نظرة على الجهاد العالمي (7– 13 كانون ثاني/ ديسمبر 2017)

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمة في قاعدة حميميم (موقع الكرملين على الإنترنت، 11 كانون أول/ ديسمبر 2017).

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي كلمة في قاعدة حميميم (موقع الكرملين على الإنترنت، 11 كانون أول/ ديسمبر 2017).

لقاء بوتين وبشار الأسد في قاعدة حميميم (موقع الكرملين على الإنترنت، 11 كانون أول/ ديسمبر 2017).

لقاء بوتين وبشار الأسد في قاعدة حميميم (موقع الكرملين على الإنترنت، 11 كانون أول/ ديسمبر 2017).

سيرغي رودسكوي في مؤتمر صحفي على خلفية تصوير للضربات الجوية الروسية التي أنزلها سلاح الجو الروسي (موقع وزارة الدفاع الروسية على الإنرنت، 7 كانون أول/ ديسمبر 2017).

سيرغي رودسكوي في مؤتمر صحفي على خلفية تصوير للضربات الجوية الروسية التي أنزلها سلاح الجو الروسي (موقع وزارة الدفاع الروسية على الإنرنت، 7 كانون أول/ ديسمبر 2017).

لقاء بين قيادات رفيعة من قوات سوريا الديمقراطية (SDF) ومن الجيش العراقي في إطار محادثات أفضت إلى اتخاذ قرار بإنشاء مركز تنسيق مشترك لحماية الحدود العراقية- السورية (موقع قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، 10 كانون أول/ ديسمبر 2017).

لقاء بين قيادات رفيعة من قوات سوريا الديمقراطية (SDF) ومن الجيش العراقي في إطار محادثات أفضت إلى اتخاذ قرار بإنشاء مركز تنسيق مشترك لحماية الحدود العراقية- السورية (موقع قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، 10 كانون أول/ ديسمبر 2017).

