نظرة على الجهاد العالمي (7-1 كانون أول/ ديسمبر 2016)

أهم أحداث الأسبوع

بعد مرور سبعة شهور على بداية المعركة لتحرير مدينة سرت، معقل داعش في ليبيا، أعلنت حكومة الوفاق الليبية عن تحرير المدينة (مع أن تبادل إطلاق النار يتواصل في المدينة بشكل متفرق).استولى فرع تنظيم الدولة الإسلامية على محيط مدينة سرت في شهر شباط/ فبراير 2015 وأقام فيها بنية تحتية مدنية وعسكرية. واحتلال قاعدة السيطرة الإقليمية في سرت يشكل ضربة قاسية نزلت بوجود تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا تُضاف إلى تراجع قوة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. ومع ذلك وبتقديرنا فإن تنظيم الدولة الإسلامية سيواصل ممارسة حرب العصابات والأعمال الإرهابية في أنحاء ليبيا حتى بعد سقوط محيط مدينة سرت (ولو بقوة اقل من ذي قبل).وذلك بسبب الفراغ السلطوي والأمني الذي يسود في الدولة. وفي حلبواصلت القوات السورية احتلالها لمزيد من الأحياء في الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة. ووفقاً لما صدر عن وزارة الدفاع الروسية فقد سيطرت القوات السورية على 52% من شرق المدينة التي يسيطر عليها المتمردون، والذي يشمل اكثر من ثلاثين حياً سكنياً. وعلى صعيد مواز تدفع روسيا باتجاه خطوات سياسية بمشاركة الولايات المتحدة وتركيا. وتهدف هذه الخطوات (من المنظور السوري) إلى إنهاء القتال في حلب على اساس وقف إطلاق النار الذي سيتم التوصل إليه بعد انسحاب تنظيمات المتمردين من شرق المدينة. وذلك كنقطة انطلاق لاستقرار الأوضاع في شمال سوريا والتوصل إلى تسوية سياسية. ويبدو في هذه المرحلة أن تلك المحادثات لم تسفر حتى الآن عن التوصل إلى اتفاق. ولم يطرأ هذا الأسبوع أي تقدم ملموس في الهجوم على مدينة الموصلإزاء المقاومة الصلبة التي يُبديها تنظيم الدولة الإسلامية (حيث يواصل استخدامه المكثف للإرهابيين الانتحاريين والسيارات الملغمة). في الأحياء الشرقية من الموصل وفي جنوبها ما زالت المعارك "تراوح مكانها". وعلى ضوء هذه الأوضاع بدأ الجيش العراقي هجوماً في غرب الموصل للتخفيف من الضغط على الجبهات الأخرى.

 

معركة احتلال الموصل

أهم مقومات المشهد الحالي

• معركة احتلال الموصل ما زالت مستمرة. أهم المعارك تدور في الأحياء الشرقية من مدينة الموصل. كما ويتواصل القتال في جنوب المدينة وغربها. وخلال هذا الأسبوع لم يطرأ أي تقدم ملموس على الأرض.
• نشرت هيئة الأمم المتحدة معطيات تفيد بانه خلال الشهر الأول منذ انطلاق حملة استعادة مدينة الموصل قُتل حوالي 2000 جندي عراقي وحوالي 1600 مقاتل من قوات البيشمركة التركية. ورداً على ذلك أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في الجيش العراقي أن هذه الأرقام مُبالغ فيها (CNN, 2 كانون أول/ ديسمبر 2016; صفحة فيسبوك جهاز مكافحة الإرهاب في الحكومة العراقية، 2 كانون أول/ ديسمبر 2016). وحتى وإن كانت هذه الأرقام مبالغ فيها فإنها تعكس برأينا الصعوبات التي تواجهها القوات العراقية في حربها في شرق المدينة وفي محاولاتها للتقدم نحوها من الجنوب.

