نظرة على الجهاد العالمي (9-3 أيلول/ سبتمبر 2020)

قنّاص من عناصر هيئة تحرير الشام يطلق النار باتجاه الجيش السوري (إباء، 4 أيلول/ سبتمبر 2020)

قنّاص من عناصر هيئة تحرير الشام يطلق النار باتجاه الجيش السوري (إباء، 4 أيلول/ سبتمبر 2020)

اثنان من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية اللذان أطلقا الصواريخ على مسيرة المواطنين الشيعة.

اثنان من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية اللذان أطلقا الصواريخ على مسيرة المواطنين الشيعة.

أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يقوم بنصب الصاروخ استعداداً لإطلاقه (تلغرام، 8 أيلول/ سبتمبر 2020).

أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يقوم بنصب الصاروخ استعداداً لإطلاقه (تلغرام، 8 أيلول/ سبتمبر 2020).

أشرطة تفجير (على اليمين) وعبوات ناسفة (على اليسار) تم العثور عليها في القائم (صفحة فيسبوك وزارة الدفاع العراقية، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).

أشرطة تفجير (على اليمين) وعبوات ناسفة (على اليسار) تم العثور عليها في القائم (صفحة فيسبوك وزارة الدفاع العراقية، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).

أسلحة وذخائر لجيش نيجيريا استولى عليها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في 1 أيلول/ سبتمبر 2020 (تلغرام، 5 أيلول/ سبتمبر 2020).

أسلحة وذخائر لجيش نيجيريا استولى عليها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في 1 أيلول/ سبتمبر 2020 (تلغرام، 5 أيلول/ سبتمبر 2020).

أهم الأحداث هذا الأسبوع
  • سوريا: “الصدامات الروتينية” مستمرة في محيط إدلب على شكل تبادل قصف مدفعي بين الجيش السوري وبين التنظيمات الجهادية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام.
  • ولايات تنظيم الدولة الإسلامية في إفريقيا وفي آسيا واصلت عملياتها الاعتيادية وأبرزها خلال الأسبوع الماضي:
    • في العراق تراجعت هذا الأسبوع حدة هجمات تنظيم الدولة الإسلامية بعد اشهر من العمليات المكثفة والمتلاحقة. ومع ذلك تظل ولاية العراق هي مسرح العمليات المركزي لتنظيم الدولة الإسلامية.
    • في شمال سيناء يبدو أن الجيش المصري قد استعاد السيطرة على معظم مساحة ريف قرية رابعة. لكن عمليات تنظيم الدولة الإسلامية ضد الجيش المصري مستمرة لكن بقوة أقل عن ذي قبل. وأفادت التقارير الإخبارية هذا الأسبوع عن بدء عودة السكان المحليين إلى قراهم.
    • في شمال شرق موزنبيق فشلت قوات الأمن التنزانية والموزمبيقية في استعادة السيطرة على ميناء موسيمبوا دي فرايا (Mocimboa da Praia) في شمال شرق موزنبيق. وزعم تنظيم الدولة الإسلامية بمقتل أو جرح عشرين جندياً من جيش تنزانيا أثناء الهجوم المعاكس الفاشل.
    • وفي تونس نفذ عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عملية دهس وطعن قرب مدينة السوسة السياحية الواقعى على شاطئ البحر المتوسط. تم طعن وقتل أحد أفراد الحرس الوطني وإصابة عنصر آخر بجروح. طوّقت قوات الأمن التونسية المهاجمين وقتلت ثلاثة إرهابيين. تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن العملية. وقد نفذ تنظيم الدولة الإسلامية خلال السنوات الخيرة عدداً من العمليات في تونس، ومعظمها عمليات انتحارية/ عمليات إطلاق نار، وخاصة في مدينة تونس وفي مدينة السوسة السياحية.
عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في مختلف الولايات في أنحاء العالم
تلخيص أسبوعي لعمليات تنظيم الدولة الإسلامية
  • في 3 أيلول/ سبتمبر 2020 نشر تنظيم الدولة الإسلامية رسماً بيانياً عنوانه “حصاد الأجناد”، حيث لخص فيه عمليات التنظيم خلال الفترة الممتدة ما بين 27 آب/ أغسطس حتى 2 أيلول/ سبتمبر 2020. خلال هذه الفترة نفذ عناصر تنظيم الدولة الإسلامية 82 عملية في أنحاء العالم، فيما نفذ خلال الأسبوع السابق 71 عملية (أي: ارتفاع بنسبة 15% في حجم العمليات). تم في العراق تنفيذ 58 عملية، ومعظمها (16) في محافظة ديالى. كما نفذ التنظيم عمليات في ولايات أخرى في إفريقيا وفي آسيا: سوريا (10)؛ شبه جزيرة سيناء (6)؛ غرب إفريقيا (5)؛ إفريقيا الوسطى (1)؛ خراسان (أي، أفغانستان) (1) وشرق آسيا (1) (أسبوعية النبأ، تلغرام، 3 أيلول/ سبتمبر 2020).
  • أسفرت تلك العمليات عن مقتل وجرح أكثر من 204 أشخاص (كما في الأسبوع السابق). سقط أكبر عدد من القتلى والجرحى في العراق (117). أما باقي القتلى والجرحى فقد سقطوا في ولايات غرب إفريقيا وبالأساس في نيجيريا (35)، في سوريا (22)، وفي شبه جزيرة سيناء (15) وفي إفريقيا الوسطى (بالأساس في جمهورية الكونغو الديمقراطية) (9)، وفي خراسان، أي أفغانستان (5) وفي شرق آسيا (الفلبين) (1) (1) (تلغرام، 27 آب/ أغسطس 2020).
الساحة السورية
محيط إدلب

في محيط إدلب استمر خلال هذا الأسبوع تبادل القصف المدفعي بين الجيش السوري وبين التنظيمات الجهادية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام. وكما في الأسبوع السابق فقد تمحورت الصدامات في جبل الزاوية وفي مناطق جنوب وجنوب غرب إدلب. كما أفادت التقارير الإخبارية عن قيام عناصر من هيئة تحرير الشام بإطلاق نيران القنص على جنود من الجيش السوري.

