نظرة على الجهاد العالمي (14-8 حزيران/ يونيو 2017)

أهم أحداث هذا الأسبوع

تصدرت أحداث هذا الأسبوع عملية مشتركة نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في طهران واستهدفت بناية المجلس (المجلس التشريعي الإيراني) ومجمع ضريح الحميني. أسفرت العملية عن مقتل 17 شخصاً وإصابة 52 آخرين، حيث كانت معظم الإصابات في بناية المجلس التشريعي.  تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن العملية وهددت قنواته الإعلامية بتنفيذ المزيد من العمليات ضد إيران والشيعة. إن العملية المشتركة في إيران هي الأولى من نوعها وقد تدل على أن تنظيم الدولة الإسلامية قد طور قدرات عملية تتيح له العمل في قلب إيران لاستهداف مواقع تُعتبر رموزاً للنظام الإيراني. عملية طهران تُعتبر مساساً بهيبة النظام الإيراني، حيث تعرض لأول مرة لعمليات استعراضية من تدبير  تنظيم الدولة الإسلامية. وتهدد وسائل تنظيم الدولة الإسلامية الإعلامية بمواصلة العمليات لاستهداف إيران والشيعة . وبالمقابل فمن المتوقع أن تقوم قوات الأمن الإيرانية بتكثيف جهودها الاستباقية (والتي بدأت فعلاً) للكشف عن تنظيمات موالية لتنظيم الدولة الإسلامية تعمل داخل إيران. أما على الصعيد الميداني فيتعرض تنظيم الدولة الإسلامية لضغوط هائلة. ففي مدينة الرقة تتقدم القوات السورية الديمقراطية (SDF) في عدد من الأحياء في غرب المدينة وشرقها وشمالها وقد وصلت وفقاً للتقارير الواردة إلى أسوار المدينة القديمة (اما في جنوب المدينة فقد أبقت القوات السورية الديمقراطية (SDF) على ممرات مفتوحة لهروب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة). وفي الموصل أتمت القوات العراقية سيطرتها على حي آخر وبقي حتى الأن تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية حيين اثنين في البلدة القديمة، حيث من المتوقع أن يدور هناك "القتال الأخير" في معركة احتلال الموصل. وعلى امتداد الحدود السورية العراقية يحتدم التنافس على السيطرة بين الولايات المتحدة وتنظيمات المتمردين التي تدعمها من جهة وبين النظام السوري وحلفائه من جهة أخرى. في 9 حزيران/ يونيو 2017 أفادت التقارير بأن القوات السورية قد وصلت إلى الحدود السورية العراقية على مبعدة نحو عشرون كيلومتراً إلى الشمال من معبر التنف وأنشأت معبراً حدودياً مرتجلاً في الموقع. وقد قال التلفزيون السوري أن المعبر قد باشر العمل. اما الأمريكان فقد نقلوا من الأردن إلى التنف منظومة صواريخ متحركة (HIMARS) تحسباً للتهديد المتزايد من طرف القوات السورية.

 