المجهود الجنوبي

• الجيش العراقي يواصل تطهير المناطق المستعادة إلى الجنوب من مدينة الموصل. وخلال هذا الأسبوع ايضاً لم يتحقق أي  تقدم ملحوظ باتجاه المدينة.  وأعلن قائد كبير في الجيش العراقي عن الكشف عن مركز إعلامي لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة حمام العليل (على مبعدة ما يقارب 23 كيلومتراً إلى الجنوب من الموصل). وتم العثور في ذلك المركز الإعلامي على كاميرات وأشرطة مصورة ومعدات تصوير ومستندات هامة وأوراق نقدية بالعملة الأجنبية (العربية، الحرة، فارس تي. في، 4 كانون أول/ ديسمبر 2016).

المجهود الغربي

أفادت القوات العراقية بأن الجيش العراقي بدأ بهجوم على مناطق في غرب الموصل بهدف فتح جبهة قتال جديدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأعرب قادة من الجيش العراقي عن أملهم بأن يساهم فتح الجبهة الجديدة في تصعيد الضغط على تنظيم الدولة الإسلامية (رويترز، 5 كانون أول/ ديسمبر 2016). أما تنظيم الدولة الإسلامية فقد زعم من جهته بأنه قد سيطر على تل الزلط الذي يبعد حوالي عشرون كيلومتراً عن غرب الموصل، وذلك من خلال استخدام إرهابي انتحاري قام بتفجير سيارة ملغمة. وبالمقابل أعلنت المليشيات الشيعية (الحشد الشعبي) عن صدها لهجوم قام به تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة تل الزلط ودمرت سيارتين ملغمتين (السومرية، 3 كانون أول/ ديسمبر 2016).

أساليب القتال ووسائل القتال التي يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية

• نشر تنظيم الدولة الإسلامية في 2 كانون أول/ ديسمبر 2016 شريطاً مصوراً لتوثيق القتال من بيت إلى بيت في شمال شرق مدينة الموصل (أعماق، 2 كانون أول/ ديسمبر 2016).
• وفي دفاعه عن الموصل يواصلتنظيم الدولة الإسلامية استخدامه المكثف للإرهابيين الانتحاريين والسيارات الملغمة:

• في 5 كانون أول/ ديسمبر 2016 تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن ثلاث عمليات انتحارية في حي البكر في شرق الموصل. وقام بتنفيذ العمليات أبو مجاهد المغربي وأبو حمزة العراقي وسعد الداغستاني. ووفقاً للبيان الصادر عن تنظيم الدولة الإسلامية  فقد قُتل في العمليات أكثر من ثلاثين جندياً عراقياً (حق، 5 كانون أول/ ديسمبر 2016).
•  تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن تنفيذ عملية انتحارية بواسطة سيارة ملغمة في حي البكر في شرق مدينة الموصل. ووفقاً للبيان فقد أسفرت العملية عن مقتل 18 جندياً عراقياً وقام بتنفيذ العملية إرهابي انتحاري يُدعى أبو عمر الروسي (حق، 4 كانون أول/ ديسمبر 2016).
• في 2 كانون أول/ ديسمبر 2016 تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن تنفيذ عمليتين انتحاريتين بواسطة سيارات مفخخة استهدف فيها الجيش العراقي فيحي القادسية الثانية في شرق الموصل. ووفقاً لما جاء في البيان فقد أسفرت العملية عن مقتل 18 جندياً عراقياً. ونفذ العمليات إرهابيان يدعيان أبو أحمد السوري وأبو علي العراقي (حق، 2 كانون أول/ ديسمبر 2016).

المعركة الإعلامية التي يديرها تنظيم الدولة الإسلامية

• يواصل تنظيم الدولة الإسلامية نشر صور من مدينة الموصل لتعزيز الفكرة الدعائية بأن الحياة في الموصل تسير بمجراها الطبيعي. ونشر تنظيم الدولة الإسلامية هذا الأسبوع صوراً من سوق يعج بحركة البشر. لم يُذكر موقع السوق أو اسمه (حق، 2 كانون أول/ ديسمبر 2016).

