نظرة على الجهاد العالمي (4–10 تشرين أول/ أكتوبر 2018)

أهم أحداث هذا الأسبوع

• عناصر “الجبهة الوطنية للتحرير (الموالية لجيش سوريا الحر وتعمل برعاية ودعم تركيا)، بدؤوا بتنفيذ الاتفاقية الروسية التركية وسحب أسلحتهم الثقيلة من منطقة محيط إدلب التي أعلنت منطقة منزوعة السلاح. بدأت الدوريات التركية الدخول إلى المنطقة. لم يتضح حالياً فيما إذا كانت باقي فصائل المعارضة تعمل على تنفيذ دورها في الاتفاقية بالكامل وتسحب قواته. ووفقاً للاتفاقية التي تم التوقيع عليها في 17 أيلول/ سبتمبر 2018 بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي في روسيا، فقد تقرر انشاء منطقة منزوعة السلاح على امتداد خطوط التماس بين فوات النظام السوري وبين قوات المعارضة. ووفقاً للجدول الزمني الذي تحدد للاتفاقية فسيتم إخراج “القوات المسلحة المتطرفة” حتى 10 تشرين أول/ أكتوبر 2018 ويتم إنشاء منطقة منزوعة السلاح حتى 15 تشرين أول/ أكتوبر 2018.
• وإلى الشمال من البوكمال يتواصل هجوم قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بمساعدة قوات التحالف الدولي على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية. كان مركز القتال في منطقة السوسة، حيث ألقت طائرات التحالف مناشير دعت فيها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية للاستسلام. في 6 تشرين أول/ أكتوبر 2018 أفادت التقارير بأن قوات روسية انتشرت في ريف البوكمال. وقد تم هذا الأمر للمروة الأولى منذ احتل الجيش السوري والقوات المساندة له الضفة الغربية لنهر الفرات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
• تنظيم الدولة الإسلامية يواصل إطلاق تهديدات لاستهداف مواقع في الدول الأوروبية حيث هدد هذه المرة بتنفيذ عمليات أثناء عروض موسيقية على غرار العملية التي تمت في شهر أيار/ مايو 2017 في مدينة مانشستر في بريطانيا.

تدخل روسيا والولايات المتحدة في سوريا

روسيا

• في إجابة على سؤال طُرح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في “منتدى الطاقة الروسي العالمي (المنعقد في موسكو في 6-3 تشرين أول/ أكتوبر 2018) حول موضوع وجود القوات الأمريكية في سوريا، رد بوتين بقوله إن الولايات المتحدة بمجرد وجودها فإنها تخرق ميثاق الأمم المتحدة وتنتهك القانون الدولي. وقال عن على أمريكا أن تحصل على تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أو تحصل على دعوة من الحكومة السورية لنشر قواتها في الدولة. كما وقال بوتين إنه وبرغم الوجود الأمريكي غير القانوني في سوريا، إلا أن روسيا تعاونت معها في محاربة الإرهاب، وخاصة في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية. لكن وعلى حد تعبيره فإن تنظيم الدولة الإسلامية يتلاشى تدريجيا من سوريا، وعليه فلا مبرر للوجود الأمريكي. وأضاف بوتين أن علينا أن نطمح إلى عدم بقاء قوات أجنبية على الأراضي السورية، بما فيها القوات الروسية (موقع الرئيس الروسي، 3 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

تلخيص تدخل روسيا في سوريا

• فيكتور بونداريف، رئيس مجلس الدفاع والأمن الروسي وقائد سلاح الجو الروسي سابقاً، قال في مؤتمر صحفي أنه خلال السنوات الثلاث التي عملت فيها روسيا في سوريا فقد روسيا 112 فرداً من القوات الأمنية الروسية. كما وفقدت ثمان طائرات وسبع مروحيات وعربة مصفحة واحدة او اثنتين. وقال بونداريف عن العمليات الاستباقية التي تقوم بها روسيا في سوريا ساعدت على حماية روسيا من الإرهابيين، حيث كان كثير منهم من يحملون الجنسية الروسية. وعلى حد تعبيره وبناء على معطيات هيئة الأركان الروسية، فهناك حوالي 4000 مقاتل يحملون جوازات سفر روسية و 5000 مقاتل من مواطني الجمهوريات السوفييتية يحاربون في صفوف الدولة الإسلامية. وقال إن هذه المعطيات تشمل فقط المقاتلين الذين تم التعرف عليهم (تاس، 30 أيلول/ سبتمبر 2018).

