عناصر سلفية جهادية مسلحة وملثمة في قطاع غزة تعبر عن وفائها لتنظيم داعش في شريط تم تحميله للمواقع الإلكترونية (القدس، 12 شباط / فبراير 2014)
عام
1. خلال الأشهر الماضية أمكن ملاحظة مظاهر الدعم في قطاع غزة لجهات سلفية جهادية ضمن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (فيما يلي: داعش) والتي تتزايد بتزايد الانتصارات والمكاسب التي تحققها داعش في سوريا والعراق. وقد نظمت هذه العناصر مهرجانا خطابيا لدعم داعش في مدينة رفح، كما حملت لليوتيوب شريطا يعبر عن هذا الدعم. ويتواجد في سوريا ما يقارب ال 40 عنصرا، يبدو أن بعضهم يعمل ضمن إطار وحدة خاصة في داعش تحمل اسم الشيخ أبو النور المقدسي (وهو شيخ سلفي جهادي كان له نشاط في قطاع غزة وقتلته حماس سنة 2009 إثر إعلانه عن إنشاء إمارة إسلامية في فلسطين).
2. خلال حملة "الجرف الصامد" تم إطلاق عدد من القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل من قبل عناصر سلفية جهادية في القطاع تضامنوا علنا مع داعش ووزعوا شريطا تظهر فيه راية القاعدة (انظر توثيقا لعملية الإطلاق فيما يلي). كما قتل ما لا يقل عن عنصرين سلفيين جهاديين جراء هجمات جيش الدفاع الإسرائيلي. ومع ذلك، فمن منظور شامل، لا يعدو وزن النشاط العسكري السلفي الجهادي خلال حملة "الجرف الصامد" كونه ظاهرة هامشية.
3. بتقديرنا أن حماس تنظر إلى النشاط السلفي الجهادي على أنه خطر كامن وتحدٍ عملي وعقائدي لحكمها في القطاع، وإن كانت البنية التحتية السلفية الجهادية بكاملها لا تمثل في الوقت الحالي تهديدا حقيقيا لحكم حماس التي تملك إمكانات قمع أي نشاط قتالي أو توعوي يخرج عن "قوانين اللعبة" التي وضعتها (وكما فعلت في الماضي). وقد ردت حماس بحزم على مظاهر دعم داعش التي لوحظت في القطاع مؤخرا، وإن كانت تتجنب المواجهة الشاملة مع السلفيين الجهاديين.
مظاهر دعم داعش في قطاع غزة
4. إثر ما حققته داعش من نجاحات في شمال العراق خلال النصف الأول من حزيران / يونيو 2014، أقامت عناصر سلفية جهادية في رفح الفلسطينية جنوب القطاع مهرجانا خطابيا لدعم داعش. وخلال هذا المهرجان الذي أقيم في 12 حزيران / يونيو 2014، رفعت رايات داعش وأطلقت الشعارات المؤيدة لإنشاء خلافة إسلامية (هي الدولة الإسلامية) والمناهضة لليهود. وقامت شرطة حماس بتفريق المشاركين في المهرجان.
مهرجان خطابي لسكان رفح الفلسطينية دعما لداعش قامت شرطة حماس بتفريق مشاركيه
5. كانت عناصر سلفية جهادية في القطاع قد حملت لبعض المواقع الإلكترونية قبل ذلك بأربعة شهور (12 نيسان / أبريل 2014) شريطا عبرت فيه عن وفائها لتنظيم داعش برئاسة أبو بكر البغدادي. وقد ظهر في الشريط عشرة أشخاص مسلحين وملثمين على خلفية راية داعش (alquds.com, 12 شباط / فبراير2014). وجاء هذا التعبير عن الولاء في أعقاب الانشقاق بين داعش وجبهة النصرة، فرع القاعدة، في سوريا (تصوير ملتقط من الشريط الذي تم لاحقا إزالته من الإنترنت، انظر صفحة العنوان).
ردود فعل حماس على مظاهر الدعم
6. سارعت شرطة حماس إلى تفريق مظاهرة الدعم التي نظمت في رفح في 12 حزيران / يونيو 2014 (موقع أمد، 14 حزيران / يونيو 2014). كما شنت حماس حملة إعلامية شاملة ضد داعش على الإنترنت. وافتتحت في منتدى حماس موضوعا خاصا تضمن عبارات الاستنكار الشديد لداعش، منها: داعش ليسوا جهاديين بل إنهم عملاء يقتلون المسلمين أكثر مما يقتلون الكفار". وكتب زائر آخر: "لا مجال للفكر التكفيري في غزة… إنهم خوارج وعلاجهم سيف علي. وكتب آخر أن داعش تقتل الشيعة في العراق والشيعة والسنة في سوريا. (منتدى حماس على الإنترنت، 14 حزيران / يونيو 2014).
7. وردا على تحميل الشريط الداعم لداعش (12 شباط / فبراير 2014) ادعى صلاح البردويل المسؤول في حماس في القطاع أن لا عناصر متطرفة في القطاع مرتبطين بداعش وتنظيمات القاعدة. وأضاف أن ما يتم نشره على الإنترنت يهدف إلى تشويه صورة حماس وإلصاق صفة الإرهاب به أسوة بالقاعدة (القدس، 12 شباط / فبراير 2014).
إطلاق القذائف الصاروخية من قبل العناصر السلفية الجهادية في القطاع والمحسوبة على داعش خلال حملة "الجرف الصامد"
8. في 8 تموز / يوليو 2014 حمّلت عناصر سلفية جهادية في القطاع لليوتيوب شريطا يظهر توثيقا لعدد من الأحداث التي اطلقت خلالها القذائف الصاروخية على إسرائيل، حيث تضمن ما لا يقل عن عشر عمليات لإطلاق القذائف الصاروخية في ساعات المساء والليل، ومن موقعين أو ثلاثة على ما يبدو.
9. وتم تحميل الشريط لليوتيوب تحت عنوان "(الحركة) السلفية الجهادية في غزة – محبو الدولة الإسلامية (أي داعش) يقصفون اليهود بالصواريخ". وتظهر في الشريطراية القاعدة. وكتب على الصورة الافتتاحية للشريط "جهاد ورماية– أبناء الدولة الإسلامية، بيت المقدس"
