عشرات من نشطاء الحركات السلفية-الجهادية في قطاع غزة يقاتلون في سوريا وعددهم يتزايد


شريط فيديو سُجلت فيه وصية فهد نزار الهباش، أحد سكان قطاع غزة الذين قتلوا في سوريا أثناء القتال إلى جانب جبهة النصرة، التي تشكل فرغاً للقاعدة في سوريا. تبدو في الخلفية راية جبهة النصرة (موقع الـ"يو تيوب"، 17 تشرين الأول 2013).
شريط فيديو سُجلت فيه وصية فهد نزار الهباش، أحد سكان قطاع غزة الذين قتلوا في سوريا أثناء القتال إلى جانب جبهة النصرة، التي تشكل فرغاً للقاعدة في سوريا. تبدو في الخلفية راية جبهة النصرة (موقع الـ"يو تيوب"، 17 تشرين الأول 2013).

عام

1.    بتأريخ 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 تم بث تقرير عبر قناة الـBBCباللغة العربية قد تناول ظاهرة خروج الفلسطينيين من قطاع غزة للمشاركة في المعركة الدائرة رحاها في سوريا ضد نظام بشار الأسد. استناداً إلى ما جاء في التقرير إن العشرات من النشطاء الجهاديين الذين ينتمون إلى الإسلام الراديكالي في قطاع غزة قد خرجوا إلى سوريا. وفقاً لتقديرات مراسل الـBBCفي قطاع غزة، تنبع ظاهرة الانضمام إلى صفوف المتمردين من ملاحقة أجهزة الأمن التابعة لحكومة حماس النشطاء السلفيين ومن سياسة التهدئة التي تنتهجها حماس التي تمنع النشطاء السلفيين عن العمل ضد إسرائيل (قناة الـBBCباللغة العربية، 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2013).    

2.    وفقاً لتقديراتنا، لا يبلغ عدد المتطوعين في قطاع غزة الذين ينضمون لصفوف المتمردين إلا عشرات عدَّة (نحو 20-30)[1]. حوالي سبعة منهم قد قُتلوا، ثلاثة منهم في عمليات انتحارية (صحيفة "الحياة"، 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). إن معظمهم ينتمون إلى التنظيمات السلفية-الجهادية، كما يوجد بينهم أيضاً عدد من نشطاء حماس سابقاً. يدخل هؤلاء سوريا عن طريق تركيا (كما يعمل معظم المتطوعين الأجانب). إن جزءاً منهم يخرج، على ما يبدو، إلى السعودية (مثلاً بتغطية الخروج لتأدية فريضة الحج) ومن ثمة ينتقلون إلى سوريا عن طريق تركيا. وفي سوريا ينضمون هؤلاء، في أغلب الأحيان، إلى جبهة النصرة والتنظيمات الجهادية الأخرى[2].  

3.    إن عدد المتطوعين الفلسطينيين من قطاع غزة الذين ينضمون لصفوف المتمردين لم يزل منخفضاً نسبياً ولكنه خلال العام الأخير يُلاحظ اتجاه تزايد عددهم (بما يُشابه ظاهرة المتطوعين الأجانب بمجملها). من المتوقع أن يكتسب المتطوعون السلفيون-الجهاديون من القطاع خبرة عسكرية وتأهيلاً أيديولوجياً وإقامة العلاقات مع تنظيمات محسوبة على القاعدة والجهاد العالمي. وفي حال عودتهم إلى قطاع غزة قد يتحولون إلى بؤرة من الإرهاب والتآمر ضد إسرائيل ومصر، بل وحتى ضد حكومة حماس.

4.    ما عدا المتطوعين في قطاع غزة يوجد في سوريا، وفقاً لتقديراتنا، نحو 10-15 شخصاً من عرب إسرائيل وعشرات عدَّة من الفلسطينيين في لبنان وسوريا وعدد ضئيل من فلسطينيي الضفة الغربية. إن هذه الأعداد تُشير إلى أنه لا يدور الحديث، حتى هذه الأثناء، إلا عن ظاهرة غير واسعة وسط عرب إسرائيل ووسط الفلسطينيين. ولكنه وبالرغم من ذلك، كما أسلفا، يكمن في أولائك المتطوعين احتمال تشكيلهم خطراً في حال عودتهم إلى دولهم.    

5.    للاطلاع على ملخص المعلومات حول ظاهرة السلفيين-الجهاديين في قطاع غزة تابعوا الملحق التالي.

 

[1]استناداً إلى تقرير قناة الـBBC(26 تشرين الثاني/نوفمبر 2013) يدعي عدد من المصادر في قطاع غزة بأن عددهم يزيد عن 70 شخصاً. في اعتقادنا، أن هذا العدد مبالغ فيه. 
[2]يقوم مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب بوضع دراسة شاملة حول ظاهرة المتطوعين الأجانب، حيث توجد هذه الدراسة الآن في المراحل النهائية لها.