الجهاد الإسلامي في فلسطين يفلح مرتين بالتسبب بالإفراج عن عناصره من الاعتقال الإداري في إسرائيل، وذلك من خلال إطلاق تهديدات بخرق التهدئة في قطاع غزة.


لافتة وزعتها سرايا القدس، الجناح العسكري لتنظيم الجهاد الإسلامي في فلسطين، وعليها صورة المعتقل الإداري محمد علان، أحد عناصر الجهاد الإسلامي الذي أضرب عن الطعام لمدة طويلة. وقد كُتب عليها باللغة العربية: "الأسير المجاهد محمد علان مضرب عن الطعام منذ تاريخ 17.6.2015" (صفحة جمعية مهجة القدس في غزة على الفيسبوك، 19 آب/ أغسطس 2015)
لافتة وزعتها سرايا القدس، الجناح العسكري لتنظيم الجهاد الإسلامي في فلسطين، وعليها صورة المعتقل الإداري محمد علان، أحد عناصر الجهاد الإسلامي الذي أضرب عن الطعام لمدة طويلة. وقد كُتب عليها باللغة العربية: "الأسير المجاهد محمد علان مضرب عن الطعام منذ تاريخ 17.6.2015" (صفحة جمعية مهجة القدس في غزة على الفيسبوك، 19 آب/ أغسطس 2015)

لمحة عامة

1.           خلال الشهرين الأخيرين بدأ عنصران من عناصر الجهاد الإسلامي في فلسطين في الضفة الغربية،محمد علان وخضر عدنان،إضراباً متواصلاً عن الطعام بهدف جعل إسرائيل تفرج عنهما من الاعتقال الإداري. وفيما أبعد من ذلك فقد جاء الإضراب عن الطعام لممارسة ضغوط على إسرائيل لمنعها من اللجوء إلى استخدام الوسيلة (الهامة) المتمثلة في الاعتقالات الإدارية في مكافحتها للإرهاب.

2.           وفي كلا الحالتين هدد الجهاد الإسلامي في فلسطين بتعطيل التهدئة في قطاع غزةمن خلال إطلاق الصواريخ إذا توفي المعتقلون الإداريون نتيجة الإضراب عن الطعام.وفي كلا الحالتين ألغت إسرائيل الاعتقال الإداري مع انتهاء الإضراب المتواصل عن الطعام،حين كان هناك على ما يبدو خطر فوري وحقيقي يتهدد حياة المضربين عن الطعام.وفي كلا الحالتين تم اعتبار الغاء الاعتقال الإداري بمثابة "نصر"أدى بحسب مفاهيم الجهاد الإسلامي إلى إجبار إسرائيل على الإذعان لمطالب المضربين من خلال التهديدات.  هذا "النصر" رفع من هيبة الجهاد الإسلامي في فلسطين على الساحة الفلسطينية الداخلية.

3.           تشير تقديراتنا أن الجهاد الإسلامي معني في بالالتزام بالتهدئة في قطاع غزة والامتناع عن تحدي سياسة حماس. ومع ذلك ولكون الجهاد الإسلامي منظمة حربية أكثر من حماس ولأنها في حلٍ من الاعتبارات السلطوية التي تلجم حماس،فإن ميل الجهاد الإسلامي في فلسطين نحو تنفيذ التهدئة أضعف من ميل حماس.والتلويح بتعطيل التهدئة في حال موت المعتقلين الإداريين يشكل فيما نرى تعبيراً عنممارسة السير على حافة الهاوية.وهذه الممارسات التي تستغل التهدئة كورقة مساومة للدفع باتجاه تحقيق الإنجازات في مواجهة إسرائيل وعلى الساحة الفلسطينية الداخلية،تحمل في ثناياها مخاطر لتدهور الأوضاع في المستقبل.

