نظرة على الجهاد العالمي (10 – 16 آذار/ مارس 2016)

الأسبوع

اتفاقية وقف إطلاق النار التي بدأ العمل بها منذ ليلة 26-27 شباط / فبراير صمدت للأسبوع الثالث على التوالي بخصائصها المعروفة: تراجع ملموس في شدة المواجهات وخروقات محلية غير مهمة ومواصلة الضربات الجوية التي تنفذها روسيا ودول التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش وضد التنظيمات التي لا تنطبق عليها اتفاقية وقف إطلاق النار. وأيضاً هذا الأسبوع واصل الجيش السوري عمله على احتلال مدينة تدمر، حيث استولى الجيش السوري بمساعدة جوية روسية على مساحات استراتيجية بالقرب من المدينة وذلك على ما يبدو تهيئاً لاقتحام المدينة واحتلالها من داعش. ومع اكتمال خمس سنوات على اندلاع الحرب الأهلية في سوريا وعشية ابتداء محادثات التسوية في جنيف، أصدر الرئيس الروسي بوتين بياناً مفاجئاً يعلن فيه عن سحب فوري لجزء كبير من القوات الروسية في سوريا (بدأ سحب القوات في 15 آذار/ مارس 2015، أي بعد يوم من صدور البيان). لا نعرف في هذه المرحلة ما هي أسباب هذه الخطوة الروسية المفاجئة وما هي أهدافها السياسية وما هو حجم القوات السورية التي ستظل في سوريا وما ستكون طبيعة عمل الروس لاحقاً. أبرز النظام الروسي في بياناته الانجازات التي تحققت خلال سبعة شهور من التدخل العسكري الروسي في سوريا. لكن وخلافاً للدعاية الروسية (والسورية)فإن الوضع على الأرض أكثر تعقيداً مما يبدو: ميزان التدخل الروسي يدل على أن هذا التدخل أتاح للجيش السوري تنظيم صفوفه، بل وتحقيق إنجازات إقليمية في عدد من ساحات القتال الهامة (محيط حلب، المحيط الشرقي لمدينة حمص وجنوب سوريا). غير أن الخطوات الهجومية التي بدأتها سوريا في مناطق مختلفة لا تبدو لها نهاية في الأفق القريب، حيث لا زال داعش يحافظ على جوهر سيطرته الإقليمية وعموده الفقري العسكري، أما فصائل المتمردين وبضمنهم جبهة النصرة فإنهم يواصلون التمسك بمعاقلهم الأساسية ويهددون مناطق هامة للنظام السوري (من منطقة إدلب على سبيل المثال). وفي ظل هذا الوضع نعتقد أن الخطوة الروسية تنطوي على مخاطر بالنسبة للنظام السوري وأهمها وقف مسيرة الإنجازات التي يحققها الجيش السوري، والتي تحققت بفضل الدعم الروسي. وقد تؤدي هذه الخطوة في الوقت ذاته إلى زيادة ثقة تنظيم داعش بنفسه وزيادة دافعية داعش وجبهة النصرة وغيرها من تنظيمات المتمردين. الوضع في سوريا مع انتهاء خمس سنوات من القتال لا يزال بعيداً عن الحسم وقد يدور الدولاب وينقلب كما حدث في الماضي.

 

