نظرة على الجهاد العالمي (27-10 تشرين أول/ أكتوبر 2016)

نظرة على الجهاد العالمي

نظرة على الجهاد العالمي

القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب على مبعدة ما يقارب خمسة كيلومترات إلى الشرق من مدينة الموصل (السومرية، 25 تشرين أول/ أكتوبر 2016).

القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب على مبعدة ما يقارب خمسة كيلومترات إلى الشرق من مدينة الموصل (السومرية، 25 تشرين أول/ أكتوبر 2016).

حرق آبار النفط إلى الجنوب من الموصل (العالم، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2016).

حرق آبار النفط إلى الجنوب من الموصل (العالم، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2016).

مسلحو الجبهة الشامية قرب لافتة مدخل بلدة دابق.

مسلحو الجبهة الشامية قرب لافتة مدخل بلدة دابق.

مسلحو جيش سوريا الحر في دابق بعد احتلالها من داعش (موقع يوتيوب SMART News Agency, 16 تشرين أول/ أكتوبر 2016).

مسلحو جيش سوريا الحر في دابق بعد احتلالها من داعش (موقع يوتيوب SMART News Agency, 16 تشرين أول/ أكتوبر 2016).

مشاهد الدمار في حي

مشاهد الدمار في حي "بنايات الـ 600" بعد تحريرها من قبضة داعش (صفحة فيسبوك المركز الإعلامي لحملة البنيان المرصوص، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2016).


أهم أحداث الأسبوع

  • في 17 تشرين أول/ أكتوبر 2016أعلن حيدر العبادي، رئيس الحكومة العراقية، عن بداية الحملة العسكرية لاحتلال الموصل. وتحظى مدينة الموصل بأهمية رمزية لكونها معقل داعش الأساسي وفيها أعلن أبو بكر البغدادي عن تأسيس الخلافة الإسلامية (4 حزيران/ يونيو 2014). ويقود الحملة الجيش العراقي والقوات الكردية (البيشمركة) وتساندهم مليشيات شيعية (تخضع لنفوذ إيراني) وحشد من أبناء العشائر السنية. وتتلقى القوات مساعدة جوية من الولايات المتحدة ودول التحالف. تم الهجوم على مدينة الموصل من الجنوب ومن الشرق وفي مرحلة لاحقة هوجمت المدينة كذلك من الشمال. وقد نجحت مقدمة قوات الهجوم بالوصول إلى مشارف المدينة الشرقية والشمالية خلال تسعة أيام، أما التقدم من الجنوب فإنه يواجه مقاومة شرسة (قوات نخبة عراقية وقوات كردية تتواجد على مبعدة نحو خمسة كيلومترات إلى الشرق والشمال من المدينة).
  • الهجوم على مدينة الموصل التي يقطنها حوالي مليون مواطن هو ذروة المعركة ضد داعش التي يخوضها الجيش العراقي والقوات الكردية بمساعدة الأمريكان منذ سنة ونصف. وخلال هذه المعركة خسر داعش حوالي نصف مناطق سيطرته في العراق ومنها عدد من المدن الرئيسية في غرب العراق وشمالها (وبالإضافة لذلك خسر داعش منطقة رئيسية في شرق سوريا وفي شمالها ومعظم معاقله إلى الغرب من الفرات على امتداد الحدود السورية التركية). وتحرير مدينة الموصل يعني الانتهاء من دحر داعش من المراكز المدنية الكبيرة إلى الصحاري والأرياف وتقويض الأسس الجغرافية والسيادية للدولة الإسلامية التي أسسها داعش.

 

معركة احتلال الموصل[1]