 

إضراب محمد علان عن الطعام

4.           محمد علانهو معتقل إداري فلسطيني من منطقة نابلسومحسوب على منظمة الجهاد الإسلامي في فلسطين،أضرب عن الطعام لفترة متواصلة دامت 65 يوماً بطلب الإفراج عنه. وفي 14 آب/ أغسطس 2015، ومع انقضاء 59 يوماً من الإضراب عن الطعام، تفاقمت حالته وفقد وعيه وباتت حياته في خطر. وإزاء سوء حالته وخشية الأطباء من تعرضه لضرر دماغي مستدام، فقد ألغت محكمة العدل العليا أمر الاعتقال الإداري بحقه بشكل مؤقت.ونتيجة لقرار المحكمة انتهى إضراب المعتقل عن الطعام ومنذ ذلك الحين بدى أنه يتماثل للشفاء ويستعيد عافيته.

5.           في 14 آب/ أغسطس 2015حين تفاقمت حالة محمد علان الطبية، نشرت سرايا القدس، وهي الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في فلسطين، بياناً رسمياً تهدد فيه إسرائيل.وقيل في البيان أن سرايا القدس (في قطاع غزة)وفي حال موت المعتقل محمد علان فإنها سترد على ذلك بقوة وتنهي أي التزام من جانبها بالتهدئة.(موقع سرايا القدس،14 آب/ أغسطس2015).

بيان وزعه الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في فلسطين وفيه يهدد فيه بالتوقف عن الإلتزام بالتهدئة في قطاع غزة (موقع سرايا القدس، 14 آب/ أغسطس 2015).
بيان وزعه الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في فلسطين وفيه يهدد فيه بالتوقف عن الإلتزام بالتهدئة في قطاع غزة (موقع سرايا القدس، 14 آب/ أغسطس 2015).

6.           وفي أعقاب تدهور حالة محمد علان وتهديدات الجهاد الإسلامي،فقد قام سلاح الجو الإسرائيلي بنشر بطاريات "القبة الحديدية" في مدينتي أشدود وبئر السبع.وقد تم نشر البطاريات بتقديرنا خشية أن يقوم الجهاد الإسلامي في فلسطين بتنفيذ تهديداته وإطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. غير أن التوتر الذي خيم على منطقة جنوب البلاد تلاشى بعد بضعة أيام منذ إلغاء أمر الاعتقال الإداري مؤقتاً وانتهاء إضراب محمد علان عن الطعام.

7.           رمضان عبد الله شلح،الأمين العام للجهاد الإسلامي في فلسطين صرح بعد انتهاء الحدثبقولهبأنه لو مات محمد علان أو عدنان خضر قبل ذلك– "لكان لنا رد".وعلى حد تعبيره فإن "العدو لاحظ تلك الخطوات وأيقن أننا نعني ما نقول. والتهدئة بحسب قوله ليست أمراً مقدساً و"إذا تلاعب العدو بحياة الشعب الفلسطيني، فسنقوم بخرق التهدئة".وأضاف قائلاً أنكتائب عز الدين القسام لم تعارض إطلاق الصواريخ،إنما وعلى حد تعبيره طلبوا أن يتم إشعارهم مسبقاً عن أي نية لإطلاق صواريخلكي يتسنى لهم اتخاذ التدابير الاحتياطية(ضد الرد الإسرائيلي).كما وأشار رمضان شلح بأن منظمتهتعتبر التهدئة التي تم الاتفاق بشأنها في القاهرة خطو مؤقتة جاءت لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.وأضاف أن الجهاد الإسلامي في فلسطين "ليس لديه مشكلة" في مناقشة ترسيخ التهدئة، لكن "هذه التهدئة ليست مقدسة"(الميدان،28 آب/ أغسطس2015).

رمضان شلح، الأمين العام لمنظمة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مقابلة أكد من خلالها بأنه لو مات أحد من المضربين عن الطعام، لقامت منظمته بخرق التهدئة والرد بإطلاق صواريخ على إسرائيل (قناة الميادين اللبنانية كما ظهرت على موقع يوتيوب، 28 آب/ أغسطس 2015).
رمضان شلح، الأمين العام لمنظمة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مقابلة أكد من خلالها بأنه لو مات أحد من المضربين عن الطعام، لقامت منظمته بخرق التهدئة والرد بإطلاق صواريخ على إسرائيل (قناة الميادين اللبنانية كما ظهرت على موقع يوتيوب، 28 آب/ أغسطس 2015).