التدخل الروسي في سوريا

روسيا

• سيرغي رودسكوي، وهو عضو رفيع في قيادة الأركان الروسية، وسيرغي سوروبكين، قائد القوات الروسية في سورياعقدا مؤتمراً صحفياً بشان الأوضاع في سوريا. وقال قائد القوات الروسية في سوريا أن سلاح الجو الروسي قد نفذ 1268 طلعة جوية في سوريا خلال الشهر الأخير، حيث قام من خلالها بتدمير 3200 منشأة إرهابية وقام بتطهير ما مساحته 3922 كيلومتر مربع من الإرهابيين. ومن جملة المواقع التي تم تدميرها: مقر قيادة لتنظيم الدولة الإسلامية ومخازن سلاح ومعسكرات تدريب وقاعدة انتقال. وأثناء المؤتمر الصحفي وجه الاثنان انتقادات لأعمال دول التحالف الدولي في منطقة التنف. وقال الإثنان أن ليس هناك مبرر لخشية الولايات المتحدة من وصول قوات سورية إلى الحدود، ذلك لأن روسيا تساند تقدم قوات النظام على امتداد الحدود بين سوريا والعراق وكذلك بين سوريا والأردن. كما وقال الاثنان أن دول التحالف قد سمحت لقوات تنظيم الدولة الإسلامية بالانتقال من الرقة إلى تدمر ودير الزور (تاس، 9 حزيران/ يونيو 2017).
• وفي كلمة ألقاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر منظمة شنغهاي للتعاون^[1]، قال ان لدى روسيا معلومات تفيد بأن تنظيم الدولة الإسلامية يعمل على زعزعة الاستقرار في جنوب روسيا وفي مركز آسيا. وفي هذا السياق دعا الدول المشاركة في المؤتمر إلى زيادة التعاون الاستخباراتي فيما بينها (تاس، 9 حزيران/ يونيو 2017). سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي، قال في المؤتمر أن القتال الروسي في سوريا ضد الجماعات الإسلامية قد منع انتشارها في الدول الأعضاء في المنظمة (روسيا، مركز آسيا، الصين) وأكد قلقه من اتساع رقعة أعمال تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان ودعا الدول الأعضاء في المنظمة إلى ابتكار أدوات مفيدة للتعاون ضد الإرهاب الإسلامي (سبوتنيك، 9حزيران/ يونيو 2017).
• وفي تقرير أمام مجلس الأمن التالبع للأمم المتحدة بخصوص العمليات الإرهابية، قال يفغيني زغاينوف، نائب المبعوث الروسي إلى الأمم المتحدة أن مدخولات تنظيم الدولة الإسلامية من تجارة النفط الخام قد تراجعت بشكل كبير منذ بداية عام 2015، وذلك بفعل تدخل سلاح الجو الروسي في سوريا.وعلى حد قوله فقد تراجعت مدخولات تنظيم الدولة الإسلامية من مبلغ 25 مليون دولار في الشهر إلى مبلغ 12 مليون دولار. ووفقاً لأقوال زغاينوف فمنذ بداية عمل روسيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا  تم تدمير 4000 شاحنة صهريج للوقود و 176 معمل لتكرير البترول و 12 مضخة وتم تعطيل حوالي 206 منشأة لإنتاج الغاز (تاس، 8 حزيران/ يونيو 2017).

أهم التطورات في سوريا

معركة احتلال الرقة

يتواصل القتال داخل مدينة الرقة،حيث بدأ هذا القتال في 6 حزيران/ يونيو 2017. القوات السورية الديمقراطية (SDF) بمساعدة التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة تهاجم المدينة من عدة اتجاهات بالتوازي. احتل مقاتلو القوات السورية الديمقراطية (SDF) أحياء في غرب مدينة الرقة وشمالها وشرقها، وتواصل القوات تقدمها باتجاه وسط المدينة. وفي جنوب الرقة ظلت إمكانيات الهروب من المدينة مُتاحة لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. وقال طلال سلو، الناطق باسم القوات السورية الديمقراطية (SDF) أن القوات السورية الديمقراطية تعتزم تسليم إدارة المدينة لمحكمة مدنية وعسكرية يتم تشكيلها من سكان المدينة، وذلك بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية منها (لبنان 24، 8 حزيران/ يونيو 2017).

