نظرة على الجهاد العالمي (15-9 كانون ثاني/ يناير 2020)

أهم الأحداث

• في محيط إدلب دخل إلى حيز التنفيذ بداية من 12 كانون ثاني/ يناير 2020 وقف إطلاق نار تم الاتفاق عليه بين تركيا وروسيا. وحتى بعد إعلان وقف إطلاق النار (13 و 14 كانون ثاني/ يناير 2020) استمرت المناوشات العسكرية بين هيئة تحرير الشام وبين القوات السورية. وبتقديرنا فمن المشكوك بأمره أن يدوم العمل بوقف إطلاق النار مدة طويلة، ذلك لأن القوى المتصارعة على الأرض ليست معنية حقيقة بتطبيق هذه الاتفاقية لمدة طويلة. وفي مؤتمر القمة الذي انعقد في موسكو بمشاركة شخصيات من المخابرات الروسية والتركية والسورية صرح المندوب السوري علي مملوك بأن سوريا عازمة على مواصلة القتال ضد “الإرهاب” إلى أن يتم تحرير كامل محيط إدلب وفرض السيادة السورية عليه.
• في العراق انعقدت اجتماعات بين قيادات من الحشد الشعبي (هيئة جامعة للمليشيات الشيعية)، حيث تم خلالها التباحث حول مواصلة المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد مقتل قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس. وتقرر في الاجتماعات مواصلة الأعمال الأمنية الموسعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية بالتنسيق الوثيق مع قوات الأمن العراقية. ويعكس هذا القرار بتقديرنا قراراً إيرانياً بشأن استمرار المعركة التي تخوضها المليشيات الشيعية في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية كذلك بعد مقتل سليماني. أما على الأرض فقد واصلت المليشيات الشيعية المنخرطة داخل الحشد الشعبي عملياتها الاستباقية والوقائية ضد تنظيم الدولة الإسلامية جنباً إلى جنب مع قوات الأمن العراقية.
• وفي النيجر هجم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على قاعدة لجيش النيجر قرب الحدود مع مالي (حوالي مائة قتيل من جيش النيجر). وفي الباكستان قام إرهابي انتحاري بتفجير نفسه في أحد مقرات الطالبان قرب قويتا (عاصمة إقليم بلوشستان). ووفقاً للبيان الصادر عن تنظيم الدولة الإسلامية فق أسفرت العملية عن مقتل عشرين شخصاً وجرح ما يزيد عن أربعين. أما في باقي ولايات تنظيم الدولة الإسلامية في الخارج وبضمنها نيجيريا وشبه جزيرة سيناء، فقد استمرت العمليات كالمعتاد.

محيط إدلب

أهم مقوّمات الوضع

في 8 كانون ثاني/ يناير 2020 شن عناصر هيئة تحرير الشام هجوماً محلياً نجحوا من خلاله بالسيطرة على أربع بلدات تقع على مبعدة ما يقارب عشرين كلم إلى الشمال الشرقي من معرة النعمان. ورداً على ذلك قصفت قوات من الجيش السوري بالمدفعية وقامت طائرات حربية روسية وسورية بضربات جوية. في 12 كانون ثاني/ يناير 2020 بدأ العمل باتفاقية وقف إطلاق النار التي توصلت إليها روسيا وتركيا. ومع دخول الاتفاقية حيز التنفيذ توقفت الغارات الجوية الروسية والسورية. وفي يوم الغد (13 كانون ثاني/ يناير 2020) استأنفت هيئة تحرير الشام عملياتها العسكرية ضد مواقع سورية (قصف مدفعي، إطلاق قذائف مضادة للدبابات وإطلاق نيران القنص). وبتقديرنا فمن غير المؤكد ان يصمد وقف إطلاق النار لمدة طويلة، ذلك لأن هيئة تحرير الشام والجيش السوري، وهما الطرفان المتحاربان على الأرض، ليست لديهما أي رغبة حقيقية بتطبيق هذه الاتفاقية.

