نظرة على الجهاد العالمي (28-22 شباط/ فبراير 2018)

أهم الأحداث هذا الأسبوع

• انتقل محور القتال في سوريا إلى منطقة الغوطة الشرقية (إلى الشرق من دمشق)، حيث يتم هجوم للقوات السورية (بمساعدة جوية روسية) بهدف إزالة التهديد الذي يشكله المتمردون على العاصمة السورية. القتال في منطقة الغوطة الشرقية ما زال مستمراً حتى بعد صدور قرار مجلس الأمن الذي يقضي بوقف شامل لإطلاق النار في انحاء سوريا وأمر الرئيس بوتين بإعطاء “مهلة إنسانية” يومية.
• نقل محور القتال إلى الغوطة الشرقية أتاح مهلة للتنظيمات المتمردة في منطقة إدلب وعلى رأسها هيئة تحرير الشام. وقد استغل التنظيم هذه المهلة للاستعدادات الأرضية استباقاً للهجوم السوري (المتوقع) نحو إدلب في غضون استمرار المواجهات الداخلية بين تنظيمات المتمردين في محيط إدلب، ما يُضعف هيئة تحرير الشام.
• وفي محافظات مختلفة في العراق تواصل قوات الأمن العراقية ضغطها على خلايا تنظيم الدولة الإسلامية المحلية، حيث تم خلال هذا الأسبوع قتل واعتقال عدد من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وضُبطت أسلحة كثيرة. تنظيم الدولة الإسلامية يجد صعوبة حتى الآن في الرد على التحركات العراقية ضده.
• وأفادت وسائل إعلام أردنية أن المخابرات العامة الأردنية قد كشفت خلال شهر تشرين ثاني/ نوفمبر 2017 خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية مؤلفة من 17 عنصراً. حيث كانت هذه الخلية تخطط لتنفيذ عمليات لاستهداف عدد من المواقع ومن جملتها استهداف رجال أعمال اسرائيليون يترددون بانتظام على مصنع إنتاج الملابس في الأردن.

روسيا والولايات المتحدة

وصول طائرتين حربيتين حديثتين إلى سوريا

• أفادت وسائل إعلام روسية عن هبوط طائرتين حربيتين من نوع Su-57 في مطار حميميم في 12 شباط/ فبراير 2018 ومعها أربع طائرات Su-35 وطائرة إنذار من طراز A-50. وهي طائرة حربية بمحركين وذات قدرة على التملص ومجهزة بمنظومات صواريخ متطورة من الجيل الجديد (ويكيبيديا، موقع قناة زبزده، 11 تشرين ثاني/ نوفمبر 2017). وقال مصدر في وزارة الدفاع الروسية إن الطائرات قد وصلت في سياق “مهمة لفحص أداء الطائرة في ظروف حقيقية” (RBK، 22 شباط/ فبراير 2018). وقالت مصادر روسية عسكرية إن الطائرات لن تشارك في القتال في سوريا (سبوتنيك، 26 شباط/ فبراير 2018).

إصابة موقع روسي في الغوطة الشرقية^[1]

• أفاد المركز الروسي أن “المجموعات المسلحة” في الغوطة الشرقية قد أطلقت النار على مناطق سكنية وفنادق في ضواحي مدينة دمشق. وعلى حد قولهم فقد أطلقت في 20 شباط/ فبراير 2018، أكثر من عشر قذائف هاون على المركز الروسي للمصالحة (موقع وزارة الدفاع الروسية، 20 شباط/ فبراير 2018). وقال مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية أن هيئة تحرير الشام هي من أطلقت النيران وأن الهجوم قد اسفر عن أضرار طفيفة للبني التحتية في مركز المصالحة (كومرسنت، 20 شباط/ فبراير 2018). لم يتضح حتى الآن فيما إذا كان الهجوم يستهدف مركز المصالحة الروسي أم إنها إصابة عفوية تمت خلال القتال في المنطقة.

