جمعيت اسلامي (الرابطة الإسلامية) تأسست في عام 1972 وتُعتبر أقدم حزب سياسي في أفغانستان. معظم أعضاء الحزب من الطاجيك (سنة) من شمال وغرب البلاد. الفكر الذي يحمله الحزب مناهض للغرب بجوهره ويعتمد على الشريعة الإسلامية بحسب مفهوم الإخوان المسلمين. عند الغزو السوفيتي لأفغانستان (1979-1989) والحرب الأهلية التي اندلعت بعد الغزو (1989-1992) تحول الحزب إلى أكبر مجموعة مجاهدين وأبرزها. وكان لهذا الحزب جناح عسكري يترأسه أحمد شاه مسعود، والذي أسس "تحالف الشمال" الذي حارب الطالبان بعد سيطرتهم على أفغانستان (1996-2001). قُتل مسعود في عملية انتحارية في 9 أيلول/ سبتمبر 2001. وفي السنوات الأخيرة ينشغل الحزب بالأساس بالأمور الداخلية.