أهم أحداث الأسبوع
  • قام الرئيس الروسي هذا الأسبوع بزيارة غير مرتقبة إلى سوريا. وصرح أثناء زيارته أن مهمة مكافحة الإرهاب في سوريا قد “انتهت إلى حد كبير”. وعليه، فسيعود إلى روسيا “قسم كبير” من القوات الروسية المتواجدة في سوريا، لكن القوات الروسية ستواصل أعمالها في قاعدتيّ حميميم وطرطوس. وباعتقادنا فإن القوات الروسية التي ستظل في سوريا ستواصل مساعدتها للنظام السوري في حربه ضد تنظيمات المتمردين، وهي حرب لم تنته بعد (ويتم “التصويب” حالياً على محيط إدلب). وعدا ذلك فسيتم استخدام الحضور العسكري الروسي كرافعة في أيدي روسيا لمواصلة الحفاظ على تأثيرها على النظام السوري ولضمان مصالحها إزاء هذا الواقع المتزايد تعقيداً في سوريا.
  • أعلن السوريون (والروس) عن اكتمال تطهير غور الفرات في المحيط الواقع بين الميادين والبوكمال (مع أن الصحاري الواقعة على جانبي الفرات تبقى فيها المئات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين يواصلون تنفيذ العمليات). وأفاد الإعلام العربي والروسي أن هناك استعدادات تجري لنقل مئات الجنود من محيط دير الزور إلى محيط حماة، ومن هناك سينطلق الهجوم على معاقل الإرهابيين في منطقة إدلب. الجيش السوري وبمساعدة المليشيات المدعومة إيرانياً وبتغطية جوية روسية قد بدأ ضرب تنظيمات المتمردين في ريف حماة الشمالي الشرقي.
  • انفجرت عبوة ناسفة مرتجلة تم إعدادها بطريقة غير احترافية في قلب مانهاتن في نيويورك كان يحملها إرهابي مهاجر من بنغلادش. أصيب الإرهابي بجروح جسيمة وأصيب معه ثلاثة أشخاص بجروح خفيفة. وأثناء التحقيق مع الإرهابي قال أنه قد نفذ العملية بإيحاء من تنظيم الدولة الإسلامية انتقاماً للضربات الأمريكية في سوريا وفي أماكن أخرى. وقد تشبع الإرهابي بأفكار التطرف من خلال مشاهدته للنشرات التحريضية التي يبثها تنظيم الدولة الإسلامية، ومن جملتها دعوة المسلمين لتنفيذ عمليات في دولهم. وهذه هي ثاني عملية مستوحاة يتم تنفيذها في أمريكا خلال الأسابيع الأخيرة. وتدل هذه العمليات أن جهاز تنظيم الدولة الإسلامية الدعائي لا زال يتمتع بقدرة (دافعية) على بث النداءات لتنفيذ العمليات عبر الإنترنت في أوساط المجتمعات الإسلامية، وخاصة في الولايات المتحدة ودول الغرب، وأن هناك من يتعاطف مع هذه النداءات. وقد تُعتبر الأعياد المسيحية الوشيكة مواقيت مفضلة لتنفيذ العمليات.
التدخل الروسي في سوريا
زيارة الرئيس الروسي إلى سوريا
  • قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا في 11 كانون أول/ ديسمبر 2017 في زيارة مفاجئة. إنها أول زيارة له لسوريا منذ بداية التدخل الروسي العسكري في سوريا (30 أيلول/ سبتمبر 2015). حطّت طائرة الرئيس الروسي في قاعدة سلاح الجو الروسي في حميميم. وكان في استقباله الرئيس السوري ووزير الدفاع السوري وقائد القوات الروسية في سوريا. وقام الرئيس الروسي معه باستعراض القوات العسكرية الروسية في القاعدة بمشاركة وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، ورئيس هيئة أركان الجيش السوري علي أيوب.
  • وفي الكلمة التي ألقاها بوتين قال أن مهمة محاربة الإرهاب في سوريا قد “اكتملت إلى حد كبير” وتم إنهائها ببراعة على أيدي “القوات الروسية المسلحة”. وعليه فقد قرر الرئيس الروسي أن قسم كبير من القوات الروسية الموجودة في سوريا ستعود إلى البيت، إلى روسيا لتعيد انتشارها في قواعدها العسكرية الدائمة. ومع ذلك أضاف بوتين أن القواعد الروسية في حميميم وطرطوس ستواصل عملها بشكل دائم. “وإذا رفع الإرهابيون رؤوسهم مرة أخرى فسنُنزل بهم ضربات غير مسبوقة لم يعهدوها من قبل” (موقع مؤسسة الرئاسة الروسية على الإنترنت، kremlin.ru، 11 كانون أول/ ديسمبر 2017).
  • فيما يلي تعليقات روسية رسمية وغير رسمية بشأن طريقة إخراج القوات الروسية من سوريا وحجم القوات التي سيتم إخراجها:
    • سيرغي سوروبكين، قائد القوات الروسية في سوريا أعلن أنه امتثالاً لأمر الرئيس فلاديمير بوتين بشأن سحب القوات الروسية من سوريا، ستخرج من الدولة 25 طائرة (23 طائرة ومروحيتين من طراز K-52)، ووحدة من الشرطة العسكرية الروسية وقوة للمهام الخاصة وفريق المستشفى الميداني وقوات هندسية. وقال أن القوات السورية المتبقية في سوريا سيكون بوسعها مستقبلاً تنفيذ مهام بنفس الكفاءة التي كانت عليها في السابق.
    • سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي قال أن انسحاب القوات الروسية من سوريا قد بدأ فعلاً وقال أن المدة التي ستستغرقها مغادرة القوات الروسية ستتوقف على الوضع على أرض الميدان (موقع قناة زبزاده، موقع إنترنت تابع لوزارة الدفاع الروسية، 11 كانون أول/ ديسمبر 2017).
    • فرانتس كلينتسيفيتش، نائب رئيس لجنة الشؤون الأمنية في روسيا ، قال أن انسحاب القوى البشرية والمعدات العسكرية الروسية من سوريا سيستمر قرابة الشهر (RBC، 11 كانون أول/ ديسمبر 2017; تاس، 12 كانون أول/ ديسمبر 2017).
    • وقال مصدر لـ RBC (موقع إخباري روسي) المُقرب من وزارة الدفاع الروسية أن من المُخطط أن يتم إخراج ثُلثي القوات البشرية والمعدات الروسية من الدولة. وقال خبير عسكري روسي يُدعى فيكتور موروحوفسكي أن روسيا قد حاولت الانسحاب من سوريا في عام 2016 ولم ينجح الأمر لعدم جاهزية القوات السورية. وقال أن هذا الوضع على ما يبدو لن يتكرر (RBC، 11 كانون أول/ ديسمبر 2017; تاس، 12 كانون أول/ ديسمبر 2017).