الولايات المتحدة

• Daniel R. Coats، رئيس هيئة المخابرات القومية في الولايات المتحدة (DNI)، عرض وثيقة لتقدير التهديدات العالمية لمجموعة الاستخبارات الأمريكية. ووفقاً لتقديرات الوثيقة فإن تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة سيظلان يشكلان تهديد للمصالح الأمريكية ولشركاء الولايات المتحدة حول العالم. أما بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية فقد أشارت التقديرات بأن التنظيم سيركز في السنة القادمة على إعادة تنظيم صفوفه في وريا والعراق فيما يعزز حضوره عالمياً. ما يدعيه تنظيم الدولة الإسلامية بأن لديه خلافات ناشطة تحكم السكان هو أمر غير صحيح. لكن نواة التنظيم لا تزال تعمل في سوريا والعراق ، وذلك ضمن استراتيجية التنظيم بعيدة المدى التي تتطلع إلى إعادة تأسيس الخلاقة. وتشير الوثيقة بأن من الوارد أن تنظيم الدولة الإسلامية سيواصل منح الأولوية لتنفيذ هجمات إرهابية خارج البلاد. وذلك لن قيادته قد ترى بانه إذا ظلت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية هي المهيمنة على الخطاب الجماهيري، وظلت أفكار التنظيم شعبية، فسيصعب على التحالف تقديم تنظيم الدولة الإسلامية كتنظيم مهزوم (موقع مكتب رئيس المخابرات القومية (DNI)،Worldwide Threats Assessment، 13 شباط/ فبراير 2018).

سوريا

القتال في الغوطة الشرقية

تمحور القتال هذا الأسبوع في الغوطة الشرقية حيث تقوم القوات السورية بدعم جوي روسي بهجمات من الجو وعلى الأرض بهدف إزالة تهديد المتمردين لمدينة دمشق. في 24 شباط/ فبراير 2018 تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً بالإجماع يدعو إلى وقف إطلاق نار شامل لمدة 30 يوماً في سوريا. يطالب القرار جميع الأطراف السماح لقوافل الأمم المتحدة بالوصول بشكل آمن ومتواصل إلى جميع المناطق. كما ويدعو مجلس الأمن إلى إزالة الحصار عن المناطق المأهولة مثل الغوطة الشرقية وحوض اليرموك (الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب هضبة الجولان)، والفوعة وكفريا (قريتين شيعيتين على مبعدة حوالي 7 كيلومترات إلى الشمال الشرقي من إدلب والتي تحاصرها تنظيمات المتمردين). وإضافة لذلك أمر الرئيس بوتين بإعطاء “استراحات إنسانية” يومية لإتاحة إخلاء المدنيين الذين يعانون من أوضاع إنسانية صعبة.

• وجاء في قرار مجلس الأمن ان وقف إطلاق النار لا ينطبق على قتال تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة وجبهة تحرير الشام وغيرها من التنظيمات التي حددها مجلس الأمن بصفتها “تنظيمات إرهابية” (الموقع الرسمي للأمم المتحدة، 25 شباط/ فبراير 2018). واستثناء هذه التنظيمات من اتفاقية وقف إطلاق النار يمنح للنظام السوري (ولروسيا الداعمة له) شرعية لمواصلة التحركات العسكرية ضد تنظيمات المتمردين في الغوطة الشرقية.