8.  لقد فسرت منظمة الجهاد الإسلامي في فلسطين هذا الحدث كـ"انتصار"على إسرائيل،حيثفرض عليها تقديم تنازلات في ظل التهديد بإطلاق الصواريخ.وقد قدم الجهاد الإسلامي في فلسطين هذا الحدث بصفته "انتصار" محمد علان "والإرادة الفلسطينية"وطريق "المقاومة" (أي، طريق الإرهاب).

إضراب خضرعدنان عن الطعام

9.           كانت قضية محمد علان هي المرة الثانية التي يعتقد الجهاد الإسلامي في فلسطين خلال آخر شهرين أنهنجح وفقاً لمفاهيمه بـ"تطويع" إسرائيل وإرغامها على إطلاق صراح عناصره من الاعتقال الإداري. وفي كلتا الحالتين وجه الجهاد الإسلامي في فلسطين تهديدات لإسرائيل بتعطيل التهدئة حين تدهورت حالة المعتقل الإداري بسبب إضرابه المتواصل عن الطعام.


10.       في 22 حزيران/ تموز 2015 أفادت وسائل الإعلام الفلسطينية عن تدهور حالة المعتقل الإداريخضر عدنان،أحد عناصر الجهاد الإسلامي في فلسطين من منطقة جنين، حيث كان مضرباً عن الطعام في السجن الإسرائيلي لما يقارب خمسون يوماً. وعلى ضوء تلك التقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام وزع الجهاد الإسلامي في فلسطين بياناً يحمّل فيه إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقل المضرب عن الطعام. وهدد ناطقون باسم الجهاد الإسلامي بتعطيل التهدئة في قطاع غزة في حال موت خضر عدنان وأوضحوا فيما بعد الحدث أن المنظمة كانت سترد لو مات خضر عدنان:

أ‌.           خالد البطش،من الشخصيات البارزة في الجهاد الإسلامي في فلسطين في قطاع غزة، قال خلال وقفة تضامنية في غزة (26 حزيران/ يونيو 2015) أنه إذا مات خضر عدنان في السجن الإسرائيلي فإنالجهاد الإسلامي في فلسطين سوف يخرق التهدئة وسوف يُضطر "العدو الإسرائيلي" (للتعاطي) مع رد المنظمة (سما، 26 حزيران/ يونيو 2015).

ب‌.       أحمد العوري،الناطق بلسان الجهاد الإسلامي في فلسطين في الضفة الغربية صرحبأنه إذا مات خضر عدنان فستُلغى التهدئة في قطاع غزة.وعلى حد قوله فإن موت خضر عدنان هو بمثابة "خط أحمر" لا يمكن السكوت عنه (معاً، 22 حزيران/ يونيو 2015).

ت‌.       أمين عام الجهاد الإسلامي في فلسطينرمضان عبد الله شلحقال بعد انتهاء قضية محمد علان أنه"حين كان الخطر يتهدد حياة خضر عدنان، فقد قامت سرايا القدس باستنفار قواتها".وأضاف قائلاً أنهلو مات محمد علان أو خضر عدنان لرد على ذلك الجهاد الإسلامي في فلسطين(الميادين،28 آب/ أغسطس2015).