• في شرق المدينةانتزعت القوات السورية الديمقراطية من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية حي المشلب وعدد من المواقع في حي الجزرة (شبكة الشام الإعلامية، 8 حزيران/ يونيو 2017). وتواصل القوات تقدمها باتجاه حي الصناعة (قاسيون، 10-9 حزيران/ يونيو 2017) وباتجاه وسط المدينة وقد وصلت سور البلدة القديمة إلى الغرب من حي الصناعة (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، رويترز، 12 حزيران/ يونيو 2017). وعند احتلال حي الجزرة اكتشفت القوات السورية اليمقراطية (SDF) شبكة أنفاق كان يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية لتجنب الغارات الجوية التي تقوم بها دول التحالف ولنقل الآليات الحربية والذخائر إلى أحياء المدينة(عنب بلدي، 12 حزيران/ يونيو 2017). وفي حي المشلب اكتشف مقاتلو القوات السورية الديمقراطية (SDF) معملاً لإعداد السيارات الملغمة.
• في شمال غربالمدينة تم احتلالحي الشعبية. في 11 حزيران/ يونيو 2017 وبعد معارك استمرت يومين، سيطر مقاتلو القوات السورية الديمقراطية (SDF) على حي الرومانية (شبكة شام الإعلامية، 11 حزيران/ يونيو 2017). وتدور مواجهات بين الأطراف على تخوم حي حطين (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 14 حزيران/ يونيو 2017).
• في شمال المدينة سيطرت القوات السورية الديمقراطية (SDF)في 12 حزيران/ يونيو 2017 على أجزاء من قاعدة الكتيبة 17 سابقاً وعلى محيط مصنع السكر (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، رويترز، 12 حزيران/ يونيو 2017). وقال مصعب الحسين، وهو مقاتل في صفوف القوات السورية الديمقراطية (SDF) أن مصنع السكر  يكتسب "أهمية استراتيجية" حيث يُتاح منه إطلاق النار على الأحياء الشمالية من الرقة (حساب يوتيوب فرات اف ام, 12 حزيران/ يونيو 2017).

• وكما في معركة الموصل، كذلك في الرقة أكثر مقاتلوتنظيم الدولة الإسلامية من استخدامهم للإرهابيين الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم بواسطة سيارات ملغمة أو أحزمة ناسفة في محاولة لمنع تقدم القوات السورية الديمقراطية (SDF). ووفقاً للبيانات الصادرة عن تنظيم الدولة الإسلامية  فقد قام مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية في 7 حزيران/ يونيو 2017 بتفجير سيارة ملغمة قرب مبنى انتشرت فيه القوات السورية الديمقراطية (SDF) على طرف حي المشلب. وفي 11 حزيران/ يونيو 2017 فجر مقاتلو  تنظيم الدولة الإسلامية سيارة ملغمة بالقرب من احتشاد للقوات السورية الديمقراطية (SDF) في حي الرومانية (شبكة شام الإعلامية، 11 حزيران/ يونيو 2017).

لا يزال هناك دهليز مفتوح لانسحاب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة باتجاه الجنوب

• وردت هذا الأسبوع أيضاً تقارير عن خروج مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية من الجهة الجنوبية لمدينة الرقة. وأفادت التقارير بأن وفداً من العشائر الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية يتفاوض مع مندوبين عن القوات السورية الديمقراطية (SDF) بهدف التوصل إلى اتفاقية بشأن خروج مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بطريقة آمنة من مدينة الرقة باتجاه دير الزور مقابل تسليم المدينة للقوات السورية الديمقراطية (SDF). المحامي ابراهيم الحسن، عضو المجلس المدني لمحافظة الرقة، نفى هذا الخبر (شفق نيوز، 11 حزيران/ يونيو 2017).

الولايات المتحدة تزود القوات السورية الديمقراطية (SDF) بالآليات الحربية

•  نشرت قناة الجزيرة تقريراً جاء فيه أنه بعد الإعلان عن ابتداء المعركة لاحتلال الرقة وصلت إلى المنطقة قوافل من الأسلحة الأمريكية تشمل آليات حربية نوعية. ووفقاً لما جاء على لسان  طلال سلو، الناطق باسم القوات السورية الديمقراطية (SDF) فإن الأسلحة التي وصلت هي أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة وتشمل أسلحة مضادة للدبابات وعربات مصفحة. وبحسب ما أقادت به القوات السورية الديمقراطية (SDF) فإن الولايات المتحدة لا تقوم بتسليح القوات السورية الديمقراطية وحسب، بل تقوم بتدريبها وتقدم لها الدعم اللوجستي.  وقالت مصادر رفيعة من البيت الأبيض أن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للقوات السورة الديمقراطية (SDF) هو دعم محدود والغاية منه هي احتلال مدينة الرقة (الجزيرة، 10 حزيران/ يونيو 2017).