إصابات لقصف مدفعي للجيش السوري على مدينة أريحا إلى الجنوب من إدلب (صفحة فيسبوك Idlib Plus، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).     قصف مدفعي للجيش السوري على بلدة إلى الجنوب الغربي من إدلب 
(Idlib Plus، 2 أيلول/ سبتمبر 2020).
على اليمين: إصابات لقصف مدفعي للجيش السوري على مدينة أريحا إلى الجنوب من إدلب (صفحة فيسبوك Idlib Plus، 6 أيلول/ سبتمبر 2020). على اليسار: قصف مدفعي للجيش السوري على بلدة إلى الجنوب الغربي من إدلب
(Idlib Plus، 2 أيلول/ سبتمبر 2020).
قنّاصة من هيئة تحرير الشام يطلقون النار باتجاه الجيش السوري
  • في 3 أيلول/ سبتمبر 2020 في ساعات المساء، تسللت خلية من القناصة مزودة بمناظير حرارية إلى منطقة تخضع لسيطرة الجيش السوري ، على مبعدة ما يقارب أربعة كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة سراقب (على مبعدة ما يقارب 14 كلم إلى الجنوب الشرقي ن إدلب). أسفرت العملية عن مقتل جنديين. كما تم إطلاق نيران القنص على مقاتلين من القوات المساندة للجيش السوري على مبعدة ما يقارب أربعين كلم إلى الجنوب من إدلب، حيث أسفر الاستهداف عن مقتل عدد من المقاتلين وجرح عدد آخر (إباء، 4 أيلول/ سبتمبر 2020).
اختلاف مفاهيم الجماعات الإسلامية الجهادية: خلاف بين “الواقعيين” و”الأصوليين”

فيما يلي أهم ما جاء في مقالة الصحفي الباحث تام حسين (Tam Hussein). يتناول المقال العلاقات والأفكار المختلفة التي تحملها التنظيمات الجهادية في محبط إدلب وعلى رأسها هيئة تحرير الشام والتنظيمات الموالية لتنظيم القاعدة. [1]

لمحة عامة
  • في حزيران/ يونيو 2020 نشأ خلاف بين تنظيم هيئة تحرير الشام وبين تنظيم حُراس الدين الموالي لتنظيم القاعدة، حيث ينشط التنظيمان في محيط إدلب[2]. وقد تم حل الخلاف حالياً. لكن من الوارد أن يكون هذا الخلاف مؤشراً على بداية مواجهة بالنسبة لمعنى الجهاد. وهذه مواجهة دائرة بين “الأصوليين” المتشددين المتمسكين بالإسلام السلفي الجهادي ولا يقبلون أي حياد عنه؛ وبين “الواقعيين” الذين يبدون استعداداً للمساومة واعتماد أسلوب براغماتي.
“الواقعيون” بقيادة أبو محمد الجولاني
  • لقد كان تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية علامة فارقة بالنسبة لمن يدعون لإقامة الدولة الإسلامية التي تطبق الشريعة. كانت تلك محاولة لتأسيس “دولة رشيدة” مع تأسيس إدارة وحكم منتظم (بحسب مفهومهم) لكن بدون رحمة. فشل هذا المشروع فشلاً ذريعاً. وحقيقة انهياره بالكامل أثبتت للجهاديين الآخرين بأن مشروع كهذا لا بمكن أن ينجح دون أن يشتمل على قدر كبير من الواقعية.
  • يبدو أن أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام يُبدي لمرونة في ممارساته: فهو لا يتبادل الحديث مع مراسلي قناة الجزيرة فحسب، بل ومع مجموعة الأزمة الدولى (International Crisis Group)، وهو تنظيم غير حكومي يسعى إلى حل النزاعات في العالم. يعي الجولاني أن التنظيم الذي يتزعمه لن يصمد إلى إذا تأقلم مع الواقع السياسي الدولي. كذلك أبو قتادة الفلسطيني، الداعية الجهادي[3]، وجه رسالة مفادها أن الظروف الحالية لا تساهم في إعادة إقامة دولة إسلامية كاملة النصاب. وعلى حد تعبيره فمن الأفضل حالياً عدم إقامة دولة كهذه لأن إقامتها ستستدعي خلق تغيير إقليمي جيو-سياسي لكي تبقى وتتطور ، وعليه فمن الأفضل حالياً إقامة “دويلة” أو “دولة داخل دولة” (statelet or quasi-state).
  • وعملياً فإن هيئة تحرير الشام التي تنشط في محيط إدلب تقوم فعلاً ببسط ما يشبه “دويلة” تسيطر فيها على السلاح والضرائب والإدارة والجهاز القضائي. اضطرت هيئة تحرير الشام للتسليم بالنظام العالمي القائم ورفضت المشروع الجهادي المثالي إلى موعد لاحق مستقبلاً. وذلك افتراضاً منها بان المقاتلين لأجل المشروع الإسلامي لن يرضخوا لملذات الحياة الرغيدة التي يوفرها لهم الإطار الحاكم الخاضع لسيادتهم. ولكي تتحول في المستقبل إلى دولة إسلامية كاملة ألنصاب فيتعين على هذه “الدويلة” أن تسيطر على الشرطة والجيش وقوات الأمن، وفعلاً فإن “الدويلة” التي يتزعمها الجولاني قد بدأت بإخضاع جماعات مسلحة لسيادتها بعد أن كانت خارجة عن سيادتها. وأهم تلك الجماعات هي جماعة “حراس الدين” التي تعلن ولائها لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري.
توقعات بالنسبة لمستقبل النزاع بين “الواقعيين” و”الأصوليين”
  • وفقاً لتقدير كاتب المقال فإن النزاع حجم النزاع الذي اندلع في شهر حزيران/ يونيو 2020 ما زال محصوراً وقد تنبعث شرارة تشعل هذا النزاع وتحوله إلى نزاع أوسع بين “الواقعيين” وبين “الأصوليين”، وسبب ذلك هو أن “الأصوليين” لن يقبلوا بـ”دويلة” على منهج الجولاني. وقد يتساءلون فيما إذا كان سفك الدماء الذي جرى والأموال الكثيرة التي تم صرفها تبرر إنشاء “دويلة” إسلامية كهذه. وقد يكون لنزاع من هذا القبيل تداعيات على دول أخرى تنشط فيها جماعات جهادية مثل الصومال وأفغانستان.
عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية سوريا[4]
محيط دير الزور – الميادين – البوكمال

ركز عناصر تنظيم الدولة عملياتهم خلال الأسبوع المنصرم على غور الفرات لاستهداف قادة قوات سوريا الديمقراطية (SDF). يبدو ان التنظيم قد قتل ما لا يقل عن ثلاثة قادة. كما كانت هناك عمليات بارزة لتفجير عبوات ناسفة لاستهداف وجهاء ومنشآت ترتبط بالمجالس المحلية التي تعمل تحت رعاية قوات سوريا الديمقراطية (SDF).

