نظرة على الجهاد العالمي (9-15 تشرين ثاني/أكتوبر 2015)

أهم أحداث الأسبوع

تصدر الأحداث هذاالأسبوع الهجوم البري الذي يشنه الجيش السوري بمساعدة إيرانية وبمشاركة مقاتلين من حزب الله وبغطاء جوي روسي. يبدو لنا أن الهجوم يتمحور في مناطق حماة وإدلب وحلب، ويستهدف جبهة النصرة وحلفائها. يهدف الهجوم إلى تخفيف الضغط عن معاقل النظام السوري في اللاذقية وترسيخسيطرة النظام في شمال سوريا. يبدو لنا أن داعش "وعاصمته" الرقة لا تشكلان (على الأقل في هذه المرحلة) هدفاً للهجوم الأرضي. ملامح الوضععلى أرض الميدان غير واضحة بالكامل. نستمد من المعلومات التي نتوفر عليها أن الجيش السوري قد حقق بعض النجاحات المحلية في منطقة الريف إلى الشمال من حماة. وبالمقابل يبدو أن الجيش السوري يواجه صعوبات في محيط حلب وكذلك في محيط إدلب بسبب مقاومة التنظيمات المتمردة. قًتل أثناء الأحداث اللواء حسين همداني، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني الذي قُتل في حلب وقُتل أحد كبار القادة الميدانيين من حزب الله في محيط إدلب. وقد كان هجومالجيش السوري مصحوباً بحركة مكثفة لسلاح الجو الروسي (أكثر من 200 غارة). يبدو لنا أن معظم الغارات استهدفت منظمات المتمردين في شمال غرب سوريا (بقيادة جبهة النصرة). وبالمقابل فقد ظلت الهجمات ضد داعش في المرتبة الثانية، مع أن الإعلام الروسي يواصل إبرازه للنشاط العسكري الروسي ضد داعش. أعلنت وزارة الدفاعالأمريكية عن إيقاف برنامج تدريب تنظيمات المتمردين في سوريا، حيث لاقى هذا البرنامج فشلاً ذريعاً (تكلفته نصف مليار دولار). وقد وجد الأمريكان البديل العملي لذلك في إلقاء عشرات الأطنان من الأسلحة والذخائر للقوات الكردية وتنظيمات المتمردين المختلفة دون "التدقيق في طبيعتها". بعض تنظيمات المتمردين هذه تتلقى معظم الضغط الناجم عن الهجوم البري الذي يشنه الجيش السوري بدعم جوي روسي.

 

الحرب الدولية ضد داعش

غارات الولايات المتحدة ودول التحالف

•  تواصلت الغارات الجوية التي تشنها أمريكا ودول التحالف ضد أهداف تابعة لداعش. وقد تمت خلال الأسبوع عشرات الغارات في سوريا والعراق بواسطة طائرات حربية وطائرات مغيرة وطائرات بدون طيار.
• فيما يلي أهم الغارات (بحسب معطيات وزارة الدفاع الأمريكية):

• في سوريا تركزت الغاراتفي مناطق الحسكة وتدمر والرقة ومنبج (إلى الشمال الشرقي من حلب) ومارع (إلى الشمال من حلب). ومن جملة ما أصابته الغارات وحدات تكتيكية لداعش ومعسكر تدريب وراجمات قنابل وموقع لتجميع النفط الخام ومباني وآليات تابعة لداعش (موقع وزارة الدفاع الأمريكية، 8-10 تشرين أول/ أكتوبر 2015).
• في العراق تركزت الغارات في منطقة بيجي والموصل والفلوجة والسلطان عبد الله (إلى الجنوب الشرقي من الموصل)،  والحبانية والرمادي وهيت وسنجار وكيسيك (غربي الموصل) وحويجة (غرب كركوك). ومن جملة ما أصابته الغارات وحدات تكتيكية لداعش وآليات حربية ومواقع قتالية ومركبات وورشة لإعداد السيارات المفخخة ومنشآت لصناعة العبوات الناسفة ومخازن للعبوات الناسفة يدوية الصنع ومباني وأنفاق لداعش (موقع وزارة الدفاع الأمريكية، 10 تشرين ثاني/ أكتوبر 2015).

