قوة القدس، وحدة نخبة في الحرس الثوري الايراني، تعتبر راس الحربة في العمليات الارهابية الايرانية التي تُشن ضد إسرائيل في أنحاء العالم بالتعاون مع حزب الله. وفقا لتقديراتنا، فإن العملية الارهابية التي وقعت في بلغاريا تمثل نجاحا لهذه الهجمات الارهابية

عام

1.  سلسلة العمليات الارهابية ومحاولات تنفيذ العمليات الارهابية التي وقعت في أنحاء العالم تُجسد من جديد أن إسرائيل تتعرض لهجمة ارهابية ايرانية. هذه الهجمة التي تتم بطرق عمل متنوعة، يتم تنظيمها وتنفيذها من قبل قوة القدس، وهي وحدة نخبة في الحرس الثوري الايراني. تشارك منظمة حزب الله في تنفيذ الهجمة الارهابية، ويعمل الحزب بمثابة وكيل (Proxy) أساسي من قبل قوة القدس للمهمات الارهابية في الخارج. وفقا لتقديراتنا، فإن العملية الارهابية التي استهدفت حافلة السياح في بلغاريا كانت جزءا من هذه "الهجمة" وهي تشكل "النجاح" الأبرز لغاية آن (وفقا للتقارير، فقد اسفرت العملية عن مقتل خمسة إسرائيليين ومواطنين غير إسرائيليين وجرح ما يزيد عن 30 شخصا).

2. الهدف من الهجمة الارهابية التي تعاظمت خلال السنة الأخيرة، هو الرد على المعركة التي تدور وراء الكواليس التي تدور، من وجهة النظر الايرانية، ضد ايران، وبالتحديد الانتقام لمقتل علماء ذرة ايرانيين والقيادي في حزب الله، عماد مغنية، المنسوبة لاسرائيل، وردع إسرائيل كي لا تنفذ المزيد من العمليات. علاوة على ذلك، فإن العمليات تهدف الى تقوية مكانة ايران في المعركة الشاملة التي تديرها ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وإرسال رسالة بأن ايران قادرة على الرد في حال استهدافها. وقد كانت أهداف هذه الهجمات الارهابية لغاية الآن ديبلوماسيين إسرائيليين يخدمون في السفارات المختلفة، السياح الاسرائيليين وفي حالة واحدة على الأقل كانت هناك شخصيات يهودية. وفي مقابل الهجمات الارهابية ضد إسرائيل فقد نفذت قوة القدس عمليات ارهابية ضد أهداف سعودية وبحرينية (من أبرزها محاولة اغتيال سفير السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية).

3.  الهجمة الارهابية الايرانية ضد إسرائيل، بالتعاون مع حزب الله، التي تسارعت منذ أيار 2011، وقعت في دول كثيرة وبضمنها بلغاريا، قبرص، كينيا، أذربيجان، الهند، جورجيا، تايلندا وتركيا (لمزيد من التفاصيل راجع الملحق). في معظم الحالات كان الفشل من نصيب المحاولات أو تم احباطها، سواء في مرحلة التنفيذ أو في مراحل جمع المعلومات. في عدد من الحالات كشفت أجهزة الأمن المحلية عن "بصمات أصابع" لايران وحزب الله التي كانت تنطوي على توريط ايران في علاقاتها مع هذه الدول. في إحدى الحالات نجح منفذو العملية في اخفاء عبوة ناسفة مغناطيسية في سيارة موفد وزارة الدفاع الاسرائيلية في الهند وقد أدى الانفجار الى اصابة عقيلة الموفد بجراح (13 شباط 2012).

4. في نظرة الى الوراء يمكننا أن نحدد أن الايرانيين أظهروا تصميما وجرأة واستمروا في محاولاتهم لتنفيذ العمليات ضد إسرائيل على الرغم من سلسلة الاخفاقات. إن "نجاح" حزب الله في عملية بلغاريا، التي قطعت سلسلة متواصلة من الاخفاقات التنفيذية، قد يؤدي، وفقا لتقديراتنا، الى الدفع قدما بمحاولات تنفيذ العمليات الارهابية ضد إسرائيل وزيادتها. وفقا لمقالة منشورة في The Wall Street Journal، فإن حاويات النفط والمنشآت النفطية مرشحة للاستهداف في منطقة مضيق هرمز وكذلك خارج المضيق. وفقا للمقال ذاته، فإن ايران تنوي المس بتجارة النفط العالمية ردا على العقوبات الدولية والضغوط الأخرى الواقعة عليها^[1]. 

مبنى البحث

5 هذا البحث يعتبر قسما أوليا من بحث شامل يتناول العمليات الارهابية والتآمرية في اطار "تصدير الثورة" الذي تقوم به ايران في أنحاء العالم مع التركيز على قوة القدس بصفتها المنفذة الرئيسية لهذه العمليات في العقد الأخير. القسمان الاضافيان من البحث اللذان سيتم نشرهما لاحقا، يتناولان ميادين النشاط الأساسية (وفقا لتوزيع القارات والدول) وتحليل أنماط العمل للارهاب الايراني. جزء اضافي يتناول العمليات الارهابية التي يقوم بها حزب الله اللبناني الذي يعمل وكيلا رئيسيا لقوة القدس ومنظومة الارهاب الايرانية.

6. البحث الحالي يضم قسمين:

ا) مقدمة- الارهاب الايراني وأهدافه:

1. ايران كـ"مصدرة" ارهاب في العالم
2. البعد الأيديولوجي: "فكرة "تصدير الثورة".
3. دور أبناء الطائفة الشيعية في معركة الارهاب والتآمر
4. البعد الاقليمي: "تصدير الثورة" على ضوء الزلازل في العالم العربي.

ب) قوة القدس:

1. طبيعة قوة القدس.
2. أهداف عملها
3. ملابسات اقامة قوة القدس
4. مبنى القوة وتنظيمها
5. "وحدة 400".
6. محطات هامة في سيرة قاسم سليماني، قائد قوة القدس.
7. محطات هامة في سيرة إسماعيل كآني، نائب قائد قوة القدس.
8. تقييم مرحلي لنشاطات قوة القدس.

ج. ملحق: العمليات الارهابية ومحاولات تنفيذ عمليات ارهابية ضد أهداف إسرائيلية/يهودية من قبل قوة القدس/حزب الله (منذ أيار 2011).

^[1]The Wall Street Journal, 19.7.2012, "U.S Says Iran Plans to Disrupt oil Trade"

مقالات أخرى متصلة