معركة احتلال محيط إدلب

• إن نقل محور القتال إلى منطقة الغوطة الشرقية أتاح مهلة مؤقتة لتنظيمات المتمردين في محيط إدلب وعلى رأسها هيئة تحرير الشام. حيث استغل عناصر هيئة تحرير الشام هذه المهلة المؤقتة لإعادة الانتشار للدفاع ضد القوات السورية. وكان محور هذه الاستعدادات الأرضية في مدينة سراقب (Saraqib)، على مبعدة ما يقارب 16 كلم إلى الجنوب الشرقي من إدلب على مفترق طرق هام قرب الشارع الرئيسي دمشق- حماة – حلب. وفي سياق تلك الاستعدادات أغلقت التنظيمات الطرق المؤدية إلى إدلب بواسطة حواجز ترابية؛ ووضعت قناصة في المناطق المشرفة على الطرق وعززت الحواجز على الطرق المؤدية على إدلب (بطولات الجيش السوري، 26 شباط/ فبراير 2018). وبالمقابل فإن القوات السورية التي انتهت من تنظيف معظم محيط شرق شارع حماة – حلب قد توقفت حالياً عن التقدم نحو إدلب وحولت مجهودها الحربي باتجاه الغوطة الشرقية.
• في غضون ذلك تواصلت المواجهات الداخلية بين تنظيمات المتمردين في محيط إدلب. حيث أخرجت هيئة تنظيم الشام سارات مصفحة واسلحة ثقيلة من مدينة إدلب لقتال “جبهة تحرير سوريا” (تنظيم تأسس مؤخراً بعد توحيد تنظيم أحرار الشام وتنظيم نور الدين زنكي). وتأتي هذه المواجهة إثر استيلاء تنظيم أحرار الشام على موقع لتخزين معدات تابع لهيئة تحرير الشام قرب الحدود التركية على مبعدة حوالي 35 كلم إلى الشمال من (صفحة فيسبوك فرات بوست، 27 شباط/ فبراير 2018).

منطقة مخيم اليرموك للاجئين

• أفاد موقع إخباري سوري معارض أن تنظيم الدولة الإسلامية قد أدخل مؤخراً عدداً من عناصره على منطقة إلى الجنوب من دمشق. وقد كان لحضور هؤلاء العناصر تأثير على المواجهات الدائرة بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين هيئة تحرير الشام. أخد العناصر الذين تم إدخالهم مؤخراً يُدعى أبو أحمد العراقي، وهو المسؤول الجديد عن المكتب الشرعي لتنظيم الدولة الإسلامية في جنوب دمشق. وبالتزامن مع ذلك وصلت لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية إلى الجنوب من دمشق مبالغ مالية كبيرة أتاحت للتنظيم صرف رواتب لم يقبضها عناصر التنظيم في الآونة الأخيرة (revospring.com، 21 شباط/ فبراير 2018)
• أفاد موقع إخباري لبناني ووسائل إعلام سورية عن توصل النظام السوري إلى اتفاق مع عناصر هيئة تحرير الشام لإخلائهم من مخيم اليرموك للاجئين. وتقضي الاتفاقية بان يتم إخلاء عناصر هيئة تحرير الشام إلى شمال سوريا (إلى منطقة إدلب على ما يبدو). ومقابل ذلك سيتم إخلاء عشرات الجرحى (تحدثت مصادر اخرى عن 160 جريح ومريض) من قريتي الفوعا وكفريا الشيعيتين المحاصرتين (على مبعدة حوالي 7 كلم إلى الشمال الشرقي من إدلب). يُشرف الهلال الأحمر على تطبيق الاتفاقية. ويقضي الاتفاق بالإفراج عن عدد من عناصر المليشيات الموالية للجيش السوري المعتقلين لدى هيئة تحرير الشام. وأفادت التقارير بأن المباحثات مستمرة بين الأطراف حول كيفية تطبيق الاتفاقية (المدن، 21 شباط/ فبراير 2018; خطوة، الدرر الشامية، 25 شباط/ فبراير 2018).
• وأفادت التقارير بانه قد تم التوصل إلى هذه الاتفاقية بعد مضي حوالي أسبوع منذ ان قام عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بهجوم شامل على مواقع هيئة تحرير الشام في الجزء الشمالي الغربي من مخيم اليرموك للاجئين والذي تبلغ مساحته حوالي 5%-15% من مساحة المخيم (المدن، 21 شباط/ فبراير 2018).

محيط البوكمال

• تواصلت الاشتباكات في المحيط الشمالي لمدينة البوكمال بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وبين قوات سوريا الديمقراطية (SDF). ونشر تنظيم الدولة الإسلامية بعض الصور التي تبدو فيها سيارة مصفحة تضرب موقعاً لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) على أطرف قرية أبو الحسن، على مبعدة حوالي عشرون كيلومتر إلى الشمال من البوكمال.

شمال سوريا

• وأفادت التقارير عن هروب أربعة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من معتقل لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) في شمال سوريا. وتفيد التقارير أن هناك الآلاف من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية محتجزين في معتقلات قوات سوريا الديمقراطية (SDF) ومن جملتهم حوالي 500 من الأجانب من اربعين دولة (عنب بلدي، 24 شباط/ فبراير 2018).

