جبهة النصرة تؤدي دوراً رئيسياً في استيلاء مجموعات من المتمردين على مستودع كبير في بلدة مهين

بعض من صناديق الأسلحة والذخيرة التي تم ضبطها والتي وُضعت عليها راية جبهة النصرة (Jalnosra.com)

بعض من صناديق الأسلحة والذخيرة التي تم ضبطها والتي وُضعت عليها راية جبهة النصرة (Jalnosra.com)

منظومة مضادة للطائرات تم ضبطها في مهين (jalnosra.com). على ما يبدو، يدور الحديث عن منظومة سوفياتية مضادة للطائرات من طراز Shilka ZSU-23-4

منظومة مضادة للطائرات تم ضبطها في مهين (jalnosra.com). على ما يبدو، يدور الحديث عن منظومة سوفياتية مضادة للطائرات من طراز Shilka ZSU-23-4

صواريخ مضادة للطائرات من نوع

صواريخ مضادة للطائرات من نوع "كونكورس"

العشرات من صناديق الأسلحة والذخيرة. إحدى هذه الصناديق مفتوح ويُمكن تشخيص قذائف هاون داخله (jalnosra.com).

العشرات من صناديق الأسلحة والذخيرة. إحدى هذه الصناديق مفتوح ويُمكن تشخيص قذائف هاون داخله (jalnosra.com).


تنظيم جبهة النصرة، الذي يُعتبر فرعاً للقاعدة في سوريا، يُؤدي دوراً رئيسياً في استيلاء مجموعات من المتمردين على مستودع كبير من الأسلحة يتبع للجيش السوري أثناء الاقتتال في منطقة ريف حمص الشرقي. إن الوسائل القتالية التي تم ضبطها والتي تحتوي على صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات سوف يتم تبرعها لتحسين قدرة التنظيم القتالية وقد تصل إلى ساحات أخرى من النشاط الإرهابي تنشط فيها تنظيمات محسوبة على الجهاد العالمي
عام

1.        بتأريخ 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 تمكن بعض من مجموعات المتمردين التي اشتملت على الجيش السوري الحر وتنظيم جبهة النصرة من الاستيلاء على منطقة تابعة للجيش السوري في بلدة مهين، جنوبي-شرقي مدينة حمص. واستولى المتمردون على مستودع يحتوي على الأسلحة ويُعدُّ من أكبر مستودعات الأسلحة في سوريا. إن ضبط مستودع الأسلحة في مهين قد تم في إطار حملة عسكرية واسعة النطاق قام بها المتمردون كانت قد سُميت بـ"معركة أبواب الله لا تُغلق" ("فتح مستودعات مهين"). إن تنظيم جبهة النصرة الذي رسم في بياناته صورة معظمة ومبالغ فيها للدور الذي أداه في عملية الاستيلاء على مستودع الأسلحة قد نشر صوراً فوتوغرافية لعشرات/مئات من صناديق الأسلحة والوسائل القتالية التي تم ضبطها في ذاك المكان (تابعو فيما يلي).      

2.        استناداً إلى ما أفاد به المتمردون فقد تم في مهين، مما تم ضبطه، ضبط كميات كبيرة من الصواريخ وقاذفات صواريخ مضادة للدبابات وقاذفات صواريخ الـ"غراد". بالإضافة إلى ذلك، تم ضبط كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والذخيرة. وقد نُشر شرح مفصل للوسائل القتالية التي تم ضبطها عبر منتدى الجيش السوري الحر على شبكة الإنترنت كما يلي: 10,000 صاروخ من نوع "غراد"؛ 10,000 صاروخ 107 ملم؛ ما يزيد عن 20,000 قذيفة هاون 120 ملم؛ ما يزيد عن 10,000 قذيفة دبابات؛ الآلاف من الصواريخ المضادة للدبابات من نوع "كونكورس"؛ الآلاف من قاذفات صواريخ الـRPG؛ الآلاف من القنابل اليدوية والألغام، الآلاف من بنادق الـ"كلاشنيكوف" والرشاشات وكميات كبيرة من الذخيرة (موقع Syrianarmyfree.comعلى شبكة الإنترنت، 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). وصرح أحد قادة المتمردين (Youtube.com)قائلاً "في المرحلة القادمة سوف نقوم بتحويل الأسلحة إلى منطقة تخضع لحراسة أمنية وسوف نقوم بتوزيعها على كافة الجبهات"[1].    