هيئة تحرير الشام تشن هجوماً في محيط معرة النعمان

• في 8 كانون ثاني/ يناير 2020 بادرت قوات هيئة تحرير الشام وغيرها من التنظيمات الجهادية على شن هجوم على “قوات النمر” بقيادة الكولونيل سهيل حسن في الريف الشمالي الشرقي لمعرة النعمان. وأفادت التقارير بأن قوات هيئة تحرير الشام نجحت تحت غطاء القصف المدفعي العنيف بالسيطرة على أربع بلدات في منطقة معرة النعمان (خطوة، 8 كانون ثاني/ يناير 2020).

• سارع الجيش السوري إلى استقدام تعزيزات إلى منطقة الهجوم وباشر بقصف مدفعي ثقيل على ريف معرة النعمان (إباء، 10 كانون ثاني/ يناير 2020; المرصد السوري لحقوق الإنسان، 9 كانون ثاني/ يناير 2020). كما قامت طائرات روسية وسورية بسلسلة غارات جوية (Edlib Media Center، 8 كانون ثاني/ يناير 2020).

ااتفاقية وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا في محيط إدلب

في 12 كانون ثاني/ يناير 2020 بدأ العمل باتفاقية وقف إطلاق نار في محيط إدلب، حيث تم التوصل إليها خلال اجتماع بين الرئيسين الروسي والتركي تم عقده في 8 كانون ثاني/ يناير 2020 (وكالة أناضولو، Sputnik News، 12 كانون ثاني/ يناير 2020). وشأن هذه الاتفاقية كشأن غيرها من اتفاقيات وقف إطلاق النار السابقة، ومن غير المؤكد أن تصمد هذه الاتفاقية التي ترغب بها تركيا لمدة طويلة. هيئة تحرير الشام (التنظيم الجهادي الأكبر) ليس طرفاً في الاتفاقية ومن المستبعد أن يكون هذا التنظيم معنياً بوقف إطلاق النار في ظل المكاسب التي حققتها القوات السورية التي قامت بتقليص المنطقة التي تسيطر عليها التنظيمات الجهادية. وكذلك الجيش السوري يعتزم بتقديرنا إلى المضي في استكمال تطهير محيط إدلب من التنظيمات الجهادية وليست لديه رغبة ملموسة في احترام وقف إطلاق النار على المدى البعيد.

• أما على الأرض فقد استأنفت في 13 كانون ثاني/ يناير وفي 14 كانون ثاني/ يناير 2020 الأعمال العسكرية المحلية التي تمارسها هيئة تحرير الشام، حيث شملت قصفاً مدفعياً على الشمال من معرة النعمان؛ إطلاق صواريخ مضادة للدروع على قوات الجيش السوري إلى الغرب من حلب؛ إطلاق نيران قنص ليلية (“سرايا القنص والتضليل”) على عناصر مليشيات مرتبطة بإيران؛ ومواجهات مع الجيش السوري إلى الشرق من معرة النعمان. وبالمقابل قام الجيش السوري بقصف مدفعي على معرة النعمان وقامت طائرات روسية وسورية بشن غارات جوية (14 كانون ثاني/ يناير 2020). وجميع هذه التطورات تدل على أن القتال على الأرض مستمر برغم اتفاقية وقف إطلاق النار الروسية التركية.

