أخبار الإرهاب والصراع الإسرائيلي الفلسطيني (14 – 23 نيسان / أبريل 2014)

المرحوم المقدم باروخ مزراحي (46 سنة) الذي قتل بالرصاص في اعتداء إرهابي وهو في طريقه إلى الخليل (صفحة شرطة إسرائيل على الفيس بوك، 15 نيسان / أبريل 2014).

المرحوم المقدم باروخ مزراحي (46 سنة) الذي قتل بالرصاص في اعتداء إرهابي وهو في طريقه إلى الخليل (صفحة شرطة إسرائيل على الفيس بوك، 15 نيسان / أبريل 2014).

كنيس مكتظ بالمصلين يبعد مسافة أمتار معدودة عن مكان سقوط القذيفة الصاروخية في سديروت

كنيس مكتظ بالمصلين يبعد مسافة أمتار معدودة عن مكان سقوط القذيفة الصاروخية في سديروت

بعض سكان طولكرم يتظاهرون احتجاجا على زيارة وزير الأوقاف في السلطة الفلسطينية، محمود الهباش، للمدينة، في أعقاب استنكاره للاعتداء الإرهابي قرب الخليل (موقع تلفزيون الفجر، 20 نيسان / أبريل 2014)

بعض سكان طولكرم يتظاهرون احتجاجا على زيارة وزير الأوقاف في السلطة الفلسطينية، محمود الهباش، للمدينة، في أعقاب استنكاره للاعتداء الإرهابي قرب الخليل (موقع تلفزيون الفجر، 20 نيسان / أبريل 2014)

شباب فلسطينيون مزودون بالهراوات والحجارة تم تصويرهم في باحة الحرم القدسي قبل بدء المواجهات مع قوات جيش الدفاع الإسرائيلي (فلسطين الآن، 20 نيسان / أبريل 2014)

شباب فلسطينيون مزودون بالهراوات والحجارة تم تصويرهم في باحة الحرم القدسي قبل بدء المواجهات مع قوات جيش الدفاع الإسرائيلي (فلسطين الآن، 20 نيسان / أبريل 2014)

توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لفتح، وهو يشارك في 14 نيسان / أبريل 2014 في ندوة بجامعة القدس في دورا الخليل

توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لفتح، وهو يشارك في 14 نيسان / أبريل 2014 في ندوة بجامعة القدس في دورا الخليل

  •  أخطر أحداث هذا الأسبوع هو الاعتداء الإرهابي بالرصاص على سيارة إسرائيلية كانت تسير على مقربة من مدينة الخليل، والذي قتل فيه مواطن إسرائيلي، فيما أصيب ثلاثة ركاب بجروح بين خفيفة ومتوسطة. كما أطلقت باتجاه النقب الغربي 12 قذائف صاروخية، سقطت 7 منها في الأراضي الإسرائيلية (إحداها في سديروت، وبجوار كنيس مكتظ بالمصلين). ورد سلاح الجو الإسرائيلي بالإغارة على أهداف إرهابية في جنوب قطاع غزة ووسطه.
  •  في الأسبوع المقبل، وفي 29 أبريل / نيسان 2014، تنتهي مهلة التسعة شهور التي خصصت للتفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي الوقت الحالي تستمر الأزمة بين الطرفين واللذين يتمسك كل منهما بشروط قاسية لموافقته على تمديد المفاوضات.
  • على الصعيد الداخلي الفلسطيني، توصل وفدان عن فتح وحماس خلال لقاء لهما في قطاع غزة إلى اتفاقية مصالحة يتم في إطارها تشكيل حكومة وحدة وتطبيق الاتفاقات المعقودة فيما مضى في كل من القاهرة والدوحة (انظر تفصيلا فيما يلي). وضمن أول رد فعل له أعلن مكتب رئيس الوزراء عن إلغاء اللقاء المقرر عقده في 23 نيسان / أبريل 2014 بين الفريقين التفاوضيين الإسرائيلي والفلسطيني، فيما أعربت الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية عن خيبة أملها من توقيع اتفاق المصالحة وتوقيته. 
إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه النقب الغربي
  •  في 21 أبريل / نيسان 2014 تم إطلاق 12 قذيفة صاروخية من القطاع باتجاه النقب الغربي، سقطت7 منها في النقب الغربي فعلا. وانفجرت إحدى القذائف في احد شوارع مدينة سديروت، وعلى مقربة من كنيس مكتظ بالناس. ولم تقع إصابات، ولكن لحقت أضرار بسيطة بالمكان. كما انفجرت قذيفة صاروخية أخرى في منطقة خالية داخل المدينة. وكانت انفجرت قبل ذلك بنحو ساعة أربع قذائف صاروخية في مناطق خالية داخل سديروت وفي أراضي مجلسي "شاعر هنيغف" و"إشكول" الإقليميين. ولم تقع إصابات في الأرواح والممتلكات.
  • في ساعات الصباح من 21 نيسان / أبريل أطلقت قذيفة أر.بي.جي. باتجاه قوة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي كانت تعمل على مقربة من السياج الأمني على الحدود بين إسرائيل وجنوب القطاع، فيما يعتبر أول حادث لإطلاق قذيفة أر.بي.جي. باتجاه قوة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي في القطاع منذ حملة "عمود السحاب" (تشرين الثاني / نوفمبر 2012).

إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه النقب الغربي

غارات سلاح الجو الإسرائيلي في القطاع
  •  في 21 نيسان / أبريل 2014 أغار سلاح الجو الإسرائيلي على هدفين إرهابيين جنوب قطاع غزة وآخر في وسط القطاع، وذلك عقب إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه الأراضي الإسرائيلية وإطلاق قذيفة أر.بي.جي. باتجاه قوات جيش الدفاع الإسرائيلي جنوب القطاع (الناطق بلسان جيش الدفاع الإسرائيلي، 21 نيسان / أبريل 2014).
  •  أفاد الإعلام الفلسطيني بأن سلاح الجو الإسرائيلي أغار على موقع ل"قوات الضبط الميداني" التابعة لحكم حماس، وذلك في منطقة النصيرات في وسط القطاع. وذكر أن أحد عناصر "قوات الضبط الميداني" ومواطنا فلسطينيا آخر جرحا في هذه الغارة. وشن سلاح الجو غارة أخرى على منشأة تدريبية تابعة للذراع العسكري لحماس (فلسطين الآن، 21 نيسان / أبريل 2014).
مواجهات مع قوات جيش الدفاع الإسرائيلي عند السياج الأمني شمال القطاع
  •  في 18 نيسان / أبريل 2014 اشتبك شباب فلسطيني مع قوات جيش الدفاع الإسرائيلي عند السياج الأمني في منطقة "ناحال عوز" شمال القطاع، حيث ألقوا الحجارة باتجاه قوات الجيش كما علقوا الأعلام الفلسطينية على عواميد الكهرباء المجاورة لمنطقة التظاهر (فلسطين الآن، بال تودي، 18 نيسان / أبريل 2014). ويشار إلى أن الشباب الفلسطيني أصبح في الآونة الأخيرة يقيم المظاهرات الاستفزازية عند السياج الأمني شمال القطاع.

شباب فلسطينيون يتواجهون مع قوات جيش الدفاع الإسرائيلي عند السياج الحدودي في ناحل عوز شمال القطاع (فلسطين الآن، 18 نيسان / أبريل 2014)
شباب فلسطينيون يتواجهون مع قوات جيش الدفاع الإسرائيلي عند السياج الحدودي في ناحل عوز شمال القطاع(فلسطين الآن، 18 نيسان / أبريل 2014)