3.        إن الاستيلاء على مستودعات الأسلحة التابعة للجيش السوري يُشكل بالنسبة لجبهة النصرة مصدراً هاماً للحصول على وسائل قتالية. لقد صرح أحد قياديي التنظيم في الماضي بأنه لا تنقص تنظيمه أي وسائل قتالية إذ أن إحدى الغزوات على قاعدة تابعة للجيش السوري قد وفرت للتنظيم كمية من الأسلحة تُعدُّ أكثر بكثير من الكمية التي كان يُمكن له الحصول عليها عن طريق الدول خارج سوريا[2]. لقد عرض تنظيم جبهة النصرة في السابق تشكيلة واسعة ومتنوعة من الوسائل القتالية، وبما فيها، الصواريخ المضادة للدبابات التي قام باغتنامها أثناء القتال الدائر (للاطلاع على نماذج تابعوا الملحق). ومع هذا، فإن الوسائل القتالية التي تم ضبطها هذه المرة على أيدي جبهة النصرة في مهين تُعتبر غير اعتيادية حجماً، وعلى ما يبدو، غير اعتيادية جودةً أيضاً مقارنةً بما كان عليه في الماضي.    

4.        يُعدُّ الاستيلاء على مستودع الأسلحة الكبير في مهين إنجازاً كبيراً بالنسبة لقوات المتمردين عامةً ولجبهة النصرة خاصةً. لقد جسد الاستيلاء الثِقل والدور البارز الذي تُؤديه جبهة النصرة وسط تنظيمات المتمردين في سوريا، كما جسد أيضاً قدرة التنظيم على التعاون مع غيره من تنظيمات المتمردين (بشكل يفوق الدور الذي يُؤديه التنظيم "المنافس" المحسوب على القاعدة، "الدولة الإسلامية في العراق والشام").   

وفقاً لتقديراتنا، سوف تتواصل الجهود المبذولة من قبل جبهة النصرة والتنظيمات الجهادية الأخرى في مسعىً منها للاستيلاء على مخزونات الأسلحة التابعة للنظام السوري (وبما في ذلك، الوسائل القتالية الاستراتيجية) والقيام باستخدامها لتحسين وتطوير قدرتها القتالية ضد النظام السوري. وبالتالي، يُمكننا التقدير بأنه ستكون هناك محاولات لتحويل الوسائل القتالية من سوريا إلى الساحات القتالية الأخرى، حيث تنشط التنظيمات الإرهابية المحسوبة على الجهاد العالمي وخاصةً الأسلحة التي تُشكل موضعَ استقطاب بالنسبة للمنظمات الإرهابية مثل الصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات (بما يُشابه النموذج الليبي، حيث تحولت ليبيا بعد سقوط نظام القذافي إلى مصدر للوسائل القتالية بالنسبة لتنظيمات الجهاد العالمي في المنطقة برمتها). وقد تكون هذه الساحات كل من لبنان وشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، حيث تنشط التنظيمات الإرهابية المحسوبة على القاعدة والجهاد العالمي.     التي   

 
وصف عملية استيلاء جبهة النصرة على مستودع الأسلحة

5.        استناداً إلى الصيغة (الهادفة والمغرضة) التي نشرتها جبهة النصرة قد بدأت عملية الاستيلاء على مستودع الأسلحة بتأريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر 2013 عن طريق إرسال إرهابيين انتحاريين اثنين (مما يُعدُّ نمط عمل "تختص" به جبهة النصرة). وساق هذان الإرهابيان سيارتين مفخختين وهم يتحركون باتجاه القاعدتين التابعتين للجيش السوري في بلدة "صدد" الواقعة على مقربة من بلدة مهين. وفجر الاثنان أنفسهما مما أسفر عن مقتل نحو مائة جندي سوري. في أعقاب ذلك، اندلع اقتتال قد انتهى بفتح الموقع على أيدي عناصر جبهة النصرة. وفي وقت لاحق قام عناصر جبهة النصرة الذين تم تعزيزهم على أيدي تنظيمات إسلامية أخرى بالهجوم على مستودع الأسلحة التابع للجيش السوري في بلدة مهين. 