  • 6 أيلول/ سبتمبر 2020: ألقى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية قنابل يدوية على سيارة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) بينما كانت مسافرة على مبعدة ما يقارب 20 كلم إلى الجنوب الشرقي من الميادين، ما أسفر عن إصابة ثلاثة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بجروح.
  • 6 أيلول/ سبتمبر 2020: أطلق أحد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية النار على مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية (SDF) على مبعدة ما يقارب 45 كلم إلى الجنوب من الميادين، حيث أسفرت العملية عن مقتل المقاتل.
  • 5 أيلول/ سبتمبر 2020: أطلق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية النار من أسلحة رشاشة على قائد في قوات سوريا الديمقراطية (SDF) في موقع على مبعدة ما يقارب 14 كلم إلى الشمال من الميادين، حيث أسفرت العملية عن مقتل القائد.
  • 5 أيلول/ سبتمبر 2020: فجر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عبوة ناسفة استهدفت سيارة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) بينما كانت مسافرة على مبعدة ما يقارب خمسة كلم إلى الشرق من الميادين، حيث أسفرت العملية عن إعطاب السيارة.
  • 4 أيلول/ سبتمبر 2020: أطلق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية النار من أسلحة رشاشة على سيارة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) بينما كانت مسافرة على مبعدة ما يقارب عشرين كلم إلى الجنوب الشرقي من الميادين. حيث أسفرت العملية عن مقتل قائد في قوات سوريا الديمقراطية (SDF) فيما أصيب مقاتلين اثنين بجروح.
  • 4 أيلول/ سبتمبر 2020: فجر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عبوة ناسفة استهدفت سيارة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) بينما كانت مسافرة على مبعدة ما يقارب 14 كلم إلى الشمال من الميادين، حيث أسفرت العملية عن إصابة السيارة.
  • 3 أيلول/ سبتمبر 2020: أطلق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية النار على قائد في قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بينما كان متواجداً على مبعدة ما يقارب 14 كلم إلى الشمال من الميادين، حيث أسفرت العملية عن مقتل القائد.
  • 3 أيلول/ سبتمبر 2020: فجر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عبوة ناسفة في بيت أحد المخاتير المتعاونين مع قوات سوريا الديمقراطية (SDF) في بلدة تقع على مبعدة ما يقارب عشرة كلم إلى الشمال الشرقي من البوكمال. أسفرت العملية عن إلحاق أضرار بالغة بالبيت.
  • 2 أيلول/ سبتمبر 2020: فجر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عبوة ناسفة داخل بناية المجلس المحلي العامل تحت رعاية قوات سوريا الديمقراطية (SDF) على مبعدة ما يقارب ثلاثين كلم إلى الجنوب الشرقي من الميادين، حيث أسفرت العملية عن التسبب بأضرار بالغة للبناية.
محيط الحسكة
  • 4 أيلول/ سبتمبر 2020: أطلق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية النار من رشاشات ثقيلة على سيارتين تابعتبن لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) بينما مانتا مسافرتان على مبعدة ما يقارب ثمانين كلم إلى الجنوب من الحسكة. حيث أسفرت العملية عن مقتل أحد المقاتلين وإصابة اثنين آخرين بجروح.
عمليات استباقية ووقائية: إلقاء القبض على خلية من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في الميادين
  • أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه في 5 أيلول/ سبتمبر 2020 قامت قوة مشتركة من الحرس الثوري الإيراني وقوات الدفاع الوطني والأمن العسكري السوري بإغلاق مداخل ومخارج السوق في مدينة الميادين. وخلال هذه العملية قامت الوات بتطويق سيارة وعليها شعار الحرس الثوري ويركبها خمسة رجال مسلحين يرتدون زي الحرس الثوري الإيراني. تم اعتقال الرجال الخمسة وأثناء التحقيق معهم تبين أنهم أعضاء في خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية وقدموا من المحيط الصحراوي وهم متخفين كجنود في الحرس الثوري الإيراني لشراء طعام ومستلزمات أخرى من السوق. نجح أعضاء الخلية سابقاً في الدخول إلى الميادين لشراء حاجيات من السوق وعادوا إلى مكان تواجدهم في الصحراء (المرصد السوري لحقوق الإنسان، 5 أيلول/ سبتمبر 2020).
تمدد عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في المحيط الصحراوي وسط سوريا (البادية)

جريجوري ووترز (Gregory Waters)، خبير في الحركات الإرهابية في سوريا ، تطرق في مقاله الأخير إلى اتساع رقعة عمليات تنظيم الدولة الإسلامية خلال السنة الأخيرة إلى صحراء وسط سوريا (البادية). وتوصل الباحث إلى الاستنتاج بان سبب تمدد العمليات هو عجز الجيش السوري في هذا المحيط ، مما يستدعيه إلى الاستعانة بقوات روسية وإيرانية. وأشار الباحث إلى أن اتساع عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في محيط البادية قد يؤسس للسيطرة على مساحات أوسع فيما بعد.[5]