• وقال الناطق باسم قوات التحالف أن قوات التحالف نفذت حتى تاريخ 6 تشرين ثاني/ أكتوبر 2015 7,323 غارة جوية ضد أهداف داعش في سوريا والعراق، حيث نُفذت 4,701 غارة في العراق و2,622 غارة في سوريا (موقع وزارة الدفاع الأمريكية، 10 تشرين أول/ أكتوبر 2015).
•   أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في 9 ترين أول/ أكتوبر 2015 عن تعليق برنامج تدريب المتمردين في سوريا، والذي بلغت كلفته حتى الآن ما يقارب نصف مليار دولار. وذلك بعد أن توصلت الإدارة الأمريكية إلى الاستنتاج بفشل خطة الولايات المتحدة لإنشاء قوة عسكرية برية تكون قادرة على هزم داعش وإسقاط الرئيس بشار الأسد (نيو يورك تايمز، 9 تشرين أول/ أكتوبر 2015).
•  وبالمقابل يبدو أن الولايات المتحدة تبحث عن طرق أخرى لمساعدة مختلف التنظيمات التي تحارب داعش دون "التدقيق في طبيعتها" أكثر من اللازم. وفي سياق متصل ورد على لسان "مصدر أمريكي رفيع" أن الولايات المتحدة قامت بإنزال ذخائر للقوات الكردية (YPG) في منطقة الحسكة (العربية، 12 تشرين أول/ أكتوبر 2015). وقالت شبكة CNNفي تقرير لها (12 تشرين أول/ أكتوبر 2015) أن طائرات شحن أمريكية ألقت من الجو حوالي 50 طناً من الذخائر لمجموعات المتمردين في شمال سوريا. وفي هذا السياق وردت تقارير عن وكالات الأنباء الغربية استناداً إلى مصادر أمريكية، مفادها أن تنظيمات المتمردين السورية التي تساندها الولايات المتحدة قد زادت مؤخراً من استخدامها للصواريخ المضادة للدبابات من طراز "تاو".

التدخل الروسي في الحرب الأهلية في سوريا

• كثف اسلاح الجو الروسي هذا الأسبوع من غاراته على تنظيمات المتمردين في سوريا.وقد تمت الغارات بالأساس ضد تنظيم جبهة النصرة وحلفائه في المناطق التي يتحرك فيها الجيش السوري وبنسبة أقل ضد داعش (مع أن البيانات الروسية تُبرز الغارات التي تمت ضد داعش). وقد تمت الغارات الروسية فيمحيطات حمص وحماة وإدلب وحلب(موقع RT.com،  9 تشرين أول/ أكتوبر 2015).
• وزارة الدفاع الروسية قالت أن سلاح الجو الروسي نفذ حتى الآن أكثر من مائتي غارة. بين 8 حتى 9 تشرين أول/ أكتوبر 2015 استهدفت غارات الروس 60 هدفاً. وقيل أن تلك الغارات أسفرت فيما أسفرت عن مقتل قائدين كبيرين في داعش. وقيل كذلك انه أصيب ما يقارب 300 مقاتل من صفوف المتمردين. منهم 200 مقاتل قُتلوا في غارة تم تنفيذها بدقة وأصابت مقراً لتنظيم متمردين إسلامي يُدعى "لواء الحق". وقُتل 100 مقاتل آخرين في قصف لقاعدة ومستودع أسلحة في بناية استخدمت سابقاً كسجن بالقرب من حلب. وفي هذه الغارات تم تدمير: ستة مراكز للاتصالات، وستة أماكن لتحزين الآليات الحربية و17 معسكر تدريب و 17 مركبة (موقع rt.com، 9 تشرين أول/ أكتوبر 2015).
• تصريحات لكبار المسؤولين الروس هذا الأسبوع بشأن العمل الروسي في سوريا: في حوار لقناة "روسيا 1" قال الرئيس الروسي بوتين أن روسيا لن تضع في سوريا قوات برية. وعلى حد تعبيره فإن القتال الروسي هو إسناد الحكم الشرعي في سوريا وخلق ظروف لحل سياسي (Russia Today). وزير الدفاع الروسي قال أن روسيا ستكون على استعداد للعمل مع التحالف الدولي ومع الدول العربية في مكافحة الإرهاب، ولكن التحالف الدولي غير مستعد لذلك في هذه المرحلة على حد تعبيره (وكالة الأنباء سبوتنيك، 12 تشرين أول/ أكتوبر 2015). أندري كرتابولوف، رئيس الإدارة التنفيذية في هيئة الأركان الروسية قال أن روسيا قد طلبت من وزارات الدفاع في دول التحالف الدولي ضد داعش استلام معلومات استخباراتية عن داعش وعن نشطاء الإرهاب في سوريا (وكالة الأنباء سبوتنيك، 7 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