الولايات المتحدة

• جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي، قال إنه وعلى الرغم من التوتر الذي يشوب العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، إلا أن الدولتان ستبدءان قريباً بتسيير سلسلة من الدوريات المشتركة في منطقة منبج وفي المدة القريبة سيقوم جنود من الدولتين بالمشاركة في مناورة مشتركة استعداداً لتلك الدوريات (رويترز، 2 تشرين أول/ أكتوبر 2018). وبعد ذلك بيومين قال ابراهيم قالين، الناطق باسم الرئيس التركي، عن الولايات المتحدة تعيق بداية انطلاق الدوريات المشتركة لتركيا والولايات المتحدة في منبج كما اتفقت بشانها الدولتان وأن تركيا تعتبر هذه المسألة مشكلة آخذة بالتصاعد (رويترز، 4 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

تطبيق الاتفاقية في منطقة إدلب

تصريحات الأطراف المضطلعة

• خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس الروسي مع المستشار النمساوي سباستيان كورتس، بعد لقائهما في سان بطرسبرغ (روسيا) تطرق بوتين إلى مسألة إنشاء المنطقة المعزولة من السلاح في إدلب وفق ما اتفق عليه الروس مع الأتراك. وعلى حد تعبيره فقد تم جلب “المسلحين” إلى إدلب من كافة أنحاء سوريا، بمن فيهم عناصر التنظيمات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية وهيئة تحرير الشام. وهذه التنظيمات تُكثر من هجماتها على البلدات السورية (ومنها حلب، ثاني أكبر المدن السورية)، والأدهى من ذلك هو أن منطقة إدلب تشكل مصدراً لمحاولات الهجوم على منشآت عسكرية روسية (ومنها قاعدة حميميم الجوية). وقال بوتين إنهم على تنسيق مع تركيا بشأن هذا الموضوع وأن الجهود المبذولة حالياً في إدلب لم يكن لها أن تنجح لولا التنسيق مع السلطات السورية وبدون دعم إيران. وفي نهاية حديثه أعرب بوتين عن أمله بألا تكون هناك حاجة لعملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة (موقع الرئيس الروسي، 3 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
• ماريا زخاروفا، الناطقة بلسان الخارجية الروسية، صرحت بان الخطوات التي يتم اتخاذها في سبيل تطبيق الاتفاقية الروسية التركية بشان إدلب سيكون لها تأثير مميز على الوضع في سوريا. وأكدت زخاروفا في حديثها بأن روسيا مُلتزمة لمواصلة “محاربتها الصارمة” للإرهاب في سوريا إلى أن يتم القضاء عليه بالكامل (موقع وزارة الخارجية الروسية، 4 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
• وفي كلمة ألقاها الرئيس السوري بشار الأسد أثناء جلسة اللجنة المركزية لحزب البعث التي يقف على رأسها، قال إن الهستيريا التي تملكت الدول الغربية حيال ما يتصل بالمعركة على إدلب باتت واضحة، وذلك على حد تعبيره لكونها معركة مصيرية بالنسبة لتلك الدول. وقال الأسد إن النصر السوري في معركة إدلب سيفشل خطط الدول الغربية بالنسبة لسوريا وسيشكل نموذجاً للدول الأخرى ولدول العالم. أما بخصوص الاتفاقية في إدلب فقد قال إن منطقة إدلب وغيرها من الأراضي السورية التي يسيطر عليها الإرهابيون ستعود إلى حضن الوطن (وكالة الأنباء السورية، 7 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