تدخل روسيا في الحرب في سوريا

• خلال جلسة عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع وزراء الخارجية والدفاع، أعلن بوتين عن سحب جزء كبير من القوات الروسية المرابطة في سوريا. وذلك على حد قوله لأن التدخل الروسي في سوريا قد حقق معظم أهدافه (موقع الكرملين، 14 آذار/ مارس 2016). أمر بوتين بالشروع بسحب القوات بداية من 15 آذار/ مارس 2016. وعلى حد ما صرح به بوتين ستظل قواعد سلاح الجو والبحرية في طرطوس وفي حميميم تواصل عملها كالمعتاد، لكن سينطلق منها فقط جزء من الطائرات والسفن. ستواصل روسيا تشغيل مركز الدعم الذي يشرف اليوم على تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار (موقع الكرملين، 14 آذار/ مارس 2016). وعلى صعيد مواز أمر بوتين بزيادة الحضور الدبلوماسي لروسيا في محادثات التسوية في جنيف بهدف المساعدة على إنهاء الأزمة في سوريا (الجزيرة، سكاي نيوز، 14 آذار/ مارس 2016).
• ووفقاً لما جاء على لسان وزير الدفاع الروسي، فحتى صدور بيان بوتين نفذ سلاح الجو الروسي حوالي 9000 غارة في سوريا، وهذه الغارات أنزلت ضربة قاسية بموارد التنظيمات الإرهابية (209 منشأة نفطية وحوالي 3000 شاحنة صهريجية). كما قطع سلاح الجو خطوط الإمدادات بين تركيا وسوريا، حيث استخدمت تلك الخطوط لتجارة النفط ونقل الأسلحة. وقال البيان أنه بفضل المساعدات الروسية نجح النظام السوري بتحرير مناطق واسعة في سوريا (حوالي 10,000 كيلومتر مربع وما يقارب 400 قرية وبلدة) وقتل  2,000 من الإرهابيين وبضمنهم 17 قائداً من أصول روسية (RT, 15 آذار/ مارس 2016).
• سحب القوات الروسية من سورية مع تغطية إعلامية بدأ على الفور بعد يوم من صدور بيان بوتين. بداية من 14 آذار/ مارس 2016 أفادت مصادر روسية وعربية عن مغادرة عدد كبير من الطائرات الحربية الروسية من قاعدة سلاح الجو في حميميم على دفعتين. كما وتحدثت التقارير عن مغادرة سفن روسية لميناء طرطوس وإخلاء قوات ومعدات عسكرية. وفي الوقت ذاته أفادت التقارير بأن سلاح الجو الروسي سيواصل ضرب أهداف داعش في تدمر لمساعدة التقدم العسكري الذي حققه الجيش السوري.
• ديوان الرئاسة السوريأصدر بياناً قيل فيه أن فلاديمير بوتين وبشار الأسد قد اتفقا فيما بينهما من خلال مكالمة هاتفية على تقليص حجم القوات الجوية الروسية في سوريا. وذلك على ضوء نجاح الجيش السوري بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في محاربة الإرهاب وكذلك على ضوء عودة الاستقرار الأمني لمناطق كثيرة في سوريا بسبب تقدم إجراءات الصلح. وعلى حد ما جاء في البيان فقد وعدت روسيا بمواصلة مساعداتها لسوريا في مكافحتها للإرهاب (صفحة فيسبوك الرسمية للرئيس السوري، 14 آذار/ مارس 2016). بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والشؤون الإعلامية، قالت أن القرار الروسي هو "تطور طبيعي" على ضوء وقف إطلاق النار وتحقيق جميع الأهداف التي اتفقت عليها روسيا وسوريا. وأكدت المستشارة أن سوريا لم تفاجأ بالقرار وادعت أن الجيش السوري قادر ليس على حفظ الأراضي التي احتلها فحسب، بل قادر أيضاً على توسيع مناطق سيطرته (الميادين، 15 آذار/ مارس 2016; RT, 14 آذار/ مارس 2016).

اتفاقية وقف إطلاق النار – الوضع الراهن

• دخلت اتفاقية وقف إطلاق النار أسبوعها الثالث.كذلك في الأسبوع المنصرم صمدت اتفاقية وقف إطلاق النار بخصائصها المعروفة،, أي: تراجع ملحوظ في شدة المواجهات وخروقات محلية عديمة الأهمية ومواصلة الضربات الجوية ضد داعش وضد غيره من التنظيمات التي لا تنطبق عليها اتفاقية وقف إطلاق النار، ومواصلة الحملة العسكرية الشاملة التي يقودها الجيش السوري ضد داعش في محيط مدينة تدمر. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن من المتوقع أن يمتد وقف إطلاق النار لأكثر من الأسبوعين اللذان تحددا له وذلك لأنه لم يعرب أي من الأطرف في سوريا عن رغبته بإنهائه (صفحة تويتر سفارة الولايات المتحدة في سوريا، 12 آذار/ مارس 2016).
• تنشر وزارة الدفاع الروسية من حين لآخر وثيقة صادرة عن مركز التنسيق في سوريا تقدم من خلالها تقريراً عن انتهاكات وقف إطلاق النار. وبحسب تلك التقارير فقد حدث خلال الأسبوع الأخير ما معدله عشرة انتهاكات يومياً. وقالت وزارة الخارجية الروسية أن سلاح الجو الروسي والسوري لم ينفذا غارات ضد فصائل المعارضة السورية التي أعلنت التزامها بوقف إطلاق النار (تاس، 9 آذار/ مارس 2016). كما وتحدثت التقارير عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات المحلية الأخرى مع بعض الفصائل التي قبلت بشروط وقف إطلاق النار (صفحة تويتر وزارة الدفاع الروسية، 12 آذار/ مارس 2016). وعلى حد قول وزير الدفاع الروسي، فقد بلغ عدد التنظيمات التي انضمت لاتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا 42 تنظيماً وهناك محادثات لضم تنظيمات أخرى (سبوتنيك، 12 آذار/ مارس 2016).