تدمر

• في محيط تدمر تتواصل الاشتباكات بين القوات السورية وبين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية:تركزت المعارك هذا الأسبوع في منطقة تل الصوانه وفي منطقة مخازن الحبوب إلى الشمال الغربي من تدمر (شبكة الشام الإعلامية، 10 حزيران/ يونيو 2017). كما وأفادت التقارير عن معارك بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين القوات السورية في منطقة حقل أراك للغاز (Aarak Gas Field) على مبعدة نحو 24 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من تدمر. وأفادت التقارير بأن القوات السورية تسعى إلى انتزاع مدينة السخنة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، حيث تقع هذه المدينة على الطريق المؤدي إلى دير الزور (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 11 حزيران/ يونيو 2017).

دير الزور

• تواصلت المعارك خلال هذا الأسبوع بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين القوات السورية في المطار العسكري وفي "دوار بانوراما" (على مبعدة ستة كيلومترات إلى الجنوب من دير الزور). حيث أفادت وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (مؤسسة الإعلام العسكري في الجيش السوري، 10 حزيران/ يونيو 2017).

• أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن مقتل تركي البنعلي، أحد أبرز قادة التنظيم، جراء غارة جوية أمريكية في دير الزور. وكان البنعلي من رؤساء فرع تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا وكان يُلقي الخطب والمواعظ في مدينة سرت حين كان يسيطر عليها التنظيم. ويُعتبر من أحد أبرز المراجع الدينية في تنظيم الدولة الإسلامية ويتنقل ما بين سوريا وليبيا (حق، 9 حزيران/ يونيو 2017).

الحدود السورية العراقية

• في 9 حزيران/ يونيو 2017 أعلن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري أن قوات الأمن السورية وحلفائها قد سيطروا على معبر التنف الحدودي بين سوريا والعراق وعلى مواقع أخرى ذات أهمية استراتيجية في عمق الصحراء السورية. كما وجاء في البيان أن القوات السورية قد سيطرت على ما مساحته 20,000 كيلو متر مربع من الأراضي إلى الشرق وإلى الجنوب من مدينة تدمر وقتلت مئات المقاتلين من صفوف تنظيم الدولة الإسلامية. وأشار رئيس هيئة الأركان في بيانه إلى هذه المكاسب بصفتها "نقطة تحول استراتيجية في محاربة الإرهاب" (التلفزيون السوري؛ قناة يوتيوب التابعة للتلفزيون السوري SyriaTVChannels7, 10 حزيران/ يونيو 2017). أما قوات المتمردين وغيرها من فصائل المعارضة السورية فقدنفت ما جاء في البيان (الجزيرة، 10 حزيران/ يونيو 2017; شبكة الشام الإعلامية، 9 حزيران/ يونيو 2017).
• في 13 وفي 14 حزيران/ يونيو 2017 أفادت التقارير عن وصول القوات السورية إلى الحدود السورية العراقية في 9 حزيران/ يونيو 2017 ، على مبعدة عشرون كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من معبر التنف (وليس إلى المعبر ذاته كما زعم رئيس الأركان السوري). يزعم النظام السوري بأن قواته قد قامت بفتح معبر حدودي مرتجل على مبعدة عشرون كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من معبر التنف، حيث بدأ هذا المعبر بالعمل. وبث التلفزيون السوري صوراً تظهر فيها شاحنات محملة بالبضائع تنتقل من سوريا إلى العراق ومن العراق إلى سوريا (الشرق الأوسط، 14 حزيران/ يونيو 2017).
• قالت مصادر من وزارة الدفاع الأمريكية أن الجيش الأمريكي قد قام بنقل منظومة صواريخ متحركة (HIMARS) من الأردن إلى معبر التنف. وقال ضابط أمريكي في وزارة الدفاع الأمريكية ان الأمريكان قد عززوا من حضورهم ومواقعهم على الأرض في التنف تحسباً لأي تهديد يتشكل من القوات الموالية لنظام الأسد (almasdarnews.com, 14 حزيران/ يونيو 2017).