تصريحات بوتين تعبر علناً عن التصريحات الروسية التي صدرت خلال الأسابيع الأخيرة بشأن اعتزام روسيا تقليص وجودها العسكري في سوريا على خلفية الشعور السائد بتحقيق المكاسب إزاء انهيار “الدولة الإسلامية”. ومع ذلك فإن تصريحات بوتين توضح أن بعض القوات (لا نعرف حجمها) ستظل في سوريا لمساعدة النظام السوري في حربه المنتظمة ضد تنظيمات المتمردين، وهي حرب لم تنته بعد (ما زال محيط إدلب خاضعاً لسيطرة تنظيمات المتمردين في ظل هيمنة هيئة تحرير الشام- جبهة النصرة سابقاً). وعدا ذلك فباعتقادنا فإن القوات الروسية الدائمة في سوريا ستُستخدم رافعة بأيدي بوتين للإبقاء على تأثيره على النظام السوري ولتأمين المصالح الروسية في ظل الواقع المعقد الآخذ بالتشكل في سوريا.

أهم التطورات في سوريا
تطهير غور الفرات
  • في 7 كانون أول/ ديسمبر 2017 أعلن السوريون عن انتهاء تطهير غور الفرات في المحيط بين الميادين والبوكمال. قوات الجيش السوري بقيادة سهيل حسن (“النمر”) تقدمت من ناحية مدينة الميادين والتأمت مع القوات السورية التي احتلت البوكمال مؤخراً. وعلى حد ما جاء في البيان الروسي فقد قُتل الكثير من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وتم العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر وتدميرها، بما فيها عشرات الدبابات وناقلات الجند المصفحة (بطولات الجيش السوريי، 7 كانون أول/ ديسمبر 2017). وقد استعانت قوات سهيل حسن التي عملت في غور الفرات بمساعدة جوية روسية. وقال سيرغي رودسكوي، وهو عضو رفيع في هيئة الأركان الروسية، أن الطائرات الروسية قد قضت ما بين 2 إلى 7 كانون كانون أول/ ديسمبر على أكثر من 550 إرهابي ومن جملتهم 130 إرهابي انتحاري وألحقت أضراراً كبيرة بست دبّابات و 14 سيارة مُلغمة و 19 سيارة رباعية الدفع تحمل رشاشات ثقيلة (موقع وزارة الدفاع الروسية على الإنرنت، 7 كانون أول/ ديسمبر 2017).

سهيل الحسن ("النمر") الذي ترأس القوات التي انتهت من تطهير غور الفرات (بطولات الجيش السوريי، 7 كانون أول/ ديسمبر 2017).
سهيل الحسن (“النمر”) الذي ترأس القوات التي انتهت من تطهير غور الفرات (بطولات الجيش السوريי، 7 كانون أول/ ديسمبر 2017).