هضبة الجولان

• في 24 شباط/ فبراير 2018 نشرت مؤسسة الإعلام الحربي للجيش السوري شريطاً مصوراً تعرض فيه إحباط هجوم لعناصر تنظيم هيئة تحرير الشام على مواقع الجيش السوري في مدينة البعث (على مبعدة حوالي ستة كيلومترات إلى الشمال من القنيطره). يظهر في الشريط إطلاق صاروخ ضد الدبابات على سيارة مصفحة لتنظيم هيئة تحرير الشام (قناة يوتيوب سانا، 24 شباط/ فبراير 2018).

    
على اليمين: صاروخ ضد الدبابات أطلقه الجيش السوري على سيارة مصفحة لتنظيم هيئة تحرير الشام. على اليسار: الصاروخ يصيب السيارة (قناة يوتيوب سانا، 24 شباط/ فبراير 2018).

• في 25 شباط/ فبراير 2018 اندلعت مواجهات بين تنظيمات المتمردين وبين جيش خالد بن الوليد الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية في اماكن مختلفة في جنوب هضبة الجولان (وكالة أنباء خطوة، 25 شباط/ فبراير 2018). ومن وفي سياقها هاجمت تنظيمات المتمردين حاجزاً لجيش خالد بن الوليد في منطقة قرية الما. وأفادت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية عن محاولة لضرب موقع لجيش خالد بن الوليد قرب بلدة جملا، على مبعدة حوالي 2 كلم إلى الشرق من الحدود السورية الإسرائيلية (عنب بلدي، 26 شباط/ فبراير 2018).

أهم التطورات في العراق

تحركات قوات الأمن العراقية ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في أنحاء العراق

• واصلت قوات الأمن العراقية عملياتها ضد خلايا محلية لتنظيم الدولة الإسلامية في انحاء العراق. وفي سياق تلك العمليات قُتل عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية واعتقل عدد آخر وضُبطت أسلحة كثيرة. يواجه تنظيم الدولة الإسلامية صعوبة في تقديم الرد اللائق ضد العمليات العراقية. فيما يلي اهم العمليات التي قامت بها قوات الأمن العراقية:
  • مدينة الموصل: محمد البياتي، رئيس لجنة الأمن في مجلس محافظة نينوى قال إن المجهود الاستخباري أدى إلى اعتقال ثمانين عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية خلال الأسابيع الأخيرة في مركز الموصل إضافة إلى اعتقال حوالي 170 شخصاً يُشتبه بانتمائهم للتنظيم. تم استجواب المعتقلين في المرتكز الأمنية وصدرت أحكام بحق معظمهم (وكالة الأنباء العراقية، 25 شباط/ فبراير 2018).
  • تلعفر (إلى الشمال الغربي من الموصل): عثر أفراد المخابرات العسكرية في الفرقة 15 من الجيش العراقي على مخبأ لتنظيم الدولة الإسلامية وفيه مواد متفجرة وعبوات ناسفة ومعدات في منطقة (على مبعدة حوالي 68 كلم إلى الغرب من الموصل). وعلى حد قولهم فقد عثروا في المخبأ على 15 حزاماً ناسفاً و 12 عبوة ناسفة و 9 صواريخ مضادة للدبابات من نوع RPG-7، وأربعة صواعق لتفجير الأحزمة الناسفة والعبوات الناسفة وقنبلتين يدويتين وصاروخ مضاد للدبابات. وقام الجيش العراقي بتدمير الأسلحة (السومرية نيوز، 22 شباط/ فبراير 2018).
  • محافظة ديالى: العقيد مزهر العزاوي، قائد عمليات محافظة ديالى، أفاد عن مفتل قائد محافظة ديالى في تنظيم الدولة الإسلامية جراء غارة جوية في منطقة (على مبعدة حوالي 110 كلم إلى الشمال الشرقي من بعقوبه). وقال العزاوي إن تنظيم الدولة الإسلامية قد خسر الكثير من قياداته لفعل الغارات الجوية التي يقوم بها سلاح الجو العراقي. وذلك على حد قوله بفضل المعلومات الاستخبارية الدقيقة التي تحصل عليها القوات العراقية (السومرية نيوز، 23 شباط/ فبراير 2018).
  • القائم (الحدود العراقية السورية): أعلنت مديرية المخابرات العسكرية أن جنود المخابرات العسكرية قد عثروا على مستودع للأسلحة والذخائر تابع لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة القائم وفيه أسلحة كثيرة ومن جملتها 167 قذيفة هاون وسبعة أحزمة ناسفة وقاذفتين لصواريخ مضادة للدبابات وصواريخ جراد وراجمات قنابل (السومرية نيوز، 23 شباط/ فبراير 2018).
  • محافظة الأنبار (هيت): أفادت التقارير عن اعتقال الشرطة الاتحادية العرقية قائدين في تنظيم الدولة الإسلامية (وكالة الأنباء العراقية، 25 شباط/ فبراير 2018). كما وأفادت التقارير عن مقتل ثلاثة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية بنيران مقاتلين من عشيرة البونمر بمساعدة الجيش العراقي في المنطقة الصحراوية إلى الشمال من هيت (السومرية نيوز، 26 شباط/ فبراير 2018).
  • محافظة الأنبار (هيت): قام أربعة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية يلبسون أحزمة ناسفة بالاستحكام داخل مصنع للجبس في هيت. وقد عثرت قوات الأمن العراقية على العناصر الربعة بفضل معلومات استخبارية، حيث كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات في المنطقة. قتلت قوات الأمن العراقية العناصر الأربعة (وكالة الأنباء العراقية، 26 شباط/ فبراير 2018).
  • بغداد: في محاكم بغداد تتم محاكمة عشرات النساء بتهمة التعاون مع تنظيم الدولة الإسلامية. وأفادت التقارير بصدور أحكام بالإعدام بحق خمسة عشر امرأة تركية بتهمة الانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية. وصدر حكم بالسجن المؤبد بحق امرأة أخرى (وكالة الأنباء العراقية، 25 شباط/ فبراير 2018). واعترفت النساء بأنهن تزوجن من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية أو قدمن لهم المساعدة اللوجستية، بما فيه مساعدتهم على تنفيذ العمليات (رويترز، 25 شباط/ فبراير 2018).