جنوب سوريا

• مجلس شورى جيش خالد بن الوليد الموالي  لتنظيم الدولة الإسلامية عين محمد رفعت الرفاعي، الملقب أبو هاشم،قائداً (أمير) جديداً للتنظيم. وقد تم تعيينه بعد مقتل الأمير السابق، أبو محمد المقدسي، جراء غارة جوية في 6 حزيران/ يونيو 2017 على بلدة الشجرة في حوض اليرموك. وأصل محمد الرفاعي من بلدة تل شهاب إلى الغرب من درعا. وقد عمل أميراً عسكرياً للواء شهداء اليرموك (عنب بلدي، 9 حزيران/ يونيو 2017) (حساب تويتر حوض اليرموك نيوز@newsyarmouk, 6حزيران/ يونيو 2017).

أهم التطورات في العراق

معركة احتلال الموصل وضواحيها

• نائب قائد "الحشد الشعبي"، المليشيات الشيعية الموالية لإيران والتي تساعد الحكومة العراقية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، أعلن أن القوات قد أنجزت المهام الملقاة عليها إلى الغرب من مدينة الموصل. وأضاف أن قواته قد قتلت حتى الآن حوالي 2000 مقاتل من صفوف تنظيم الدولة الإسلامية وهي بانتظار أوامر جديدة من القائد العام للقوات المسلحة العراقية (رئيس الحكومة العراقية) للشروع بحملة لتحرير قضاء تلعفر (السومرية، 9 حزيران/ يونيو 2017). يقع قضاء تلعفر بين الموصل وبين الحدود السورية العراقية وظل حالياً بمثابة "مقاطعة" لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

الأعمال الإرهابية وحرب العصابات التي يمارسها تنظيم الدولة الإسلامية في أنحاء العراق

•  واصل تنظيم الدولة الإسلامية تنفيذ الأعمال الإرهابية وحرب العصابات في أنحاء العراق، وبالأساس في المناطق المأهولة بالسكان الشيعة:

• في مدينة كربلاء المقدسة بالنسبة للشيعة^[2]،فجر إرهابي انتحاري نفسه بواسطة سترة ناسفة وسط حشد للشيعة. أسفر التفجير عن مقتل ثلاثين شخصاً وإصابة 35 آخرين بجروح (حق، 9 حزيران/ يونيو 2017).
• وفي مدينة مسيب في محافظة بابل،على مبعدة نحو 50 كيلومتر إلى الجنوب من بغداد، فجر إرهابي انتحاري نفسه بواسطة سترة ناسفة. أسفر التفجير عن مقتل 37 شخصاً وجرح أربعين (حق، 9 حزيران/ يونيو 2017). وقالت مصادر عراقية أن التفجير أسفر عن مقتل عشرين شخصاً وإصابة 21 بجروح (السومرية، 9 حزيران/ يونيو 2017).

• كركوك:انفجرت سيارة ملغمة يقودها إرهابي انتحاري على مبعدة عشرون كيلومتراً إلى الجنوب من كركوك على شارع كركوك- بغداد قرب حاجز لقوات الأمن العراقية. قُتل اثنان من العاملين على الحاجز وجُرح ثلاثة آخرين (السومرية، 10 حزيران/ يونيو 2017). يبدو أن العملية من تدبير تنظيم الدولة الإسلامية.

أعمال الجهاد العالمي في دول أخرى

عملية مشتركة في طهران

لمحة عامة

في 7 حزيران/ يونيو 2017 في ساعات الصباح  قام خمسة إرهابيون من تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذ عملية مشتركة في مدينة طهران: في بناية المجلس (المجلس التشريعي الإيراني) تم تنفيذ عملية إطلاق نار قام بها على ما يبدو ثلاثة إرهابيون. وفي مجمع ضريح روح الله الخميني، مؤسس الثورة الإيرانية، والذي يُعتبر موقعاً سياحياً، قام إرهابيان بتنفيذ عملية إطلاق نار. كان من المفترض ان يقوم الإرهابيان بتفجير أنفسهما بواسطة أحزمة ناسفة.