  • وصرح مندوب عن التحالف الدولي أمام وسائل الإعلام الروسية أنه ووفقاً لتقديرات التحالف لا يزال هناك وجود لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق الواقعة وراء ضفتي نهر الفرات. وعليه فستتواصل الضربات الجوية لقوات التحالف، والتي تأتي لدعم قوات سوريا الديمقراطية (SDF) على الضفة الشرقية لنهر الفرات، في حين يواصل السوريون وسلاح الجو الروسي ضرب مواقع على الضفة الغربية للفرات ما بين الميادين والبوكمال. يواصل التحالف الدولي العمل بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (SDF) لضمان عودة تلك المناطق إلى المناطق التي تم تحريرها (Sputnik، 9 كانون أول/ ديسمبر 2017).
معدات حربية اغتنمت من تنظيم الدولة الإسلامية في محيط دير الزور
  •   في 9 كانون أول/ ديسمبر 2017 نشرت وكالة الأنباء السورية شريطاً مصوراً استُعرضت فيه كميات كبيرة من المعدات الحربية بأنواعها المتعددة كانت بحوزة تنظيم الدولة الإسلامية وغنمها الجيش السوري في محافظة دير الزور. وتظهر في الشريط أسلحة خفيفة ومدافع مضادة للطائرات وراجمات وانواع عديدة من السيارات المصفحة بصناعة محلية لتنظيم الدولة الإسلامية، وناقلات جند مصفحة ومدافع وصواريخ مضادة للدبابات وطوّافات هوائية وذخيرة للمدفعية والأسلحة الخفيفة (حساب وكالة سانا للأنباء على اليوتيوب، 9 كانون أول/ ديسمبر 2017). فيما يلي بعض العينات.
راجمات وبنادق رشّاشة.    مدافع مضادة للطائرات محمولة على سيارات رباعية الدفع
على اليمين: راجمات وبنادق رشّاشة. على اليسار: مدافع مضادة للطائرات محمولة على سيارات رباعية الدفع
صواريخ مضادة للدبابات.     وّافات هوائية.
على اليمين: صواريخ مضادة للدبابات. على اليسار: طوّافات هوائية.
أعمال تنظيم الدولة الإسلامية
  • أفاد تنظيم الدولة الإسلامية أن عناصره يواصلون ضربهم للمواقع السورية في محيط البوكمال:
    • في 11 كانون أول/ ديسمبر 2017 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أن عناصر التنظيم قد نفذوا هجوماً واسعاً على مواقع للجيش السوري إلى الشمال الغربي من البوكمال (حق، 11 كانون أول/ ديسمبر 2017).
    • في 12 كانون أول/ ديسمبر 2017 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن قتل أكثر من 41 جندياً من الجيش السوري والمليشيات (الشيعية) ووقوع ثلاثة جنود أسرى بأيدي التنظيم، وذلك خلال اشتباكات مع عناصر التنظيم في ريف البوكمال الشمالي والشمالي الغربي. وزعم تنظيم الدولة الإسلامية بأنه قد سيطر على أربع قرى وبلدتين ومنها الصالحية (والتي توجد فيها غرفة قيادة عمليات مشتركة للجيش الروسي والقوات الكردية والعشائر العربية) (حق، 12 كانون أول/ ديسمبر 2017).
لجنة مشتركة روسية- كردية تتولى إدارة المناطق إلى الشرق من نهر الفرات
  • في 3 كانون أول/ ديسمبر 2017 انعقد اول لقاء للجنة إدارة المناطق إلى الشرق من نهر الفرات مع مندوبين عن القوات الروسية في سوريا. وتم اللقاء في قرية الصالحية، إلى الجنوب من الميادين (وهي القرية التي تم فيها تشكيل غرفة قيادة عمليات مشتركة للجيش الروسي والقوات الكردية والعشائر العربية المحلية في محافظة دير الزور). وشارك في اللقاء 23 مندوباً يمثلون جميع المجموعات العرقية والدينية التي تقطن إلى الشرق من نهر الفرات وكذلك مندوب عن القوات الروسية في سوريا، اللواء يفغيني بوبلافسكي (Evgeniy Poplavsky)، قائد القوات المشتركة في اللواء الشرقي في الجيش الروسي.
  • وفي كلمته أثناء اللقاء قال بوبلافسكي أن وحدات المليشيات المؤلفة من القوات الكردية (YPG) ومن عشائر شرق الفرات قد أوشكت على إنهاء حملتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى الشرق من دير الزور. وعلى حد قوله فإن قيادة القوات الروسية في سوريا في قاعدة حميميم قامت بتنسيق أعمال الوحدات التي عملت إلى الشرق من الفرات. وقال بوبلافسكي أن إعادة النظام الروتيني إلى المناطق المُحررة تتصدر سلم الأولويات. ولهذا وُضعت في غرفة العمليات المشتركة في الصالحية وحدات من مركز المصالحة الروسية في سوريا لغرض مساعدة القادة المحليين على تشكيل اللجان الإدارية للمناطق الواقعة إلى الشرق من نهر الفرات. كما ويساعد خبراء من مركز المصالحة الروسي إلى جانب مندوبي اللجان المحلية المتشكلة على خلق الظروف لعودة السكان ونقل المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
  • رئيس اللجنة الإدارية للمناطق في شرق محافظة دير الزور، حسن يوسف، ألقى خلال اللقاء كلمة شكر فيها القوات الروسية على دعمها في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية وتحرير المناطق في دير الزور من قبضة “الإرهابيين”. وأعرب عن ثقته بأن اللجنة ستمارس أعمالها بدعم من مركز المصالحة الروسي. محمد نوري، نائب رئيس اللجنة، والمندوب عن القوات الكردية (YPG) شكر روسيا على إعادة السلام للأراضي السورية وقال أن الوحدات الكردية جاهزة لتوفير الأمن لوحدات الجيش الروسي الموجودة على الضفة الشرقية لنهر الفرات. كما وقال محمود نوري أن قوات YPG قد قاتلت بشكل ناجع ضد تنظيم الدولة الإسلامية تحت القيادة الروسية (صفحة وزارة الدفاع الروسية على الفيسبوك، 4 كانون أول/ ديسمبر 2017).
بداية معركة احتلال محافظة إدلب (؟)