11.       وفي نهاية الأمر تم التوصل إلى تسوية مع إسرائيل أدت إلى الإفراج عن خضر عدنان بعد اضرابه عن الطعام مدة 56 يوماً.وقال محاموه وزوجته أن التسوية تنص على أن يتوقف خضر عدنان عن إضرابه عن الطعام وتم الإفراج عنه في 12 تموز/ يوليو 2015. وقد وصفت أطراف مقربة من الجهاد الإسلامي في فلسطين هذه التسوية على أنها "نصر" للمعتقل و "استسلام" إسرائيلي. وقد تحدث قائد المنظمة رمضان شلح مع أسرة المعتقل عبر الهاتف وهنأهم بـ "النصر" (صفحةQudsnعلى الفيسبوك،28 حزيران/ يوني2015). وقد تم الاحتفال بالإفراج عن خضر عدنان في الضفة الغربية وقطاع غزة.

على اليمين: توزيع الحلوى في علب عليها صورة خضر عدنان  (صفحة PALDFعلى الفيسبوك، 29 حزيران/ يونيو 2015). على اليسار: أفراد عائلات السجناء الفلسطينيون يحيون ذكرى "نصر" السجين خضر عدنان في وقفتهم الأسبوعية أمام مقر الصليب الأحمر في غزة (بال توداي، 29 حزيران/ يونيو 2015)
على اليمين: توزيع الحلوى في علب عليها صورة خضر عدنان  (صفحةPALDFعلى الفيسبوك،29 حزيران/ يونيو2015). على اليسار:أفراد عائلات السجناء الفلسطينيون يحيون ذكرى "نصر" السجين خضر عدنان في وقفتهم الأسبوعية أمام مقر الصليب الأحمر في غزة(بال توداي،29 حزيران/ يونيو2015)

12.       في 12 تموز/ يوليو 2015 أفرجت إسرائيل عن خضر عدنان.وفوراً بعد الإفراج عنه صرح خضر عدنان أن حالته الصحية جيدة. وعلى حد قوله فقدكشف الإفراج عنه ضعف وهشاشة إسرائيل.وبعد الإفراج عنه نادى باعتبار إضرابه عن الطعام رافعة لكفاح السجناء الفلسطينيون والشعب الفلسطيني عامة(معاً،14 تموز/ يوليو2015).

على اليمين: أطراف التنسيق والارتباط الفلسطينية تستقبل خضر عدنان بعد الإفراج عنه من إسرائيل (معاً، 12 تموز/ يوليو 2015). على اليسار: خضر عدنان يصل إلى قريته عرابة، جنوب جنين ويستقبله سكان القرية (صفحة PALDF على الفيسبوك، 12 تموز/ يوليو 2015).
على اليمين: أطراف التنسيق والارتباط الفلسطينية تستقبل خضر عدنان بعد الإفراج عنه من إسرائيل (معاً، 12 تموز/ يوليو 2015). على اليسار: خضر عدنان يصل إلى قريته عرابة، جنوب جنين ويستقبله سكان القرية (صفحة PALDFعلى الفيسبوك، 12 تموز/ يوليو 2015).

13.       وفوراً بعد الإفراج عنه نشط خضر عدنان بشكل متحدي ومناهض تجاه إسرائيل.وبعد يوم من الإفراج عنه اعتقلته الشرطة الإسرائيلية حين قدم ليصلي في المسجد الأقصى، على الرغم من منعه من دخول مدينة القدس.قبل اعتقاله قام بعدة زيارات للقدس الشرقية، ومن جملتها زيارة الناشط في الجبهة الديمقراطية سامر العيساوي في بيته،حيث بدأ الأخير في الماضي إضراباً متواصلاً عن الطعام أدى إلى الإفراج عنه بشكل مبكر[1].

"الطريقة الإيرلندية" مقابل "الطريقة الفلسطينية": مقالة ناصر اللحام، رئيس تحرير وكالة الأنباء "معاً"

14.       وفي أعقاب نجاح إضراب محمد علان عن الطعام، كتب ناصر اللحام، رئيس تحرير وكالة الأنباء الفلسطينية الشهيرة "معاً"، مقالاً  بعنوان: "الفلسطينيون يستخدمون الطريقة الإيرلندية ضد الاحتلال الإسرائيلي" (20 آب/ أغسطس 2015)، حيث استعرض اللحام في مقاله العبر التي ينبغي برأيه استخلاصها من إضراب السجناء والمعتقلين الفلسطينيين عن الطعام.