 

• أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية أن العمليات في طهران أسفرت عن مقتل 17 شخصاً وجرح 52 آخرين. يبدو أن معظم الإصابات كانت في بناية المجلس. تم اعتقال بضعة عشرات من الأشخاص يُشتبه بمساعدتهم على تنفيذ العملية. وانتشرت قوات الحرس الثوري حول مؤسسات الحكم وأعلنت وزارة الاستخبارات عن حالة التأهب القصوى (تسنيم، 7 حزيران/ يونيو 2017).
• قُتل الإرهابيون الخمسة الذين نفذوا العملية.ويتبين من ألقاب الإرهابيين الخمسة الذين ظهروا في أسبوعية النبأ التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية  انهم من أصول إيرانية (النبأ، 8 حزيران/ يونيو 2017). وجاء في بعض التقارير أن منفذي العملية هم إيرانيون من أصول كردية (الحياة، 12 حزيران/ يونيو 2017). نشرت وكالة الأنباء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية شريطاً مصوراً يظهر فيه الإرهابيون الخمسة قبل انطلاقهم لتنفيذ العملية. وقال وزير الداخلية الإيراني أن القوات الأمنية قد عثرت على الموقع الذي تم فيه تصوير الشريط (فارس، 9 حزيران/ يونيو 2017).

• وقالت وزارة الاستخبارات الإيرانية أن نتائج التحقيق في العملية تشير إلى أن منفذي العملية قد التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في عام 2016 وشاركوا في القتال في مدينة الموصل في العراق وفي الرقة في سوريا.قدم أعضاء المجموعة قبل سنة إلى إيران مع قائدهم المدعو "أبو عايشة" بهدف التمهيد لإمكانية تنفيذ عمليات في المدن المقدسة في إيران. عثرت السلطات الإيرانية على المجموعة وقتل قادتها وبضمنهم أبو عايشة، اما الباقين فقد فروا من إيران (تسنيم، 8 حزيران/ يونيو، الحياة 12 حزيران/ يونيو 2017).

حدث آخر في جنوب إيران

• أعلنت الشرطة الإيرانية في 12حزيران/ يونيو 2017  أنها قد قتلت أربعة مسلحين واعتقلت خمسة أعضاء آخرين في تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة هرمزجان في جنوب البلاد. وذلك أثناء حملة اعتقالات لقوات الأمن الإيرانية استهدفت خلايا تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة. اثنان من القتلى هم مواطنون أجانب. نشرت السلطات الإيرانية صوراً  للأسلحة والمواد المتفجرة التي تم ضبطها بحوزة الأربعة ومعها راية تنظيم الدولة الإسلامية التي كانوا يحملونها (pukmedia , 12حزيران/ يونيو 2017; الشرق الأوسط، 13 حزيران/ يونيو 2017).

تعقيبات إيرانية على العملية في طهران

• محمود علوي، وزير المخابرات الإيرانية، أعلن أن إيران قد اعتقلت الأطراف التي دبرت تنفيذ العملية. وبحسب ما ادعى فقد قامت المخابرات الإيرانية خلال السنتين الأخيرتين بإحباط أكثر من مائة محاولة لتنفيذ عمليات في إيران. وقال أن من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان للسعودية دور في الأحداث، لكن نرى بالتأكيد تأثير الدعم السعودي للجماعات الإرهابية في العراق وفي سوريا (إيسنا، 8 حزيران/ يونيو 2017).
• حسين نقوي حسيني، الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في المجلس الإيرانيقال أن العملية الإرهابية هي وليدة مثلث الولايات المتحدة – النظام الصهيوني – السعودية. وأكد أن الإرهابيون لم ينجحوا في العمل في إيران على الرغم من محاولاتهم المتكررة. وعلى حد قوله فقد نجحت قوات الأمن الإيرانية بمنع الإرهابيين من تنفيذ خطتهم في ضريح الخميني لكنه اعترف أنها لم تحقق النجاح ذاته في المجلس (مهر، 10 حزيران/ يونيو 2017).
• علي جعفري، قائد الحرس الثوري، صرح بان السعودية والولايات المتحدة و"النظام الصهيوني" قدموا لدعم للإرهابيين. وقال أن بحوزة إيران معلومات دقيقة تدل على أن السعودية لم تكتف بدعم الإرهابيين وحسب، بل طلبت منهم تنفيذ العملية في إيران (فارس، 12 حزيران/ يونيو 2017).

