مسؤولون في حماس يدعون علنا إلى فتح جبهات جديدة في المعركة المقبلة ضد إسرائيل، ولا سيما تنفيذ الاعتداءات الإرهابية من الأراضي اللبنانية


فتحي حماس وزير الداخلية في حكم حماس السابق يدعو في خطاب له إلى فتح جبهات جديدة ضد إسرائيل من الدول العربية المحيطة لها، بل ومن دول بعيدة عن حدودها (صفحة وزارة الداخلية في غزة على الفيس بوك، 26 شباط / فبراير 2015)
فتحي حماس وزير الداخلية في حكم حماس السابق يدعو في خطاب له إلى فتح جبهات جديدة ضد إسرائيل من الدول العربية المحيطة لها، بل ومن دول بعيدة عن حدودها (صفحة وزارة الداخلية في غزة على الفيس بوك، 26 شباط / فبراير 2015)

عام

1.     شددمؤخرا مسؤولون كبار في حماس على ضرورة فتح جبهات جديدة ضد إسرائيل خلال الجولة القتالية القادمة، ومن جميع الدول العربية التي تحدها، بل من دول بعيدة عن حدودها. وقد تم التشديد بشكل خاص على سوريا ولبنان، حيث دعا محمود الزهار من كبار مسؤولي حماس السلطات في كل من سوريا ولبنان إلى السماح لحماس بتشكيل مجموعات عسكرية في مخيمات اللاجئين ليتقوم بإدارة المقاومة من شمال فلسطين (أيضا) وليشاركوا حماس في غزة في تحريرها (فلسطين). وأعلن المتحدثون باسم حماس أنه خلال حملة "الجرف الصامد" أقدم فعلا عناصر الجناح العسكري للحركة على إطلاق الصواريخ إلى شمال إسرائيل من الأراضي اللبنانية ودعوا ضمنا إلى توسيع نطاق هذه الظاهرة خلال المواجهة المقبلة (وقد تم فعلا خلال حملة "الجرف الصامد" إطلاق عدد من الصواريخ من قبل بعض الفلسطينيين من الأراضي اللبنانية، سقطت في منطقة المطلة والجليل الغربي ولم تلحق أي ضرر). 

2.     ويمكن النظر إلى تصريحات مسؤولي حماس حول ضرورة فتح جبهات جديدة في المعركة القادمة ضد إسرائيل على أنها تأتي على خلفية نشاط مكثف تقوم به حماس لاستعادة قدراتها العسكرية التي أصابها بعض الضعف في حملة "الجرف الصامد". وبتقديرنا أن هذا النشاط يتضمن التفكير في أنماط من العمل تطال نقاط الضعف الإسرائيلية، اعتمادا على دروس حملة "الجرف الصامد" (ومنها الاعتداء على مواقع عسكرية إسرائيلية قريبة من قطاع غزة واختطاف الجنود الإسرائيليين).

3.     وليس واضحا في المرحلة الحالية ما إذا كانت هذه التصريحات قد وجدت تعبيرا عمليا لها، لا سيما فيما يخص الساحة اللبنانية. وقد كتب في هذا السياق عماد زقوت مدير أخبار قناة الأقصى التابعة لحماس يقول إن محمد ضيف، رئيس الجناح العسكري لحماس، قد وجه في كانون الثاني / يناير 2015 رسالة إلى حسن نصر الله زعيم حزب الله عرض عليه فيها تنسيق نيران المقاومة ضد إسرائيل"(أي إطلاق الصواريخ) من لبنان وقطاع غزة.

4.     فيما يلي بعض تصريحات مسؤولي حماس حول ضرورة فتح جبهات جديدة ضد إسرائيل خلال المعركة المقبلة:

ملحق
مقتطفات من تصريحات مسؤولين في حماس حول فتح جبهات جديدة

فتحي حماد

1.     ألقى فتحي حماد وزير الداخلية في حكم حماس السابق كلمة في مراسم افتتاح مؤتمر اقتصادي دولي في كلية الرباط الجامعية في غزة، قال فيها فيما قاله إن تحرير فلسطين يستلزم خطة بعيدة المدى تشارك فيها الشعوب العربية والإسلامية على أساس "المقاومة الشاملة والجهاد بكافة أشكاله" مشيرا إلى أن المقاومة (أي التنظيمات الإرهابية) في حاجة إلى قيادة تشرف على كافة المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والعلمية. ودعا حماد في كلمته إلى فتح جبهات جديدة ضد إسرائيل ("الاحتلال") في جميع الدول المحيطة بها، وأيضا تلك الأبعد من حدودها (صفا، 24 شباط / فبراير 2015).