تطبيق التسوية

أما على الأرض فقد بدأت “الجبهة الوطنية للتحرير”، الموالية لجيش سوريا الحر والعاملة برعاية ودعم تركيا، بتطبيق الاتفاقية وسحب آلياتها الثقيلة من المنطقة التي تم إعلانها منطقة منزوعة السلاح. لم يتضح للآن فيما إذا كانت باقي فصائل المعارضة تعمل على تطبيق ما ينطبق عليها من الاتفاقية وتسحب قواتها. ويقضي الاتفاق الروسي التركي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح على امتداد خط التماس بين قوات النظام السوري وبين قوات المعارضة حتى 15 تشرين أول/ أكتوبر 2018. خروج “القوات المسلحة المتطرفة” (ومنها من لا تنتمي إلى هيئة تحرير الشام) سيتم حتى 10 تشرين أول/ أكتوبر 2018.

• في 6 تشرين أول/ أكتوبر 2018 وزع النقيب ناجي المصطفى، الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، منشوراً أعلن فيه بأنه وفقاً لاتفاقية سوتشي فإنهم سيبدؤون سحب آلياتهم الحربية الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب (راديو الكل، 7 تشرين أول/ أكتوبر 2018). وأفادت التقارير بأن جيش سوريا الحر قد بدأ بإخلاء آلياته القتالية الثقيلة ومن جملتها مدافع ميدانية وراجمات صواريخ وقذائف هاون وصواريخ وغيرها وهي محملة على شاحنات. وقال مصدر في جيش سوريا الحر إن إخلاء الآليات الحربية الثقيلة يتركز حالياً في الريف الشمالي لحماة والجبهات الجنوبية الغربية لمحافظة إدلب. في 9 تشرين أول/ أكتوبر 2018 أفاد المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان بأن معظم المنطقة منزوعة السلاح خالية من الأسلحة الثقيلة (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 9 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

    
على اليمين: عناصر “الجبهة الوطنية للتحرير” في اللأراضي التي تسيطر عليها قوات المتمردين (راديو الكل، 7 تشرين أول/ أكتوبر 2018). على اليسار: إخلاء دبابة للجبهة الوطنية للتحرير التابعة لجيش سوريا الحر، وعليها علم التنظيم (مُحاط بدائرة حمراء بالأصل)، من المنطقة منزوعة السلاح في محيط إدلب (حساب تويتر Secular Syria @syria_true، 8 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

• وسائل إعلام هيئة تحرير الشام، وهي تنظيم المتمردين الجهادي المهيمن في محيط إدلب لم تنشر رسمياً أي معلومات بشأن سحب الأسلحة الثقيلة. وقال مصدر رفيع من المعارضة إنه خلال الأيام الأخيرة قد أخلى عناصر التنظيم جزء كبير من الأسلحة الثقيلة التي بحوزتهم من المنطقة منزوعة السلاح حول إدلب (المدن، 9 تشرين أول/ أكتوبر 2018). وفي غضون ذلك واصل عناصر التنظيم تقديم تقارير عن العمليات التي يقومون بها لتجنيد عناصر جدد في المنطقة (إباء، وكالة الأنباء التابعة لهيئة تحرير الشام، 8 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

أعمال دعائية لهيئة تحرير الشام

• عشية إخلاء القوات من منطقة إدلب، نشرت مؤسسة بلاغ الإعلامية التابعة لهيئة تحرير الشام شريطاً مصوراً بعنوان “ثلاث رسائل” لهيئة تحرير الشام. ويظهر في الشريط أحد عناصر التنظيم المُلقب أبو قتيبة السوري وهو ينقل رسالة تهديدية إلى النظام السوري والقوات الروسية والقوات الموالية لإيران وتعمل في سوريا ويحذرهم من الدخول إلى إدلب. وأنهى هذا العنصر حديثه بقوله إن “الفخر كله في الجهاد وحمل السلاح [ثم اقتبس آية من القرآن، سورة التوبه (9) [التصريح]، آية 14]: “قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِين”َ (تلغرام، 6 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