تنظيم الدولة الإسلامية يتبنى المسؤولية

• سارع تنظيم الدولة الإسلامية إلى تبني المسؤولية عن العملية في طهران. ووفقاً لصيغة البيان الذي نشره تنظيم الدولة الإسلامية، فبعد فترة طويلة تسببت خلالها خسائر بالأرواح في صفوف الشيعة في دول مختلفة من العالم، قرر التنظيم تنفيذ عملية على الأراضي الإيرانية. وجاء في البيان أن منفذي العملية كانوا يحملون أسلحة أوتوماتيكية وقنابل يدوية ويرتدون أحزمة ناسفة. وقد قام تنظيم الدولة الإسلامية بشكل غير مألوف كذلك بنشر شريط قام بتصويره أحد أعضاء الخلية أثناء تنفيذ العملية في بناية المجلس الإيراني (حساب تويتر هادي الصالحي@TsUcwrB9LZrz8uK, 7 حزيران/ يونيو 2017).

• نشر العدد الأخير من أسبوعية النبأ التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية رسما بيانياً عنوانه "غزو طهران". وبحسب الرسم البياني فقدشملت الخلية الأولى إرهابيان انتحاريان فجراً السترات الناسفة التي كانوا يرتدونها وسط حشد من الزوار الشيعة في ضريح الخميني مما أدى إلى قتل وجرح عشرات الأشخاص. أما الخلية الثانية فقدتألفت من ثلاثة إرهابيين يرتدون أحزمة ناسفة، حيث اقتحمت الخلية بناية المجلس الإيراني وسيطرت عليه وقتلت كل من صادفها (الصوارم، 7 حزيران/ يونيو 2017).

نداء تنظيم الدولة الإسلامية لمواصلة عمليات استهداف إيران والشيعة

• وبعد العملية في طهران نشر تنظيم الدولة الإسلامية شريطاً مصوراً باللغة الفارسية مع ترجمة كتابية باللغة العربية، ويظهر فيه خمسة ملثمين، أعضاء الخلية التي نفذت العمليتين. ووجه الناطق نداء إلى المسلمين السنة للشروع بالجهاد وسفك دمائهم (الشيعة) كما يسفكون دماء المسلمين (السنة) في كل مكان. وفي تتمة الشريط يهدد الناطق كذلك السعودية ويقول أن على السعوديين أن يعلموا أن دورهم سيأتي بعد إيران "وسنضربكم في عقر دياركم بعون الله" (حق، 9 حزيران/ يونيو 2017).

الفلبين

• أبو عبد الله المهاجر، قائد جنود الخلافة في شرق آسيا (ولاية شرق آسيا في تنظيم الدولة الإسلامية) قدم مقابلة لأسبوعية النبأ التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. وقال في المقابلة أن يمين الولاء الذي قدمه أتباعه لتنظيم الدولة الإسلامية تم فوراً بعد إعلان أبو بكر البغدادي عن تأسيس الخلافة، لكن الإعلان عن الولاء قد تأخر. وقال أيضاً أن أوضاع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في الفلبين تتحسن باستمرار وأعدادهم تتزايد وتتزايد معها كميات الأسلحة التي بحوزتهم. وقال أنهم قد خاضوا معارك ضارية ضد جيش الفلبين وتسببوا له بخسائر كبيرة بالأرواح وسخر من وعد الرئيس الفلبيني بالقضاء عليهم.