  • يتم الهجوم على مدينة الموصل من عدة جهات: الجيش العراقي يتقدم من الجنوب والقوات الكردية (البيشمركة) والقوات الخاصة في الجيش العراقي لمكافحة الإرهاب تتقدم من الشرق. كما تهاجم المدينة قوات كردية من الشمال. وفي الأيام الأولى من الهجوم تقدمت القوات بشكل سريع، ومن ثم تباطأ تقدم القوات بسبب عمليات الإعاقة التي نفذها داعش، وخاصة في المحيط الجنوبي لمدينة الموصل. وأفادت وسائل الإعلام العربية أن القوات الهاجمة قد احتلت من داعش أكثر من ثمانين بلدة وقرية خلال ثمانية أيام من القتال. حيث وصلت تلك القوات إلى المشارف الشرقية والشمالية لمدينة الموصل بينما لا تزال منشغلة في تنظيف جيوب المقاومة التي ظلت من ورائها.
  • وإلى الشمال والشرق من الموصل تعمل القوات الكردية (البيشمركة) وقوات نخبة من الجيش العراقي (جهاز مكافحة الإرهاب). وقد قامت تلك القوات بتحرير بلدتين بارزتين: بلدة بعشيقة (Ba'shiqah)، الواقعة على مبعدة نحو 13 كيلومتر إلى الشمال من الموصل؛ وبلدة برطله (Bartala)على مبعدة نحو 13 كيلومتر إلى الشرق من الموصل. وأفادت وسائل الإعلام العراقية بأن القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب التي تحارب في تلك المنطقة تتواجد الآن على مبعدة حوالي خمسة كيلومترات إلى الشرق من الموصل. كما وحررت القوات الكردية بلدة بتناي (Batnay)على مبعدة نحو 15 كيلومتر إلى الشمال من الموصل.
  • رد داعش على الهجوم بعدة طرق:
  • حرب عصابات لإعاقة تقدم القوات الهاجمةقام داعش من خلالها بتحريك إرهابيين انتحاريين وتفجير سيارات مفخخة وزرع ألغام وزرع عبوات ناسفة على الطرق وإطلاق نيران قذائف الهاون والمدفعية والصواريخ المضادة للدبابات. كما أشعل مسلحو داعش النيران في آبار النفط والقنوات المملوءة بالوقود وعجلات السيارات. وذلك لكي يعمل الدخان المتصاعد من الحرائق على عرقلة الغارات الجوية وإعاقة تقدم القوات الهاجمة. كما وتم إحراق مصنع للكبريت في مدينة مشرق (Mishraq) على مبعدة نحو أربعين كيلومتراً إلى الجنوب من الموصل. وأفادت التقارير عن انتشار دخان أصفر وسام من الكبريت (توجه مئات من السكان لتلقي العناية الطبية بسبب صعوبات في التنفس وحروق في العينين وحالات اختناق).
  • تعزيز المنظومة الدفاعية على مشارف الموصل: قام مسلحو داعش بتفخيخ الجسور وزرع الألغام في الشوارع الرئيسية المؤدية من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية لنهر دجلة. كما وأفادت التقارير عن انتقال معظم مسلحي داعش إلى الضفة الشرقية لنهر دجلة. ويأتي ذلك بتقديرنا للرد على الهجوم الذي تشنه قوات البيشمركة وقوات الكوماندو في الجيش العراقي إلى الشرق من الموصل. كما وأنشأ مسلحو داعش ثلاثة خطوط دفاعية على مشارف المدينة وقاموا بتفخيخ سيارات السكان وتهيئوا لتنفيذ عمليات انتحارية، بما فيها بواسطة صغار الشبيبة (أشبال الخلافة) (العربية، 24 تشرين أول/ أكتوبر 2016).
  • وبالإضافة للرد المباشر على الهجوم قام داعش بتنفيذ ثلاث هجمات حرب شوارع واسعة النطاق بين 21 و 24 تشرين أول/ أكتوبر 2016 في كركوك والرطبة وسنجار، وهي مدن بعيدة عن مسرح المعارك في الموصل، وذلك لرفع معنويات مسلحي التنظيم وإظهار قدرات التنظيم الهجومية حتى حين يتعرض لضغوطات هائلة. وقد قام الجهاز الإعلامي لداعش بتقديم تغطية موسعة لتلك الهجمات وهدد القوات الهاجمة في الموصل بممارسة حرب استنزاف طويلة الأمد ودعا أنصار التنظيم في أنحاء العالم لضرب "الكفار" من أجل مساعدة الدولة الإسلامية.