أهمية منطقة وسط سوريا وعمليات تنظيم الدولة الإسلامية في فترة “ما بعد الخلافة”
  • في فترة “ما بعد الخلافة” يواصل تنظيم الدولة الإسلامية عملياته ضد النظام السوري وحلفائه في منطقة البادية وسط سوريا[6]. وهذه منطقة مترامية الأطراف وتشمل معظم منطقة حمص وشمال شرق حماة وجنوب الرقة والمناطق الغربية لدير الزور. وهذه منطقة مهمة لأن فيها معظم موارد الغاز السورية والتي تسمح بإمداد الكهرباء للدولة.[7]
  • خلايا البادية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية تعمل بشكل مستقل مقارنة بخلايا تنظيم الدولة الإسلامية العاملة في مناطق أخرى من سوريا. قام كاتب المقال بتحليل 268 عملية نفذها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وسط سوريا ما بين كانون ثاني/ يناير 2019 حتى تموز/ يوليو 2020، وأسفرت عن مقتل 406 جنود من الجيش السوري وحلفائه. تمت معظم العمليات في تلك الفترة في حمص وفي دير الزور، لكن في شهر كانون أول/ ديسمبر 2019 بدأت العمليات تتصاعد كذلك في جنوب الرقة وشرق حماة وجنوب حلب.
  • في شهر نيسان/ أبريل 2019 شن تنظيم الدولة الإسلامية أكبر هجوم له في البادية: نصب كميناً لكتيبة القوات الخاصة في الجيش السوري ، حيث تم في هذا الكمين قتل قائد الكتيبة مع جنود آخرين. وفي 1 آب/ أغسطس 2020 قُتل ضابط روسي رفيع، الميجور جنرال فاتشيسلاف جلادكيخ (Vyacheslav Gladkikh)، وقُتل معه قائد سوري كبير وأربعة جنود بالقرب من دير الزور. ويُضاف هذان القتيلان إلى 19 من كبار الضباط الذين قتلهم تنظيم الدولة الإسلامية منذ كانون ثاني/ يناير 2019. وعلى إثر ذلك قرر النظام السوري انتهاج استراتيجية “احتواء” (containment) تجاه تنظيم الدولة الإسلامية في محيط البادية. وهكذا ظل تنظيم الدولة الإسلامية، المسيطر فعلياً على جبل بشري (Jebel Bishri) وعلى الطريق الرئيسي الرابط بين دمشق ودير الزور[8].
جبل بشري (Google Maps).     جبل بشري 
(صفحة فيسبوك جغرافية بلاد الشام - سوريا الطبيعية، 11 نيسان/ أبريل 2019).
على اليمين: جبل بشري (Google Maps). على اليسار: جبل بشري
(صفحة فيسبوك جغرافية بلاد الشام – سوريا الطبيعية، 11 نيسان/ أبريل 2019).
اتساع عمليات تنظيم الدولة الإسلامية
  • حين سحب النظام السوري قواته عملاً بإستراتيجية “الاحتواء”، فقد استغل تنظيم الدولة الإسلامية هذه الفرصة لتوسيع أنشطته. فالعمليات التي كانت تستهدف التنظيم وضعت أمام خلايا تنظيم الدولة الإسلامية أهدافا جديدة كثيرة، ذلك لأن معظم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في البادية هم من السكان المحليين. وهؤلاء السكان يعرفون المنطقة ويعرفون منافذها وتضاريسها ويتفادون الاصطدام بقوات الأمن. لكن يعمل في هذا المحيط كذلك مقاتلون أجانب في تنظيم الدولة الإسلامية. يعتمد التنظيم على الدعم الذي يتلقاه من السكان المحليين ويقيم علاقات وثيقة مع المهربين الذين ينقلون إليه المقاتلين والأسلحة. يُجبر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية كبار التجار على دفع رسوم الحماية (protection fees) ويستغلونهم كما يبدو لغرض التهريب.
مبنى تنظيم الدولة الإسلامية في البادية
  • يعتقد المراقبون بأن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في البادية منظمون في 15-20 خلية في محيط الرقة وحمص ودير الزور. حوالي 70% من هؤلاء المقاتلين هم من السكان المحليين في “الحزام المدائني” (urban belt) على امتداد الضفة الغربية لنهر الفرات. وكما يبدو فإن العمليات في محيط البادية السورية تتم بقيادة ضابط سابق في الجيش السوري كان يخدم في القوات البرية وانشق عن الجيش في عام2013. اسمه الأصلي غير معروف لكن له ألقاب عديدة: أبو عبد الله، الشيخ قدولي (Sheikh Qaduli)، سليمان رحمن (Soleiman Rahman) وكذلك الدكتور رحمن زيد الشامي (Dr. Rahman Zaid al-Shami).
سبب فشل النظام السوري في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في محيط البادية
  • حتى الآن لم يفلح النظام السوري بإحراز تقدم ملحوظ في قتاله ضد تنظيم الدولة الإسلامية في محيط البادية. وذلك بسبب قلة الأيدي العاملة والمعدات، ما يعني ان النظام السوري لا يقوم بتسيير دوريات متلاحقة في المنطقة. وبدلاً من ذلك يلجأ النظام السوري إلى الاستعانة بمليشيات عديدة غالباً ما يكون مستوى تأهيلها العسكري منخفض ومعداتها العسكرية من نوعية رديئة. وذلك إضافة إلى عدم وجود طائرات غير مسيرة وعدم كفاءة الدعم الروسي الجوي.
  • في عام 2020 طرأت تغييرات كبيرة على عمليات النظام السوري: قامت قوات البر الروسية بعملية عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية وساعدت النظام السوري على استعادة السيطرة على جبل بشري في شهر شباط/ فبراير 2020. كما بدأ النظام السوري والقوات الإيرانية ببناء ثكنات ومعاقل محصنة على الضفة الغربية لنهر الفرات في شهر آذار/ مارس 2020.
خاتمة واستنتاجات

تبين أن الجيش السوري وحلفاءه غير قادرين على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في محيط البادية. تنظيم الدولة الإسلامية يجيد استخدام هذا المحيط لتعزيز قوته على الساحة المحلية وكذلك لدعم العمليات الإقليمية من خلال قواعد تدريبات يقوم ببنائها. خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في محيط البادية تُبدي قدرات عالية على جمع المعلومات الاستخبارية والمعلومات المحلية وتتلقى هذه الخلايا مساعدات من السكان المحليين. وهكذا ينجحون في تأسيس عملياتهم بالكامل على اعتمادا على المصادر المحلية. والمحيط الصحراوي يضع الآن قاعدة صلبة لتمدد تنظيم الدولة الإسلامية في المستقبل في شمال سوريا وفي العراق. العمليات غير المجدية التي يقوم بها النظام السوري وأنصاره ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبالتزامن مع احتمال انسحاب قوات عدد الدول الأعضاء في التحالف الدولي من شمال شرق سوريا تضمن عودة تنظيم الدولة الإسلامية بسرعة إلى شمال شرق سوريا وإعادة سيطرته لعى المنطقة.