نداء على سكان محيط إدلب للخروج من المنطقة التي تسيطر عليها التنظيمات الجهادية

• في 12 كانون ثاني/ يناير 2020 تم توزيع مناشير صادرة عن القيادة العامة للجيش السوري تدعوا فيها سكان محيط إدلب إلى مغادرة المنطقة. وتمت دعوة سكان المنطقة للقدوم ابتداءً من 13 كانون ثاني/ يناير 2020 إلى ثلاثة معابر إنسانية أمنتها لهم الدولة (معبر الهبيط، على مبعدة ما يقارب خمسين كلم إلى الجنوب من إدلب؛ معبر أبو الظهور على مبعدة ما يقارب أربعين كلم إلى الجنوب الشرقي من إدلب ومعبر الحاضر على مبعدة ما يقارب عشرين كلم إلى الجنوب من حلب). وتنتظر السكان على تلك المعابر طواقم طبية ووسائل نقل ومن هناك سيتم نقلهم من مناطق سيطرة التنظيمات الجهادية إلى مناطق أكثر أمناً. مركز الإعانة السوري في حميميم يتولى الإشراف على المعابر الثلاثة (خطوة، 12 كانون ثاني/ يناير 2020).

• في 13 كانون ثاني/ يناير 2020 أفادت التقارير عن خروج عشرات المواطنين من المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الجهادية عن طريق معبر الحاضر (سانا، 13 كانون ثاني/ يناير 2020). لكن لم يُلاحظ إقبال كبير لخروج المواطنين من المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الجهادية. وبتقديرنا فإن دعوة السكان للخروج من محيط إدلب هدفها منع تفاقم أزمة اللاجئين حين يبدأ الهجوم السوري لاحتلال إدلب، معقل التنظيمات الجهادية والهدف الاستراتيجي الأخير للجيش السوري.

المندوب السوري في قمة موسكو: سوريا عازمة على مواصل حربها على “الإرهاب” حتى تحرير كامل محيط إدلب

• في 13 كانون ثاني/ يناير 2020 انعقد في موسكو اجتماع سوري- روسي- تركي شارك فيه مسؤولون كبار من أجهزة المخابرات. شارك عن الجانب السوري اللواء علي مملوك، رئيس مكتب الأمن القومي وعن الجانب التركي حقان فيدان، رئيس جهاز المخابرات الوطني التركي (MIT). اما عن الجانب الروسي فقد شارك عدد من كبار رجال المخابرات (سانا، 13 كانون ثاني/ يناير 2020). أفادت وكالة الأنباء السورية بأن المندوب السوري علي مملوك طالب تركيا “بالانسحاب الفوري والكامل” من الأراضي السورية. أما بالنسبة لمحيط إدلب فقد أكد مملوك أن سوريا عازمة على مواصلة الحرب على “الإرهاب” [أي، هيئة تحرير الشام وغيرها من التنظيمات الجهادية] حتى تحرير كامل محيط إدلب وبسط السيادة السورية عليه (سانا، 13 كانون ثاني/ يناير 2020).