6.        إن المعركة في مهين قد دارت بين التواريخ 2-5 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 وعند انتهائها استولى عناصر جبهة النصرة الذين استعانوا بالتنظيمات الأخرى على مستودع الأسلحة. أثناء الهجوم قُتل عدَّة ضباط سوريين قياديين. وقد ختمت جبهة النصرة بيانها معربةً عن أملها في أن يتم استخدام الأسلحة والذخيرة "كوقود لكسر الحصار المفروض على حمص والضاحية الشرقية [لدمشق]" (jalnosra.com).  

مأخوذ من بيان جبهة النصرة حول "معركة أبواب الله لا تُغلق" (jalnosra.com). يرسم البيان صورة معظمة ومبالغ فيها للدور الذي أدته جبهة النصرة في الاستيلاء على مستودع الأسلحة في مهين
مأخوذ من بيان جبهة النصرة حول "معركة أبواب الله لا تُغلق" (jalnosra.com).يرسم البيان صورة معظمة ومبالغ فيها للدور الذي أدته جبهة النصرة في الاستيلاء على مستودع الأسلحة في مهين

7.        لقد شارك أيضاً في عملية الاستيلاء على مستودع الأسلحة في مهين الجيش السوري الحر وتنظيمات أخرى للمتمردين. وأفادت جمعية حقوق الإنسان السورية، المرصد السوري، التي تُتابع الأحداث في الدولة بأن جبهة النصرة قد استعانت خلال الهجوم بتنظيمات أخرى، ومن ضمنها، الدولة الإسلامية في العراق والشام (الفرع السوري للقاعدة في العراق) وكتيبة الخضراء التي تنتمي للتنظيم الجهادي حركة أحرار الشام  www.aawsat.com)). 

صور فوتوغرافية لمخزون الأسلحة تم نشرها من قبل جبهة النصرة

صور فوتوغرافية لمخزون الأسلحة تم نشرها من قبل جبهة النصرة

صناديق الأسلحة والذخيرة التي وُضعت عليها راية جبهة النصرة (jalnosra.com)
صناديق الأسلحة والذخيرة التي وُضعت عليها راية جبهة النصرة (jalnosra.com)

أحد قادة المتمردين الذين شاركوا في القتال إلى جانب جبهة النصرة يقول إن المستودعات في مهين قد احتوت، مما احتوت عليه، على صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ "غراد". وقد أضاف القائد قائلاً "في المرحلة القادمة سوف نُحول الأسلحة إلى منطقة تخضع لحراسة أمنية وسوف نُوزعها على كافة الجبهات".
أحد قادة المتمردين الذين شاركوا في القتال إلى جانب جبهة النصرة يقول إن المستودعات في مهين قد احتوت، مما احتوت عليه، على صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ "غراد". وقد أضاف القائد قائلاً "في المرحلة القادمة سوف نُحول الأسلحة إلى منطقة تخضع لحراسة أمنية وسوف نُوزعها على كافة الجبهات". 

[1]ملاحظة: بتأريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 وبعد إصدار هذه النشرة الإخبارية أفادت وسائل الإعلام المحسوبة على النظام السوري عن تمكن النظام السوري من الاستيلاء من جديد على مستودع الأسلحة. استناداً إلى معلومات أخرى يعود مصدرها إلى مجموعات المتمردين تم الادعاء بأنه قد تم إخلاء جميع الأسلحة تقريباً التي تم اغتنامها من الموقع في مهين وبأنه قد تم تفجير ما تبقى من الأسلحة للحيلولة دون قيام الجيش السوري باستخدامه. يُمكننا الافتراض بأنه خلال الفترة التي مرت ما بين الاستيلاء على المستودع والاستيلاء عليه من جديد (افتراضاً منا بأن التقرير صحيحاً)، قد تمكنت جبهة النصرة والتنظيمات الأخرى من المتمردين إخلاء جزء، على الأقل، من الوسائل لقتالية من الموقع. 
[2]للاطلاع على تفاصيل أوفى راجعوا الدراسة التي قام بإصدارها مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب بتأريخ 22 أيلول/سبتمبر 2013 حول جبهة النصرة.