تحركات تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة كركوك

• في 24 شباط/ فبراير 2018 أعلنت ولاية كركوك في تنظيم الدولة الإسلامية عن تنفيذ عملية انتحارية استهدفت مقراص للمليشيات الشيعية المسماة حركة عصائب أهل الحق. قام بتنفيذ العملية إرهابي انتحاري يُدعى أبو معاذ العراقي، حيث فجر نفسه بواسطة سترة ناسفة. وأسفر التفجير عن مقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص (أخبار المسلمين، 25 شباط/ فبراير 2018).
• وبالمقابل في 25 شباط/ فبراير 2018 نشرت وسائل الإعلام العراقية شريطاً مصوراً يظهر فيه الإرهابي الانتحاري الذي يلبس خزاماً ناسفاً ويرتدي سترة ويداه في جيوب السترة بينما كان يقترب من مبنى المليشيا الشيعية ويحاول الدخول إليها. وهرب الإرهابي الانتحاري من المدخل حين أطلق عليه حراس البناية النار. وبعد ذلك بلحظات فجر الإرهابي الانتحاري نفسه في الساحة المحاذية للمدخل دون وقوع إصابات في صفوف من كانوا في الموقع (السومرية نيوز، 25 شباط/ فبراير 2018).

   
على اليمين: إرهابي تنظيم الدولة الإسلامية الانتحاري يحاول الدخول إلى مقر “عصائب أهل الحق” في كركوك. على اليسار: الإرهابي يفجر نفسه في الساحة المحاذية للمدخل (السومرية نيوز، 25 شباط/ فبراير 2018).

• في 24 شباط/ فبراير 2018 هاجمت قوة من تنظيم الدولة الإسلامية محطة شرطة النفط في حقل خباز النفطي، أحد حقول النفط الخمسة في كركوك. أسفر الهجوم عن مقتل شرطيين عراقيين وإصابة ثالث بجروح (إيلاف، وكالة الأنباء الفرنسية، 24 شباط/ فبراير 2018).