أفادت وسائل إعلام عربية وسورية أن هناك استعدادات تجري لنقل مئات الجنود من ريف دير الزور بقيادة سهيل حسن (“النمر”) إلى ريف حماة (القدس العربي، 11 كانون أول/ ديسمبر 2017). وبالتزامن مع ذلك أفادت تقارير بان المعركة ضد معقل المتمردين في محافظة إدلب قد انطلقت. وبتقديرنا فإن هذا يعني تحويل الاهتمام السوري (والروسي) من غور الفرات إلى محيط إدلب. وهذا هو المحيط الذي ظل أبرز معقل للمتمردين في سوريا وقوات هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) هي القوات الأبرز فيه. واحتلال هذا المحيط سيُنزل ضربة قاسية بتنظيمات المتمردين ومن جملتها هيئة تحرير الشام.

  • في 11 كانون أول/ ديسمبر 2017 أفادت تقارير بأن الجيش السوري بمساعدة المليشيات المدعومة إيرانياً وتحت غطاء جوي روسي بدأ معركته ضد قوات المتمردين في المحيط الشرقي لمحافظة حماة. ويأتي ذلك في سياق الهجوم لتحرير محافظة إدلب من قبضة تنظيمات المتمردين. وهيئة تحرير الشام (وهي التنظيم الأبرز في تنظيمات المتمردين) وعدد من فصائل جيش سوريا الحر قد أرسلوا تعزيزات لاستعادة عدد من القرى في المحيط الريفي بعد ان احتلها الجيش السوري. وجاء في التقارير أن الهدف الأول الذي يسعى إليه الجيش السوري هو تحرير مطار أبو الظهور العسكري الواقع إلى الجنوب الشرقي من إدلب (رويترز بالعربية، 11 كانون أول/ ديسمبر 2017).
  • في 12 كانون أول/ ديسمبر 2017 أعلن الجيش السوري عن احتلال قرية بليل في المحيط الريفي إلى الشمال الشرقي من حماة. وفي الشريط المصور الذي نشره الإعلام الحربي للجيش السوري يظهر إطلاق قذائف صاروخية وقصف مدفعي للجيش السوري تحت غطاء جوي لاستهداف مواقع لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).
دبّابة للجيش السوري تضرب مواقع لهيئة تحرير الشام في محيط قرية بليل.   إصابة موقع لهيئة تحرير الشام في قرية بليل بنيران أطلقتها دبابة للجيش السوري  (الحدث سوريا، 12 كانون أول/ ديسمبر 2017).
على اليمين: دبّابة للجيش السوري تضرب مواقع لهيئة تحرير الشام في محيط قرية بليل. على اليسار: إصابة موقع لهيئة تحرير الشام في قرية بليل بنيران أطلقتها دبابة للجيش السوري
(الحدث سوريا، 12 كانون أول/ ديسمبر 2017).
تنظيم الدولة الإسلامية يفجر عبوة ناسفة في حافلة صغيرة لنقل الركاب في حمص
  •   في 5 كانون أول/ ديسمبر 2017 اعلنت مصادر سورية رسمية عن انفجار عبوة ناسفة تم زرعها في حافلة صغيرة لنقل الركاب. وقد تم تفجير العبوة الناسفة بواسطة جهاز للتحكم عن بعد. وبحسب الرواية السورية فقد أسفر التفجير عن مقتل ثمانية مواطنين وجرح 18 آخرين. كما وأصيبت سيارات وعدد من المصالح التجارية القريبة من مسرح العملية (سانا، 5 كانون أول/ ديسمبر 2017). تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن العملية والتي استهدفت بحسب زعمه حافلة لنقل الجنود السوريين (أخبار الياسمين، 5 كانون أول/ ديسمبر 2017).
بقايا الحافلة التي انفجرت فيها العبوة الناسفة التي زرعها تنظيم الدولة الإسلامية في حمص. وبحسب بقايا الحافلة التي تدمرت تقريباً بالكامل، يبدو ان العبوة الناسفة كانت كبيرة.    بقايا الحافلة التي انفجرت فيها العبوة الناسفة في حمص  (سانا، 5 كانون أول/ ديسمبر 2017).
على اليمين: بقايا الحافلة التي انفجرت فيها العبوة الناسفة التي زرعها تنظيم الدولة الإسلامية في حمص. وبحسب بقايا الحافلة التي تدمرت تقريباً بالكامل، يبدو ان العبوة الناسفة كانت كبيرة. على اليسار: بقايا الحافلة التي انفجرت فيها العبوة الناسفة في حمص
(سانا، 5 كانون أول/ ديسمبر 2017).
أهم التطورات في العراق
رئيس الحكومة العراقية يُعلن عن تحرير كامل الأراضي العراقية من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية
  • في 9 كانون أول/ ديسمبر 2017 ألقى رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي كلمة خلال مناسبة احتفالية وأعلن فيها عن تحرير الأراضي العراقية بالكامل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية. واصطف خلف العبادي موكب من سبعين عنصراً من قوات الأمن العراقية. وقال العبادي أن القوات العراقية قد أنهت تطهير معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في غرب محافظة الأنبار، والذي كان “أخر الأراضي العراقية المسلوبة”. ودعا العبادي رجال السياسة إلى تحمل المسؤولية في الحفاظ على الأمن والاستقرار ومنع عودة الإرهاب مجدداً (السومرية نيوز، 9 كانون أول/ ديسمبر 2017; حساب يوتيوب قناة العربية العالمي ، 9 كانون أول/ ديسمبر 2017).