الحرب الدولية ضد داعش

• واصل التحالف برئاسة الولايات المتحدة ضرب أهداف داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية التي لا تنطبق عليها اتفاقية وقف إطلاق النار في العراق وسوريا. وقامت طائرات دول التحالف هذا الأسبوع بتنفيذ عشرات الضربات الجوية. في سوريا تمركزت الضربات في مناطق مراع (إلى الشمال من حلب) والحسكة وتدمر والرقة. وفي العراق تمركزت الضربات بالأساس في مدن الرمادي وسنجار والموصل. وكشف موظفون كبار من الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة قد نفذت في العراق سلسلة من الضربات الجوية ضد منشآت لداعش تعمل على صناعة المواد الكيماوية. ووفقاً لما أفادت به التقارير فقد استندت تلك الضربات إلى معلومات استخبارية تم الحصول عليها من خلال استجواب أحد أبرز قيادات التنظيم الذي وقع في الأسر قبل أسابيع  (CNN, 9 آذار/ مارس 2016).

تركيا

• واصل الجيش التركي هذا الأسبوع أيضاً إطلاق النار من الأراضي التركية باتجاه أهداف لداعش وباتجاه القوات الكردية في الأراضي السورية.مندوب القوات الكردية في منطقة عفرين، على مقربة من الحدود التركية السورية، قال أن تركيا تخرق اتفاقية وقف إطلاق النار يومياً. وعلى حد أقواله فإن الأكراد يتهيئون لتقديم شكوى للأمم المتحدة ولغيرها من الهيئات للاحتجاج على أعمال تركيا (رويترز، 9 آذار/ مارس 2016). كما وقال الجيش التركي أنه أطلق النار باتجاه قرية شويرين(Shwireen) التي يسيطر عليها داعش والتي تبعد ما يقارب 9 كيلومترات إلى الجنوب من الحدود التركية السورية. وفي شريط مصور نشره الجناح الإعلامي لداعش تظهر بعض البيوت التي تضررت جراء القصف (أعماق؛ vid.me, 13 آذار/ مارس 2016).

أهم التطورات في سوريا

محافظة حمص

الجي شالسوري يواصل جهوده لاحتلال مدينة تدمر

• تتواصل جهود الجيش السوري لاحتلال مدينة تدمرإلى الشرق من مدينة حمص. يبدو أن القتال لا يزال مستمراً في أطراف المدينة. وأفادت التقارير بأن الجيش السوري قد نجح بالتقدم واحتلال بعض المناطق الاستراتيجية إلى الغرب من مدينة تدمر. وفي منطقة القريتين إلى الجنوب الشرقي من مدينة حمص، نجح الجيش السوري في احتلال منطقة استراتيجية إلى الغرب من المدينة (المنار، 10 آذار/ مارس 2016). يبدو إذن أن الجيش السوري يطوّق تلك المدينيتن استعداداً لاقتحامهما واحتلالهما من داعش.
• المجهود السوري لاحتلال مدينة تدمر مسنود بدعم روسي جوي مُكثف.ضربت الطائرات الروسية أهداف لداعش في المدينة وفي محيطها. كما وساعدت الطائرات الروسية في عزل المدينة من خلال ضرب المحاور المؤدية منها إلى المناطق التي يسيطر عليها داعش في شرق الدولة (الدرر الشامية، 12 آذار/ مارس 2016). وقد تسببت الضربات الجوية والقتال الدائر في تدمر ومحيطها إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان باتجاه الشرق، ومن جملة المناطق التي لجأ إليها السكان مدينة الرقة ومحيطها الريفي.

معبرالتنف

• في منطقة معبر التنف تواصلت المناوشات بين فصائل المتمردين وبين تنظيم داعش.فمع بداية الحملة السورية لاحتلال مدينة تدمر، حاولت قوة من المتمردين الاستيلاء على المعبر. ومنذ ذلك الحين يبدو أن السيطرة على المعبر قد انتقلت من أيدي لأيدي أخرى. يبدو هذا الأسبوع أن فصائل المتمردين قد احتلت المعبر مرة أخرى من مقاتلي داعش (حساب تويتر داعش عاجل@DaeshAjel3, 12 آذار/ مارس 2016).

مناوشات في محافظات أخرى في أنحاء سوريا

• تواصلت المناوشات المحلية بين قوات مختلفة في محافظات أخرى في سوريا، سواء في محافظات تنطبق عليها اتفاقية وقف إطلاق النار وسواء في محافظات أخرى لا تنطبق عليها:

• محافظة حلب:تواصلت المواجهات المحلية بين القوات الكردية وبين داعش الذي يمارس ضدها حرب العصابات. قام تنظيم داعش هذا الأسبوع بتنفيذ عمليتين انتحاريتين ضد ثكنة للقوات الكردية  في منطقة سد تشرين(سوريا مباشر، 11 آذار/ مارس 2016).