اعتداء إرهابي بالرصاص بجوار الخليل
  •  في 14 نيسان / أبريل 2014، وقبل ساعات معدودة من بدء طقوس ليلة عيد الفصح اليهودي تم ارتكاب اعتداء إرهابي بالرصاص على الطريق رقم 35 الموصلة إلى مدينة الخليل، وعلى مقربة من معبر ترقوميا. وقد أطلقت النيران على سيارة مدنية كانت تقل عائلة إسرائيلية متوجهة إلى "كريات أربع" للمشاركة في طقوس ليلة العيد. وقتل في الاعتداء رب الأسرة، المقدم شرطة المرحوم باروخ مزراحي، البالغ من العمر 46 عاما، ومتزوج وله خمسة أولاد. وأصيبت زوجته بجروح بين متوسطة وبالغة، فيما أصيب اثنان من الأطفال بجروح طفيفة.
  •  وأفادت التحقيقات الأولية لجيش الدفاع الإسرائيلي بأن ما لا يقل عن إرهابي واحد اقترب سيرا على الأقدام من الطريق وأطلق النيران الرشاشة من مسافة أمتار معدودة على السيارة الأولى التي مرت أمامه، ثم جرى إلى موقع مجاور، ليواصل إطلاق النار باتجاه سيارات إسرائيلية أخرى، ثم لاذ بالفرار. وتم تطويق قرية إدنا الواقعة إلى الغرب من الخليل، والمجاورة لموقع الاعتداء (YNET، 14 نيسان / أبريل 2014).
ردود الفعل على الاعتداء بالرصاص
  • ردا على الاعتداء الإرهابي أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا استنكاريا جاء فيه: "إن عملية القتل الإجرامية هذه لرجل كان متوجها مع عائلته للمشاركة في وليمة عيد الحرية، ناتجة عن التحريض المسؤولة عنه السلطة الفلسطينية، التي ظلت تبث في وسائل إعلامها الرسمية مضامين تحريضية ضد وجود دولة إسرائيل، وقد تُرجم هذا التحريض مساء أمس إلى قتل أب كان متوجها مع عائلته للاحتفال بليلة العيد" (مكتب رئيس الوزراء، 15 نيسان / أبريل 2014).
  • وأشاد كل من حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين بالاعتداء مع التأكيد على "أنه يمثل رد فعل طبيعيا على التجاوزات الإسرائيلية (قناة الأقصى، بال تودي، 14 نيسان / أبريل 2014). وأشاد إسماعيل هنية، رئيس حكم حماس في القطاع، هو الآخر، بالاعتداء الإرهابي في معرض كلمة ألقاها في غزة بمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني"، وقال إن من أسماهم بأبطال الخليل قد أعادوا الحياة إلى مسار "المقاومة".
  • واستنكر مسؤولون في السلطة الفلسطينية الاعتداء، مع أنهم قصروا عبارات الاستنكار على محاوريهم الإسرائيليين:
  •  أسنتكر أبو مازن الاعتداء الإرهابي خلال لقاء أجراه في رام الله في 22 نيسان / أبريل 2014 مع صحفيين إسرائيليين، ولكنه أضاف قائلا إنه رغم أنه قد قتل خلال العام الماضي 60 فلسطينيا، إلا أنه لم يسمع استنكارا إسرائيليا (هآرتس، 23 نيسان / أبريل 2014). وعلى حد معرفتنا لم يتم نقل أي استنكار للاعتداء على لسان أبو مازن في الإعلام الفلسطيني.
  • استنكر محمود الهباش، وزير الأوقاف في السلطة الفلسطينية الاعتداء الإرهابي في معرض حديث له مع صحفيين إسرائيليين، حيث قال إن الدم الفلسطيني، مثله مثل الدم الإسرائيلي، دم بشري غال، وإن أحدا لا يرغب في موت الآخر (موقع شبكة فلسطين الإخبارية، 16 نيسان / أبريل 2014). وقد تعرض الهباش لانتقادات لاذعة إثر كلامه هذا من جانب حماس ومختلف الناشطين الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية، والذين دعوا إلى محاكمته على ما قاله، كما ألغى الهباش زيارة كان من المقرر قيامه بها لمدينة طولكرم لحضور حفل تدشين مسجد جديد في المدينة، وذلك بعد حملة واسعة النطاق شنها بعض سكانها للحيلولة دون قيامه بهذه الزيارة (موقع تلفزيون الفجر، 20 نيسان / أبريل 2014).
مواجهات عنيفة في الحرم القدسي
  • خلال الأسبوع الفائت وقع عدد من الأحداث العنيفة في الحرم القدسي، حيث اشتبك شبان فلسطينيون في كل من 17 و 20 نيسان / أبريل 2014 مع قوات الأمن الإسرائيلية. وقد أقدم شبان فلسطينيون اعتصموا في أحد مساجد الحرم على إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة ومختلف قطع الأثاث من المسجد باتجاه قوات الشرطة. وتحدثت التقارير عن وقوع عدد من الإصابات بين الفلسطينيين خلال هذه الاشتباكات (أشرطة فيديو على اليوتيوب، 17 و 20 نيسان / أبريل 2014). 
فعاليات "يوم الأسير الفلسطيني"
  •  أقام الفلسطينيون، وكما يفعلون كل عام، فعاليات "يوم الأسير الفلسطيني" في 17 نيسان / أبريل 2014. وقد مرت هذه الفعاليات على العموم بهدوء نسبي باستثناء بعض المواجهات المحلية مع قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في البلدة القديمة من مدينة الخليل وعلى مقربة من منطقة بيتونيا. وخرجت مسيرات وأقيمت المهرجانات الخطابية في كبريات مدن الضفة الغربية بحضور مئات السكان (معا، وفا، 17 نيسان / أبريل 2014). وفي قطاع غزة خرجت المسيرات وأقيمت المهرجانات التي دعا المشاركون فيها إلى تدويل قضية السجناء الفلسطينيين، مطالبين السلطة الفلسطينية بالعمل على إطلاق سراح كافة السجناء (فضائية معا، 17 نيسان / أبريل 2014).  