إسقاط طائرة حربية

• في 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015 نشر أحد الأجنحة الإعلامية لداعش شريطاً مصوراً يظهر فيه شخص يهبط من طيارة. وزُعم في الشريط أنه طيار روسي ترك طيارته وان مقاتلي داعش اطلقوا النار عليه بينما كان يهبط. تُسمع في الشريط أصوات إطلاق نار مكثف (أعماق، 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015). وبالمقابل نُشر تقرير في الصحيفة البريطانية "MIROR" مفاده أن الجيش التركي أسقط طائرة حربية روسية بعد أن دخلت إلى الأجواء التركية. وقد وقع الحدث بالقرب من بلدة حريتان التي تبعد حوالي 9.5 كيلومتر إلى الغرب من حلب (موقع mirror.co.uk، 10 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

أهم التطورات في سوريا

الهجوم البري للجيش السوري في شمال سوريا – صورة الوضع الراهن (مُحدثة حتى 13 تشرين أول/ أكتوبر 2015)

• في 7 تشرين أول/ أكتوبر باشر الجيش السوري بعملية هجومية أرضيةفي محيطات حماة وإدلب وحلب. يسعى هذا الهجوم بتقديرنا إلى تخفيف الضغط الاستراتيجي الذي تمارسه جبهة النصرة وحلفائها (جيش الفتح) على المعاقل الحيوية للنظام السوري في اللاذقية وفي السهل الساحلي. كما ويسعى الهجوم إلى ترسيخ سيطرة النظام السوري على محيطات مدن حمص وحماة وحلب. وفي الواقع يسعى الهجوم إلى استعادة منطقة إدلب التي سقطت بأيدي المتمردين وبسط سيطرة النظام السوري من حلب حتى الحدود السورية التركية. وبالمقابل يبدو لنا أن الرقة، "عاصمة داعش" والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش إلى الشرق من الفرات وفي الصحراء السورية، لا تشكل في هذه المرحلة هدفاً لعملية برية للجيش السوري.
• القوة العسكرية التي تتحمل العبء الأساسي في العملية البرية هو الجيش السوري الذي يتلقى الدعم الجوي الروسي والمساعدة البرية (المحدودة) من مقاتلين إيرانيين ومقاتلين من حزب الله. يتمثل الدعم الروسي للجيش السوري بشن غارات مُكثفة على أهداف المتمردين في المناطق التي يحارب فيها الجيش السوري أو في المناطق التي ينوي الجيش السوري مهاجمتها على الأرض. ونتيجة الهجوم البري والغارات الجوية الروسية ترد تقارير عن هروب السكان من مناطق إدلب وحماة باتجاه الحدود التركية السورية (الجزيرة، 12 تشرين أول/ أكتوبر 2015).
• وأثناء المعارك قدمت مروحيات روسية دعماً عن قرب للجيش السوري. في 8 تشرين أول/ أكتوبر 2015 نشر قسم الإعلام الحربي للجيش السوري شريطاً مصوراً قيل فيه أن مروحيات قتالية روسية من طراز 35–MIتساند الجيش السوري في معاركه في سهل الغاب إلى الجنوب الغربي من إدلب (انظر لاحقاً)، وتظهر في الشريط أربع مروحيات روسية تخلق على ارتفاع منخفض الواحدة وراء الأخرى بفوارق زمنية من ست ثاني حتى عشرين ثانية (يوتيوب، 8 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

تقرير صحيفة لبنانية مقربة من حزب الله عن العملية البرية وأهدافها

•   صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله نشرت تقريراً تشرح فيه خطط استعادة سيطرة النظام على شمال سوريا. فيما يلي أهم ما ورد في التقرير (13 تشرين أول/ أكتوبر 2015):

• أرسلت إيران في تاريخ 12 تشرين أول/ أكتوبر أول مجموعة من الحرس الثوري لتنضم إلى الجيش السوري ومقاتلي حزب الله.
• الهدف منها هو تنفيذ عملية واسعة النطاق لإعادة سيطرة النظام السوري على شمال غرب البلاد. وفي هذا السياق تتجه العملية البرية في مرحلتها الأولى للسيطرة على أرياف حماة وإدلب وحمص.
• وفيما بعد سيتم توجيه العملية البرية للوصول إلى الحدود التركية السورية حيث يلتحم هناك الجيش السوري مع عدد من الوحدات الكردية (الـ YPG).
•  وقد علمت صحيفة الأخبار أن قائد قوة قدس، قاسم سليماني، قد قدم إلى شمال غرب سوريا قبل يومين (أي في 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015). وقيل أنه يشرف على الاستعدادات للعمليات الهجومية التي يقوم بها الجيش السوري والجيش العراقي (وبحسب ما ورد عن صحيفة الأخبار يتم التخطيط لعملية لاحتلال مدينة بيجي في العراق).