الساحة العراقية
خارطة محافظات العراق 
(ويكيبيديا).
خارطة محافظات العراق
(ويكيبيديا).
عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في مختلف المحافظات[9]
محافظة ديالى
  • 6 أيلول/ سبتمبر 2020: أطلق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية نيران قنص على مقاتلين من قوات الحشد الشعبي في موقع إلى الغرب من خانقين، وذلك على مبعدة ما يقارب مائة كلم إلى الشمال الشرقي من بعقوبة. أسفرت العملية عن مقتل ضابط في قوات الحشد الشعبي وإصابة مقاتل آخر بجروح.
  • 3 أيلول/ سبتمبر 2020: فجّر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عبوة ناسفة لاصقة استهدفت سيارة تابعة لقوات الحشد الشعبي بينما كانت مسافرة في وسط مدينة المقدادي، على مبعدة ما يقارب أربعين كلم إلى الشمال الشرقي من مدينة بعقوبة، حيث أسفرت العملية عن إصابة مقاتلين اثنين من قوات الحشد الشعبي بجروح.
محافظة الأنبار
  • 7 أيلول/ سبتمبر 2020: فجّر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عبوة ناسفة استهدفت سيارة للشرطة العراقية في مدينة الفلوجة، على مبعدة ما يقارب خمسين كلم إلى الغرب من العاصمة بغداد، حيث أسفرت العملية عن مقتل أربعة من رجال الشرطة وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
  • 2 أيلول/ سبتمبر 2020: نصب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية كميناً وأطلقوا منه النار على قوة من حرس الحدود العراقي قرب الحدود العراقية السعودية، حيث أسفرت العملية عن مقتل سبعة جنود من قوات حرس الحدود العراقي، فيما أصيب خمسة جنود آخرين بجروح ومن ضمنهم ضابط. كما استولى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على أسلحة وذخيرة.
محافظة كركوك
  • 6 أيلول/ سبتمبر 2020: أطلق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية صاروخين باتجاه مسيرة لمواطنين من الطائفة الشيعية كانت تسير على مبعدة ما يقارب عشرين كلم إلى الجنوب الغربي من كركوك، حيث أسفر الهجوم عن مقتل مواطن شيعي وإصابة أربعة مواطنين آخرين بجروح.
  • 7 أيلول/ سبتمبر 2020: أطلق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية النار من رشاشات ثقيلة على منشأة للشرطة الاتحادية العراقية تقع على مبعدة ما يقارب خمسين كلم إلى الجنوب الغربي من كركوك، حيث أسفرت العملية عن مقتل أحد افراد الشرطة الاتحادية العراقية وإصابة شرطي آخر بجروح.
  • 7 أيلول/ سبتمبر 2020: أطلق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية النار من رشاشات ثقيلة اوتوماتيكية على منشأة للشرطة العراقية تقع على مبعدة ما يقارب أربعين كلم إلى الجنوب الغربي من كركوك، حيث أسفرت العملية عن مقتل أحد أفراد الشرطة.
  • 6 أيلول/ سبتمبر 2020: فجّر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عبوة ناسفة استهدفت سيارة تابعة للشرطة العراقية بينما كانت مسافرة على مبعدة ما يقارب أربعين كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة كركوك، حيث أسفرت العملية عن إصابة عنصرين من الشرطة الاتحادية العراقية بجروح.
  • في 1 أيلول/ سبتمبر 2020 فجّر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية سيارة مفخخة استهدفت نقطة تفتيش لقوات الأمن العراقية على الشارع الرابط بين مدينتي تكريت وكركوك. ووفقاً لما نشرته وسائل الإعلام العراقية فقد أسفرت العملية عن مقتل امرأة واحدة وإصابة ثلاثة من أفراد قوات الأمن بجروح. وبعد مرور أسبوعين على تنفيذ العملية (في 14 آب/ أغسطس 2020) تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن تفجير السيارة المفخخة التي كان يقودها إرهابي انتحاري. حيث قام الإرهابي المُسمى عكرمة العراقي بتفجير نفسه عند حاجز للشرطة العراقية عند مدخل مدينة كركوك. ووفقاً لما أفاد به تنظيم الدولة الإسلامية فقد أسفر التفجير عن مقتل أو جرح عدد من أفراد الشرطة (تلغرام، 2 أيلول/ سبتمبر 2020).
عمليات استباقية لقوات الأمن العراقية
محافظة بغداد
  • 6 أيلول/ سبتمبر 2020: ألقت الشرطة العراقية القبض على ثلاثة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة بغداد (السومرية، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).
محافظة نينوى
  • 6 أيلول/ سبتمبر 2020: عثرت قوات الأمن العراقية على مستودع أسلحة (لتنظيم الدولة الإسلامية) في موقع على مبعدة ما يقارب مائة كلم إلى الشمال الغربي من الموصل (في المحيط المحاذي للحدود العراقية السورية). وتم العثور في الموقع على أسلحة ومتفجرات (صفحة فيسبوك وزارة الدفاع العراقية، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).
  • 5 أيلول/ سبتمبر 2020: ألقت قوات الأمن العراقية القبض على 24 عنصراً من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المطلوبين للعدالة في مناطق مختلفة من محافظة نينوى. وأثناء التحقيق معهم اعترف المعتقلون بمشاركتهم في تنفيذ عمليات عدة استهدفت قوات الأمن العراقية والمدنيين العراقيين (السومرية، 5 أيلول/ سبتمبر 2020).
محافظة كركوك
  • 7 أيلول/ سبتمبر 2020: قتلت قوات الأمن العراقية قائدين من تنظيم الدولة الإسلامية وألقت القبض على قائدين آخرين كانا على مبعدة ما يقارب ثلاثين كلم إلى الجنوب من كركوك (السومرية، 7 أيلول/ سبتمبر 2020).
  • 6 أيلول/ سبتمبر 2020: ألقت الشرطة العراقية القبض على أربعة عمن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المطلوبين للعدالة في مناطق مختلفة من محافظة كركوك. واعتراف المعتقلون اثناء التحقيقات الأولية معهم بأنهم نفذوا عددا من العمليات ضد القوات الأمنية العراقية وضد المدنيين العراقيين (السومرية، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).
محافظة صلاح الدين
  • 6 أيلول/ سبتمبر 2020: عثرت قوات الأمن العراقية على مضافة لتنظيم الدولة الإسلامية تقع على مبعدة ما يقارب ثمانين كلم إلى الشمال من العاصمة بغداد. وفي المضافة تم العثور على اسلحة ومن ثم قامت قوات الأمن العراقية بتدمير المضافة والأسلحة (صفحة فيسبوك وزارة الدفاع العراقية، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).
محافظة الأنبار
  • 7 أيلول/ سبتمبر 2020: قامت وحدة خاصة من قوات الأمن العراقية بإلقاء القبض على عنصرين من تنظيم الدولة الإسلامية كانا يختبئان على مبعدة ما يقارب ثلاثين كلم إلى الشمال الغربي من العاصمة بغداد (السومرية، 7 أيلول/ سبتمبر 2020).
  • 4 أيلول/ سبتمبر 2020: عثرت قوات من الجيش العراقي على مستودع أسلحة لتنظيم الدولة الإسلامية وفيه عبوات ناسفة وذخيرة في محيط مدينة هيت في غرب العراق (صفحة فيسبوك وزارة الدفاع العراقية، 4 أيلول/ سبتمبر 2020).
عبوات ناسفة وذخيرة تم العثور عليها في محيط مدينة هيت 
 (صفحة فيسبوك وزارة الدفاع العراقية، 4 أيلول/ سبتمبر 2020).
عبوات ناسفة وذخيرة تم العثور عليها في محيط مدينة هيت
(صفحة فيسبوك وزارة الدفاع العراقية، 4 أيلول/ سبتمبر 2020).
  • 6 أيلول/ سبتمبر 2020: عثرت قوات الأمن العراقية على مواد متفجرة وعبوات ناسفة في مدينة القائم، قرب الحدود العراقية السورية (صفحة فيسبوك وزارة الدفاع العراقية، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).
أشرطة تفجير (على اليمين) وعبوات ناسفة (على اليسار) تم العثور عليها في القائم 
 (صفحة فيسبوك وزارة الدفاع العراقية، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).
    أشرطة تفجير (على اليمين) وعبوات ناسفة (على اليسار) تم العثور عليها في القائم 
 (صفحة فيسبوك وزارة الدفاع العراقية، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).
أشرطة تفجير (على اليمين) وعبوات ناسفة (على اليسار) تم العثور عليها في القائم
(صفحة فيسبوك وزارة الدفاع العراقية، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).
  • 4 أيلول/ سبتمبر 2020: أعلن نائب قائد عمليات الأنبار في قوات الحشد الشعبي بان عددا من ألوية الحشد الشعبي مدعومة بسلاح الجو العراقي قامت بعملية أمنية كبيرة في الصحراء الغربية لمحافظة الأنبار. وخلال تلك العملية تم رصد وتدمير ستة أنفا لتنظيم الدولة الإسلامية. كما تم اعتقال شخصين يُشتبه بهم كعناصر في تنظيم الدولة الإسلامية وبحوزتهم أسلحة خفيفة (al-hashed.net، 4 أيلول/ سبتمبر 2020).
شبه جزيرة سيناء
القتال في منطقة رابعة: صورة الوضع الراهن