2.     وفي مقابلة جرت معه بعد ذلك بعدة أيام قال فتحي حماد مشيرا إلى مصر إن ما يطلب من الأمة العربية ومن مصر بشكل خاص فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية هو رفدها بالوسائل القتالية وفتح الحدود ورفع "الحصار". وأضاف أن القوات المسلحة المصرية يجب أن تجري التدريبات والمناورات "دعما للمقاومة" ومشاركتها في القتال (قناة القدس، 28 شباط / فبراير 2015).

محمود الزهار

3.     في 4 شباط / فبراير 2015 وخلال ندوة سياسية أقامها مكتب إعلام حماس في شمال قطاع غزة دعا محمود الزهار، من كبار مسؤولي حماس، السلطات السورية واللبنانية إلى السماح لتنظيمه بتشكيل مجموعات عسكرية في مخيمات اللاجئين الفلسطينية في كل من لبنان وسوريا، تخضع للجناح العسكري لحماس، لتقوم بحسب ما قال بإدارة المقاومة من شمال فلسطين (أيضا) ويشاركوا حماس في تحريرها (الحياة، 18 شباط / فبراير، 2015). وأعلن المتحدثون باسم حماس في الندوة ذاتها أن عناصر جناحها العسكري كانوا قد أطلقوا الصواريخ على إسرائيل من الأراضي اللبنانية خلال حملة "الجرف الصامد"[1]

عماد زقوت

4.     إثر تصريحات محمود الزهار نشر موقع دنيا الوطن (6 شباط / فبراير 2015 مقالا بعنوان "ما سر تصريح د. الزهار؟" بقلم عماد زقوت مدير أخبار قناة الأقصى التابعة لحماس، حيث ذكر زقوت في مقاله أنه فور انتهاء حملة "الجرف الصامد"، بل وخلال الحملة نفسها، بدأت قيادة حماس تستعد لأن تشمل أي حرب مستقبلية جميع الأراضي الإسرائيلية (وليس جنوبها فقط). وأضاف أن الجناح العسكري لحماس قام فعلا خلال حملة "الجرف الصامد" بتحريك عدد من التنظيمات والمجموعات في بعض الدول العربية التي لها حدود مشتركة مع إسرائيل لإطلاق الصواريخ إلى مدن في شمال إسرائيل لإرباك حسابات القادة الإسرائيليين.

5.     وأشار عماد زقوت بهذا السياق إلى أنه يمكن النظر إلى استئناف العلاقات بين حماس وحزب الله على أنه جزء من  السياق ذاته، حيث جعل استئناف العلاقات محمود الزهار يدلي بالتصريحات التي أدلى بها في الندوة، مؤكدا كون كلام الزهار قد صدر بعد التنسيق مع مستويات حزب الله العليا. واشارزقوت في مقاله إلى رسالة بعث بها وفقا لما تقوله حماس محمد ضيف رئيس الجناح العسكري لحماس في كانون الأول / ديسمبر 2015، عرض فيها على حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله تنسيق "نيران المقاومة" ضد إسرائيل من لبنان وقطاع غزة.

عماد زقوت: حماس تجري اتصالات مع حزب الله بهدف تنسيق "نيران المقاومة ضد إسرائيل" من الأراضي اللبنانية (دنيا الوطن، 6 شباط / فبراير 2015)
عماد زقوت: حماس تجري اتصالات مع حزب الله بهدف تنسيق "نيران المقاومة ضد إسرائيل" من الأراضي اللبنانية (دنيا الوطن، 6 شباط / فبراير 2015)

[1]تمت خلال حملة "الجرف الصامد" عدة محاولات لإطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية، ومنها صاروخ قد تم إطلاقه في 11 تموز / يوليو 2014 من الأراضي اللبنانية، وانفجر في منطقة المطلة، ولم يصب أحد بأذى. وأصدرت عندها قيادة الجيش اللبناني بيانا قالت فيه إن "جهة مجهولة" أطلقت ثلاثة صواريخ من منطقة مرجعيون-حاصبيا، وإن قوات من الجيش اللبناني قامت بتمشيط المنطقة وعثرت على الموقع الذي تم منه إطلاق الصواريخ، كما عثرت فيه على وثائق وخرائط تضمنت إحداثيات وأهدافا (الأخبار، النشرة، 11 تموز / يوليو 2014). وفي ليلة 13-14 تموز / يوليو 2014 أيضا تم رصد سقوط عدد من الصواريخ في الجليل الغربي، ولم تقع إصابات في الأرواح أو الممتلكات (الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، 14 تموز / يوليو 2014). ونشرت قيادة الجيش اللبناني اسمي فلسطينيين قالت إنهما ضالعان في عملية إطلاق الصواريخ (وكالة الأنباء اللبنانية، 16 تموز / يوليو 2015).