محافظة حماة

•  وردت تقارير في وسائل الإعلام بأن الجيش السوري قد أحرز تقدماً في ريف حماة الشمالي بمساعدة جوية روسية. في 10 تشرين أول/ أكتوبر كان الجيش السوري قد احتل بلدتي عطشان وأم حريتان من المتمردين ومن جملتهم جبهة النصرة. كما واحتل السوري موقع سيطرة يُدعى تل سكيب (انظر الخارطة) في إطار سعيه للتقدم باتجاه الطريق الدولي بين دمشق وحلب الذي تسيطر عليه التنظيمات الإسلامية منذ أيار/ مايو 2014 (وكالة الأخبار الفرنسية، 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015). وقد وردت أخبار في وسائل الإعلام العربية والغربية مفادها أن قوات الأمن السورية قد قتلت عشرات من مقاتلي المتمردين في حوالي 20 سيارة كانت تحمل الذخائر لتنظيمات المتمردين.
•  وبالمقابل أعلن جيش الفتح بقيادة جبهة النصرة عن شن معركة جديدة هدفها الاستيلاء على مدينة حماة. ونادى جيش الفتح مقاتليه المتواجدون داخل المدينة وعلى الشارع المؤدي إلى حماة للقيام بعمليات عسكرية على مختلف الجبهات لأجل تحرير المدينة (الدرر الشامية، 13 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

محافظة حلب

لمحة عامة

•  في حين وردت أخبار عن نجاحات الجيش السوري في ريف حماة، يبدو أن العملية العسكرية للجيش السوري في محيط حلب تصطدم بصعوبات. حيث وردت تقارير بأن مقاتلي داعش قد احتلوا عدداً من المواقع الاستراتيجية في الأرياف الشمالية والشمالية الشرقية لمدينة حلب وأنه تم صد تقدم الجيش السوري شرقي مدينة حلب. في 9 تشرين أول/ أكتوبر 2015 أعلن أحد الأجنحة الإعلامية لداعش أن مقاتلي التنظيم قد نجحوا في احتلال عدد من القرى والمواقع الاستراتيجية في الأرياف الشمالية والشرقية لمدينة حلب. القرى التي تم احتلالها: تل شاعر (Tall Sha'ir) الواقعة على مبعدة نحو 17.5 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب; فافين (Fafeen) الواقعة على مبعدة نحو 17 كيلومتر إلى الشمال من مدينة حلب; تل سوسين (Tall Susayn) على مبعدة نحو 17 كيلومتر إلى الشمال من مدينة حلب; كفر قارص (Kafr Qares) التي تبعد حوالي 18 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب وتل القراح (Tall Qarah) الواقعة على مبعدة نحو 19 كيلومتر إلى الشمال من مدينة حلب. وبالمقابل زُعم أن قوات الأمن السورية قد نجحت في فرض سيطرتها على المنطقة الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب وطردت منها قوات داعش (الجزيرة، 12 تشرن أول/ أكتوبر 2015).

داعش يصد محاولات تقدم الجيش السوري في الريف القريب من مطار كويرس

•   في 10 تشرين أول/ أكتوبر 2015 أفاد أحد الأجنحة الإعلامية لداعش بأن التنظيم قد نجح في صد تقدم الجيش السوري في المنطقة الشمالية الشرقية لبلدة السفيرة (Al Safirah))التي تبعد حوالي 25 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من مدينة حلب. إنها المحاولة الثالثة للجيش السوري في أقل من شهر للتقدم في هذه المنطقة لفك الحصار الذي فرضه مقاتلو داعش على مطار كويرس العسكري (a3maqagency.wordpress.com، 10 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