مصر وشبه جزيرة سيناء

تلخيص أولي لعملية “سيناء 2018”

• عقد العقيد تامر الرفاعي، الناطق باسم القوات المسلحة مؤتمراً صحفياً كشف من خلاله تفاصيل عما حققته عملية “سيناء 2018” من إنجازات حتى الآن. وعلى حد ما جاء على لسانه فقد تم نصب 500 حاجز ودورية أمنية على الشوارع الرئيسية في شمال سيناء ووسطها. وقال إن سلاح الجو المصري قد دمر 158 “هدفاً إرهابياً” وأصاب جيش المدرعات 413 هدفاً. وعلى حد قوله فقد تم القبض على 71 إرهابياً وتدمير أكثر من 1282 مخبأ ومستودع للإرهابيين وتمت مصادرة سيارات ودراجات نارية وكشف وتدمير مركزين إعلاميين. كما ضُبطت كمية كبيرة من الأسلحة والمواد المتفجرة. وأفاد الناطق بمقتل سبعة أفراد من القوات الأمنية المصرية وإصابة ستة بجروح (صفحة فيسبوك الرسمية للناطق باسم القوات المسلحة، 22 شباط/ فبراير 2018).

إحباط عملية انتحارية من تدبير تنظيم الدولة الإسلامية قرب العريش

• وأحبطت القوات المصرية المسلحة هجوماً على موقع لمديرية الأمن قرب العريش قامت به خلية لتنظيم الدولة الإسلامية مؤلفة من أربعة أفراد، ومنهم إرهابيين انتحاريين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة. حاول الإرهابيان الانتحاريان تفجير أنفسهم لكن قوات الأمن المصرية أطلقت عليهم النار، ما أدى إلى وقوع التفجير ومقتل الإرهابيين الانتحاريين (صفحة فيسبوك اتحاد عشائر سيناء كما اقتبسها موقع البوابة نيوز، 23 شباط/ فبراير 2018).
• تبنت ولاية سيناء في تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن العملية. وفي بيان تبني المسؤولية جاء اثنان من أعضاء الخلية التي نفذت العملية أصلهم من قطاع غزة أما الآخران فهم من مصر. وجاء في البيان أيضاً أن العملية أسفرت عن مقتل وجرح عشرات من رجال الأمن المصريين (أخبار المسلمين، 22 شباط/ فبراير 2018).

منفذو العملية الانتحارية قرب العريش

   
منفذو العملية. على اليمين: أبو خالد المصري. على اليسار: أبو مصعب المصري (أخبار المسلمين، 23 شباط/ فبراير 2018).

   
على اليمين: أبو شامل المقدسي ويظهر في الصورة الخيط الأخضر وعلى طرفه مفتاح تفجير الحزام الناسف. على اليسار: خطاب المقدسي (أخبار المسلمين، 23 شباط/ فبراير 2018).

التكتيكات الحربية لتنظيم الدولة الإسلامية

• أسبوعية النبأ الصادرة عن تنظيم الدولة الإسلامية نشرت تقريراً تناولت فيه تكتيكات القتال التي يعتمدها تنظيم الدولة الإسلامية في تصديه للمعركة التي تشنها عليه قوات الأمن المصرية. واقتبس التقرير عن “مصدر عسكري” في تنظيم الدولة الإسلامية قام بتعداد أربعة قطاعات أساسية يحارب فيها تنظيم الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء: رفح والشيخ زويد والعريش والقطاع الجنوبي الذي يشمل منطقة جبل حلال.
• ووفقاً لما جاء على لسان ذلك “المصدر العسكري” فإن أسلوب القتال الذي يعتمده تنظيم الدولة الإسلامية يتأثر بالتطورات على الأرض. فعلى سبيل المثال يتم أحياناً منح أولوية لاستخدام العبوات الناسفة لاستهداف المركبات لكن حين يخرج الجنود المصريون من المركبات فيتم استهدافهم بنيران القنص. وفي حالات أخرى يتم استخدام السيارات الملغمة لاستهداف الجنود الراجلين. وأحياناً ينتظر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وصول الجنود إلى الموقع الذي يقصدونه ومن ثم يهاجمونهم. كما وقال المصدر أن القوافل المصرية تتحرك في أسراب وعلى رأسها آليات هندسية ووسائل لإزالة الألغام، وهذا ما يبطئ تقدم القوات ويجعلها هدفاً سهلاً (النبأ، العدد 20، 22 شباط/ فبراير 2018).

ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية في أنحاء العالم

تنظيم الدولة الإسلامية يهدد باستهداف المسيحيين في الجمهوريات الإسلامية في روسيا

• في مقال نشرته أسبوعية النبأ التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية صدرت تهديدات بتنفيذ عمليات لاستهداف المسيحيين الذين يعيشون في الجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفييتي سابقاً. ويزعم كاتب المقال بأن روسيا قد احتلت بلاد المسلمين وعملت على تنصير المسلمين أو إجلائهم إلى مناطق ذات أغلبية مسيحية. وبالمقابل نقلت روسيا سكان مسيحيين وأسكنتهم في مناطق محتلة مثل القوقاز وشبه جزيرة القرم وفي أسيا الوسطى لكي تعزز هيمنتها. وجاء في المقال أن العملية التي نفذها خليل الداغستاني^[2]، كانت مجرد بداية لسلسلة من الهجمات المماثلة لاستهداف المسيحيين في جميع الدول الإسلامية التي احتلتها روسيا. وجاء في المقال أيضاً أن تنفيذ هذه العمليات لا يحتاج إلى مجموعات مسلحة كبيرة ومدربة ومجهزة بالأسلحة ويمكن استخدام أي سلاح بمتناول اليد (النبأ، العدد 20، 22 شباط/ فبراير 2018).

أفغانستان

• إرهابي انتحاري يفجر نفسه قرب مديرية الأمن القومي (NDS) في المنطقة الدبلوماسية في وسط كابُل، عاصمة أفغانستان. وقع التفجير في المنطقة الأمنية الخاضعة للحراسة قرب مقر الناتو وسفارة الولايات المتحدة. أسفر التفجير عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة بجروح. تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن العملية (أفغانستان تايمز، سماء (قناة إخبارية باكستانية)، 24 شباط/ فبراير 2018).

    
على اليمين: مسرح العملية الانتحارية التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية قرب المنطقة الدبلوماسية في العاصمة كابُل
(حساب تويتر العين الإخبارية@alain_4u، 23 شباط/ فبراير 2018). على اليمين: إرهابي من تنظيم الدولة الإسلامية يُدعى أبو بكر الخراساني، وهو منفذ العملية الانتحارية (ناشر، موقع تشارك الملفات، 24 شباط/ فبراير 2018).

يبدو أن مديرية الأمن الأفغانية (National Directorate of Security، NDS) قد تحولت إلى غاية مفضلة على تنظيم الدولة الإسلامية. يُذكر أنه في 25 كانون أول/ ديسمبر 2017 قام إرهابي انتحاري بتفجير نفسه قرب مكتب مديرية الأمن في كابُل. وفي 28 كانون أول/ ديسمبر 2017 فجر إرهابي انتحاري نفسه قرب مكتب مديرية الأمن في كابُل. وفي 28 كانون ثاني/ ديسمبر 2017 نفذ تنظيم الدولة الإسلامية عملية مركبة استهدفت مركز التدريب التابع لمديرية الأمن القومي في كابُل.