أفادت التقارير في الأسبوع الماضي بأن الجيش المصري قد استعاد السيطرة على محيط قرية رابعة (أو على الأقل استعاد السيطرة على معظم المحيط). أما هذا الأسبوع فقد تحدثت التقارير الإخبارية عن عودة السكان إلى قرية الجناين التي تقع إلى الجنوب من رابعة، حيث عاد السكان في الوقت الحالي بدون أطفالهم. يبدو أن عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة لا زالت مستمرة لكن خفتت حدتها (أفاد تنظيم الدولة الإسلامية بأن عناصره قاموا بإطلاق نيران قانصة في قرية قاطية في 2 أيلول/ سبتمبر 2020، حيث قاموا بقتل جندي من الجيش المصري).

ابتداء عودة السكان المحليين إلى قراهم
  • أفادت التقارير الإخبارية بأن عائلات بدون الأولاد قد عادت إلى قرية الجناين الواقعة في محيط قرية رابعة. وتأتي عودة السكان بهدف منحهم الشعور بالأمن لكي ينضم إليهم أبنائهم في وقت لاحق (صفحة فيسبوك شاهد سيناء الرسمية، 4 أيلول/ سبتمبر 2020). أحد اسكان قرية قاطية الذي اختطفه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عاد إلى بيته (صفحة فيسبوك أنباء سيناء ، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).
محيط الشيخ زوَيّد
  • 4 أيلول/ سبتمبر 2020: أطلق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية نيران قنص على حاجز للجيش المصري يقع إلى الجنوب من الشيخ زوَيّد. حيث أسفرت العملية عن مقتل جندي من الجيش المصري (صفحة فيسبوك شاهد سيناء الرسمية، 4 أيلول/ سبتمبر 2020). لم يتبن أي تنظيم حتى الآن المسؤولية عن تنفيذ العملية لكنها كما يبدو من تدبير وتنفيذ تنظيم الدولة الإسلامية.
عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في أنحاء العالم
إفريقيا
موزنبيق

قامت قوات الأمن في موزنبيق بالتعاون مع قوات أمنية من تنزانيا بمحاولة فاشلة لاستعادة السيطرة على ميناء موسيمبوا دي فرايا (Mocimboa da Praia) الواقع في شمال شرق موزنبيق، وذلك بعد سقوط الميناء في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية[10]. وجاء في بيان تبني المسؤولية الذي نشره تنظيم الدولة الإسلامية في 5 أيلول/ سبتمبر 2020 بأن عناصر التنظيم قد أفلحوا بصد الهجوم المشترك لقوات من جيش تنزانيا وجيش موزنبيق على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة موسيمبوا دي فرايا. وعلى حد ما زعم به تنظيم الدولة الإسلامية، فقد أشفرت المواجهة عن مقتل أو جرح عشرون جندياً. كما استولى عناصر التنظيم على أسلحة وذخيرة (وكالة أعماق، نقلاً عن تلغرام، 5 أيلول/ سبتمبر 2020). (ملاحظة: أشار البيان الصادر عن ولاية إفريقيا الوسطى في تنظيم الدولة الإسلامية بان جيش تنزانيا هو من شن الهجوم ولم يرد ذكر لمشاركة جيش موزنبيق، لكن الأرجح هو ان الهجوم تم بالتعاون فيما بين الجيشين).