مظاهرة أقيمت في رام الله بمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني" (وفا، 17 نيسان / أبريل 2014)
مظاهرة أقيمت في رام الله بمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني" (وفا، 17 نيسان / أبريل 2014) 

الأجهزة الأمنية لحكم حماس تتمرن على اختطاف جندي
  • أقام جهاز الأمن الوطني التابع لحكم حماس في القطاع في 17 نيسان / أبريل 2014 احتفالا بتخريج الدفعة السابعة من ضباطه، وقد حملت اسم "الحرية للأسرى". وحضر الاحتفال وزير داخلية حكم حماس في القطاع فتحي حماد، وتضمن الحفل مختلف العروض العسكرية. وفي هذا الإطار نفذ خريجو الدورة هجوما على موقع تابع لجيش الدفاع الإسرائيلي واختطاف جندي (فلسطين الآن، 17 نيسان / أبريل 2014). وحملت وزارة الداخلية في حكم حماس موقعها الرسمي شريط فيديو يوثق تمرين الهجوم واختطاف الجندي الإسرائيلي. (لمشاهدة الشريط يرجى الضغط هنا: http://www.youtube.com/watch?v=3dGPWJAwamI).

حفل تخريج دورة ضباط في جهاز الأمن الوطني التابع لحكم حماس في القطاع، وقد مثل الخريجون فيه عملية اختطاف جندي (فلسطين الآن، 17 نيسان / أبريل 2014)
حفل تخريج دورة ضباط في جهاز الأمن الوطني التابع لحكم حماس في القطاع، وقد مثل الخريجون فيه عملية اختطاف جندي (فلسطين الآن، 17 نيسان / أبريل 2014)