اليمن

• فجر إرهابيان يقودان سيارة ملغمة أنفسهما على مدخل بناية مقر محاربة الإرهاب في منطقة الطواحي إلى الجنوب من عدن. وبعد التفجير حاول عدد من الإرهابيين المسلحين الدخول إلى البناية. وبحسب ما جاء على لسان شرطة عدن فقد تمت تصفية الإرهابيين أثناء انقضاضهم قبل وصولهم إلى بوابة المدخل الخارجي إلى البناية. قُتل ما لا يقل عن أربعة عشر عنصراً من وحدة محاربة الإرهاب وجُرح أربعون غيرهم (العربية، 24 شباط/ فبراير 2018).
• تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن العملية. وفي بيان تبني المسؤولية قالت ولاية عدن أبين التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية أن الهجوم تم بمشاركة إرهابيين انتحاريين يقودان سيارتين ملغمتين وكان معهم إرهابيان آخران يحملان الأسلحة الخفيفة. فجّر الإرهابيان الانتحاريان السيارات الملغمة أمام مقر محاربة الإرهاب، أما الإرهابيان اللذان نزلا من قبل من السيارات فقد تبادلوا إطلاق النار مع الناجين من تفجير السيارات الملغمة (أخبار المسلمين، 24 شباط/ فبراير 2018).

ليبيا

• ولاية برقة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق ليبيا أعلنت عن مقتل أو إصابة خمسة عشر جندياً من الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفه حفتر وتدمير سيارتين إثر استهدافهم بسيارة ملغمة لتنظيم الدولة الإسلامية على حاجز في منطقة الجفرة وسط ليبيا (على مبعدة 553 كلم إلى الجنوب من بنغازي). قاد السيارة إرهابي من تنظيم الدولة الإسلامية يُدعى أبو محمد المهاجر (أخبار المسلمين، 22 شباط/ فبراير 2018).

التدابير الوقائية الاستباقية

المخابرات الأردنية العامة تكشف خلية لتنظيم الدولة الإسلامية كانت تنوي تنفيذ عمليات استعراضية ومن جملتها استهداف رجال أعمال

• في 27 شباط/ فبراير 2018 أفادت وسائل الإعلام الأردنية بأن المخابرات العامة الأردنية قد كشفت خلال شهر تشرين ثاني/ نوفمبر 2017 خلية لتنظيم الدولة الإسلامية مؤلفة من 17 عنصراً. حيث انقسم أعضاء الخلية غلى ثلاث مجموعات: مجموعة تتولى مهمة مراقبة الأهداف والمجموعة الثانية تقدم المساعدات الفنية لتنفيذ عمليات غير كبيرة، اما المجموعة الثالثة فقد كانت غايتها تنفيذ عمليات استعراضية، بما فيها عمليات يُستخدم فيها إرهابيون انتحاريون (الرأي، 27 شباط/ فبراير 2018).
• وجاء في التقارير الإخبارية أن أهداف العمليات كانت قناة الأخبار رؤيا (Ruaya) وموظفيها، و”مركز المشاريع الفرنسي” وملهى ليلي في منطقة الشميساني في عمان ونفق شركة الفسفات قرب بناية مخابرات الرصيفه ومبنى السفارة الأمريكية في عمان وكنيسة في منطقة ماركا ورجال أعمال إسرائيليين يترددون بانتظام على مصنع للألبسة.

^[1] الغوطة هي تسمية تُطلق على منطقة البساتين المحيطة بمدينة دمشق من الشرق (الغوطة الشرقية) ومن الغرب (الغوطة الغربية). ويتم ري هذه البساتين عبر قنوات مائية من نهر البرده، حيث حولت تلك مدينة دمشق الواقعة على اطراف الصحراء إلى واحة قي الصحراء.. وأنشأت في منطقة الغوطة قرى تحولت على مر الزمن على بلدات ومدن تقع في محيط دمشق. وكلمة غوط باللغة العربية تعني واحة صحراوية مزدهرة تقع في وادي فيه جداول ماء وحدائق ونباتات. ↑
^[2] في 18 شباط/ فبراير 2018 قام شخص يحمل بندقية صيد وسكين بإطلاق النار خارج كنيسة في مدينة كيزليار (Kizlyar) في داغستان (قرب الحدود مع جمهورية الشيشان). وتم إطلاق النار على مصلين بعد خروجهم من الصلاة في الكنيسة. منفذ العملية هو خليل خليلوف، من السكان المحليين ويبلغ من العمر 22 سنة. وقد قُتل أثناء تبادل النيران مع رجال الشرطة. تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن العملية والتي نفذها على حد قوله عنصر من التنظيم يُدعى خليل الداغستاني. ↑

مقالات أخرى متصلة