غور الفرات

محيط الميادين- البوكمال

• تصدر عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في غور الفرات كمين تم نصبه لاستهداف رتل للجيش السوري إلى الجنوب الغربي من الرقة. كما لم يتوقف تفجير العبوات الناسفة والاغتيالات الشخصية. فيما يلي أهم عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة (منقولة بمعظمها عن بيانات تبني المسؤولية الصادرة عن التنظيم):
  • 13 كانون ثاني/ يناير 2020: هجم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على حشد لمقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (SDF) على مبعدة ما يقارب خمسين كلم إلى الشمال الشرقي من دير الزور، حيث أسفر الهجوم عن إصابة أحد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بجروح (تلغرام، 13 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 13 كانون ثاني/ يناير 2020: إطلاق نار على “عميل” لمخابرات قوات سوريا الديمقراطية (SDF) في الحوايج، على مبعدة ما يقارب أربعة كلم إلى الشمال الشرقي من الميادين، ما أسفر عن مقتل “العميل” (تلغرام، 13 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 11 كانون ثاني/ يناير 2020: تفجير عبوة ناسفة استهدفت شاحنة لنقل النفط إلى النظام السوري على طريق حقل العمر النفطي، على مبعدة ما يقارب عشرين كلم إلى الشرق من الميادين. احترقت الشاحنة وهي تابعة لشركة القاطرجي، وهو عضو في البرلمان السوري وقائد قوات الدفاع عن الوطن (تلغرام، 12 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 11 كانون ثاني/ يناير 2020: تم تفجير دراجة نارية ملغمة كانت مركونة في هجين، على مبعدة 25 كلم إلى الشمال من البوكمال ، حيث استهدف التفجير نائب رئيس المجلس المحلي لقوات سوريا الديمقراطية (SDF). أسفر التفجير عن إصابة رئيس المجلس وأحد مرافقيه بجروح ( تلغرام، 11 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 11 كانون ثاني/ يناير 2020: إلقاء قنابل يدوية على بيت مختار ضيعة في بلدة الحريجية، على مبعدة ما يقارب أربعين كلم إلى الشمال الشرقي من الميادين. لم تسفر العملية عن وقوع إصابات، فيما تسببت اضرار للبيت (تلغرام، 11 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 10 كانون ثاني/ يناير 2020: تفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارة لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) على طريق حقل التنك النفطي، على مبعدة ما يقارب خمسين كلم إلى الشمال من البوكمال. أسفرت العملية عن مقتل خمسة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية (SDF) (تلغرام، 10 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 8 كانون ثاني/ يناير 2020: تفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارة مصفحة لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) في الجردي، على مبعدة ما يقارب عشرين كلم إلى الجنوب الشرقي من الميادين. أسفرت العملية عن مقتل أحد قادة قوات سوريا الديمقراطية (SDF) ومقتل حراسه (تلغرام، 8 كانون ثاني/ يناير 2020).

منطقة الرقة

• 11 كانون ثاني/ يناير 2020: تم نصب كمين لقافلة سيارات للجيش السوري قرب منطقة الرصافة، على مبعدة ما يقارب أربعين كلم إلى الجنوب الغربي من الرقة. أسفرت العملية عن مقتل أو جرح بعض الجنود من الجيش السوري. استولى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على أسلحة وذخائر (تلغرام، 13 كانون ثاني/ يناير 2020).

   
على اليمين: عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يطلقون النار على قافلة سيارات للجيش السوري. على اليسار: سيارة للجيش السوري تحترق بعد إصابتها (تلغرام، 13 كانون ثاني/ يناير 2020).

• 14 كانون ثاني/ يناير 2020: تفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارة لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) إلى الغرب من الرقة. أسفرت العملية عن مقتل أو جرح ركاب السيارة (تلغرام، 14 كانون ثاني/ يناير 2020).

العراق

عمليات تنظيم الدولة الإسلامية

العمليات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية هذا الأسبوع تمت بوتيرة منخفضة. حيث ساهمت في ذلك على ما يبدو جميع الأحداث المرتبطة بمقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، وكذلك أحوال الطقس العاصف. فيما يلي عمليات تنظيم الدولة الإسلامية خلال هذا الأسبوع في مختلف محافظات العراق (منقولة بمعظمها عن بيانات تبني المسؤولية الصادرة عن تنظيم الدولة الإسلامية).

محافظة الأنبار

• 8 كانون ثاني/ يناير 2020: هجم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على مقر للجيش العراقي يقع على مبعدة ما يقارب 300 كلم إلى الغرب من الرمادي، حيث اشتبك الطرفان وتبادلا إطلاق النار. أسفر الهجوم عن مقتل او جرح تسعة جنود من الجيش العراقي (تلغرام، 9 كانون ثاني/ يناير 2020).
• 8 كانون ثاني/ يناير 2020: إطلاق عدد من قنابل الهاون على منشآت تابعة للحشد الشعبي تقع على طريق القائم – عكاشات، قرب الحدود بين العراق وسوريا (تلغرام، 9 كانون ثاني/ يناير 2020). لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
• 13 كانون ثاني/ يناير 2020: هجوم على مقر للجيش العراقي قرب معبر الوليد الحدودي ، على الحدود العراقية- السورية (قرب مثلث الحدود بين العراق وسوريا والأردن). ووفقاً للتقرير الصادر عن تنظيم الدولة الإسلامية فقد أسفر الهجوم عن مقتل خمسة جنود وضابط من الجيش العراقي. ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام العراقية فقد قُتل في الهجوم ضابط عراقي برتبة نقيب وأصيب معه ثلاثة مقاتلين من قوات حرس الحدود العراقي (تلغرام، السومرية، 14 كانون ثاني/ يناير 2020).