الأزمة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
  •  تنتهي في الأسبوع القادم، وفي 29 نيسان / أبريل 2014، مهلة التسعة شهور المخصصة للمفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية. وفي الوقت الحالي لا تزال الأزمة مستمرة بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث لم تثمر بعد محاولات التحاور الأمريكية عن اتفاق يسمح بتمديد المفاوضات. وفي الأسبوع المنصرم عقدت ثلاثة لقاءات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بوساطة المبعوث الأمريكي مارتن إنديك، ولكن المحادثات لم تتمخض بعد عن أية نتيجة تذكر.
  •  لا يزال الفلسطينيون متمسكين بشروط أولية قاسية لموافقتهم على تمديد المفاوضات، وهي الشروط التي تم التعبير عنها خلال اللقاء الذي عقده أبو مازن في مقاطعة رام الله مع صحفيين إسرائيليين (22 نيسان / أبريل 2014). وفي حديثه حمل أبو مازن إسرائيل مسؤولية الأزمة الناشئة، وعدّ شروطه لمواصلة التفاوض والمتمثلة في الإفراج عن الدفعة الرابعة من السجناء الفلسطينيين، ومن ضمنها 14 سجينا من العرب الإسرائيليين؛ تجميد البناء في المستوطنات؛ موافقة إسرائيل على حدود 1967 كأساس تستند إليه المحادثات. كما اتهم إسرائيل بأنها جردت السلطة الفلسطينية من أي مضمون. وبالنسبة للاعتراف بالدولة اليهودية، أوضح أبو مازن أنه لن يعترف بإسرائيل دولة يهودية وأنه يترك لإسرائيل اتخاذ القرار حول الطابع الذي تحمله (وفا، 22 نيسان / أبريل 2014؛ هآرتس، 23 نيسان / أبريل 2014).
  •  ولكن كلام أبو مازن تضمن أيضا عددا من الأمور الإيجابية الموجهة للرأي العام الإسرائيلي (والتي حذفتها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" الخاضعة لمكتب أبو مازن عن تقاريرها). وقد أفاد الإعلام الإسرائيلي بأن أبو مازن أعرب عن استعداده لمواصلة المحادثات الهادفة إلى تمديد المفاوضات حتى بعد 29 نيسان / أبريل، إذ قال إن الطرفين يتحاوران باستمرار وسوف يواصلان التحاور معتبرين ذلك بمثابة محادثات تمهيدية لتمديد المحادثات. كما قال إنه يدعم استمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل، مؤكدا أن العلاقات مع الجهات العسكرية والأمنية الإسرائيلية علاقات جيدة (هآرتس، 23 نيسان / أبريل 2014).
  • وهاجم "مسؤولون كبار في القدس" بشدة الشروط التي وضعها أبو مازن، إذ قالوا إن كلامه يعني عدم اهتمامه بالسلام، وإن من يرغب في السلام لا يقدم المرة تلو الأخرى شروطا يعلم بأن إسرائيل لا تستطيع قبولها. وأكد المسؤولون الإسرائيليون أن الفلسطينيين كانوا قد قدموا الشروط التي تحدث عنها أبو مازن خلال اللقاءات المعقودة بين الفرق المفاوضة في الأسابيع الأخيرة، مؤكدين أن إسرائيل رفضت المطالب الفلسطينية خلال تلك اللقاءات (هآرتس، 23 نيسان / أبريل 2014).
اتفاق للمصالحة الفلسطينية الداخلية
  •  في ظل الأزمة مع إسرائيل، قامت السلطة الفلسطينية وحماس بتحريك جولة أخرى من الاتصالات حول قضية المصالحة الفلسطينية الفلسطينية. وفي هذا الإطار بعث أو مازن بوفد مصالحة عنه ترأسه المسؤول في فتح عزام الأحمد، وقد دخل الوفد القطاع في 22 نيسان / أبريل 2014 عن طريق معبر إيرز، وعقد لقاء أوليا بممثلي حماس، وعلى رأسهم إسماعيل هنية، رئيس حكم حماس، وموسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، والذي وصل إلى القطاع قادما من مصر في 21 نيسان / أبريل 2014 (فلسطين الآن، معا، 21 نيسان / أبريل 2014).
  •  وفي ختام لقاءين تم عقدهما بين وفدي فتح وحماس، توصل الطرفان إلى بعض التفاهمات حول تطبيق اتفاقات المصالحة الموقعة بينهما فيما مضى في كل من القاهرة والدوحة.
  •  وفي هذا الإطار:

‌أ.         قيام أبو مازن بإجراء مشاورات حول تشكيل حكومة وحدة خلال خمسة أسابيع.

‌ب.     إجراء انتخابات للرئاسة والمجلس التشريعي والمجلس الوطني الفلسطيني في آن واحد، وذلك في موعد أقصاه ستة شهور من موعد تشكيل حكومة الوحدة.

‌ج.      استئناف عمل "لجنة المصالحة الاجتماعية" و"لجنة الحريات" (وهي اللجنة التي تبحث في الإفراج المتبادل عن السجناء السياسيين وقيام حماس بالنشاط السياسي في الضفة الغربية وقيام فتح بالنشاط السياسي في القطاع وغير ذلك).

‌د.        انعقاد لجنة خاصة بالبحث في مستقبل منظمة التحرير الفلسطينية خلال خمسة أسابيع.

تهديدات بتفكيك السلطة الفلسطينية

 رافق الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية مع قرب انتهاء المهلة المخصصة للتفاوض خطاب إعلامي صادر عن المقربين من أبو مازن، كانت له أصداء بارزة في الإعلام الإسرائيلي، مفاده أن السلطة الفلسطينية تفكر في إمكان "تفكيك السلطة" و"تسليم المفاتيح" لإسرائيل.

