أجرت قوات الأمن القومي التابعة لحماس مناورتان عسكريتان منذ حملة “الجرف الصامد”، وفي كلاهما تمرنت على احتلال موقع عسكري إسرائيلي واختطاف جندي.


تدريب قوات الأمن القومي في الدورة التي تم خلالها إجراء المناورة التي يحاكي هجوم ليلي على ثكنة عسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي (موقع وزارة الداخلية، 7 أيلول/ سبتمبر 2015، صفحة قوات الأمن القومي في القطاع على الفيسبوك، 7 أيلول/ سبتمبر 2015)
تدريب قوات الأمن القومي في الدورة التي تم خلالها إجراء المناورة التي يحاكي هجوم ليلي على ثكنة عسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي (موقع وزارة الداخلية، 7 أيلول/ سبتمبر 2015، صفحة قوات الأمن القومي في القطاع على الفيسبوك، 7 أيلول/ سبتمبر 2015)

لمحة عامة

1.  في تاريخ 6 ايلول/ سبتمبر 2015، وخلال دورة تدريبات عسكرية، أجرت وحدة من قوات الأمن القومي في رفح مناورة عسكرية بالذخيرة الحية، وهي المناورة الثانية من هذا النوع، حيث حاكت المناورة هجوم ليلي على قاعدة لجيش الدفاع الإسرائيلي في الأراضي الإسرائيلية. وقد حضر المناورة نعيم الغول، قائد قوات الأمن القومي ونائبه طارق أبو هاشم. وفي كلمة القاها على المشاركين في المناورة قال نعيم الغول أن التدريبات تهدف إلى رفع كفاءة الجنود الفلسطينيين من الناحية العسكرية والجسدية والمعنوية (موقع وزارة الداخلية، 7 أيلول/ سبتمبر 2015).

2.  قوات الأمن القوميالتي تلقت التدريب هي أحد أهم أجهزة الأمن الداخلي في القطاع وتخضع لسيطرة حماس.لقد تم إعادة بناء تلك الأجهزة بعد سيطرة حماس على القطاع (2007). وفي إطار إعادتها لتنظيم الأجهزة الأمنية، عملت حماس على تطهيرها من مؤيدي السلطة الفلسطينية.انتقلت الأجهزة لسيطرة حماس تحت لواء وزارةالداخلية في القطاع التي تتحكم بها حماس. المهمة المُعلنة لقوات الأمن القومي هي مراقبة حدود قطاع غزة والمعابر،غير أن التدريبات العسكرية التي تتلقاها تلك القوات تدل بشكل واضح أنها قوة عسكرية بكامل معنى الكلمة وأن مهامها لا تقتصر فقط على الأمن الداخلي.

 

على اليمين: تدريب قوات الأمن القومي في الدورة التي تم خلالها إجراء المناورة التي مثلت هجوم ليلي على موقع عسكري لجيش الدفاع الإسرائيلي (موقع وزارة الداخلية، 7 أيلول/ سبتمبر 2015). على اليسار: نعيم الغول، قائد قوات الأمن القومي في القطاع، يلقي كلمة أمام المشاركين في دورة الجهاز في رفح (صفحة قوات الأمن القومي في القطاع على الفيسبوك، 7 أيلول/ سبتمبر 2015).
على اليمين: تدريب قوات الأمن القومي في الدورة التي تم خلالها إجراء المناورة التي مثلت هجوم ليلي على موقع عسكري لجيش الدفاع الإسرائيلي (موقع وزارة الداخلية، 7 أيلول/ سبتمبر 2015). على اليسار:نعيم الغول، قائد قوات الأمن القومي في القطاع، يلقي كلمة أمام المشاركين في دورة الجهاز في رفح (صفحة قوات الأمن القومي في القطاع على الفيسبوك، 7 أيلول/ سبتمبر 2015).

طبيعة المناورات ومغزاها

3.  هذه هي المرة الثانية منذ حملة "الجرف الصامد" التي تُجري فيها قوات الأمن القومي مناوراتمسارها عسكري واضح.في 23 كانون أول/ ديسمبر 2014 أجرت قوات الأمن القومي مناورة عسكرية تحاكي اقتحام ثكنة عسكرية تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي واحتلالها.[1] وأثناء المناورةالتي تمت في إحدى منشآت التدريب التابعة لكتائب عز الدين القسام،فجر عناصر جهاز الأمن القومي عبوات ناسفة على مقربة من موقع الجيش الإسرائيلي وأطلقوا عليه النار الحية من الأسلحة الخفيفة وراجمات القنابل.