• أما تركيا فقد أرسلت عربات مصفحة إلى المناطق التي من المفترض ان تتم فيها الدوريات في المنطقة منزوعة السلاح (عنب بلدي، 8 تشرين أول/ أكتوبر 2018). وفي هذا السياق أفادت الأنباء بأن البرلمان التركي قد جدد في 3 تشرين أول/ أكتوبر 2018 صلاحية الدولة للقيام بعمليات عسكرية وراء الحدود السورية والعراقية. ومدة التجديد تصلح لسنة واحدة (صباح دايلي، 3 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
• وعشية تطبيق الاتفاقية والاستعدادات لإنشاء المنطقة منزوعة السلاح تواصلت التوترات والمواجهات بين مختلف الأطراف العاملة في المنطقة. فيما يلي أبرز الأحداث:
• في 4 تشرين أول/ أكتوبر 2018 أفادت هيئة تحرير الشام عن إصابة دبابة للجيش السوري بصاروخ أطلقته وحدة محاربة الدبابات التابعة للتنظيم على محور تلة البركان في جبل الأكراد، إلى الشمال من اللاذقيه (إباء، وكالة الأنباء التابعة لهيئة تحرير الشام، 4 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

• وقرب بلدة تفتناز (على مبعدة ما يقارب 14 كلم إلى الشمال الشرقي من إدلب)، صدت قوات “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة للجيش الحر هجوماً لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية على أحد مقرات التنظيم (حساب تويتر الجبهة الوطنية للتحرير[الجبهة الوطنية للتحرير@alwataniaTahrer]، 4 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
• وفي 5 تشرين أول/ أكتوبر 2018 هجم الجيش السوري على جنوب مقاطعة المتمردين في إدلب في منطقة من المفروض ان تشكل جزءً من المنطقة منزوعة السلاح بموجب الاتفاقية الروسية التركية (قاسيون، 5 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

• في قرية حلب (على مبعدة ما يقارب 26 كلم إلى الجنوب الغربي من حلب) هجم عناصر هيئة تحرير الشام على عناصر من حركة نور الدين الزنكي المحسوبة على “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة لجيش سوريا الحر. وعلى حد تعبير هيئة تحرير الشام فقد تم الهجوم بسبب “ميل حركة نور الدين الزنكي للمصالحة والتسوية مع النظام السوري” (خطوة، 5 تشرين أول/ أكتوبر 2018). وبعد 36 ساعة من المواجهات وسقوط عدد من القتلى تم التوصل على اتفاقية تهدئة بين الأطراف (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 6 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
• وقام عناصر من هيئة تحرير الشام بالهجوم على بلدة معرة مصري (على مبعدة ما يقارب 8 كلم إلى الشمال من إدلب) مستهدفين خلية لتنظيم الدولة الإسلامية. أسفر الهجوم عن مقتل ستة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية والإفراج عن أسيرين كانا محتجزان لدى التنظيم (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 7 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
• وقامت وحدات من الجيش السوري بقصف مدفعي على عناصر الحزب الإسلامي التركستاني (عناصر الأويغور ذوي الأصول الصينية) حاولوا اللتسلل باتجاه مواقع الجيش السوري في منطقة كفر المنصوره، في الجزء الجنوبي الغربي من محافظة إدلب. قُتل الكثير من العناصر بينما انسحب الباقون (سانا، 7 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

محيط دير الزور- البوكمال

تواصل الهجوم الذي تشنه قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بمساعدة قوات التحالف الدولي على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في مقاطعتهم الواقعة في منطقة إلى الشمال من البوكمال. وتركز القتال هذا الأسبوع في منطقة السوسه. حيث قامت القوات الكردية بتحرير قرى الباغوز فوقاني وبدأت تتقدم نحو الشمال. قام عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بشن عدد من الهجمات المضادة (SDF Media Center، 4 تشرين أول/ أكتوبر 2018; حساب تويتر @abduljabbar1612، 5 تشرين أول/ أكتوبر 2018). في غضون ذلك قامت طائرات التحالف الدولي بإلقاء مناشير على مقاطعة تنظيم الدولة الإسلامية إلى الشمال من البوكمال دعت فيها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية للاستسلام (حساب تويتر دير الزور 24، 6 تشرين أول/ أكتوبر 2018). وبحسب المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان (5 تشرين أول/ أكتوبر 2018)، فقد قُتل منذ بداية العملية التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية (SDF) في منطقة البوكمال (10 أيلول/ سبتمبر 2018) حوالي 240 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية و 126 عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية (SDF).

