ضلوع حزب الله في الحرب الأهلية في سوريا


قادة "معسكر المقاومة": أحمدي نجاد، بشار الأسد وحسن نصر الله (منتدى سبلة، 8 آذار 2012)
قادة "معسكر المقاومة": أحمدي نجاد، بشار الأسد وحسن نصر الله (منتدى سبلة، 8 آذار 2012)

عام

1)     تعتبر إيران وحزب الله الحفاظ على نظام بشار الأسد مصلحة استراتيجية عُليا، كون سوريا الحليف الاستراتيجي الرئيسي لإيران في "معسكر المقاومة" التي تتيح لإيران موطأ قدم ثابت ونفوذا سياسيا وعسكريا في قلب الشرق الأوسط. كما تلعب سوريا دورا رئيسيا في التعاظم العسكري لحزب الله، بناء قوته الهجومية وقدرة الردع الخاصة به في مواجهة إسرائيل. تعتبر إيران وحزب الله سقوط النظام السوري بمثابة سيناريو خطير للغاية، وقد يُضعف مكانة إيران في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل ويمس بقدرات حزب الله العسكرية وتأثيره السياسي في لبنان.

2)     الى جانب المصالح الاستراتيجية الخاصة بإيران وحزب الله هناك التضامن المذهبي مع الشيعة الذين يعيشون في سوريا (حوالي 400000- 450000 شيعي) ومع أبناء الطائفة العلوية الحاكمة في سوريا. هذا التضامن، الذي تم التعبير عنه مؤخرا من خلال خطابات حسن نصر الله، تعاظم على ضوء تحول الشيعة والمواقع الشيعية المقدسة في سوريا الى هدف للثوار (خاصة المنظمات المحسوبة على القاعدة، وأبرزها "جبهة النصرة، التي تعتبر الشيعة "كفارا").

3)     على خلفية هذه الأخطار تسير استراتيجية إيران وحزب الله في مسارين متقابلين: المسار الأول، على المدى الفوري، يهدف الى تقوية قدرة النظام السوري على البقاء والحكم عن طريق توفير المعونات العسكرية، الاقتصادية، السياسية والاعلامية؛ المسار الثاني، على المدى المتوسط والبعيد، يهدف الى تقوية قدرة الدفاع عن النفس وسط الشيعة والعلويين عن طريق اقامة "جيش شعبي". إن مثل هذا "الجيش الشعبي" الذي قد يصل تعداده، وفقا لتقديراتنا، الى حوالي 100.000- 150.000 مقاتل، سيوفر لإيران وحزب الله سيطرة (ولو كانت محدودة) على المناطق التي يعيش فيها العلويون والشيعة ويجعلهم لاعبا اساسيا في الساحة السورية الداخلية في العهد الذي يلي سقوط الأسد.

4)     الى جانب الرد على الأخطار المُحتملة، يسعى حزب الله الى الحصول على قدرات عسكرية متقدمة، قد يعني توفرها معه ردع إسرائيل وتحدي تفوقها التكنولوجي. وتضم هذه القدرات الصواريخ المتقدمة (مثل الفاتح 110 من انتاح إيران)، صواريخ شاطئ- بحر (ياحونط، من انتاج روسيا) وقدرات متقدمة في مجال الدفاعات الجوية (صواريخ SA-17من انتاج روسيا الى جانب أنظمة أخرى). بالاضافة الى ذلك، فإن حزب الله يسعى، وفقا لتقديراتنا، الى ايجاد موطأ قدم للنشاطات الارهابية في هضبة الجولان، من خلال استغلال ضعف النظام السوري وأزماته الاستراتيجية. وقد تجسد سعي حزب الله الى الحصول على سلاح نوعي "كاسر للتوازن" واستعداده "لمساعدة المقاومة الشعبية في سوريا" في هضبة الجولان، من خلال التعبير عن ذلك علنا في خطاب حسن نصر الله بتاريخ 9 ايار 2013. من ناحيتها أعلنت إسرائيل علنا عن سياستها الخاصة بمنع نقل السلاح قدر الامكان الى حزب الله وعناصر ارهابية أخرى (تصريحات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة، 19 أيار 2013).

5)     يتم ادارة السياسة الإيرانية في الحرب الأهلية السورية عن طريق "قوة القدس" (التي يقودها قاسم سليماني) من خلال استعمال حزب الله كمقاول تنفيذي اساسي. ويتجسد ضلوع حزب الله في الحرب الأهلية من خلال ارسال آلاف النشطاء الذي يشاركون بالقتال في المناطق ذات الأغلبية الشيعية. بالاضافة الى ذلك يساعد حزب الله النظام السوري في عدد من المجالات الأخرى: التدريبات (ارشاد قوات النظام في مهارات قتال العصابات)، الاستخبارات، حماية الحدود السورية- اللبنانية، عمليات الاحباط والوقاية داخل لبنان والإسناد الاعلامي. القوات المقاتلة التي تم ارسالها الى سوريا تلعب دورا هاما في القتال، خاصة في مكانين يوجد فيهما لحزب الله وإيران مصالح مذهبية/طائفية: منطقة القصير، جنوبي حمص، الواقعة بالقرب من شمال البقاع اللبناني، حيث يسكن هناك سكان شيعة في منطقة سكنية (يبذل الجيش السوري الآن، بمساعدة حزب الله، جهودا للسيطرة على مدينة القصير)؛ وضريح السيدة زينب، الى الجنوب من دمشق، وهو مكان مقدس للشيعة، ويعتبر موقعا دينيا هاما يزوره الحجاج من جميع أنحاء العالم الشيعي. وما يزال حزب الله يُجذب الى الحرب الأهلية في سوريا رغم الخسائر "والثمن" السياسي الذي يدفعه الحزب مُرغما: موت أكثر من مائة ناشط لغاية الآن (غالبيتهم في معركة القصير) الى جانب انتقادات آخذة بالازدياد وسط معارضي حزب الله في لبنان والعالم العربي.

6)     في السنة الأولى من الحرب الأهلية في سوريا حرص حزب الله على الظهور بمظهر المتدخل قليلا. خلال العام 2012 أرسل الى سوريا نشطاء عسكريين، بعدد قليل، وكانوا يعملون بالأساس في تقديم الاستشارة والحماية. أما "انجذاب" حزب الله للحرب الأهلية السورية (على النقيض من الحذر الذي تتبعه إيران) فقد وقع في النصف الأول من العام 2013، على ضوء تقديرات إيران وحزب الله، بأنه زادت التهديدات على بقاء النظام السوري وعلى المصالح المذهبية/ الدينية الخاصة بالشيعة في سوريا. مع هذا، رغم "انجذاب" حزب الله للأزمة السورية، فإن ضلوعه المباشر في الحرب الأهلية في سوريا ما يزال مقلصا وما يزال تأثيره ثانويا على الأحداث. غير أنه، وفقا لتقديراتنا، قد يزداد ويتعاظم كلما ضعف النظام السوري وكلما زادت الأخطار الاستراتيجية على مصالح إيران وحزب الله.

 

للدراسة الكاملة، يرجى الضغط على الرابط التالي باللغة الانجليزية:

http://www.terrorism-info.org.il/Data/articles/Art_20521/E_062_13_827044787.pdf