حملة “الجرف الصامد” – التحديث رقم 3 (13 تموز / يوليو الساعة 1200)

إصابة محطة للوقود في أشدود.

إصابة محطة للوقود في أشدود.

سلاح الجو الإسرائيلي يغير على أنفاق في رفح (فلسطين الآن، 11 تموز / يوليو 2014).

سلاح الجو الإسرائيلي يغير على أنفاق في رفح (فلسطين الآن، 11 تموز / يوليو 2014).

سكان في شمال القطاع يستجيبون لنداءات جيش الدفاع الإسرائيلي ويخلون منازلهم ويلجؤون إلى مدارس وكالة الغوث في مخيم الشاطئ بمدينة غزة

سكان في شمال القطاع يستجيبون لنداءات جيش الدفاع الإسرائيلي ويخلون منازلهم ويلجؤون إلى مدارس وكالة الغوث في مخيم الشاطئ بمدينة غزة

سكان في شمال القطاع يستجيبون لنداءات جيش الدفاع الإسرائيلي ويخلون منازلهم ويلجؤون إلى مدارس وكالة الغوث في مخيم الشاطئ بمدينة غزة

سكان في شمال القطاع يستجيبون لنداءات جيش الدفاع الإسرائيلي ويخلون منازلهم ويلجؤون إلى مدارس وكالة الغوث في مخيم الشاطئ بمدينة غزة

: مظاهر الفرح في بدرس (قرب رام الله) في أعقاب الهجمة الصاروخية أمس على غوش دان (صفحة الفيسبوك لمنتدى حماس، 12 تموز/يوليو 2014)

: مظاهر الفرح في بدرس (قرب رام الله) في أعقاب الهجمة الصاروخية أمس على غوش دان (صفحة الفيسبوك لمنتدى حماس، 12 تموز/يوليو 2014)


عام

1.    بتقديرنا أن الحصيلة الحالية لحملة "الجرف الصامد" هي كالتالي:

                 ‌أ.        دولة إسرائيل – اضطرت لشن حملة "الجرف الصامد" إثر أطلاق مكثف للقذائف الصاروخية من قطاع غزة خلال حملة "عودوا أيها الإخوة". وقد تمكنت إسرائيل حتى الآن من ضرب البنية التحتية العسكرية لحماس وباقي التنظيمات الإرهابية في قطاع غزة، وذلك من خلال غارات جوية مكثفة (مدعومة بالعمليات البحرية والبرية). كما تمكنت إسرائيل من تقليص الإصابات بين السكان المدنيين بشكل كبير بفضل أداء منظومة "القبة الحديدية" وحسن تصرف الجبهة الداخلية. كما استطاعت إسرائيل إجهاض الاعتداءات الإرهابية الصورية التي حاولت حماس تنفيذها. ومع ذلك تجد إسرائيل صعوبة في منع الأطلاق المكثف للقذائف الصاروخية من قطاع غزة، وإن كان قد سجل بعض التراجع، ومنع استمرار عرقلة الحياة الطبيعية لمعظم سكانها. وأمام هذه الحقائق، ما زال التحرك البري خيارا واردا، كما يعود ويعلن المسؤولون السياسيون والعسكريون الإسرائيليون، مع أن إسرائيل امتنعت حتى الآن عن تحقيق هذا الخيار، لما يفرضه من "ثمن".

               ‌ب.      حماس – كانت حماس هي من بادر إلى إحداث التدهور خلال حملة "عودوا أيها الإخوة"، وهي في موقف الضعف الاستراتيجي (فقدان دعم الإخوان المسلمين؛ عدائية النظام المصري؛ تراجع علاقاتها مع إيران والمعسكر الراديكالي؛ والصعوبات الاقتصادية). ومنذ بدء العملية وهي تستصعب إظهار أي مكسب عسكري ملموس ("صورة النصر" التي تتمثل في عدد كبير من القتلى المدنيين الإسرائيليين من جراء إصابتهم بالقذائف الصاروخية، أو إصابة منشأة استراتيجية، أو اعتداء إرهابي لقتل المدنيين الإسرائيلي ينطلق من قطاع غزة) وحشد الدعم العربي الجارف. ومع ذلك فإن حماس تثبت قدرتها على تشويش مجرى حياة معظم سكان دولة إسرائيل لفترة طويلة نسبيا، وشمول مناطق إسرائيلية جديدة في نطاق إطلاق القذائف الصاروخية (مشارف حيفا مثلا). وفي الوقت الذي تعرضت فيه المنظومات العسكرية لحماس في القطاع للضرب، إلا أنها تمكنت من مواصلة "روتين" إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل والحفاظ على بقاء مسؤوليها العسكريين ومنظوماتها العسكرية أمام كثافة العمليات الإسرائيلية.