مقتل أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني

•   في 9 تشرين أول/ أكتوبر 2015 أعلنت مصادر رسمية إيرانية عن مقتل قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين همداني، في 8 تشرين أول/ أكتوبر في ضواحي مدينة حلب. وقد تضاربت الروايات بشأن ملابسات موت همداني: إحدى الروايات تقول أنه قُتل في حادث طرق والأخرى تقول أنه قُتل في كمين نصبه تنظيم داعش. وبحسب ما أفادت به مصادر في الحرس الثوري، فقد عمل همداني مستشاراً للجيش السوري.
•  همداني شارك في الحرب الإيرانية العراقية وهو من أقدم أعضاء الحرس الثوري. وأفادت وكالات الأنباء بأنه أشرف على القوات الإيرانية التي تم إيفادها مؤخراً إلى سوريا لمساعدة النظام السوري (رويترز ووكالة الأنباء التركية أناضول، 9 تشرين أول/ أكتوبر 2015)^[1]. وبحسب تقرير لمنظمة Human Rights Watchفقد قُتل همداني على أيدي داعش خلال عملية لكسر الحصار على مطار كويرس العسكري إلى الشرق من مدينة حلب (BBCباللغة الفارسية، 9 تشرين أول/ أكتوبر  2015).
•  في 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015 نشر صاحب حساب تويتر صفحة تظهر فيها صور أربعة عشر عضواً بارزاً في الحرس الثوري الإيراني ممن قُتلوا في العراق وسوريا على حد قوله. القتيل الخامس عشر هو اللواء حسين همداني المذكور في التقرير أعلاه (ساب تويتر أبوعبيده بن الجراح@2e185b5f1926420، 11تشرين أول/ أكتوبر 2015).

محافظة حلب

•   دارت هذا الأسبوع معارك بين الجيش السوري وبين جبهة النصرة وحلفائها في المحيط الجنوبي لمدينة إدلب. يبدو أن الجيش السوري يدير حملة برية بمساعدة حزب الله وبغطاء جوي روسي بهدف إعادة احتلال المناطق التي خسرها خلال الأشهر الأخيرة وإزالة الخطر المتشكل من تنظيمات المتمردين على مدينة اللاذقية، معقل النظام السوري.
•   في 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015 ُشر في حساب المركز الإعلامي لجيش الفتح على تويتر (بقيادة جبهة النصرة) خبر مقتل عشرة جنود من الجيش السوري حين تم صد محاولته للتقدم في قرية فورو (Fawru). وهي قرية تقع في سهل الغاب على مبعدة ما يقارب 13.5 كيلومتر إلى الجنوب من جسر الشاغور، وهي بلدة تقع على الشارع المؤدي من إدلب إلى اللاذقية (حساب تويتر المركز الاعلامي الحر@MediaCenterfr، 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015). يبدو أن هدف الجيش السوري على ما يبدو هو إعادة احتلال المحيط الواقع بين جسر الشاغور وإدلب لأجل السيطرة على الشارع الرئيسي (M4) المؤدي إلى اللاذقية.

•  أفاد مراسل قناة الجزيرة في 10 تشرين أول/ أكتوبر بأن قائد ميداني كبير من حزب الله يُدعى مهدي حسن عبيد (الملقب الحاج أو أبو رضا أو حسن حسين الحاج) قد قُتل في المعارك الدائرة في محيط إدلب (موقع قناة الجزيرة وقناة الميادين، 10 تشرين أول/ أكتوبر 2015؛ لبنان فايلس، 12 تشرين أول/ أكتوبر 2015). وقد شُيعت جنازته في 12 تشرين أول/ أكتوبر 2015 في بلدة اللويزة في جنوب لبنان (موقع جنوب لبنان). كما وورد على أحد حسابات تويتر خبر عن مقتل عشرة مقاتلين آخرين من حزب الله في محيط إدلب.

محافظة دير الزور

•  يواصل تنظيم داعش ممارسة الضغط على المطار العسكري بدير الزور. ووردت أخبار مفادها أن مقاتلي داعش قد فجروا سيارة مفخخة في المطار (عكس السير، 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015). وبالمقابل وردت تقارير بأن تنظيم داعش قد تكبد عشرات القتلى في محاولته للتقدم باتجاه المطار.

