أخبار الإرهاب والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني (15 – 21 آبأغسطس 2012)

إطلاق الصواريخ باتجاه مدينة إيلات

• سُمِعَ في 15 آبأغسطس قرابة الساعة 2200 ليلا دويّ انفجارين شديدين في مدينة إيلات. ويدور الحديث عن صاروخي غراد، تمّ إطلاقهما باتجاه المدينة كما يبدو من شبه جزيرة سيناء. وفي أعقاب إطلاق الصاروخين قامت قوات الأمن الإسرائيليّة بعمليّات تمشيط واسعة النطاق ولكنّها لم تنجح في العثور على مكان سقوط الصاروخين. وتمّ رصد مكان سقوط أحد الصاروخين في يوم الجمعة 17 آبأغسطس في منطقة جبليّة بالقرب من مدينة إيلات.  
• وأعلنتنظيم محسوب على تنظيم القاعدة يسمى أنصار بيت المقدس مسؤوليّته عن إطلاق الصاروخين باتجاه مدينة إيلات. وقيل في إعلان تمّ نشره في صباح اليوم التالي على منتديات إسلاميّة إنّ أفراد التنظيم اتخذوا كل التدابير لكي تسقط الصواريخ في مناطق مأهولة بالسكان، و"الدليل القاطع على ذلك هو الهلع الشديد الذي أصاب اليهود الذين يقطنون هناك". وقيل أيضًا "إنّ اليهود كعادتهم يخفون خسائرهم البشريّة وأعلنوا خلال تقاريرهم الثابتة وصيغهم المتوقّع إعلانها أنّ الصاروخ سقط في أرض خلاء" (http://www.moheet.com, 16 آبأغسطس2012).
• ظهر اسم تنظيم أنصار بيت المقدس في 24 تموزيوليو 2012 عندما نشر شريط فيديو في اليوتيوب أعلن فيه عن مسؤوليّته لتفجير أنبوب الغاز المؤدّي من مصر إلى إسرائيل في شبه جزيرة سيناء (يوتيوب 24 تموزيوليو 2012). كما أعلن التنظيم مسؤوليّته عن تنفيذ عدد من العمليّات الإرهابيّة ألأخرى(http://www.moheet.com):

• العمليّة المزدوجة شمالي مدينة إيلات في 18 آبأغسطس 2011 (بالقرب من شارع العربا ومفرق عين نتافيم) والتي قتل خلالها ثمانية مواطنين إسرائيليّين وجرح ثلاثة آخرين ^[1].
• إطلاق النار باتجاه دوريّة إسرائيليّة جنوبي رفح في شهر حزيرانيونيو 2012.

من اليمين: شريط فيديو تمّ نشره في 24 تموزيوليو 2012 على شبكة الانترنت: تحمّل المسؤوليّة وتوثيق الاعتداءات الإرهابيّة في خطّ أنبوب الغاز إلى إسرائيل من قبل التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم أنصار بيت المقدس (يوتيوب 24 تموزيوليو 2012). من اليسار: شعار التنظيم: خارطة العالم وبجانبها بندقيّة يرفرف فوقها علم لتنظيم القاعدة الإرهابي.

إطلاق الصواريخ منذ بداية عام 2011 ²

*صاروخا غراد تمّ إطلاقهما خلال شهر آبأغسطس من شبه جزيرة سيناء باتجاه مدينة إيلات.

أبناء عائلة فلسطينيّة يُصابون بجروح نتيجة إلقاء زجاجة حارقة

• تمّ في 17 آبأغسطس إلقاء زجاجة حارقة باتجاه سيّارة أجرة فلسطينيّة كانت تسير بالقرب من مستوطنة بات عاين (غربي غوش عتصيون). ونتيجة لذلك، انقلبت السيّارة وبدأت بالاشتعال. وأصيب ركّاب السيّارة وهم ستّة فلسطينيّين خمسة من أبناء عائلة واحدة، واحد منهم أصيب بجروح بالغة الخطورة واثنان بجروح متوسّطة. وتمّ نقل الجرحى لتلقّي العلاج الطبّي في مستشفى هداسا في أورشليم القدس. ويمكن أن يكون مواطنون إسرائيليّون متطرّفون هم الذين قاموا بتنفيذ هذا الاعتداء الإرهابي في إطار ما يسمّى "بتدفيع الثمن".
• ووجّه مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينيّة أصابع الاتهام نحو إسرائيل:

• وقال أبو مازن، إنّ اعتداءات المستوطنين ضدّ السكان الفلسطينيّين التي تمّ تصعيدها في الفترة الأخيرة، تتمّ تحت حماية "جيش الاحتلال الإسرائيلي" ويجب وقفها. وبحسب أقواله فإنّ هذا هو دليل "للسياسة العنصريّة" التي ما زال ينتهجها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون والمتفشية في عقليّتهما. وبحسب أقواله إذا أرادت إسرائيل وقف هذه الاعتداءات فبإمكانها القيام بذلك (وفا، 17 آبأغسطس 2012).  
• صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذيّة في منظمة التحرير الفلسطينيّة استنكر ":العمليّة الإجراميّة المشينة". وتوجّه إلى ممثلي الدول الغربيّة وطلب منهم استنكار الحادث وإلقاء المسؤوليّة الكاملة على الحكومة الإسرائيليّة (وفا، 17 آبأغسطس 2012).

• رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو نقل رسالة إلى أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينيّة وسلام فيّاض رئيس الحكومة الفلسطينيّة مفادها أنّه يعتبر الحادث خطيرًا وأنّه طلب من قوات الأمن العمل بشكل حثيث لإلقاء القبض على الجناة.  وأضاف السيّد نتانياهو أنّه سيراقب شخصيًّا العلاج الطبّي الذي يتلقّونه مصابو الحادث (ديوان رئيس الوزراء، 17 آبأغسطس 2012). وأكّد قائد فرقة يهودا والسامرة أنّ الحديث يدور عن حادث خطير يمكن أن يمسّ بالاستقرار الأمني في المنطقة وأمر بتكثيف تواجد قوات الأمن على الشوارع والمحاور المركزيّة في الضفّة الغربيّة (الناطق بلسان جيش الدفاع، 16 آبأغسطس 2012).

سيّارة الأجرة الفلسطينيّة، التي تمّ إلقاء الزجاجة الحارقة باتجاهها (الناطق بلسان شرطة إسرائيلمنطقة شاي 17 آبأغسطس 2012) 

تواصل النشاطات المنيّة المصريّة في شبه جزيرة سيناء

• تواصل قوات الأمن المصريّة عمليّات التصدّي والإحباط والاعتقالات في شبه جزيرة سيناء. وتركّزت النشاطات هذا الأسبوع بالذات على هدم الأنفاق التي تُستخدم لنقل البضائع إلى قطاع غزة. وقد كثّفت القوّات المصريّة تواجدها في منطقة رفح (صفا، 20 آبأغسطس 2012). وواصل الجيش المصري بالتزامن مع ذلك في عمليّة اعتقال مشبوهين في النشاطات الإرهابيّة (بوابة الأهرام، 13 آبأغسطس 2012). وبحسب مصدر عسكري كبير فقد تمّ منذ بداية الحملة العسكريّة إلقاء القبض على 80 نشيطًا من منظمات مختلفة محسوبة على الجهاد العالمي، خمسون منهم من داخل مصر والباقون من قطاع غزة (معا، 18 آبأغسطس 2012).
• قام في 20 آبأغسطس عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري بزيارة إلى العريش بهدف الاطلاع عنه قرب على الحملة العسكريّة الجارية في شبه جزيرة سيناء والتي تحمل اسم "النسر". وقام خلال الزيارة بلقاء المشايخ والقادة المحليّين بهدف تنسيق الحرب على الإرهاب في سيناء معهم (الوطن، 20 آبأغسطس 2012). على أيّ حال، فإنّ إطلاق الصواريخ الذي حدث الأسبوع الماضي باتجاه مدينة إيلات يمكن أن يشير إلى أنّ النشاطات الأمنيّة المصريّة في شبه جزيرة سيناء لم تأت ثمارها بعد ولم تثبت نجاعتها حتّى الآن.

موقف حماس تجاه النشاطات الأمنيّة المصريّة

• واصل الناطقون بلسان حماس التصريح علنًا أنّ الحركة تدعم النشاطات الأمنيّة المصريّة وتتعاون معها. وقال اسماعيل هنيّة رئيس الحكومة الحمساويّة خلال خطاب ألقاه بمناسبة عيد الفطر، إنّ قطاع غزة سيكون مصدرًا للاستقرار والأمن بالنسبة لمصر وأن الحكومة في غزة مستعدّة للتعاون الأمني مع مصر ولكن ليس مع "العدو الصهيوني" (فلسطين الآن، 19 آبأغسطس 2012).
• ونشرت حماس بالتزامن مع ذلك بيان توضيح بالنسبة لتصريح فتحي حمّاد وزير الداخليّة الذي حمل بشدة على الرئيس المصري. وجاء في البيان أنّ تصريحات وزير الداخليّة فتحي حمّاد الأخيرة التي طالب فيها الرئيس المصري بفتح معبر رفح تمّ تفسيرها بشكل خاطئ. وقد نفت وزارة الداخليّة في حكومة حماس بأنّ حمّاد هاجم من خلال تصريحاته الرئيس مرسي أو قارن بين مصر بعد الثورة وعهد الرئيس السابق حسني مبارك (موقع وزارة الداخليّة، 14 آبأغسطس 2012).
• على الصعيد العملي:

• أفادت مصادر فلسطينيّة أنّ أجهزة الأمن الحمساويّة بدأت بنقل معلومات استخباريّة إلى أجهزة الأمن المصريّة تتعلّق بالتجربة التي تراكمت لديها في نضالها ضدّ التنظيمات الجهاديّة في القطاع. ويأتي هذا بهدف مساعدتها في نضالها ضدّ التنظيمات المتطرّفة الموجودة في شبه جزيرة سيناء (الحياة، 15 آبأغسطس 2012).
• أفادت مصادر في حماس بتشكيل لجنة أمنيّة مشتركة مؤقتة مع مصر تهدف إلى زيادة التعاون الأمني بين الجانبين. ويوجد في اللجنة تمثيل أمني كبير لكلا الجانبين (الحياة، 15 آبأغسطس 2012).
• اعتقلتفي 15 آبأغسطس أجهزة الأمن الداخليّة التابعة لحماس عشرات النشطاء التابعين لمنظمات محسوبة على الجهاد العالمي في قطاع غزة. ويتركّز التحقيق مع النشطاء المعتقلين على العمليّة الإرهابيّة الأخيرة التي وقعت في معبر كيرم شالوم (فال بريس، 15 آبأغسطس 2012). 

• وعلى ضوء النشاطات المكثّفة التي تقوم بها أجهزة الأمن التابعة لحكومة حماس وجّهت بعض المصادر في منظمات الجهاد العالمي تهديدات إلى حماس ومصر (معا، 17 آبأغسطس 2012). مثلا، نشر مجهولون إعلانًا مذيلا بتوقيع تنظيمات الجهاد العالمي في شبه جزيرة سيناء يحذّر الجيش المصري من مغبّة مواصلة "عمليّة النسر". وبحسب هذه التنظيمات فإنّ الهدف وراء نشاطاتها في شبه جزيرة سيناء هو ليس الاعتداء على قوات الجيش المصري إنّما نشاطاتها موجّهة ضدّ إسرائيل ونشاطات الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء تمسّ في قدرتها على التحضّر لمواجهة إسرائيل (الوطن، 19 آبأغسطس 2012). 

معبر رفح

• أعلنت وزارة الداخليّة في حكومة حماس مواصلة فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين لأهداف إنسانيّة فقط. وتمّ إغلاق المعبر لمدّة ثلاثة أيّام بمناسبة عيد الفطر (الأيام، 16 آبأغسطس 2012).وبحسب مصادر فلسطينيّة فقد أعلنالمصريونأنّه سيتمّ فتح المعبر بعد عيد الفطر كالمعتاد. وأعلنوا كذلك ، أنّ مصر تعمل على إدخال كميّة كافية من الوقود إلى القطاع تسمح بتشغيل محطّة توليد الكهرباء بشكل كامل بهدف تحسين وضع تزويد الكهرباء في القطاع. وأعلنوا في نفس الوقت كذلك أنّه ستتمّ زيادة كميّة الكهرباء التي تزوّدها مصر للقطاع من 22 مغاوط إلى 30 مغاوط (معا، 5 آبأغسطس 2012).

استغلال عيد الفطر لتذويت مغازٍ قتاليّة في صفوف الجيل الناشئ

• يحتفل العالم الإسلامي في هذه الفترة بعيد الفطر الذي يُنهي صوم شهر رمضان. ويتمّ في قطاع غزة استغلال العيد لتذويت مغازٍ قتاليّة ضدّ إسرائيل في أوساط أبناء الشبيبة والجيل الصاعد. فقد تمّ في أسواق غزة إلى جانب السلع الغذائية بيع ألعاب للأولاد شبيه بالوسائل القتالية. وقدّ زار الأولاد في قطاع غزّة بمناسبة العيد، نشطاء في الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في فلسطين ووزّعوا عليهم الحلوى. وقال أحد الأولاد الذي قام بالزيارة: "أنا أفتخر بأبطال فلسطين وعندما أكبر سوف أنضمّ إنشاء الله إلى سرايا القدس لكي أحميَ شعبي وأرضي وأنتقم لموت الشهداء والأسرى والجرحى" (موقع سرايا القدس، 19 آبأغسطس 2012).  