                ‌ج.       معركة الوعي – في المرحلة الحالية تستفيد إسرائيل (حتى الآن) من تفهم المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، ودعمه لحقها في الدفاع عن نفسها وحماية حياة سكانها. ولكن الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل، وهي ما زالت على نطاق ضيق في المرحلة الحالية، من شأنها أن تزداد شدة في حال قيام إسرائيل بتحرك بري في قطاع غزة أو تعرض عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين للإصابة. وفي المقابل تجد حماس نفسها معزولة في الساحة الدولية وأيضا في الساحة العربية، حيث لم تتمكن (حتى الآن) من حشد دعم ملموس. وفي مثل هذه الظروف تركز حماس مجهودها الإعلامي أساسا في الجمهور الغزاوي، وبقدر أقل في مجموعات أخرى (بما في ذلك شن الحرب النفسية على الجمهور الإسرائيلي). وفي المجال التوعوي تستمر حماس في مسعاها الهادف إلى إيجاد "صورة النصر"، ولكن معظم المتحدثين باسمها، ونظرا لانعدام النجاح في ذلك (حتى الآن) يلجؤون إلى إطلاق الشعارات الفضفاضة والإعلان عن "انتصارات" وإنجازات وهمية. وتخطط حماس، مثلما خططت له في الحملات السابقة، للاستفادة إلى أقصى الحدود من القتلى المدنيين غداة انتهاء الحملة، باعتباره ورقا من الأوراق الناجحة في ضرب إسرائيل إعلاميا على الساحة الدولية (من خلال منظمات حقوق الإنسان والبنية التحتية الدولية لمنظمات نزع الشرعية عن إسرائيل، والتي عملت ضد إسرائيل بعد حملة "الرصاص المصبوب". وفي الوقت نفسه تستمر ظاهرة إقدام حماس على استغلال المدنيين والبنى التحتية المدنية "درعا بشريا" للعناصر الإرهابيين والبنى التحتية العسكرية، ما من شأنه زيادة عدد الإصابات بين المدنيين.

                 ‌د.       أوضاع الضفة الغربية ودور السلطة الوطنية – مع أن قوة التحرك الأمني الإسرائيلي خلال حملة "عودوا أيها الإخوة" قد تراجعت، إلا أنه لم يتوقف بعد العثور على جثث الفتيان الثلاثة الذين تم خطفهم وقتلهم، إلى جانب قيام سكان الضفة الغربية بفعاليات تضامنية مع سكان القطاع، إلا أن مستوى الاضطرابات وأعمال العنف ما زال منخفضا في المرحة الحالية، علما بأن الاضطرابات في الوسط العربي الإسرائيلي توقفت أيضا. ورغم قيام حكومة وفاق وطني، بدا جليا انعدام أي تأثير حقيقي يستطيع أبو مازن ممارسته على تصرف حماس ومنظومة اعتباراتها، وكذلك باقي التنظيمات الإرهابية العاملة في القطاع. ورغم ذلك فمن الممكن أن تضطر حماس إلى تخصيص دور معين للسلطة الوطنية الفلسطينية ضمن تسوية مستقبلية، عندما يتم التوصل إليها، مثل "خدمات التوسط" مع الساحة الدولية، والمساعدة على فتح معبر رفح من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة ومشاركة السلطة في تسييره، بالإضافة إلى تسوية موضوع رواتب الآلاف من موظفي حكم حماس السابق).

2.        وفي الحلبة الدولية صدرت نداءات ومبادرات لوقف القتال بنفس الشروط التي تم التوصل إليها في حملة "عامود السحاب[1]". ورغم أن إسرائيل وحماس لم تبديا استعدادهما علنا لوقف القتال، إلا أن تصريحات المسؤولين الكبار في الطرفين يمكن أن تستشف منها بتقديرنا الأفكار الأساسية للتسوية المستقبلية، حيث تسعى إسرائيل بتقديرنا لاستعادة الردع، ووقف إطلاق القذائف الصاروخية وضمان الهدوء لفترة طويلة، وذلك كله من موقع القوة، بعد تعرض حماس لضربة شديدة خلال حملة "الجرف الصامد". ويستشف من تصريحات مسؤولي حماس (حتى الآن) أنها تسعى لإضافة مقومات أخرى لتفاهمات "عامود السحاب"، من قبل إسرائيلومصر والسلطة الوطنية الفلسطينية (مثل الإفراج عن معتقلي "صفقة شاليط" وعناصر حماس الذين اعتقلوا خلال حملة "عودوا أيها الإخوة"؛ ترتيب دفع الرواتب لعشرات الآلاف من موظفي حكم حماس السابق؛ فتح معبر رفح على الحدود بين القطاع ومصر؛ ضمان العمل الطبيعي لمعبر كيرم شالوم الذي ظل النشاط فيه جاريا خلال حملة "عامود السحاب").

[1]     كان التوصل إلى تفاهمات "عامود السحاب" قد تم برعاية مصرية ومشاركة أمريكية ودخلت حيز التنفيذ في 21 تشرين الثاني / نوفمبر 2013. وفي إطار هذه التفاهمات تم الاتفاق على وقف الطرفين (أي إسرائيل وحماس) لجميع عملياتهما الهجومية، على أن تبدأ خلال 24 ساعة مناقشة التوصل إلى تفاهمات أوسع نطاقا، تتعلق بترتيب تنقل الأشخاص والسلع إلى القطاع ومنه وتسوية قضية القيود المفروضة على تحرك الفلسطينيين في المناطق المتاخمة للحدود بين القطاع وإسرائيل.