أهم التطورات في العراق

محاولة اغتيال زعيم داعش

•  في 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015 أفادت مصادر عسكرية عراقية بأن طائرات سلاح الجو العراقي قصفت قافلة كان فيها على ما يبدو أبو بكر البغدادي، زعيم داعش. وقيل أن الهجوم على القافلة تم في محافظة الأنبار بينما كان البغدادي في طريقه لحضور اجتماع لقيادات داعش. ووردت في وسائل الإعلام العربية تقارير عن مقتل البغدادي في الغارة لكن "مصادر عسكرية عراقية" قالت أن عدداً من قادة داعش قُتلوا في الغارة (موقع قناة الميادين وموقع قناة البغدادية، 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

محافظة الأنبار

•   في 10 تشرين أول/ أكتوبر 2015 أعلنت ولاية الأنبار داعش مسؤوليتها عن العملية الانتحارية في شمال مدينة الرمادي. وقد تمت العملية بواسطة شاحنة مفخخة في قاعدة عسكرية للجيش العراقي والميليشيات الشيعية الموالية له. وقام بالعملية الانتحارية مخرب انتحاري يُدعى محمد أمين الطاجيكي، في إشارة إلى أصله من طجكستان. لم يُعرف بعد فيما إذا أسفر ت العملية عن وقوع إصابات (أخبار دولة الإسلام، 10 تشرين أول/ أكتوبر 2015). وواصلت مصادر عراقية نشر تقارير تفيد بأن الجيش العراقي والقوات المحلية المساندة له سيقومون بمحاولة للسيطرة على مدينة الرمادي (الصباح الجديد، 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

محافظة صلاح الدين

• أفاد مصدر أمني عراقي رفيع أن حملة تحرير مدينة بيجي من سيطرة داعش من المتوقع أن تنطلق خلال بضعة أيام (البوابة، 12 تشرين أول/ أكتوبر 2015). وقبل ذلك بيوم ورد على لسان مصدر عراقي أمني أن اثنان من مقاتلي داعش من أصول تونسية ومغربية قد قُتلوا في كمين نصبته وحدة خاصة للجيش العراقي في منطقة مصنع التكرير في بيجي (أخبارنا، 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

محافظة نينوى

•   تنظيم داعش في محافظة نينوى نشر في 10 تشرين أول/ أكتوبر 2015 شريطاً مصوراً يوثق يمين الولاء المجدد الذي أداه أبناء عشيرة الخلج لزعيم داعش، وهي إحدى عشائر الجبور (واحدة من أكبر العشائر السنية في منطقة الموصل) (موقع تشارك الملفات archive.org، 10 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

الجهاد العالمي في دول أخرى

ليبيا

مقتل قياديين بارزين من داعش في مدينة درنا

• تواصلت الاشتباكات العنيفة بين تنظيم داعش ومنظمات جهادية في مدينة درنا في شرق ليبيا.وأفادت مصادر من درنا عن مقتل اثنان من قادة داعش: في 10 تشرين أول/ أكتوبر تم العثور على جثة حمزة سالم عطية هابيل، احد قادة داعش الذي قتلته "كتائب أبو سليم"، وهي منظمة إسلامية محلية قوتها في تصاعد (أخبار ليبيا، 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015). في 9 تشرين أول/ أكتوبر 2015 قُتل قائد آخر من داعش يُدعى محمد محمود العرج على أيدي مجلس الشورى لمقاتلي الجهاد في درنا، وهي منظمة جهادية محسوبة على القاعدة (بوابة أفريقيا الإخبارية، 9 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

تحركات داعش إلى الجنوب من مصراتة

•  أفاد شهود عيان أن مقاتلي داعش قد هاجموا في 8 تشرين أول/ أكتوبر 2015 ثلاث حاويات في منطقة أبو قرين إلى الجنوب من مصراته. وقد خرجت الحاويات من مدينة مصراته وكانت في طريقها إلى مدينة صبها في عمق الصحراء الليبية (انظر الخارطة). وورد أيضاً أنه وخلال الهجوم دار تبادل إطلاق نار بين مقاتلي داعش وقوات "فجر ليبيا" الموالية لحكومة طرابلس. وقد أسفر الحدث عن تدمير آليات "فجر ليبيا" والاستيلاء على الحاويات (أخبار ليبيا، 8 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

داعش يحاول تجنيد مقاتلين لصفوفه في ليبيا

•   أفادت مصادر ليبية أن فرع داعش في ليبيا يستغل الأموال التي يجمعها من تهريب المخدرات وتجارة الأسلحة وسلب ممتلكات الشعب والبنوك لتجنيد مقاتلين إلى صفوفه. ويعتقد الباحث الليبي عبد العزيز اغنينه أن تنظيم داعش قد نهب أموالاً كثيرة من ليبيا، وخاصة من بنك مدينة سرت، وأن التنظيم يلاقي تأييداً من هيئات من داخل ليبيا وخارجها. كما ويستفيد التنظيم من أرباح تهريب المخدرات وتجارة النفط. وأضاف الباحث أن التنظيم يفرض ضرائب وغرامات على السكان. وعلى حد قوله فإن الكثير ممن يجندهم تنظيم داعش هم شباب عاطلون عن العمل ويعيشون في ظروف اقتصادية صعبة. وعلى حد قوله فإن داعش يسعى لتأسيس جيش كبير ليستعين به على بسط سيطرته في ليبيا (أخبار ليبيا 24، 8 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