دول التحالف

• في كلمة ألقاها أشتون كارتر، وزير الدفاع الأمريكي في منتدى الأمن القومي، قال ان على الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي مواصلة منع محاولات مقاتلو داعش من الهرب وإعادة تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف أن على القوات الأمريكية وقوات أخرى أن تظل في العراق حتى بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وذلك لكي تواصل تدريبها لقوات الأمن المحلية. جوزيف دنفورد، قائد القوات المشتركة في الجيش الأمريكي قال أن الجيش الأمريكي سيعرض على الرئيس المنتخب بعد تقلده السلطةخطة جديدة لتصعيد القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (فارس تي . في.، 5 كانون أول/ ديسمبر 2016).

أهم الأحداث في سوريا

المعركة في حلب: أهم مقومات الوضع الراهن

• نجحت قوات النظام خلال هذا الأسبوع بالسيطرة على عدد من الأحياء الأخرى في الجزء الشرقي من المدينة، ومنها: كرم القاطرجي، باب النيرب، الحلوانية وحي طريق الباب(الميادين، 2 كانون أول/ ديسمبر 2016). وفيما بعد سيطرت القوات السورية على جزء من حي الجزماتي وحي السكن الشبابي وسيطرت كذلك على مركز الدراسات والبحث العلمي (الجزيرة، 3 كانون أول/ ديسمبر 2016). كما وأفادت التقارير أن قوات النظام السوري تسيطر بالكامل على الطريق المؤدي إلى مطار حلب (العالم، 3 كانون أول/ ديسمبر 2016). في 4 كانون أول/ ديسمبر 2016 وردت تقارير عن احتلال حيي كرم الميسر وكرم الطحان (التلفزيون السوري، 4 كانون أول/ ديسمبر 2016). وبالمقابل أفادت قوات المتمردين عن تحقيق بعض الانجازات وادعت أنها استعادت السيطرة على معظم حي الميسر وعلى حي القاطرجي وعلى محطة الضخ في حي باب النيرب (الدرر الشامية، سوريا مباشر، 5 كانون أول/ ديسمبر 2016).
• الأحياء التي سيطر عليها الجيش السوري في الأسابيع الماضية في الجزء الشمالي الشرقي من حلب (عليها نجوم حمراء): حي الحيدرية (1), حي الإنذارات (2),  حي الصاخور (3)، حي جبل بدرو (4)، حي هنانو (5). الأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري بشكل جزئي: حي بعيدين (6)، حي الهلك (7) (ويكي خريطة).

• وزعت القوات السورية مناشير في شرق حلب تدعو فيها المسلحين لإلقاء أسلحتهم وتسوية مكانتهم. وجاء في المنشور أن من يرغب بالخروج من الأحياء المحاصرة سيُسمح له بذلك (دمشق الآن، 4 كانون أول/ ديسمبر 2016). وعبر كبار القادة في تنظيمات المتمردين عن رفضهم للمقترح الروسي الذي يقضي بخروجهم من الجزء الشرقي من حلب، لكنهم أعربوا عن استعدادهم لتأييد فتح المعابر للمدنيين لمغادرة المدينة (أوريينت، 4 كانون أول/ ديسمبر 2016).

تأسيس جيش حلب

• أما تنظيمات المتمردين التي تتعرض لضغط متزايد من القوات السورية فقد أعلنت عنتأسيس إطار عسكري مشترك اسموه "جيش حلب" لمحاربة الجيش السوري (Halab Today TV, 3 كانون أول/ ديسمبر 2016). وأعلنت غرفة قيادة جيش حلب عن التعبئة العامة للرجال القادرين على حمل السلاح لوقف تقدم القوات السورية في شرق المدينة.

محادثات سياسية

• وبموازاة القتال كانت هناك محادثات سياسية من وراء الكواليس وفي مركزها روسيا، حيث تم فيها بحث إمكانيات إنهاء القتال في حلب:

• وأفادت وسائل الإعلام الغربية والروسية أن زعماء تنظيمات المتمردين في سوريا يقيمون محادثات مع روسيا بوساطة تركية بهدف التوصل إلى اتفاقية تضع حداً للقتال في حلب (وكالة الأنباء الفرنسية، 30 تشرين ثاني/ نوفمبر 2016). وأفادت وسائل الإعلام الروسية بأنه يبدو أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق في تلك المحادثات وأن القوات المحاصرة في حلبقررت القتال بشراسة حتى النهاية ولن تغادر حلب (سبوتنيك، 1 كانون أول/ ديسمبر 2016).
• رئيس الحكومة الروسية ميدفيديف التقى مع بينالي يلدريم، رئيس الحكومة التركيةوتباحثا حول الوضع في سوريا. وقال ميدفيديف أنه دار بينهما "حوار مثمر" بخصوص الأوضاع الإنسانية في حلب وبخصوص محاربة الإرهاب في سوريا (تاس، 6 كانون أول/ ديسمبر 2016)
• سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي،قال أن خبراء روس وأمريكان سيبدئون بالعمل معاً في موضوع حلب بهدف التوصل إلى انسحاب المسلحين من شرق المدينة. ووفقاً لأقواله وبعد الاتفاق على مواعيد ومسارات لانسحاب المسلحين سيتم الإعلان عن وقف إطلاق نار^[1]. وأضاف أن روسيا ستعتبر المسلحين الذين يرفضون مغادرة شرق المدينة كإرهابيين وستساعد الحكومة السورية على محاربتهم (سبوتنيك، 5 كانون أول/ ديسمبر 2016).

مقتل قائد كبير في تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة

• أفاد مقاتلون سوريون من مدينة الرقة عن مقتل أبو بكر الحبيب الحكيم، وهو مجاهد فرنسي من أصول تونسية كان قائداً بارزاً في تنظيم الدولة الإسلامية. وقد قُتل أبو بكر الحكيم في هجوم شنته دول التحالف في 16 تشرين ثاني/ نوفمبر 2016 (ليبراسيون، 3 كانون أول/ ديسمبر 2016).
•  أبو بكر بن الحبيب الحكيمكان من أول النشطاء الفرنسيين الذين شاركوا في عمليات القاعدة الإرهابية قبل تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية. وُلد في باريس في عام 1983 وقاتل في الفلوجة إلى جانب مصعب الزرقاوي وكان سابقاً أحد زعماء فرع القاعدة في تونس. هرب إلى سوريا وهناك التحق بتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرقة وجند عشرات التونسيين إلى صفوف التنظيم. وأفادت التقارير أنه كان مسؤولاً عن العديد من العمليات الإرهابية في فرنسا وفي دول أخرى، ومنها الهجوم على هيئة تحرير مجلة شارلي هابدو (7 كانون ثاني/ يناير 2015) والهجوم على المتحف الوطني في تونس (18 آذار/ مارس 2015). (RT, صفحة فيسبوك  raqqa.SI, 3 كانون أول/ ديسمبر 2016).

جنوب هضبة الجولان

• خلال هذا الأسبوع تواصلت المواجهات بين جيش سوريا الحرة وبين جيش خالد بن الوليد الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة حوض اليرموك. وأفادت التقارير بأن جيش خالد بن الوليد قد تكبد خسائر بالأرواح والعتاد (وكالة الأنباء السورية سمارت، 29 تشرين ثاني/ نوفمبر 2016). وبالمقابل أفاد جيش خالد بن الوليد عن مقتل 15 جندياً من صفوف جيش سوريا الحرة في الهجمات التي نفذها التنظيم (حق، 30 تشرين ثاني/ نوفمبر 2016).

عرب إسرائيل

• اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية شاباً من سكان قرية جلجولية بسبب تأييده لتنظيم الدولة الإسلامية وتعبيره عن نيته بالالتحاق بصفوف التنظيم في سوريا. وأثناء التحقيق معه تبين أن آرائه زادت تطرفاً في المدة الأخيرة وبدأ يؤيد تنظيم الدولة الإسلامية وقام بالاتصال بنشطاء التنظيم في سوريا. وكان بحوزته بندقية رشاشة من نوع عوزي ومسدس من نوع غلوك وقد صور نفسه وهو يقوم بإطلاق النار من تلك الأسلحة. كما وعُثر في بيته على صور كثيرة تشهد على تأييده لتنظيم الدولة الإسلامية  (موقع جهاز الأمن العام، 20 تشرين ثاني/ نوفمبر 2016).