  •  من المقرر أن ينعقد في 26-27 نيسان / أبريل 2014 المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية للبحث في عدد من القضايا الرئيسية المتعلقة بالمسيرة السياسية وقضية المصالحة، ومنها إمكان تفكيك السلطة الفلسطينية وإجراء انتخابات عامة. وتقول حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ومحمود العالول، عضو اللجنة المركزية لفتح، إن تفكيك السلطة يمثل فعلا أحد الخيارات المدرجة على جدول أعمال اللقاء المرتقب (موقع وطن الإخباري، 20 نيسان / أبريل 2014). وفي المقابل، أكد عدنان الضميري، الناطق بلسان الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية أن الخبر المتعلق بنية  تفكيك السلطة عار عن الصحة تماما وأنه أصبح مألوفا تسريب الأخبار إلى الإعلام الإسرائيلي من قبل بعض المسؤولين الأمنيين والسياسيين الإسرائيليين (إذاعة صوت فلسطين، 20 نيسان / أبريل 2014).
  •  ذكرت الناطقة بلسان الخارجية الأمريكية، جين بساكيأن الولايات المتحدة على علم بالأنباء الواردة حول تفكيك السلطة، محذرة من "الانعكاسات الخطيرة لذلك بطبيعة الحال". وقالت إنه "تم بذل جهود جبارة من قبل الفلسطينيين والمجتمع الدولي لبناء مؤسسات فلسطينية، وأنه في غير مصلحة الجمهور الفلسطيني أن يذهب ذلك كله هباء، فقد وظفت الولايات المتحدة ملايين الدولارات في هذه الجهود، وسوف تكون لذلك انعكاسات خطيرة على علاقاتنا، بما فيها مساعداتنا"(موقع وزارة الخارجية الأمريكية، 21 نيسان / أبريل 2014).
  •  وردا على هذه الأنباء قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: "إننا نرى في هذا اليوم السلطة الفلسطينية التي تحدثت بالأمس عن التفكيك، وهي تتحدث اليوم عن الوحدة مع حماس، فليقرروا ما إذا كانوا راغبين في التفكيك أم راغبين في الوحدة. وحين يرغبون في السلام، فليعلمونا" (مكتب رئيس الوزراء، 21 نيسان / أبريل 2014).
توفيق الطيراوي يواصل الإدلاء بتصريحاته الاستفزازية ضد إسرائيل
  •  شارك توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لفتح، في 14 نيسان / أبريل 2014 في ندوة عقدت في جامعة القدس بدورا الخليل في إطار فعاليات "يوم الأسير الفلسطيني" وذكرى مقتل أبو جهاد في تونس. وقال الطيراوي إن السلام لن يحل بدون الإفراج عن السجناء الفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل. وأضاف أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن أي شبر من الأرض الفلسطينية، وأنهم سيقيمون دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على أرضهم التاريخية من رفح حتى الناقورة. وأشار إلى أن رؤيا الدولتين قد ماتت، وعليه، فلم يبق أمام الفلسطينيين سوى خيار واحد يتمثل في دولة واحدة من البحر إلى النهر. كما أكد أن المفاوضات مع إسرائيل عديمة الفائدة ولا تضمن حقوق الشعب الفلسطيني. (صفحة توفيق الطيراوي على الفيس بوك، 14 نيسان / أبريل 2014). 
إحباط محاولة حزب الله لارتكاب اعتداء إرهابي في تايلاند
  • في 14 نيسان / أبريل 2014 اعتقلت الشرطة التايلاندية لبنانيين اثنين من أعضاء مجموعة تابعة لحزب الله يشتبه بهما بالتخطيط لارتكاب اعتداء إرهابي بحق سياح إسرائيليين خلال عطلة عيد الفصح اليهودي.
  • وفيما يلي معلومات حول الاعتداء الذي تم إجهاضه بحسب الصحافة التايلاندية (Bangkok Post, 17 -21 نيسان / أبريل 2014):
  •  تم ضبط المعتقلين في فندقين مختلفين في بانكوك حيث كانا يقيمان، ويسمى أحدهما داود فرحات، وهو لبناني شيعي يحمل جواز سفر فرنسيا، وقد وصل من فرنسا، وهي أول زيارة يقوم بها لتايلاند. أما المعتقل الآخر فهو يوسف إياد، وهو أيضا لبناني ويحمل جوازا فلبينيا، وقد وصل من الفلبين، وهي زيارته ال 17 لتايلاند. كما تحدثت الأنباء عن مشتبه به ثالث يسمى بلال بحسون (Bilal Bahsoun)، وقد يكون لم يدخل الأراضي التايلاندية.