• في 5 تشرين أول/ أكتوبر 2018 أطلقت قوات التحالف الدولي المتواجدة في منطقة بلدة الباغوز فوقاني قنابل هاون وقامت بقصف مدفعي على مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في قرية موزان، إلى الشرق من السوسة وفي ضواحي بلدة السوسه (صفحة فيسبوك فرات بوست، 6 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

• وفي منطقة هجين الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية دارت مواجهات بين القوات الكردية وبين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. وأفادت التقارير عن مقتل عدد من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (SDF Media Center، 4 تشرين أول/ أكتوبر 2018). قوات التحالف الدولي تتركز في القاعدة العسكرية الموجودة في حقل العمر النفطي إلى الشمال من الميادين، حيث قامت هذه القوات بإطلاق عدد من صواريخ أرض على مدينة هجين (فرات بوست، 5 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

ردود تنظيم الدولة الإسلامية

• في مدينة البصيره (على مبعدة ما يقارب 15 كلم إلى الشمال من الميادين) قام عنصران من تنظيم الدولة الإسلامية يركبان دراجة نارية بإلقاء عبوات ناسفة أسفرت بعد انفجارها عن مقتل أربعة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (SDF) (حساب تويتر فرات بوست، 4 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
• في 3 تشرين أول/ أكتوبر 2018 فجّر تنظيم الدولة الإسلامية سيارة ملغمة استهدفت رتل سيارات لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) في بلدة غرانيج، على مبعدة ما يقارب 38 كلم إلى الشمال من البوكمال. أسفر التفجير عن مقتل أربعة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية (SDF) وجرح عدد آخر منهم (صفحة فيسبوك فرات بوست، 3 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
• تنظيم الدولة الإسلامية أعلن أن مقاتليه قد جعلوا قوات سوريا الديمقراطية (SDF) تدخل إلى حقل ألغام في محيط بلدة الباغوز، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من عناصرها (حساب تويتر Drexl Spivey@RisboLensky، 6 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

قوات روسية تنتشر في ريف البوكمال

• في 6 تشرين أول/ أكتوبر 2018 أفادت التقارير بأن قوات روسية انتشرت في ريف البوكمال. وذلك لأول مرة منذ أن احتل الجيش السوري والقوات المساندة له الضفة الغربية لنهر الفرات من تنظيم الدولة الإسلامية. وجاء في الأنباء أن روسيا معنية بالتواجد في المحيط الذي تسيطر عليه مليشيات إيرانية والذي تخضع أجوائه لسيطرة طائرات قوات التحالف الدولي. كما جاء أن من الوارد أن روسيا تخطط لبناء مطار عسكري في محافظة دير الزور ليكون المطار الثاني بعد مطار حميميم (Syria TV، 6 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

    
توثيق تواجد الجنود الروس في محيط البوكمال على الضفة الغربية لنهر الفرات (Syria TV، 6 تشرين أول/ أكتوبر 2018)

جنوب سوريا

المعركة في منطقة السويداء

• في منطقة السويداء يواصل الجيش السوري تقدمه شرقاً في بادية السويداء ويعمل على تعزيز سيطرته على المناطق التي احتلها من تنظيم الدولة الإسلامية. وفي هذا السياق أفادت وسائل إعلام النظام السوري بان الجيش السوري والقوات المساندة له قد تقدموا في المنطقة الواقعة إلى الشمال الغربي من الصف، معقل تنظيم الدولة الإسلامية، وان الجيش السوري قد احتل ارض قاع البنات (سانا، 5 تشرين أول/ أكتوبر 2018). كما وأفادت وسائل الإعلام بان الجيش السوري أحبط محاولة لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية للتسلل باتجاه أحد مواقعه على المحور الشمالي الغربي للصفا. وقد قُتل قسم من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ومنهم قناصة كانوا يرتدون أحزمة ناسفة (سانا، 7 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
• في 7 تشرين أول/ أكتوبر 2018 احتل الجيش السوري بمساعدة سلاح الجو الروسي عدداً من مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة قبر الشيخ حسين (الواقع في القسم الغربي من الصفا). أسفرت العملية عن مقتل أكثر من عشرة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية (المصدر نيوز، 7 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