الجهاد العالمي في دول أخرى

ليبيا

• بعد سبعة شهور على بداية معركة تحرير سرت، أعلن الناطق بلسان قوات الأمن الليبية في 5 كانون أول/ ديسمبر 2016 عن تحرير المدينة نهائياً من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف الناطق أن أعمال التمشيط والبحث عن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ما زالت مستمرة وأن هناك أحداث متفرقة لتبادل إطلاق نار في المدينة (الجزيرة، 6 كانون أول/ ديسمبر 2016). كما ونشرت صفحة الفيسبوك الرسمية لحملة تحرير سرت تقريراً عن انهيار دفاعات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سرت، مع انه لا زالت هناك أحداث متفرقة لتبادل إطلاق النار مع مسلحين يتحصنون في عدد من البيوت (france24, 5 كانون أول/ ديسمبر 2016; العربي الجديد، 5 كانون أول/ ديسمبر 2016; صفحة فيسبوك المركز الإعلامي لحملة "البنيان المرصوص"، 5 كانون أول/ ديسمبر 2016).

• وأفادت التقارير بأن قوات الأمن الليبية اعتقلت في الحي البحري تركي البنعلي، أحد أبرز النشطاء في تنظيم الدولة الإسلامية، وهو من أصول بحرينية. وقد قدمت بعض وسائل الإعلام هذا الرجل المعتقل بصفته زعيم (أمير) تنظيم الدولة الإسلامية في سرت وكمن أصدر في حينه فتوى تحلل اغتصاب النساء اليزديات في العراق (الوسط، 5 كانون أول/ ديسمبر 2016; روسيا اليوم، 5 كانون أول/ ديسمبر 2016).

استولى فرع تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا على مدينة سرت، مسقط رأس القذافي، في 18 شباط/ فبراير 2015. وبعد سيطرته على المدينة بنى تنظيم الدولة الإسلامية في المدينة وفي محيطها بنية تحتية عسكرية ومدنية سلطانية استخدمها التنظيم كنقطة انطلاق للسيطرة على مناطق أخرى في أنحاء ليبيا. وفي مدينة سرت يوجد ميناء ومطار دولي وقاعدة عسكرية ومنشآت نفطية ومرافق صناعية. وقد أدت السيطرة على تلك المرافق إلى تعزيز مكانة تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا^[2].

الولايات المتحدة

• تنظيم الدولة الإسلامية تبنى المسؤولية عن عملية الدهس والطعن التي تمت في 28 تشرين ثاني/ نوفمبر 2016 في جامعة أوهايو في الولايات المتحدة.وفي تلك العملية قام مهاجر صومالي بدهس 11 شخصاً ومن ثم طعنهم بسكين قبل أن أطلقت عليه النار وسقط قتيلاً. المهاجم هو عبد الرزاق على أرطن، البالغ من العمر 18 سنة وكان يدرس في الجامعة. ونشرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية بياناً زعمت فيه ان منفذ الهجوم هو "جندي في الدولة الإسلامية" استجاب لنداءات استهداف مواطني دول التحالف الدولي. لا تتوفر لدينا حتى الآن معلومات تدل على وجود علاقة بين منفذ العملية وبين تنظيم الدولة الإسلامية.
• وقالت مصادر كبيرة من الشرطة المحلية أنه على ما يبدو فقد تم التخطيط لهذا الهجوم منذ مدة طويلة وتعمل السلطات حالياً على التحقيق في تعليق نشره منفذ العملية على صفحته على الفيسبوك قبل العملية بيوم واحد وفيه يعبر عن سخطه إزاء المعاملة غير النزيهة التي يتعرض لها المسلمون. ووفقاً لما قاله المحققون فمن الوارد أن أرطن كان "ذئباً وحيداً" أخذت آرائه تتطرف شخصياً لكن لم يتم العثور بعد على ما يثبت قيام علاقة بينه وبين نشطاء او تنظيمات إرهابية معروفة (رويترز، 30 تشرين ثاني/ نوفمبر 2016).