كلمة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بمناسبة الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق  (حساب يوتيوب قناة العراقية العالمية، 9 كانون أول/ ديسمبر 2017).
كلمة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي بمناسبة الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق
(حساب يوتيوب قناة العراقية العالمية، 9 كانون أول/ ديسمبر 2017).

“الحشد الشعبي” ينظف محيط أعالي الفرات
  • في 8 كانون أول/ ديسمبر 2017 أعلنت القيادة العامة للحشد الشعبي (هيئة شاملة للمليشيات الشيعية برعاية إيران) عن انطلاق حملة لاستكمال احتلال صحراء الجزيرة (غرب محافظة الأنبار) حتى الحدود العراقية- السورية (سومريه نيوز، 9 كانون أول/ ديسمبر 2017). وأفادت التقارير أن قوات الحشد الشعبي قامت خلال تلك الحملة بتطهير 35 قرية ومساحة 4300 كلم مربع من تنظيم الدولة الإسلامية وما زالت العمليات مستمرة (السومرية نيوز، 8 كانون أول/ ديسمبر 2017).
تطهير المحيط إلى الغرب من كركوك
  • أعلن مقر قيادة عمليات كركوك في 9 كانون أول/ ديسمبر 2017 عن إطلاق حملة واسعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى الغرب من مدينة كركوك. وأفادت التقارير إنه منذ بداية الحملة قُتل خمسة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية وتم تدمير عدد كبير من الأنفاق والعبوات الناسفة (السومرية نيوز، 9 كانون أول/ ديسمبر 2017).
حرب العصابات التي يمارسها تنظيم الدولة الإسلامية
  • في 8 كانون أول/ ديسمبر 2017 أفادت التقارير بأن قوة من حرس الحدود العراقي قد أحبطت هجوماً لتنظيم الدولة الإسلامية على أحد مقرات قياداته إلى الشمال من معبر الوليد الحدودي، على مبعدة ما يقارب 15 كلم إلى الشمال الشرقي من المثلث الحدودي العراق- سوريا- الأردن. قدم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من سوريا وأثناء الاشتباك معهم جُرح مقاتلان من حرس الحدود العراقي وتكبد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية خسائر كبيرة بالأرواح وانسحبوا إلى عمق الأراضي السورية (السومرية نيوز، 8 كانون أول/ ديسمبر 2017).
  • عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يستهدفون سيارات للحشد الشعبي على مبعدة ما يقارب 11 كلم إلى الجنوب من الحويجه. أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن تدميره ثلاث سيارات وقتل أربعة جنود. واستهدفت خلية أخرى لتنظيم الدولة الإسلامية سيارة للجيش العراقي بعبوة ناسفة تم زرعها في المنطقة ذاتها (أخبار الياسمين، 5 كانون أول/ ديسمبر 2017).
  • في 9 كانون أول/ ديسمبر 2017 قُتل حارس مدني جراء تفجير سيارة ملغمة في وسط مدينة تكريت (السومرية نيوز، 9 كانون أول/ ديسمبر 2017). من غير المعروف فيما إذا كانت تلك العملية من تدبير تنظيم الدولة الإسلامية. تُجدر الإشارة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ مؤخراً بتفجير سيارات ملغمة بدون إرهابيين انتحاريين، إنما بواسطة جهاز تحكم عن بُعد أو بواسطة هاتف محمول.
تنسيق بين قوات سوريا الديمقراطية (SDF) وبين الجيش العراقي لضمان أمن الحدود السورية- العراقية
  • في 10 كانون أول/ ديسمبر 2017 أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (SDF) عن إنشاء مركز مشترك مع الجيش العراقي لتنسيق حماية وأمن الحدود السورية العراقية في محيط محافظة دير الزور. وقد تم اتخاذ هذا القرار في لقاء تم بين قيادات رفيعة من قوات سوريا الديمقراطية (SDF) ومن الجيش العراقي، وتم خلاله مناقشة مسألة حماية الحدود وطرق القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية بشكل نهائي في هذه المنطقة (موقع قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، 10 كانون أول/ ديسمبر 2017; السومرية نيوز، 11 كانون أول/ ديسمبر 2017).
مصر وشبه جزيرة سيناء
تنظيم الدولة الإسلامية يواصل عملياته ضد قوات الأمن المصرية
  • بالرغم من المعركة التي أعلن عنها المصريون ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة سيناء، أفاد تنظيم الدولة الإسلامية بأنه يواصل تنفيذ العمليات ضد قوات الأمن المصرية. في 10 كانون أول/ ديسمبر 2017 أفاد تنظيم الدولة الإسلامية عن تفجير ثمان عبوات ناسفة استهدفت الجنود المصريين ومركباتهم قرب الحدود بين مصر وغزة وتم تدمير جرّار وأصيب شخصان. كما وتم تفجير عبوة ناسفة رشّاشة استهدفت دورية راجلة للجيش المصري وتم تفجير عبوة ناسفة كبيرة في منطقة رفح (حق، 11 كانون أول/ ديسمبر 2017).
  • في 9 كانون أول/ ديسمبر 2017 أعلنت ولاية سيناء في تنظيم الدولة الإسلامية عن مقتل العنصر الفلسطيني أبو عبد الرحمن المقدسي. وجاء في البيان ان “فلسطين تواصل تقديم خيرة أبنائها في معركة تأسيس دولة الخلافة الإسلامية” (حق، 9 كانون أول/ ديسمبر 2017).