تنظيم الدولة الإسلامية يُعدم إحدى النساء الدرزيات المخطوفات

• في 2 تشرين أول/ أكتوبر 2018 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن إعدام ثريا أبو عمار، وهي إحدى النساء الدرزيات المخطوفات والمحتجزة لدى التنظيم منذ 30 تموز/ يوليو 2018. وعلى وقع هذا النبأ خرجت مظاهرات شارك فيها عشرات من سكان السويداء، حيث احتج المتظاهرون على عملية الإعدام وعلى فشل السلطات السورية والروسية في التوصل إلى طريقة للإفراج عن المخطوفين المحتجزين لدى تنظيم الدولة الإسلامية. وأثناء تظاهرهم قام المتظاهرون بتطويق مبنى المكتب العام للمحافظة، حيث مقر حاكم الولاية التابع للنظام السوري والطريق المؤدية على مركز المدينة (سوريا نت، 2 تشرين أول/ أكتوبر، صفحة فيسبوك السويداء 24، 6 تشرين أول/ أكتوبر 2018). وعلى أثر المظاهرات أغلقت قوات النظام السوري معظم الشوارع المؤدية على مركز مدينة السويداء (سوريا نت، 9 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

    
على اليمين: مظاهرة لسكان السويداء مطالبة بالإفراج عن النساء المخطوفات وعن الأطفال الذين يحتجزهم تنظيم الدولة الإسلامية. على اليسار: صور المخطوفين (صفحة فيسبوك السويداء 24، 5 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

• في 7 تشرين أول/ أكتوبر 2018 أفادت تقارير بأن النظام السوري وفي سعيه لدفع صفقة الإفراج عن المخطوفين والمخطوفات وافق على الإفراج عن 38 معتقلة من بنات قادة وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 7 تشرين أول/ أكتوبر 2018). الجدير ذكره أن تنظيم الدولة الإسلامية يطالب إضافة إلى الإفراج عن معتقلاته بمبلغ مليون دولار عن كل امرأة وطفل من المحتجزين السبعة والعشرين (روسيا اليوم، 4 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

أهم التطورات في العراق

عمليات قوات الأمن العراقية

• تواصل قوات الأمن العراقية أعمالها المكثفة للقضاء على عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في الأراضي العراقية. فيما يلي أهم العمليات التي قامت بها قوات الأمن العراقية خلال الأسبوع المنصرم:
• منطقة الرطبه:
  • قام الجيش العراقي باعتقال عنصر بارز من تنظيم الدولة الإسلامية مع اثنين من مرافقيه وتم تدمير سيارتهم إلى الجنوب من الرطبه في غرب محافظة الأنبار. وأفادت التقارير بان العنصر البارز الذي تم اعتقاله كان مسئولا عن زرع العبوات الناسفة التي تستهدف أفراد قوات الأمن العراقية والمواطنين العراقيين (عراقي نيوز، 3 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
  • اعتقلت قوة من الجيش العراقي أربعة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في قضاء الرطبه في غرب محافظة الأنبار. وبالإضافة لذلك تم تدمير ثلاثة مخابئ لتنظيم الدولة الإسلامية وتفجير سبع عبوات ناسفة بطريقة مدروسة والعثور على قاعدة لإطلاق صواريخ مخترقة للدروع (وكالة الأنباء العراقية، 4 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
  • في منطقة الموصل: اعتقلت قوة من الجيش العراقي خلية نائمة لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة السحاجي، على مبعدة ما يقارب 13 كلم إلى الغرب من الموصل (وكالة الأنباء العراقية، 5 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