تركيا

اتهام داعش بالمسؤولية عن التفجير الذي أسفر عن عشرات القتلى في أنقرة

•   في 10 تشرين أول/ أكتوبر 2015 في ساعات الصباح وقعت عملية تفجير انتحارية أسفرت عن إصابات كثيرة في مدينة أنقرة أثناء مظاهرة للأحزاب اليسارية والنقابات العمالية التركية والحزب الكردي HDP. وقد نادت المظاهرة بدفع السلام في تركيا وللتعبير عن الاحتجاج على المواجهات المتواصلة بين قوات الأمن التركية وبين الـ PKK. قُتل 98 متظاهراً وجُرح أكثر من 200. وكانت تلك أكبر عملية إرهابية في تاريخ تركيا. لم تعلن أي منظمة بعد مسؤوليتها عن العملية. رئيس حكومة تركيا رجب طيب أردوغان قال بعد اجتماعه بقيادات الأجهزة الأمنية أن هناك أدلة قوية تشير بأن التفجيرين تم بواسطة مخربين انتحاريين. ووجه أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش وحزب PKKأو منظمات يسارية متطرفة.
•   وعلى حساب تويتر باللغة التركية قيل أن داعش يهنئ منفذي عملية القتل الجماعي. وقيل في الحساب "نحن نهنئ المنفذين. الحمد لله على نجاح العملية ضد مظاهرة الشيوعيين في أنقره. نحن ندعو الله ان يزداد عدد القتلى …" (milliyet.com.tr, 10تشرين أول/ أكتوبر 2015). وقيل ايضاً أن مجموعة قدمت نفسها باسم ولاية تركيا داعش قد نشرت شريطاً مصوراً تناشد فيه الأتراك بالانضمام إليها (millyet، 13 تشرين أول/ أكتوبر 2015).
•  وأفادت مصادر أمنية تركية في أنقرة لوكالة الأنباء أناضول أن أسلوب العملية وكمية المواد المتفجرة من نوع TNTالتي تم استخدامها تشبه تلك التي تم استخدامها في العملية التي وقعت في بلدة سوروك (Suruc) في حزيران/ يوليو 2015. وعلى حد قول المصادر فإن في ذلك إشارة بأن التفجير من تنفيذ داعش، حيث أن داعش وبحسب مصادر في الحكومة التركية، كان مسؤولاً عن العملية في سوروك، والتي راح ضحيتها 27 شخصاً (وكالة الأنباء أناضول، 10 تشرين أول/ أكتوبر 2015، موقع قناة الجزيرة، 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015؛ رويترز، 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

•   واصلت قوات الأمن المصرية أعمالها المكثفة ضد فرع داعش في شبه جزيرة سيناء. وبموازاة عمليات المنع والوقاية المصرية واصل مقاتلو ولاية سيناء داعش تنفيذ عمليات ضد قوات الأمنالمصرية بالأساس في منطقة الشيخ زويد. فيما يلي عدد من الأحداث:

• في 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015 أصيب ثلاثة من رجال الشرطة المصرية جراء تفجير عبوة ناسفة كبيرة في سيارة مصفحة كانت تقف بجانب مقر الشرطة في العريش (موقع وكالة الأنباء التركية Anadolu، 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015).
• في 9 تشرين أول/ أكتوبر 2015 فجرة مقاتلو ولاية سيناء داعش عبوة ناسفة في ناقلة جند مصفحة ودمروها. وقد تمت العملية على مقربة من حاجز الجورة، إلى الجنوب من الشيخ زويد (حساب تويتر العسقلاني القرشي@m_top ، 10تشرين أول/ أكتوبر 2015).
• في 9 تشرين أول/ أكتوبر 2015 فجر مقاتلو ولاية سيناء داعش عبوة ناسفة استهدفت سيارة كانت تنقل ذخيرة للجيش المصري على الشارع المؤدي إلى الشيخ زويد (حساب تويتر ادريس@talebiidriss، 9 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