د. ناصر اللحام (صفحة الدكتور ناصر اللحام على الفيسبوك، 3 أيلول/ سبتمبر 2015)
د. ناصر اللحام (صفحة الدكتور ناصر اللحام على الفيسبوك، 3 أيلول/ سبتمبر 2015)

15.       فيما يلي أهم ما ورد في المقال:

أ‌.           تميز إضراب المعتقلين السياسيين عن الطعام[2] بشكلين: الأول على"الطريقة الإيرلندية"،حيث يعلن أحد المعتقلين إضراباً عن الطعام ويواصل إضرابه عن الطعام حتى الموت، ومن ثم يواصل النضال من بعده معتقل آخر.والطريقةالثانية هي "الطريقة الفلسطينية"،حيث يعلن السجناء معاً دفعة واحدة إضراباً جماعياً عن الطعام ويستمر إلى أن تتحقق مطالبهم أو جزء منها.

ب‌.       خلال السنوات الأخيرة لجأ بعض الفلسطينيون إلى استخدام "الطريقة الإيرلندية". وفي هذا السياق ذكر ناصر اللحام سامر العيساوي (راجعوا البند 13 من الملاحظة رقم 1)وخضر عدنان ومحمد علان (المعتقلان الإداريان من نشطاء الجهاد الإسلامي في فلسطين).يبدو الآن ان "الطريقة الإيرلندية" تنتشر بشكل قوي في أوساط السجناء الفلسطينيين على الرغم من صعوبتها وما تنطوي عليه من خطورة على الحياة. وذلك بسبب الظروف القاسية التي يعيشها السجناء وبسبب قوانين الكنيست الجديدة التي "جعلت من الأمر محتوماً وليس اختيارياً".

ت‌.       الجهاد الإسلامي في فلسطين والجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبيةنجحت خلال السنتين الأخيرتين برفع سقف النضال إلى مستوى غير مسبوق.لقد شكك الكثير من المراقبون بنضال الأفراد ("الطريقة الإيرلندية") ونادوا بالتمسك بـ"طريقة النضال الجماعي".غير أن عدداً من الأسرى وبضمنهم محمد علان وخضر عدنان وسامر العيساوي "نجحوا في إقناع المجتمع الفلسطيني بجدوى طريقتهم في النضال".

ث‌.       وفي ختام مقاله دعا ناصر اللحام إلى تشجيع قطاعات فلسطينية أخرى (الطلاب الجامعيين، أجهزة الأمن، المنظمات النسائية، العمال وغيرهم)"للبحث عن تجارب أسرع وأنجع"في نضالهم ضد إسرائيل.وذلك بهدف "التسبب بأزمة احتلال"على غرار ما قامت به جنوب أفريقيا في سنوات الثمانينات من القرن الماضي.

16.       "معاً"هي وكالة أنباء فلسطينية تأسست في عام 2005 ومكاتبها الرئيسية موجودة في بيت لحم.إنها واحدة من وكالات الأنباءالبارزة والتي تحظى بشعبية في أوساط الجماهير الفلسطينية.ينتشر مراسلو الوكالة على نطاق واسع في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويقف على رأسها ناصر اللحام، من مواليد مخيم الدهيشه للاجئين في منطقة بيت لحم.يحمل اللحام اللقب الأول في علم النفس من جامعة بيت لحم ولقباً ثانياً في الصحافة والإعلام من جامعة هاغ ولقب الدكتوراه في علم النفس. يتحدث العربية والإنجليزية والعبرية ومقرب من شخصيات بارزة في السلطة الفلسطينية، ورافق سابقاً أبو مازن في إحدى سفراته إلى خارج البلاد وأجرى معه مقابلة.