محافظة ديالى

• 8 كانون ثاني/ يناير 2020: إطلاق نيران قنص على منشأة لقوات الكوماندو العراقية تقع على مبعدة ما يقارب ستين كلم إلى الشمال من بعقوبة. أسفر الهجوم عن مقتل عنصرين من منتسبي قوات الكوماندو (تلغرام، 9 كانون ثاني/ يناير 2020).

محافظة صلاح الدين

• 8 كانون ثاني/ يناير 2020: تفجير عبوة ناسفة استهدفت دورية راجلة للجيش العراقي على مبعدة ما يقارب سبعين كلم إلى الجنوب من كركوك. أسفرت العملية عن مقتل جنديين، فيما أصيب ضابط وجنديين آخرين بجروح (تلغرام، 10 كانون ثاني/ يناير 2020).
• 8 كانون ثاني/ يناير 2020: إلقاء قنابل يدوية على برج مراقبة للجيش العراقي يقع على مبعدة ما يقارب ثلاثين كلم إلى الجنوب الغربي من بعقوبة. أسفرت العملية عن إصابة جندي واحد بجروح (تلغرام، 10 كانون ثاني/ يناير 2020).
• 11 كانون ثاني/ يناير 2020: قامت قوة من الحشد الشعبي بالتعاون مع الشرطة الاتحادية العراقية بتطهير عدد من المناطق التي تشمل أحراش وبساتين وأنهار وقنوات إلى الجنوب من سامراء (على مبعدة ما يقارب مائة كلم إلى الشمال الغربي من بغداد)(al-hashed.net ، 11 كانون ثاني/ يناير 2020).

عمليات استباقية ووقائية لقوات الأمن العراقية والحشد الشعبي

الحشد الشعبي: العمليات الأمنية لملاحقة تنظيم الدولة الإسلامية مستمرة

في 13 كانون ثاني/ يناير 2020 انعقدت جلسة لقادة في الحشد الشعبي (الهيئة الجامعة للمليشيات الشيعية) في مقر نائب قائد الحشد الشعبي (أبو مهدي المهندس، الذي قُتل مع قاسم سليماني). وخلال الجلسة تمت مناقشة سلم الأوليات الأمنية والعسكرية للحشد الشعبي. وخلال الجلسة اتخذ قرار يقضي بمواصلة العمليات الأمنية الموسعة وتنفيذ عمليات “نوعية” لاستهداف عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. كما تقرر المضي في عملية تحصين مواقع الدفاع عن الحدود وحراستها من التسلل [تسلل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية] (al-hashed.net، 13 كانون ثاني/ يناير 2020).

• وفي القرار الذ اتخذه قادة الحشد الشعبي تم التأكيد على تعزيز التنسيق مع قوات الأمن العراقية. كما تم الإعراب عن تأييد قرارات البرلمان العراقي ورئيس الحكومة العراقية القاضي بانسحاب القوات الأجنبية من العراق (al-hashed.net، 11 كانون ثاني/ يناير 2020). أما على الأرض فقد واصلت المليشيات العاملة في إطار الحشد الشعبي عملياتها الاستباقية والوقائية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