أعمال المنع والوقاية

لبنان

• أعلنت قوات الأمن اللبنانية بأنها قد نجحت في إلقاء القبض على سبعة مشتبهين، منهم أربعة فلسطينيين، كانوا يعتزمون تنفيذ عملية انتحارية ضد أهداف لبنانية. وجاء في البيان أن جميع المشبوهين موالون لتنظيم الدولة الإسلامية. ومن جملة الأهداف التي ورد ذكرها: قادة في الجيش والحكومة والمطار الدولي والضاحية الجنوبية (الشيعية) في بيروت ومطاعم. وهناك عضوان آخران في الخلية الإرهابية يتواجدان خارج لبنان (الأخبار، MTV, 10 حزيران/ يونيو 2017).

أعمال توعوية

نداء لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية للتضحية بأنفسهم في سوريا والعراق ولتصعيد العمليات في انحاء العالم

• نشر تنظيم الدولة الإسلامية مؤخراً بياناً باللغة الإنجليزية يخاطب من خلاله المسلمين سكان روسيا والدول الغربية (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا، كندا، بلجيكا، أستراليا وإيطاليا). ويدعوهم البيان إلى الابتعاد عن أماكن تجمع المسيحيين (كالحوانيت والمتنزهات والشوارع) لأن تلك المواقع تُعتبر أهدافاً شرعية يضربها تنظيم الدولة الإسلامية بطرق مختلفة مثل: تفجير العبوات الناسفة أو عمليات الدهس أو الذبح. وينقل البيان رسالة إلى المسيحيين مفادها ان تنظيم الدولة الإسلامية  قد أعد لهم آلاف من "الأسود الوحيدة" (أي إرهابيون فرادى) جاهزون للعمل في سبيل الله. وفي نهاية البيان يتم توجيه نداء إلى "جنود الدولة الإسلامية" لتصعيد عملياتهم في الدول "الكافرة" (حق، 9 حزيران/ يونيو 2017).
• في 12 حزيران/ يونيو 2017 نشرت مؤسسة الفرقان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية تسجيلاً صوتياًللناطق باسم التنظيم، أبو الحسن المهاجر. وقد برز في هذا التسجيل أمران:

• تعزيز معنويات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يقاتلون في الموصل والرقة وتلعفر (إلى الغرب من الموصل) وفي أماكن أخرى في العراق وسوريا.وقال الناطق ان الدولة الإسلامية تقف اليوم أمام "امتحان رباني" في مواجهة "أمم الكفر" التي تحاربها. وقد شبه صمود مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بصمود محمد وصحابته في بداية طريقهم، ما أدى إلى تقوية عقيدتهم وقادهم في نهاية الأمر إلى النصر. ونادى الناطق مقاتلي التنظيم إلى تصعيد عملياتهم في شهر رمضان وضرب الأعداء بكل ما أوتو من قوة والتمسك بإيمانهم بالله والتضحية بأنفسهم في القتال.
• مناشدة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لمواصلة الجهاد والعمل ضد أعدائهم في مختلف ميادين القتال في العالم: ودعا الناطق مقاتلي التنظيم في سيناء ومصر وخراسان (أفغانستان/الباكستان) وفي غرب أفريقيا والصومال وليبيا وتونس والجزائر وفي أماكن أخرى حول العالم لمواصلة الجهاد. أما مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في الفلبين (شرق آسيا) فقد هنأهم على عملهم في مدينة مراوي. كما وهنأ الناطق مقاتلي التنظيم في إيران قائلاً أن "بيت الإيرانيين أوهن من خيوط العنكبوت". أما مسلمي الدول الغربية فقد دعاهم إلى العمل ضد أعدائهم وذكرهم أن الجهاد هو الطريق إلى الجنة (حق، 12 حزيران/ يونيو 2017).

مقالات أخرى متصلة