•   في 8 تشرين أول/ أكتوبر 2015 تم إحباط محاولة لتنفيذ عملية بواسطة ملثمين يستقلون أربع دراجات نارية على حاجز إلى الغرب من الشيخ زويد. أطلق قناصة قوات الأمن المصرية النار باتجاههم من مسافة بعيدة وتسببوا بفرارهم (موقع alwatannews.com ، 8 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

أعمال المنع والوقاية

ضبطت الشرطة التركية في مدينة غازيانتاب في جنوب تركيا معدات لسك العملة تابعة لداعش

•  وقد نشرت صحيفة جمهورييت في 7 تشرين أول/ أكتوبر 2015 أنه وخلال مداهمة قامت بها الشرطة في مدينة غازيانتاب في جنوب تركيا، تم ضبط معدات لسك العملة لصالح "الدولة الإسلامية". وأثناء المداهمة تم اعتقال ستة مشتبهين- من جنسيات أجنبية. وأثناء تفتيش بيوت المعتقلين وسياراتهم تم العثور على 12 خريطة لسك العملات و4 قوالب قطع دائرية وكذلك 20 لوح رصاص. تم اقتياد المشتبه بهم إلى التحقيق (موقع جريدة جمهورييت، 7 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

إحباط عملية إرهابية في موسكو

•  ورد في التقارير الإخبارية الغربية والروسية أن شرطة روسيا أبلغت أنها اعتقلت في 11 تشرين أول/ أكتوبر 2015 بعض المشتبه بهم بالتخطيط لعملية إرهابية في موسكو. وأبلغ جهاز الأمن الفدرالي الروسي أن اثنان من المعتقلين تدربوا لدى داعش في سوريا. كما وقال الجهاز الأمني أن المعتقلين قدموا إلى موسكو قبل أن تبدأ الغارات الروسية في سوريا. وبحسب التقرير الصادر عن وكالة الأنباء الروسية تاس، فقد تم ضبط حوالي 4 كليوغرام من المواد المتفجرة في شقة أحد المعتقلين. وقيل أنه تم إخلاء البناية من السكان وإبطال مفعول المواد المتفجرة (جريدة هآرتس نقلاً عن رويترز و أي. بي، 13 تشرين أول/ أكتوبر 2015). ألكسندر بورتينكوف، رئيس الـ FSB، قال أن 12 من أنصار داعش ممن قدموا إلى سوريا تم احتجازهم في روسيا للاشتباه في تورطهم في عمليات إرهابية (تاس، 13 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

نشاطات توعوية لداعش

بدأت تنظيمات داعش والقاعدة بنقل رسائل من خلال تطبيقات رسائل مشفرة، وذلك بعد إغلاق حسابات تويتر كثيرة لأعضاء محسوبين على تلك التنظيمات

• وبحسب تقرير نُشر في قناةBBC  ( 7 تشرين أول/ أكتوبر 2015) فقد بدأ تنظيم داعش ينشر دعايته بواسطة تطبيق رسائل مشفرة في سمارتفون يُسمى Telegram.وقد بدأ هذا العمل بحسب التقرير خلال الشهر الأخير بسبب شطب حسابات تويتر كثيرة تابعة لداعش. تطبيق Telegramيتيح نقل رسائل إلى عدد غير محدود من الأعضاء.  في 26 أيلول/ سبتمبر 2015، أي بعد أربعة أيام منذ تشغيل التطبيق، بدأ الجناح الإعلامي في داعش باستخدامه لنقل الرسائل من خلال قناة اسمها ناشر (Nasher). وحتى تاريخ نشر التقرير، فقد شملت هذه القناة 4,500 عضو مسجل. ينشر داعش من خلال هذا التطبيق دعاية قبل أن ينشرها في تويتر ببضع دقائق.
• مقر الشركة التي أنتجت التطبيق Telegramيقع في برلين. يتيح التطبيق نقل رسائل، بما في ذلك  تشات بطريقة مشفرة، حيث يقوم بتشفير الرسائل المنقولة بطريقة محكمة. وقد عرضت الشركة مرتين جائزة بقيمة 300,000 دولار أمريكي لأول شخص يستطيع فك تشفيرها. وكذلك تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتنظيمات أخرى محسوبة على داعش والقاعدة بدأت تستخدم تطبيق Telegram(موقع bbc.co، 7 تشرين أول/ أكتوبر 2015).

^[1]   لمزيد من التفاصيل راجع مقتطفات معلومات من تاريخ 13 تشرين أول/ أكتوبر 2015: "مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، حسين همداني، في منطقة حلب في شمال سوريا". 

مقالات أخرى متصلة