محافظة نينوى

• قام الجيش العراقي بعملية أمنية عنوانها “السلام الواعد”، حيث تمت خلالها عمليات تمشيط استمرت يومين في منطقة تقع على مبعدة ما يقارب ثلاثين كلم إلى الشمال من بغداد. وخلال العمليات تم العثور على مخبأ لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية وفيه عبوات ناسفة وأسلحة وذخائر (صفحة فيسبوك @SecMedCell التابعة لمكتب رئيس الحكومة العراقية ، 10 كانون ثاني/ يناير 2020).
• فيما يلي أحداث أخرى:
  • 12 كانون ثاني/ يناير 2020: كشفت قوات الحشد الشعبي مخبئاً وفيه ورشة لتصنيع الأسلحة على مبعدة ما يقارب تسعين كلم إلى الجنوب الغربي من الموصل. وتم العثور في الموقع على اكثر من مائة عبوة ناسفة وأحزمة ناسفة وأسلحة ومعدات عسكرية كثيرة. استخدم هذا المخبأ مقراً مركزياً لتنفيذ عمليات في قطاعات جنوب وغرب محافظة نينوى (al-hashed.net، 12 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 11 كانون ثاني/ يناير 2020: اعتقلت فرق المخابرات التابعة للشرطة الاتحادية العراقية عنصرين من تنظيم الدولة الإسلامية في بغداد (وكالة الأنباء العراقية، 11 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 14 كانون ثاني/ يناير 2020: قامت قوة من مديرية عمليات الأنبار بعمليات تمشيط في قضاء الرطبة، على مبعدة ما يقارب 280 كلم إلى الغرب من الرمادي (في غرب محافظة الأنبار). وخلال عمليات التمشيط تم القبض على ثلاثة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. وقامت قوة أخرى بإلقاء القبض على أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بينما كان متجهاً من الرمادي إلى بادية الرطبة (وكالة الأنباء العراقية ، 14 كانون ثاني/ يناير 2020).

شبه جزيرة سيناء

• واصل عناصر ولاية سيناء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية عملياتهم “الاعتيادية” ضد قوات الأمن المصرية في شمال سيناء. فيما يلي الأحداث المركزية (نقلاً عن بيانات تبني المسؤولية الصادرة عن تنظيم الدولة الإسلامية):
  • 12 كانون ثاني/ يناير 2020: تفجير عبوة ناسفة استهدفت بلدوزر للجيش المصري قرب معسكر الأحراش، إلى الغرب من رفح. أسفر التفجير عن تعطيل البلدوزر (تلغرام، 12 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 12 كانون ثاني/ يناير 2020: إطلاق قذيفة (RPG) على دبابة للجيش المصري قرب حاجز للجيش غربي رفح. أسفرت الإصابة عن إعطاب الدبابة (تلغرام، 12 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 9 كانون ثاني/ يناير 2020: إطلاق قذيفة (RPG) على دبابة للجيش المصري قرب حاجز إلى الغرب من مدينة رفح. أسفر التفجير عن تعطيل الدبابة (تلغرام، 10 كانون ثاني/ يناير 2020).

عمليات ولايات تنظيم الدولة الإسلامية في أفريقيا وآسيا

نيجيريا

• تواصلت هذا الأسبوع عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا. فيما يلي العمليات التي تبنت المسؤولية عن تنفيذها ولاية أفريقيا الغربية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية:
  • 10 كانون ثاني/ يناير 2020: هجوم على موقع للقوات المساندة لجيش نيجيريا يقع على مبعدة ما يقارب سبعين كلم إلى الشمال من مدينة مايدوجوري، عاصمة ولاية بورنو. اشتبك الطرفان وتبادلا إطلاق النار، حيث اسفر الاشتباك عن مقتل خمسة عناصر من صفوف القوات المساندة لجيش نيجيريا. كما تم العثور على أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية (تلغرام، 11 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 10 كانون ثاني/ يناير 2020: هجوم على مجمع منشآت لجيش نيجيريا يقع على مبعدة ما يقارب سبعين كلم إلى الشمال من مدينة مايدوجوري. أسفر الهجوم عن مقتل أو جرح عدد من الجنود (تلغرام، 11 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 9 كانون ثاني/ يناير 2020: نصب حاجز على مبعدة ما يقارب أربعين كلم إلى الغرب من مدينة مايدوجوري. تم استيقاف وأسر فرد من شرطة نيجيريا وموظف حكومي ومواطن مسيحي على الحاجز (تلغرام، 10 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 9 كانون ثاني/ يناير 2020: هجوم على مجمع منشآت لجيش نيجيريا في بلدة جوم (Gom) في شمال شرق نيجيريا. أسفر الهجوم عن مقتل وجرح عدد من جنود جيش نيجيريا (تلغرام، 11 كانون ثاني/ يناير 2020).
  • 7 كانون ثاني/ يناير 2020: تفجير عبوة ناسفة يقودها إرهابي انتحاري من تنظيم الدولة الإسلامية داخل مجمع منشآت لجيش نيجيريا في مدينة مانغونو (Manguno) في شمال شرق نيجيريا. بعد تفجير السيارة تم تبادل إطلاق نار، حيث أسفر عن مقتل ثمانية جنود وإصابة بضعة جنود غيرهم بجروح. استولى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على اسلحة وذخائر وسيارات (تلغرام، 8 كانون ثاني/ يناير 2020).