• منطقة كركوك: بين نهر دجله وقرية الحوايج، على مبعدة حوالي 84 كلم إلى الجنوب الغربي من كركوك، عثرت القوات العراقية على نفق كان يُستخدم مخبئاً لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية. وفي داخل النفق تم العثور على 15 كغم من المواد المتفجرة من نوع C4، ولوحة لإنتاج الطاقة الكهربائية من أشعة الشمل وملابس ومعدات أخرى (وكالة الأنباء العراقية، 5 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
• منطقة بغداد: قامت قوة من الجيش العراقي بالتحرك استناداً إلى معلومات استخبارية وطوقت وقتلت ثلاثة إرهابيين انتحاريين ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الإصلاح، على مبعدة حوالي 6 كلم إلى الجنوب الغربي من بغداد (وكالة الأنباء العراقية، 7 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

تنظيم الدولة الإسلامية

وعلى ضوء العمليات الاستباقية المكثفة التي تمارسها قوات الأمن العراقية بمساعدة قوات التحالف الدولي، يبدو أنه وعلى الرغم من هذه الجهود فإن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المتبقين في المنطقة يصرون على التحرك وتنفيذ العمليات. ويدوا أن هناك انشقاقات في صفوف قادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، حيث جاء في هذا السياق أنه قد تم بأمر من أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم، إعدام ابو عثمان العراقي الذي كان مسؤولاً عن الأموال (أمير المال) في التنظيم. وقد اتهم العراقي باختلاس أموال التنظيم وحين تم إلقاء القبض عليه كان يحاول الهروب من العراق (وكالة الأنباء العراقية، 4 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

شبه جزيرة سيناء ومصر

الجيش المصري يقتل قيادي كبير من تنظيم الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء

• في 2 تشرين أول/ أكتوبر 2018 أعلن الجيش المصري عن مقتل أبو حمزه المقدسي، أكبر قادة ولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، حيث قُتل جراء غارة جوية للقوات المصرية. والمقدسي هو فلسطيني من قطاع غزه وكان مسؤولاً عن تدريب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية والتخطيط لتنفيذ العمليات (الجزيره، 2 تشرين أول/ أكتوبر 2018; صفحة فيسبوك وموقع اتحاد قبائل سيناء، 3 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
• أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن موت المقدسي في الشبكات الاجتماعية في سياق نشراته تحت عنوان “قوافل الشهداء” (حساب تويتر غسان ابو فنه@eFwLsOSsbs0hw3X، 2 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

• في البيان رقم 28 الصادر عن هيئة الأركان المصرية لخص الناطق باسم القوات المسلحة المصرية الإنجازات التي حققتها القوات في حربها على الإرهاب في شبه جزيرة سيناء حتى الآن (الناطق باسم القوات المسلحة المصرية، 8 تشرين أول/ أكتوبر 2018). وعلى خلفية هذا البيان يؤكد احد المقالات المنشورة في جريدة الأهرام أن العملية قد حققت أهدافها في مجال شل حركة التنظيمات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء بعد أن دمرت جميع الأسلحة الثقيلة التي كانت بحوزة التنظيم. كما وأفلحت القوات المصرية بتامين الحدود ومنع تسلل الإرهابيين إلى مصر. وعلى حد تعبير المقال فإن الدليل على النجاح هو حقيقة أنه خلال الشهرين الأخيرين لم تقع أي عمليات إرهابية (الأهرام، 9 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

أعمال المنع والوقاية

ليبيا

• أعلن الجيش الليبي عن اعتقاله زعيم (أمير) تنظيم الدولة الإسلامية في درنه (أخبار ليبيا، 8 تشرين أول/ أكتوبر 2018). هاشم علي عشماوي مسعد إبراهيم، أمير تنظيم الدولة الإسلامية، يبلغ من العمر 43 سنة وهو من أصل مصري وخدم سابقاً في الجيش المصري وفي القوات المصرية الخاصة بصفة رجل أمن وترقى إلى رتبة رائد, في عام 2011 تم عزله من الخدمة العسكرية بعد حالات قام فيها بالتحريض على النظام المصري (أخبار ليبيا، 8 تشرين أول/ أكتوبر 2018; مصراوي، 8 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
• في 27 نيسان/ أبريل 2013 سافر إلى تركيا ومن هناك تسلل إلى سوريا، حيث تلقى تدريبات عسكرية وتعليم إعداد المواد المتفجرة. وعند عودته إلى مصر انضم إلى التنظيمات الإرهابية. شارك في عدد من العمليات في مصر، وأبرزها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم في عام 2013 وكذلك اغتيال النائب العام هشام بركات وكذلك قتل 22 جندياً مصرياً في وادي الفرافره في جنوب غرب مصر في عام 2014. وكان عشماوي أيضا من المجموعة التي خططت لاقتحام معسكر الكتيبة 10 في الجيش المصري في عام 2015، حيث قُتل في تلك العملية تسعة وعشرون جنديا مصرياً. في عام 2014 وخلال العملية في وادي الفرافره أصيب عشماوي لكنه أفلح في اجتياز الحدود من مصر إلى مدينة درنه في ليبيا (أخبار ليبيا، 8 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