رخص سياقة لجنديين من جيش تنزانيا ممن قُتلوا في الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة موسيمبوا دي فرايا
 (تلغرام، 5 أيلول/ سبتمبر 2020).
رخص سياقة لجنديين من جيش تنزانيا ممن قُتلوا في الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة موسيمبوا دي فرايا (تلغرام، 5 أيلول/ سبتمبر 2020).
  • لم تفد مصادر رسمية في تنزانيا وفي موزنبيق (حتى الآن على الأقل) عن المحاولة الفاشلة لاستعادة السيطرة على منطقة الميناء. غير أن وسائل الإعلام المحلية في موزنبيق أفادت بأن جيش الموزنبيق قد صد محاولة قام بها تنظيم الدولة الإسلامية لتوسيع سيطرته على منطقة مويدومبي (Muidumbe)، الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة موسيمبوا دي فرايا التي يقع فيها الميناء (clubofmozambique.com، 5 أيلول/ سبتمبر 2020).

مدينة مويدومبي (محاطة بدائرة سوداء) إلى الجنوب الغربي من مدينة مويبمبوا دي فرايا التي يقع فيها الميناء 
(معلمة باللون الأحمر) (Google Maps).
مدينة مويدومبي (محاطة بدائرة سوداء) إلى الجنوب الغربي من مدينة مويبمبوا دي فرايا التي يقع فيها الميناء
(معلمة باللون الأحمر) (Google Maps).

نيجيريا[11]
  • 2 أيلول/ سبتمبر 2020: نصب عناصر تنظيم الدولة الإسلامية كميناً وأطلقوا منه النار على رتل سيارات تابعة لجيش نيجيريا، بينما كانت مسافرة على مبعدة ما يقارب خمسين كلم إلى الغرب من المثلث الحدودي بين نيجيريا وتشاد والكاميرون. أسفرت العملية عن مقتل أكثر من عشرة جنود من جيش الكاميرون وأصيب عدد آخر منهم بجروح. كما استولى عناصر التنظيم على أسلحة وذخيرة.
  • 2 أيلول/ سبتمبر 2020: هجم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على منشأة لجيش نيجيريا في مدينة باجا (Baga)، على مبعدة ما يقارب 25 كلم إلى الجنوب الغربي من الحدود بين نيجيريا وتشاد في شمال شرق نيجيريا. أسفر الهجوم عن مقتل عدد من الجنود.
  • 1 أيلول/ سبتمبر 2020: هجم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على منشأة لجيش نيجيريا في بلدة تقع على مبعدة ما يقارب أربعين كلم إلى الشمال الغربي من مايدوجوري، عاصمة ولاية بورنو. كما تم الهجوم على قوات هرعت إلى البلدة لتقديم المساعدة. أسفر الهجوم عن مقتل عشرة جنود من جيش نيجيريا وإصابة عدد آخر منهم بجروح. كما تم إحراق المنشأة وتدمير دبابة وسيارات مصفحة وتم الاستيلاء على أسلحة وذخائر.
أسلحة وذخائر لجيش نيجيريا استولى عليها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في 1 أيلول/ سبتمبر 2020 
(تلغرام، 5 أيلول/ سبتمبر 2020).
    أسلحة وذخائر لجيش نيجيريا استولى عليها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في 1 أيلول/ سبتمبر 2020 
(تلغرام، 5 أيلول/ سبتمبر 2020).
أسلحة وذخائر لجيش نيجيريا استولى عليها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في 1 أيلول/ سبتمبر 2020
(تلغرام، 5 أيلول/ سبتمبر 2020).
  • 2 أيلول/ سبتمبر 2020: فجّر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عبوة ناسفة استهدفت سيارة تابعة لجيش نيجيريا في ولاية يوبا (Yobe). حيث أسفرت العملية عن مقتل ثلاثة جنود من جيش نيجيريا.
الصومال
  • 6 أيلول/ سبتمبر 2020: ألقى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية قنبلة يدوية على حاجز لشرطة الصومال في العاصمة مقديشو، حيث أسفرت العملية عن مقتل ثلاثة من رجال الشرطة الصومالية (تلغرام، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).
تونس
  • في 6 أيلول/ سبتمبر 2020 قام ثلاثة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذ عملية دهس وطعن استهدفتا فريق من قوات الحرس الوطني التابع لوزارة الداخلية التونسية، وذلك في مكان يبعد ما يقارب عشرة كلم إلى الشمال الغربي من مدينة السوسة السياحية (Sousse). أسفرت العملية عن مقتل (طعناً) أحد أفراد الحرس الوطني وإصابة آخر بجروح. قامت قوات الأمن التونسية بتطويق المهاجمين وتبادلت معهم إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل المهاجمين الثلاثة. وفي الصور التي تم نشرها فيما بعد تظهر جثث المهاجمين الثلاثة ملقاة على سطح المبنى الذي هربوا إليه (حساب تويتر Chebbi@Alchebbi، 6 أيلول/ سبتمبر 2020).
  • تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن تنفيذ العملية. وبحسب ما جاء في بيان تبني المسؤولية فقد قام المهاجمون بتنفيذ عملية في مدينة السوسة في شرق تونس، حيث أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن عشرة من رجال الشرطة التونسية وإصابة عدد آخر منهم بجروح (وكالة أعماق، نقلاً عن تلغرام ، 7 أيلول/ سبتمبر 2020).
مدينة السوسة في شمال شرق تونس (Google Maps
مدينة السوسة في شمال شرق تونس (Google Maps).

اعتاد تنظيم الدولة الإسلامية القيام بعمليات متفرقة في تونس، وخاصة في العاصمة تونس وفي مدينة سوسة السياحية. وأبرز تلك العمليات: عملية إطلاق نار في متحف في مدينة تونس، حيث اسفرت عن مقتل 22 شخصاً (18 آذار/ مارس 2015)؛ وعملية إطلاق نار عل شاطئ أحد الفنادق في مدينة سوسة، حيث أسفت عن مقتل 38 شخصاً، منهم 15 سائحاً من دول غربية (26 حزيران/ يونيو 2016) ؛ عملية انتحارية استهدفت حافلة في مدينة تونس، حيث أسفرت عن مقتل 12 شخصاً (24 تشرين ثاني/ نوفمبر 2015) ؛ عملية انتحارية وإطلاق نار في العاصمة تونس، حيث أسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة عدد آخر من الأشخاص بجروح (27 حزيران/ يونيو 2019)؛ عملية انتحاري قرب سفارة الولايات المتحدة في العاصمة تونس، حيث أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة خمسة جنود بجروح (6 آذار/ مارس 2020).