أهم التطورات في سوريا

مدينة حلب ومحيطها
  • في الشمال الشرقي لمدينة حلب وفي منطقة الكليات العسكرية في جنوب غرب المدينة دارت اشتباكات محلية بين الجيش السوري وبين فصائل المتمردين. ولم تؤد تلك الاشتباكات التي شاركت فيها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) إلى تغيير ملحوظ على الأرض. وفي غضون ذلك واصلت الطائرات الروسية والسورية قصفها لمدينة حلب وضواحيها.
  • بعد ثلاثة أسابيع من المعارك في مدينة حلب أعلنت روسيا عن وقف مؤقت لإطلاق النار مدته ثمان ساعات في20 تشرين أول/ أكتوبر 2016. وكان من المفترض أن يبدأ وقف إطلاق النار في الساعة 08:00 صباحاً ويستمر حتى الساعة 16:00 بعد الظهر. حيثيتوقف الجيش الروسي والسوري عن القيام بأي عملية هجومية. وأعلن الروس أنه سيتم خلال وقف إطلاق النار فتح ممرات لخروج قوات المتمردين والسكان المحاصرين من المدينة. وبالمقابل قال الجيش الروسي أنه مستعد لمناقشة أي مبادرة لحل الأزمة في المدينة.
  • في 18 تشرين أول/ أكتوبر 2016 أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن توقف الطائرات الروسية عن ضرب مواقع في مدينة حلب تهيئة لوقف إطلاق النار المؤقت.وقال سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي، أن تعليق عمليات القصف الجوي سيتيح لفصائل المتمردين الخروج من الأجزاء التي يسيطرون عليها في شرق المدينة. ورحبت الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بهذا القرار، لكنهم قالوا أن المدة الزمنية التي تم تحديدها غير كافية لنقل المساعدات الإنسانية غلى السكان. وأعلنت روسيا أنها ستمدد وقف إطلاق النار لثلاث ساعات أخرى وأضافت أنها لن تستجيب لمطالب اخرى لتمديد إضافي. أما على الصعيد العملي فقد قامت روسيا لاحقاً بتمديد وقف إطلاق النار ليومين إضافيين.
  • أما فصائل المتمردين من جهتها فقد أعلنت عن رفضها التام لمقترح الانسحاب ولم تغادر المدينة خلال وقف إطلاق النار.كما ولم يستجب معظم السكان للنداء، وأفادت التقارير بأن فصائل المتمردين تمنع السكان من مغادرة شرق المدينة. سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي قال أمام وزير الخارجية الأمريكي أن "مجموعات المسلحين" في شرق حلب تطلق النار على المواطنين الذين يحاولون مغادرة المدينة في ظل وقف إطلاق النار (سبوتنيك، 24 تشرين أول/ أكتوبر 2016).واتهم لافروف جبهة فتح الشام وتنظيم أحرار الشام بمنع خروج المواطنين من خلال "الابتزاز والتهديد وممارسة العنف".
  • في 24 تشرين أول/ أكتوبر 2016 وعند انتهاء وقف إطلاق النار تحدثت التقارير عن معارك شرسة بين القوات السورية وبين تنظيمات المتمردين، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تجدد القصف الجوي للطائرات الروسية أو السورية. نفت روسيا الأخبار عن تجدد القصف الجوي.
المحيط الغربي لنهر الفرات: مدينة دابق
  • في المحيط الغربي لنهر الفرات تواصل تنظيمات المتمردين المدعومة من تركيا تنفيذها للمرحلة الثالثة من الحملة التي أسماها الأتراك حملة "درع الفرات". والهدف في هذه المرحلة هو احتلالمدينة دابق، آخر معقل لداعش غربي الفرات. لم يُبد داعش حتى الآن مقاومة جدية للقوات الهاجمة.
  • في 16 تشرين أول/ أكتوبر 2016 احتل مسلحو جيش سوريا الحر ومسلحو الجبهة الشامية مدينة دابق.وأفادت وسائل الإعلام التركية أن القوة التي هاجمت المدينة تلقت دعماً جوياً من تركيا ودول التحالف (Hurriet.com.tr, 17 تشرين أول/ أكتوبر 2016). وتحظى بلدة دابق بأهمية رمزية بالنسبة لداعش: فبحسب العقيدة الإسلاميةستواجه جيوش المسلمين جيوش الكفار في هذه البلدة وستنتصر عليها (حرب ياجوج وماجوج). وتكتسب هذه البلدة أهمية رمزية كذلك بالنسبة للأتراك[2]، فمن دابق واصلت قوات جيش سوريا الحر بمساعدة الجيش التركي تقدمها نحو مدينة الباب، آخر أهم معاقل داعش إلى الغرب من الفرات. وأفادت التقارير بأن قوات المتمردين المدعومة من تركيا تتواجد على مبعدة نحو 15 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من مدينة الباب وأنها اشتبكت مع "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الأغلبية الكردية.
منطقة هضبة الجولان
  • في21 تشرين أول/ أكتوبر أعلن جيش خالد بن الوليد الموالي لداعش عن مقتل قائده أبو هاشم الشاميجراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها تنظيمات المتمردين. وقد تم تفجير العبوة التي استهدفته بينما كان يسافر على الشارع بين عابدين وجملا في جنوب هضبة الجولان على مقربة من المثلث الحدودي سوريا- الأردن – إسرائيل (حساب تويتر اللالا@LaLaKdaho, 22 تشرين أول/ أكتوبر 2016).