17.       الجدير ذكره أن وكالة الأنباء "معاً" استضافت في مكاتبها في بيت لحم في الأول من أيلول/ سبتمبر 2015 ناشط الجهاد الإسلامي خضر عدنان (المعتقل الإداري الذي أضرب عن الطعام وأفرجت عنه إسرائيل في حزيران/يونيو 2015 كما ورد أعلاه). وقد كان في استقباله ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة الأنباء. وقد أشاد اللحام بـ"صمود" خضر عدنان وبنضاله أثناء مكوثه في السجن الإسرائيلي. أما خضر عدنان فقد أثنى من جانبه على الدعم الإعلامي الذي تلقاه من وكالة الأنباء "معاً" (معاً، 1 أيلول/ سبتمبر 2015).

ناصر اللحام (من اليمين)، رئيس تحرير وكالة الأنباء معاً، ومحمد فرج (من اليسار)، مدير القناة الفضائية لوكالة معاً. استضاف الإثنان خضر عدنان الذي يتوسطهما في الصورة في مكاتب الوكالة في بيت لحم، وهو أحد الشخصيات البارزة في الجهاد الإسلامي (معاً، 1 أيلول/ سبتمبر 2015)
ناصر اللحام (من اليمين)، رئيس تحرير وكالة الأنباء معاً، ومحمد فرج (من اليسار)، مدير القناة الفضائية لوكالة معاً. استضاف الإثنان خضر عدنان الذي يتوسطهما في الصورة في مكاتب الوكالة في بيت لحم، وهو أحد الشخصيات البارزة في الجهاد الإسلامي (معاً، 1 أيلول/ سبتمبر 2015)

18.       مقال ناصر اللحام يعبر بحسب تقديراتنا عن بداية استخلاص العبر نتيجة نجاح إضرابات المعتقلين الإداريين الأخيرة عن الطعام، وهم من نشطاء الجهاد الإسلامي في فلسطين.وعلى رأسها اعتماد ما سماه اللحام "الطريقة الإيرلندية"، أي– التركيز على إضرابات فردية عن الطعام يقوم بها سجناء يتم اختيارهم بعناية.وإذا تم اعتماد هذه الطريقة، فمن المتوقع أن تتلقى الدعم من خلال أعمال عنف في الضفة الغربية أو تهديدات من المنظمات الإرهابية باستخدام القوة بهدف إرغام إسرائيل على تلبية مطالب المضربين عن الطعام.

 

[1]  سامر العيساوي،يبلغ من العمر 35 سنة وناشط في الجبهة الديمقراطية. أدين في عام 2000 بالتورط في عمليات إطلاق نار ضد إسرائيليين وحُكم عليه بالسجن ثلاثين سنة. تم الإفراج عنه ضمن "صفقة شليط". وبع سنة من الإفراج عنه ضمن صفقة شليط، تم اعتقاله وحبسه بعد أن خرق شروط الإفراج عنه. وفي شهر آب/ أغسطس من العام 2012، أب عد شهر من حبسه مجدداً، بدأ العيساوي إضراباً عن الطعام اختجاجاً على ظروف حبسه.وقد أضرب العيساوي عن الطعام مدة 8 شهور وتم نقله إلى المستشفى بسبب حالته. وقد جعل الإضراب عن الطعام العيساوي روزاً في الشارع الفلسطيني وحرك الاحتجاجات في مناطق الضفة الغربية. وتزايدت الخشية في إسرائيل من تسبب موته بإشعال موجة من الاضطرابات. وفي شهر كانون أول/ ديسمبر 2013 تم الاتفاق معه على الإفراج عنه مبكراً مقابل إنهاء الإضراب عن الطعام. وفي شهر حزيران/ يونيو 2015 اعتقل الجيش الإسرائيلي العيساوي في قرية العيساوية لأنه وبحسب إفادة المدعي العام، فقد عاد العيساوي "لممارسة كاملة للأنشطة الإرهابية".
[2]   ناصر اللحام والفلسطينيون بشكل عام اعتادوا على تقديم نشطاء الإرهاب المسجونين أو المعتقلين كـ"معتقلين سياسيين".