من اليمين: بندقية على شكل لعبة للأولاد في أسواق غزّة بمناسبة العيد (فلسطين الآن، 16 آبأغسطس 2012). من اليسار: أولاد يزورون نشطاء في الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في فلسطين (موقع سرايا القدس، 19 آبأغسطس 2012)

قافلة مساعدات إلى قطاع غزّة

وصلت قافلة مساعدات إضافية إلى قطاع غزّة في إطار قوافل المساعدات "أميال من الابتسامات". إنّ هذه هي القافلة 15 التي يشترك بها 70 نشيطًا من دول عربية ودول أخرى. وقدّ أحضرت القافلة معها مساعدات طبّية إلى قطاع غزّة. وهذه هي القافلة الأولى التي سمح بدخولها إلى القطاع منذ الاعتداء الإرهابي في معبر كيرم شالوم (رسالة. نت، 15 آبأغسطس 2012).

بعثة "أميال من الابتسامات 15" يستقبلها اسماعيل هنية في قطاع غزّة (قناة القدس، 15 آبأغسطس 2012)

• انتهت في 16 آبأغسطس القمّة الطارئة للدول الإسلامية والتي عُقدت في مكّة. وتمّ في الاعلان المشترك الذي نشر في نهايتها الإعراب عن دعم الدول بقبول السلطة الفلسطينية كعضو في منظمة الأمم المتحدة والمطالبة بإنهاء "الاحتلال" الإسرائيلي وإلقاء المسؤولية للجمود في العملية السياسية على إسرائيل. وجاء في البيان المشترك أيضًا بأنّه يجب على إسرائيل تطبيق القرارات الدولية بما في ذلك "حقّ العودة" للاجئين الفلسطينيين (معا، 16 آبأغسطس 2012). 
• وقال أبو مازن خلال الخطاب الذي ألقاه أمام المؤتمرين إنّ فلسطين "تعاني من ظلم الاحتلال" وتحدّث عن تهويد مدينة القدس وما يسمّى بـ"الحفريات التي تجري تحت المسجد الأقصى"، والمستوطنات والحواجز والحقاء الضرر بالاقتصاد الفلسطيني والسجون التي تعجّ بآلاف السجناء الفلسطينيين والسياسة الإسرائيلية التي أفشلت العملية السلمية (وفا، 16 آبأغسطس 2012).   

أبو مازن يصافح أحمدي نجاد خلال القمّة الطارئة في مكّة (قناة فلسطين، 14 آبأغسطس 2012) 

• وكرّر أبو مازن من جديد نيّة القيادة الفلسطينية التوجّه إلى الجمعية العامّة خلال هذا العام الجاري بهدف تعديل مكانة السلطة الفلسطينية لتصبح عضوًا ليس ثابتًا. وبحسب أقواله سوف يتمّ التوجّه بالرغم من الفشل الذي مُنيت به السلطة خلال التصويت في مجلس الأمن في العام الماضي (القدس، نت، 18 آبأغسطس 2012). وأوضح صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية ورئيس طاقم المفاوضات أنّه سيتمّ تحديد موعد التوجّه إلى الأمم المتحدة خلال الاجتماع القادم للجنة المتابعة للجامعة العربية الذي من المتوقع في 6 أيلولسبتمبر (معا، 17 آبأغسطس 2012).     

أصداء ضعيفة لأحداث يوم القدس في الضفة الغربية وقطاع غزّة 

كما هو الحال في كما عام نظّمت أحداث يوم القدس بمبادرة من إيران في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان. ولم يتمّ الإبلاغ عن تنظيم أحداث في الضفة الغربية بمناسبة هذا اليوم., وكذلك فيقطاع غزّة تمّ تنظيم أحداث لم يحضرها مسؤولون كبار في حكومة حماس. وبعد صلاة يوم الجمعة في المساجد نظّمت الفصائل الفلسطينية مسيرة اشترك بها مئات الأشخاص وخرجت من مساجد غزة باتجاه مركز المدينة (معا، 17 آبأغسطس 2012).

أحداث يوم القدس في قطاع غزة. من اليمين: مسيرة في أنحاء مدينة غزّة (فلسطين – انفواغسطس 2012). من اليسار: مسؤولون كبار في قطاع غزة خلال مسيرة يوم القدس (فالتودي، 17 آبأغسطس 2012)