مصر وشبه جزيرة سيناء

  • في 22 تشرين أول/ أكتوبر 2016 اغتيل رمياً بالرصاص العميد عادل رجائي، قائد لكتيبة المدرعة 9 في الجيش المصري. وقد قُتله مسلحون على دراجة نارية خارج بيته في مدينة العبور (Al U'bour) التي تبعد نحو ثلاثون كيلومتراً إلى الشمال من القاهرة. وتبنى المسؤولية عن عملية الاغتيال تنظيم سمى نفسه "لواء الثورة" (المصري اليوم، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2016). عمل عادل رجائي في شمال سيناء وأفادت التقارير بأنه كان مسؤولاً عن تدمير الأنفاق بين مصر وقطاع غزة.
  • وفي أعقاب تصفية رجائي أطلق الجيش المصري في 23 تشرين أول/ أكتوبر 2016 عمليات عسكرية مكثفة استهدف فيها مقاتلي فرع داعش في سيناء. وتمركزت الأعمال العسكرية في شمال شبه جزيرة سيناء وفي مناطق العريش والشيخ زويد ورفح، وأفادت وسائل الإعلام المصرية عن مقتل ما يقارب 28 ناشطاً إرهابياً واعتقال 54 غيرهم وتدمير قواعد إرهابية وسيارات ودراجات نارية من أنواع مختلفة. وقبل ذلك (21 تشرين أول/ أكتوبر 2016) قصف سلاح الجو المصري 24 قاعدة إرهابية في شمال شبه جزيرة سيناء وقامت قواته البرية بأعمال عسكرية مكثفة استهدفت مقاتلي فرع داعش في سيناء. وقُتل في تلك العمليات 21 ناشطاً إرهابياً وتم تدمير دراجات نارية وعبوات ناسفة كانت مجهزة لاستخدامها ضد قوات الأمن المصرية (حساب فيسبوك الناطق باسم الجيش المصري، 21 تشرين أول/ أكتوبر 2016).

الجهاد العالمي في دول أخرى

ليبيا
  • تواصل قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية اقتطاعها لأجزاء من المناطق التي يسيطر عليها داعش في مدينة سرت. وأتمت القوات الليبية هذا الأسبوع استيلائها على حي "بنايات الـ 600" وواصلت تقدمها في "الحي البحري"، وهو آخر أهم معقل لداعش. وحررت القوات الليبية من أيدي داعش ستة رهائن أجانب (طبيب هندي وخمس ممرضات فلبينيات). كما وحررت القوات الليبية أكثر من عشرين مواطناً ومن جملتهم ثلاثة يحملون الجنسية التركية و 11 امرأة من أريتريا كانت رهينة لدى داعش.
الباكستان
  • أعلنت ولاية خراسان داعش في 25 تشرين أول/ أكتوبر 2016 أن ثلاثة إرهابيين انتحاريين من التنظيم هاجموا مركزاً تدريبياً للشرطة الباكستانية في مدينة قويتا (Quetta) غربي باكستان (ليس بعيداً عن الحدود الأفغانية). لبس الإرهابيون سترات ناسفة واستخدموا أسلحة خفيفة وقنابل يدوية. وتبادلوا إطلاق النار مع أفراد الشرطة الباكستانية لمدة ساعات. وفي نهاية الهجوم فجر الثلاثة أنفسهم وسط مجموعة من الشرطة. أسفر الهجوم عن مقتل أكثر من ستون سخصاً وإصابة 120 غيرهم بجروح (أعماق، 25 تشرين أول/ أكتوبر 2016). لا تتوفر لدينا معلومات تؤكد أن مقاتلي داعش خم من نفذوا العملية[3].

[1]  سيصدر تحليل تفصيلي منفرد لمعركة احتلال الموصل وتداعياتها.
[2]  دارت في دابق في 24 آب/ أغسطس 1516 معركة هامة انتصر فيها العثمانيون على المماليك (معركة مرج دابق). وكان السلطان سليم الول على رأس الجيش العثماني الذي بلغ تعداده 65,000 جندي. ومهد هذا الانتصار الطريق إلى احتلال العثمانيون لمدينة دمشق ومن ثم احتلال سوريا الكبرى (الشام) واحتلال مصر من المماليك. وقد انطلقت حملة "درع الفرات" التركية في 24 آب/ اغسطس بمناسبة مرور 500 سنة على معركة مرج دابق التاريخية.
[3]  فرع كراتشي لحركة الطالبان في باكستان هي أيضاً تبنت المسؤولية عن العملية.