الباكستان
  • 8 أيلول/ سبتمبر 2020: أسَرَ عناصر تنظيم الدولة الإسلامية أحد عناصر جهاز المخابرات الباكستاني في محيط مدينة بيشاور الواقعة على مبعدة ما يقارب أربعين كلم إلى الشرق من الحدود بين الباكستان وأفغانستان. تم إعدام رجل المخابرات رمياً بالرصاص (تلغرام، 8 أيلول/ سبتمبر 2020).
آسيا
أفغانستان
  • 2 أيلول/ سبتمبر 2020: أطلق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية النار على أحد عناصر حركة طالبان إلى الجنوب الغربي من مدينة جلال باد في إقليم تتغرهار. أسفرت العملية عن مقتل عنصر الطالبان (تلغرام، 3 أيلول/ سبتمبر 2020).
اليمن
  • ب عد أن شن الثوار الحوثيون حرباً شعواء على تنظيم الدولة الإسلامية وعلى تنظيم القاعدة خلال الشهر الماضي في محافظة البيضاء، فقد أعلن الثوار الحوثيون بأنهم قد قضوا تماماً على تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة البيضاء، حيث كانت هذه المحافظة معقلاً لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن. علماً أن الثوار الحوثيون قد أنزلوا ضربة قاضية على ولاية تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن حين قتلوا زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن وأسروا اربعين عنصراً من عناصر التنظيم ومنهم زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة قيفة (20 آب/ أغسطس 2020). ومع ذلك فقد أثبت تنظيم الدولة الإسلامية من خلال التجارب السابقة بانه قادر على لملمة صفوفه بعد الضربات التي كان يتلقاها، وعليه فمن غير المستبعد أن يختفي عناصر التنظيم هذه المرة أيضاً عن الأنظار ويخففوا من عملياتهم في محافظة البيضاء.
عمليات استباقية
لبنان
  • في 5 أيلول/ سبتمبر 2020 أعلن الجيش اللبناني بأن مديرية الأمن العسكري قد كشفت أعضاء في تنظيم إرهابي مرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية. حيث كان أعضاء هذا التنظيم يخططون لتنفيذ عمليات على الأراضي اللبنانية. قائد التنظيم هو خالد التلاوي، وقد استخدم أعضاء التنظيم سيارته لتنفيذ عملية في بلدة كفتون في شمال لبنان (على مبعدة ما يقارب عشرين كلم إلى الجنوب من مدينة طرابلس)[12] في 21 آب/ اغسطس 2020. وقد كان أعضاء التنظيم الذي تم كشفه قد تلقوا تدريبات عسكرية وقاموا ببعض أعمال السطو لتمويل عملياتهم (النهار، 5 أيلول/ سبتمبر 2020).

[1] Tam Hussein, Into the heart of Jihadism. MENA ETC – A Blog about Middle Eastern & North African Politics, Society and Culture. 19 July 2020: https://www.tamhussein.co.uk/2020/07/into-the-heart-of-jihadism/
[2]
في نهاية حزيران/ يونيو 2020 اندلعت في مقاطعة إدلب مواجهات عنيفة بين عناصر هيئة تحرير الشام وبين تنظيم حُراس الدين وتنظيمات جهادية أخرى موالية لتنظيم القاعدة. وكان السبب من وراء اندلاع المواجهات هو مسعى هيئة تحرير الشام لفرض سيادتها على التنظيمات الجهادية في ظل تخوفها من هجوم مرتقب للجيش السوري.
[3]
الشيخ عمر محمود أبو عمر، وكنيته أبو قتادة الفلسطيني، يعتبر أهم داعية للجماعات الإسلامية المتشددة. وقد تأثر به تنظيم القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي، مؤسس تنظيم الدولة الإسلامية.
[4]
نقلاً عن بيانات تبني المسؤولية الصادرة عن تنظيم الدولة الإسلامية والمنشورة على موقع تلغرام.
[5] Gregory Waters, Strengthening and Expanding: ISIS' Central Syria Campaign. Center for Global Policy. 19 August 2020: https://cgpolicy.org/articles/strengthening-and-expanding-isis-central-syria-campaign/.
الكاتب هو باحث غير مقيم (non-Resident Scholar) في "معهد الشرق الأوسط" (Middle East Institute) وباحث في "مشروع مكافحة الإرهاب والتطرف" (Counter[ing Terrorism and] Extremism Project).
[6]
يستخدم الكاتب مصطلح "ما بعد الخلافة" داخل هلالين في إشارة إلى الفترة التي تلت سقوط الباغوز وانهيار الخلافة الإسلامية على الأرض.
[7] مزيد من التفاصيل عن أهمية وسط سوريا وعن انعكاسات التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة ألإسلامية، راجعوا:Charles Lister, The Growing Threat of ISIS in Syria's Badia. Middle East Institute, 17 April 2020. https://www.mei.edu/publications/growing-threat-isis-syrias-badia
[8]
يبلغ ارتفاع جبل بشري حوالي 825 متر (Wikipedia). وفي هذه المنطقة مربض كبير للأسفلت الطبيعي الذي من المفروض به سد حاجة سوريا لعشرات السنوات (Syria.sy , 12 كانون أول/ ديسمبر 2013).
[9]
نقلاً عن بيانات تبني المسؤولية الصادرة عن تنظيم الدولة الإسلامية ومنشورة على موقع تلغرام.
[10]
لمزيد من التفاصيل عن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الميناء، راجعوا نشرة نظرة على الجهاد العالمي الصادرة بتاريخ 27 آب/ اغسطس- 2 أيلول/ سبتمبر 2020.
[11]
نقلاً عن بيانات تبني المسؤولية الصادرة عن تنظيم الدولة الإسلامية والمنشورة على موقع تلغرام.
[12]
في 21 آب/ أغسطس 2020 دخلت سيارة بدون لوحة ترخيص إلى بلدة كفتون في شمال لبنان. وحينها أثارت هذه السيارة وركابها شكوك اثنين من رجال الشرطة ونجل لرئيس بلدية كفتون، حيث تم إطلاق النار عليهم وقتلهم (Lebanon24.com, 22 آب/ أغسطس 2020).