ملخص أربعة أشهر من العمليات في بوركينا فاسو

• نشرت أسبوعية النبأ التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية رسماً بيانياً يلخص ما يقارب اربعة شهور من عمليات ولاية أفريقيا الغربية في بوركينا فاسو (منذ 31 آب/ أغسطس 2019 حتى 26 كانون أول/ ديسمبر 2019). وبحسب المعطيات المنشورة في الرسم البياني فقد نفذ عناصر تنظيم الدولة الإسلامية خلال تلك الفترة ما يزيد عن ثلاثين هجوماً وقتلوا وجرحوا 156 شخصاً. وكان أبرز أساليب العمليات على شكل هجمات موسعة (سبع عمليات) ويليه: اغتيالات (ست عمليات) والمداهمات (ست عمليات) وتفجير عبوات ناسفة (خمس عمليات) ونصب كمائن (عمليتين) وعمليات انتحارية (عمليتين) و”عمليات أخرى” (عمليتين) (تلغرام، 9 كانون ثاني/ يناير 2020).

النيجر

هجوم على قاعدة لجيش النيجر قرب حدود مالي

• أعلنت ولاية افريقيا الغربية في تنظيم الدولة الإسلامية بأن عناصر التنظيم قد شنوا هجوماً في 9 كانون ثاني/ يناير 2020 على قاعدة لجيش النيجر قرب حدود مالي. وبحسب البيان فقد أسفر الهجوم عن مقتل مائة جندي وجرح العشرات. كما تم الاستيلاء على أسلحة وذخائر. وأفاد البيان الصادر عن تنظيم الدولة الإسلامية عن هروب قسم من الجنود باتجاه الصحراء لكن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية لحقوا بهم وقتلوهم. حاولت طائرات حربية فرنسية وأمريكية مساعدة جيش النيجر على صد الهجوم لكنها لم تنجح نظراً لانسحاب جيش النيجر من القاعدة التي تعرضت للهجوم (تلغرام، أعماق، 14 كانون ثاني/ يناير 2020). بيان تبني المسؤولية الصادر عن ولاية افريقيا الغربية في تنظيم الدولة الإسلامية تم نشره بعد خمسة أيام من العملية، وقد يكون ذلك بسبب صعوبة الاتصال بمنظومة التنظيم الإعلامية.
• في 13 كانون ثاني/ يناير 2020 أفادت التقارير بان رئيس النيجر إيسوفو محمدو (Issoufou Mahamadou) قام بعزل رئيس هيئة أركان جيش النيجر، لوتنانت جنرال أحمد إثر مقتل ما لا يقل عن 89 جندياً من جيش النيجر خلال الهجوم. لقد كان هذا الهجوم هو الهجوم الأكثر دموية من نوعه في النيجر. وتحدثت التقارير عن مقتل ما لا يقل عن 77 “متشدداً” [عناصر تنظيم الدولة الإسلامية] على يد جيش النيجر وحلفائها فرنسا والولايات المتحدة. الرد العسكري الذي شمل مساعدات جوية أدى إلى انسحاب “المتشددين” من النيجر (Voice of America، 13 كانون ثاني/ يناير 2020).