من اليسار إلى اليمين: داود فرحات، يوسف إياد وبلال بحسون (تصوير بانكوك بوست، 17 نيسان / أبريل 2014، استنادا إلى موقع Stop910)
من اليسار إلى اليمين: داود فرحات، يوسف إياد وبلال بحسون (تصوير بانكوك بوست، 17 نيسان / أبريل 2014، استنادا إلى موقع Stop910)

  •  وكانت المجموعة التابعة لحزب الله تهم بارتكاب اعتداء إرهابي بحق سياح إسرائيليين في شارع Khao Sanالواقع شمال بانكوك، وضمن منطقة يزورها العديد من السياح الإسرائيليين. وذكر أن الاعتداء كان سيتم تنفيذه خلال مهرجان Songkranالذي يقام بمناسبة حلول السنة الجديدة التقليدية، وفي وقت متقارب مع حلول عيد الفصح اليهودي. وكان اللبنانيان قد وصلا إلى تايلاند في 13 نيسان / أبريل 2014، وقبل أيام من بدء المهرجان.
  • وذكر مساعد قائد الشرطة التايلاندية، chief Winai Thongsong، أن المحققين يعتقدون بأن 9 إرهابيين أجانب مرتبطين بحزب الله يقيمون في مكان ما من تايلاند، حيث تحاول السلطات في الوقت الحالي تحديد مكانهم. وذكر قائد الشرطة التايلاندية أن يوسف إياد قد أطلع الشرطة على "معلومات مفيدة"، حيث اعترف بأن المجموعة التابع لها قد دخلت تايلاند بهدف ارتكاب اعتداء إرهابي من خلال زرع العبوات الناسفة ("a bomb attack")تنفجر في سياح إسرائيليين ومجموعات إسرائيلية أخرى. وكان الاعتداء سيتم تنفيذه في شارع Khao Sanخلال المهرجان. وقد أتاحت المعلومات التي ذكرها قيام الشرطة بضبط مواد كانت ستستخدم في إعداد العبوات الناسفة تمهيدا لارتكاب الاعتداء. وأضاف أن الشرطة ما زالت تبحث عن المزيد من هذه المواد.
  • يشار إلى أن السياح الإسرائيليين يمثلون هدفا مفضلا لاعتداءات حزب الله الإرهابية(حيث تم تنفيذ آخر اعتداء على هذه الشاكلة بحق حافلة سياحية إسرائيلية في بلغاريا، في 18 تموز / يوليو 2013). كما تعتبر تايلاند بلدا مفضلا لارتكاب الاعتداءات الإرهابية بالنسبة لكل من حزب الله وإيران، وذلك بتقديرنا لاعتبارات تتعلق بسهولة التنفيذ وكثرة السياح الإسرائيليين الذين يزورونها. ويذكر انه تم خلال عام 2012 إجهاض محاولتين لارتكاب اعتداءات إرهابية في تايلاند من قبل حزب الله وقوة القدس الإيرانية، أولهما في أواسط كانون الثاني / يناير، حين أحبطت محاولة التعرض لسياح إسرائيليين في أحد المراكز السياحية الرئيسية في بانكوك، والآخر في 14 شباط / فبراير، حين أجهض اعتداء إرهابي بحق شخصية إسرائيلية، كان سيتم عبر ربط عبوة ناسفة مغناطيسية بسيارة أحد الدبلوماسيين الإسرائيليين[3].

[1]   تم آخر تحديث لهذه المعلومات في 23 نيسان / أبريل 2014. هذه المعلومات الإحصائية لا تتضمن إطلاق قذائف الهاون وسقوط القذائف الصاروخية في أراضي قطاع غزة.
[2]   لا تتضمن هذه المعطيات سقوط قذائف الهاون.
[3]   للمزيد من المعلومات المتعلقة بهذه المحاولات انظر الدراسة المنشورة على موقعنا (بالإنجليزية) في 13 كانون الأول / ديسمبر  2012 وعنوانها Hezbollah: Portrait of a Terrorist Organization