4.  طبيعة التدريبات التي أجراها عناصر قوات الأمن القومي تدل إذنبأنهم يشكلون قوة عسكرية مقاتلة بكل معنى الكلمة.وتشمل مهام هذه القوة فيما تشملمهاجمة مواقع عسكرية للجيش الإسرائيلي واختطاف جنودوتتدرب عناصره على تنفيذ هذه المهام.وقد بدى هذا الأمر واضحاً من خلال كلمة نعيم الغول، قائد قوات الأمن القومي الذي سمى منفذي المناورة التي تمت في أيلول/ سبتمبر 2015 "جنود".كما وتدل تلك المناورات علىالأهمية الكبيرة التي توليها حماس لمهاجمة المواقع العسكرية وخطف "أوراق مساومة" (جنود أسرى أو جثث جنود).

قوات الأمن القومي عند انتهاء المناورة التي حاكت احتلال موقع عسكري إسرائيلي (يمكن ملاحظة أعلام إسرائيل المرفوعة على الموقع) (صفحة PALINE O على الفيسبوك، 23 كانون أول/ ديسمبر 2014)
قوات الأمن القومي عند انتهاء المناورة التي حاكت احتلال موقع عسكري إسرائيلي (يمكن ملاحظة أعلام إسرائيل المرفوعة على الموقع) (صفحة PALINE Oعلى الفيسبوك، 23 كانون أول/ ديسمبر 2014)

 انقضاض قوات الأمن القومي على موقع الجيش الإسرائيلي (nsf.gov.ps، 23 كانون أول/ ديسمبر 2014).
 انقضاض قوات الأمن القومي على موقع الجيش الإسرائيلي(nsf.gov.ps،23 كانون أول/ ديسمبر2014).

5.  الجدير ذكره أن هناك علاقات وثيقة بين قوات الأمن القومي وبين الجناح العسكري لحماس.عناصر الأمن القومييتلقون التدريبات في منشآت حماس.يخدم في قوات الأمن القومي وكذلك في الأجهزة الأمنية الأخرى في القطاععناصر من كتائب عز الدين القسام ولهم "هوية مزدوجة".وقد ثبت ذلك من خلال فحص أسماء القتلى في حملة الجيش الإسرائئيلي ("الجرف الصامد"، "الرصاص المصبوب"، "عمود السحاب")."الهوية المزدوجة" تتيح لحماس تشغيل عناصر عسكرية كثيرة في أجهزة الأمن ومن جملتها قوات الأمن القومي،وهكذا تمنح تلك العناصر شرعية حكومية ورواتب من خزينة الحكومة.

على اليمين: إعلان تنعى فيه كتائب عز الدين القسام موت إبراهيم عبد الفتاح البلعاوي الذي قُتل في حملة "الجرف الصامد". على اليسار: إعلان لقيادة قوات الأمن القومي تنعى فيه موت إبراهيم البلعاوي (صفحة قوات الأمن القومي في غزة على الفيسبوك، 8 تموز/ يوليو 2014).
على اليمين: إعلان تنعى فيه كتائب عز الدين القسام موت إبراهيم عبد الفتاح البلعاوي الذي قُتل في حملة "الجرف الصامد".على اليسار: إعلان لقيادة قوات الأمن القومي تنعى فيه موت إبراهيم البلعاوي(صفحة قوات الأمن القومي في غزة على الفيسبوك،8 تموز/ يوليو 2014).

مراسل قناة الأقصى التابعة لحماس يغطي مناورة إنهاء دورة ضباط قوات الأمن القومي. على اليسار تبدو لافتة وعليها صورة ابراهيم داوود البلعاوي، وهو عنصر في قوات الأمن القومي كان ينتمي إلى كتائب عز الدين القسام وقُتل في حملة "الجرف الصامد" (كانون أول/ ديسمبر 2014).
مراسل قناة الأقصى التابعة لحماس يغطي مناورة إنهاء دورة ضباط قوات الأمن القومي. على اليسار تبدو لافتة وعليها صورة ابراهيم داوود البلعاوي، وهو عنصر في قوات الأمن القومي كان ينتمي إلى كتائب عز الدين القسام وقُتل في حملة "الجرف الصامد" (كانون أول/ ديسمبر 2014).

[1]راجعوا نشرة مركز المعلومات من تاريخ 5 كانون أول/ ديسمبر 2014: "المناورات التي أجرتها حماس وقوات الأمن القومي مثلت احتلال موقع لجيش الدفاع الإسرائيلي على مقربة من قطاع غزة واختطاف جندي".