عنصر تنظيم الدولة الإسلامية أبو عبد الرحمن المقدسي الذي قُتل في شبه جزيرة سيناء. وتظهر في أعلى الصورة عبارة: "قوافل الشهداء" (حق، 9 كانون أول/ ديسمبر 2017).
عنصر تنظيم الدولة الإسلامية أبو عبد الرحمن المقدسي الذي قُتل في شبه جزيرة سيناء. وتظهر في أعلى الصورة عبارة: “قوافل الشهداء” (حق، 9 كانون أول/ ديسمبر 2017).

أعمال تنظيم الدولة الإسلامية في دول أخرى
“عملية مُستوحاة”: أحد أنصار تنظيم الدولة الإسلامية يفجر عبوة ناسفة مُرتجلة الصنع في قلب نيو يورك[1]
  • في 11 كانون أول/ ديسمبر 2017 (حوالي الساعة 07:10) تم تنفيذ عملية في ممر تحت أرضي بين محطات القطار الأرضي في مركز مانهاتن. حيث انفجرت عبوة ناسفة مرتجلة تم إعدادها على طريقة الهواة على جسد الإرهابي الذي كان يحملها (ويجوز أنها بمثابة “حادث عمل”). أصيب الإرهابي بجروح بالغة وأصيب ثلاثة من المارة إصابات طفيفة. تم اعتقال الإرهابي لكن حتى الآن لم يتبن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن تنفيذ العملية. إنها عملية تمت بإيحاء من تنظيم الدولة الإسلامية لكن لم يتم العثور على مكتشفات تشير إلى علاقة مباشرة بين الإرهابي وبين تنظيم الدولة الإسلامية. ملاحظة: ملخص المعلومات عن عملية نيو يورك وتحليلها صدر في نشرة منفردة.

[1] صورة الوضع الأولية المُحدثة حتى صباح يوم 13 كانون ثاني/ ديسمبر 2017. وتعتمد بالأساس على موقع شرطة نيو يورك وعلى وسائل الإعلام أمريكية ووكالات الأنباء.