     
على اليمين: عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ينقضون على قاعدة جيش النيجر. على اليسار: عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يتبادلون إطلاق النار مع جنود جيش النيجر (تلغرام، 14 كانون ثاني/ يناير 2020).

   
على اليمين: دخان يتصاعد من قاعدة جيش النيجر. على اليسار: عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بالقرب من سيارتين لجيش النيجر قاموا بالاستيلاء عليها أثناء الهجوم (تلغرام، 14 كانون ثاني/ يناير 2020).

كمين لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة سنام قرب حدود النيجر

• 9 كانون ثاني/ يناير 2020: نصب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية كميناً لقوات حرس حدود النيجر في غرب النيجر، على مبعدة ما يقارب 250 كلم إلى الشمال الشرقي من العاصمة نيامي (على مبعدة ما يقارب 75 كلم إلى الجنوب الشرقي من الحدود بين النيجر ومالي). أسفرت العملية عن مقتل أربعة عشر جندياً. كما تم الاستيلاء على سيارات وأسلحة وذخائر (تلغرام، 14 كانون ثاني/ يناير 2020).

الصومال

• في 9 كانون ثاني/ يناير 2020 تم إطلاق نار على أحد عناصر شرطة الصومال في مدينة بوساسو (Bosaso) الواقعة على شاطئ عدن (في شمال شرق الصومال). أسفرت العملية عن مقتل الشرطي (10 كانون ثاني/ يناير 2020).

الباكستان

• في 11 كانون ثاني/ يناير 2020 قام إرهابي انتحاري بتفجير نفسه أثناء صلاة الجمعة في مسجد في بلدة تقع على مقربة من مدينة قويتا (Quaetta)، عاصمة إقليم بلوشستان (غرب الباكستان). أسفر التفجير عن مقتل ما لا يقل عن ستة عشر شخصاً ومن جملتهم رئيس مشرفين في الشرطة وأصيب تسعة عشر شخصاً بجروح (The Times of India، 11 كانون ثاني/ يناير 2020).
• ولاية الباكستان في تنظيم الدولة الإسلامية تبنت المسؤولية عن العملية. وجاء في بيان تبني المسؤولية بأن أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، المُلقب أبو جراح البلوشستاني قد تسلل على غرفة مقر الطالبان وفجر نفسه بواسطة سترة ناسفة كان يرتديها. وبحسب ما جاء في البيان فقد أسفر التفجير عن مقتل 19 عنصراً من الطالبان وضابط كبير في الشرطة الباكستانية وجُرح أكثر من أربعين شخصاً غيرهم. وجاء في البيان أن في مدينة قويتا وضواحيها تقع مقرات قيادة للطالبان ومقرات كثيرة للتنظيم تعمل تحت حماية المخابرات الباكستانية وجيش الباكستان (10 كانون ثاني/ يناير 2020). بالمقابل نفى الناطق عن حركة الطالبان تواجد عناصر افغانيين من حركة طالبان في المسجد في ذلك الوقت (The Times of India، 11 كانون ثاني/ يناير 2020).

   
على اليمين: أحد افراد المن الباكستاني يقف عند مدخل المسجد الذي تمت فيه العملية الانتحارية التي دبرها تنظيم الدولة الإسلامية (Samaa، قناة إخبارية فضائية خاصة في الباكستان ، 11 كانون ثاني/ يناير 2020). على اليسار: أبو جراح البلوشستاني، عنصر تنظيم الدولة الإسلامية الذي نفذ العملية الانتحارية (تلغرام، 10 كانون ثاني/ يناير 2020).

مقالات أخرى متصلة