أعمال المنع والوقاية

روسيا

• أعلنت قوات الأمن الفدرالية الروسية (FSB) عن مقتل رُستُم ماجوميدوفيتش أسيلديروف (Rustam Magomedovich Aselderov)، المُلقب أبو محمد القدري، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في شمال القوقاز. وقد قُتل مع أربعة نشطاء آخرين أثناء مداهمة قامت بها قوات الأمن الروسية في مدينة تالجي (Talgi)، على مبعدة نحو 11 كيلومتر إلى الجنوب من عاصمة داغستان. داهمت قوات الأمن الروسية بيتاً كان أسيلديروف يختبئ فيه مع عدد من رجاله. وخلال المفاوضات التي اقترحت خلالها قوات الأمن الروسية على الجهاديين الاستسلام، بدأ الجهاديون بإطلاق النار على قوات الأمن الروسية. وردت قوات الأمن الروسية بإطلاق النار وقتلت الجهاديين. وفي البيت تم العثور على مخزن للأسلحة ومنها البنادق الأوتوماتيكية والذخيرة والمواد المتفجرة (موقع جهاز الأمن الفدرالي الروسي، 4 كانون أول/ ديسمبر 2016).
• وُلد أسيلديروف في عام 1981. واصطدمت به قوات الأمن الروسية لأول مرة حين كان مقاتلاً في صفوف المقاومة السرية في داغستان في ربيع 2007. وفي صيف 2010 تم تعيينه بدلاً لرئيس المقاومة داودوف. وبعد موت داودوف في عام 2012 صار رئيس إمارة القوقاز^[3]. وفي عام 2014 بايع أسيلديروف تنظيم الدولة الإسلامية. وكان أسيلديروف متورطاً في عمليات كثيرة ومنها العملية الانتحارية التي تمت في عام 2013 في مدينة فولجوغراد في روسيا والتي راح ضحيتها 18 شخصاً وأصيب 12 آخرين بجروح (ويكيبيديا باللغة الروسية، سبوتنيك، 3 كانون أول/ ديسمبر 2016).

الحرب التوعوية التي يمارسها تنظيم الدولة الإسلامية

نداء إلى نشطاء وأنصار تنظيم الدولة الإسلامية لتنفيذ عمليات في أنحاء العالم

• الفرقان، مؤسسة الإعلام الرسمية لتنظيم الدولة الإسلاميةأعلنت رسمياً عن تعيين أبو حسن المهاجر ناطقاً باسم التنظيم. أبو حسن المهاجر يستبدل أبو محمد العدناني، المسؤول الإعلامي في التنظيم والذي قُتل في غارة جوية في سوريا في شهر آب/ أغسطس 2016.
• وبموازاة الإعلان عن تعيينه، نشر الجهاز الإعلامي التابع لتنظيم الدولة الإسلامية أول شريط مسجل بصوته (النشرة، 5 كانون أول/ ديسمبر 2016).  وفي كلامه على امتداد 25 دقيقة، ينادي أبو حسن المهاجر نشطاء التنظيم لتنفيذ عمليات تستهدف مواقع تركية في كل مكان، بما فيها السفارات والقنصليات التركية في أنحاء العالم. ولأجل تعزيز شرعية العمليات التي تستهدف تركيا شدد المتحدث على القتال الذي تمارسه تركيا ضد الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. كما وشد المتحدث في كلامه على ايادي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وفي سوريا ودعاهم لمحاربة الأتراك في مدينة الباب (إلى الغرب من الفرات) وناشدهم بعدم الانسحاب من تلعفر (إلى الغرب من الموصل).

• وقال المتحدث أنتنظيم الدولة الإسلامية سيضرب "الكفار" قريباً على أرضهم. ودعا المسلمين في أنحاء العالم لمساعدة إخوانهم في الدولة الإسلامية بالجهاد والصلاة والدعم المالي والإعلامي. وناشد نشطاء التنظيم في أنحاء العالم لتنفيذ عمليات في الدول التي يتواجدون فيها لأن بوسعهم "تغيير الموازين". وعلى حد قوله فإن هجمات من هذا القبيل ستُرغم الدول "الكافرة" على "التركيز في الأحداث التي تدور على أراضيها" ولن يكون بوسعها الانشغال في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية (حق، 5 كانون أول/ ديسمبر 2016).

مقالات أخرى متصلة