الولايات المتحدة

• الرئيس المريكي دونالد ترامب أعلن عن استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة في محاربة الإرهاب، حيث تم التشديد فيها على أسلوب إدارة ترامب في كل ما يخص منع الإرهاب والقضاء عليه. وتشدد هذه الاستراتيجية على تركيز محاربة الإرهاب الذي يستهدف الولايات المتحدة. فيما يلي أبرز نقاط هذه الاستراتيجية (موقع البيت الأبيض، 4 تشرين أول/ أكتوبر 2018):
  • عناصر الإرهاب المسلمين وعلى رأسهم تنظيم الدولة الإسلامية يشكلون التهديد الأكبر على الولايات المتحدة. وعلى الرغم من الجهود الناجحة التي تبذلها الولايات المتحدة ودول التحالف في سوريا والعراق في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، غير أن هذا التنظيم ينجح في نشر الإرهاب في الغرب. كما ويحاول تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة إعادة توسيع رقعة نفوذهم وتأثيرهم وحضورهم في سوريا.
  • ولأجل هزيمة الإرهاب الإسلامي ينبغي الكشف عن الطبيعة المدمرة لفكره وإفشال استخدامهم للإنترنت لتجنيد النشطاء وتنفيذ العمليات.
  • إيران لا زالت أبرز الدول الداعمة للإرهاب في العالم حيث تعمل برعايتها تنظيمات إرهابية وعلى رأسها حزب الله وقوات الحرس الثوري التي يترأسها جهاز مخابرات قوي. هؤلاء يهددون الولايات المتحدة والعالم بأسره.
• تؤكد الاستراتيجية على أهمية استخدام وسائل غير عسكرية لمحاربة الإرهاب مثل تطبيق القانون والاستخبارات والدبلوماسية والوسائل الاقتصادية وغيرها.

أفغانستان

• في إقليم ننجرهار في شرق أفغانستان قامت قوات أفغانية بمساعدة من قوات أمريكية بشن عدد من الغارات الجوية باستخدام طائرات مُسيرة على قواعد وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية. ووفقاً لما ورد من تقارير فقد قُتل في هذه العمليات وجُرح بضعة عشرات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. كما وتم الإفادة عن تدمير معسكرات التدريب التابعة للتنظيم (www.khaama.com، 7 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

الحرب الدعائية المعنوية

تنظيم الدولة الإسلامية يهدد بعمليات خلال عروض موسيقية في العالم

• نُشر في حساب تويتر التابع لمؤسسة رماح (Rimah) الإعلامية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية صورة يظهر فيها رجل يلبس بذلة ويحمل سكيناً وراء ظهره على خلفية عرض موسيقي. ويصرح تنظيم الدولة في هذا الإعلان أن بنيته “المباغتة” والضرب خلال عروض موسيقية في أوروبا. في المرة الأخيرة التي تم فيها نشر إعلان مماثل كانت في شهر أيار/ مايو 2017 بعد العملية التي تمت أثناء عرض موسيقي في مدينة مانشستر في بريطانيا، حيث قُتل وجُرح عدد كبير من الأشخاص. وفي الإعلان الذي تم نشره آنذاك يظهر رجل ملتحي وجريحة على زاوية شارع في مانشستر بالقرب من موقع العملية. وظهرت على جانب الصورة عبارة “سوف نحقق وعدنا” (the Sun، 6 تشرين أول/ أكتوبر 2018; PJ Media، 5 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

مقالات أخرى متصلة