• محافظة الحسكة: تكبدتالقوات الكردية خسائر بالأرواح نتيجة عملية انتحارية نفذها مخرب انتحاري في غرب مدينة الحسكة (سوريا مباشر، 12 آذار/ مارس 2016).
• دير الزور: تواصلت المواجهات بين القوات السورية وبين مقاتلي داعش في منطقة المطار العسكري. كما وقام تنظيم داعش بعدد من الهجمات في بعض أحياء المدينة. وقامت القوات السورية بتفجير نفق في المدينة مما أدى إلى انهيار عدد من المباني التي كان يتواجد فيها مقاتلو داعش (الدرر الشامية، 13 آذار/ مارس 2016).
• إدلب: دارت في المحيط الريفي لإدلب مواجهات بين قوات جيش سوريا الحر وبين مقاتلين من جبهة النصرة. وأفادت التقارير بأن مقاتلي جبهة النصرة نجحوا في الاستيلاء على مستودع للأسلحة والذخائر تابع لجيش سوريا الحر(الميادين، 13 آذار/ مارس 2016).
• منطقة دمشق: دارت مواجهات في القسم الجنوبي من مخيم اليرموك للاجئين بين مقاتلين من داعش وأنصارهم وبين جبهة النصرة (sputniknews, 3 آذار/ مارس 2016; arabi21, 7 آذار/ مارس 2016; وكالة فلسطين حرة، 10 آذار/ مارس 2016).
• جنوب سوريا: لواء شهداء اليرموكالمحسوب على داعش، عيّن في 7 آذار/ مارس 2016 "أميراً" جديداً يُدعى أبو عبد الله المدني. الأمير الجديد من أصول سعودية ويأتي خلفاً للأمير السابق أبو عبيدة القحطاني الذي تم تعيينه في منصب آخر إثر مقتل مؤسس التنظيم أبو علي البريدي على ايدي تنظيم جبهة النصرة (تشرين ثاني/ نوفمبر 2015).
• منطقة درعا: دارت مواجهات بين قوات المتمردين وبين مقاتلين من داعش في قرية عين البيضاء، إلى الشمال الشرقي من درعا. أفادت التقارير عن سقوط قتلى في الطرفين (أعماق، 11 آذار/ مارس 2016, المركز السوري لحقوق الإنسان، 12 آذار/ مارس 2016).

أهم التطورات في العراق

محافظة الأنبار

• تتواصل جهود الجيش العراقي لتطهير مدينة الرمادي ومحيطها من وجود داعش.أما تنظيم داعش فيواصل تنفيذ عمليات حرب العصابات ضد الجيش العراقي في ضواحي المدينة ومحيطها. زعم داعش انه في 9 آذار/ مارس 2016 استولى على أربع ثكنات للجيش العراقي في شمال الرمادي. قُتل في هذا الهجوم 25 جندياً عراقياً (أعماق، 9 آذار/ مارس 2016). في 13 آذار/ مارس 2016 أعلن داعش أن مقاتليه قد نفذوا عملية ضد مواقع للجيش العراقي إلى الشمال الغربي من مدينة الرمادي، حيث أسفرت العمليات عن مقتل عشرين جندياً عراقياً وإصابة عشر ناقلات جند مصفحة (أعماق، 13 آذار/ مارس 2016).

حدودالعراق مع العربية السعودية

• أعلن جيش العراق أن قوة من حرس الحدود العراقي صدّت هجوماً لداعش ضد موقع لحرس الحدود العراقي في مخفر مكر النعام الحدودي، على الحدود بين العراق والعربية السعودية. وبحسب ما ورد في التقرير فقد قام مقاتل من داعش خلال القتال بتفجير سيارة مفخخة يقودها مخرب انتحاري (السمورية، 12 آذار/ مارس 2016).
• أفاد موظفون عراقيون كبار وشخصيات رفيعة من قوات البشمركة الكردية أن تنظيم داعش قد قام بتنفيذ هجومين استخدم فيهما السلاح الكيماوي. تمت الهجمات في 12 آذار/ مارس 2016 في منطقة حازة (إلى الجنوب من كركوك). وأسفرت الهجمات عن مقتل طفلة وجرح حوالي ستمائة شخص (The Star, 12 מרץ 2016).
• وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت رسمياً عن اعتقال سليمان داوود العفاري، رئيس دائرة تطوير السلاح الكيماوي في داعش. وقد تم اعتقاله أثناء مداهمات تمت في العراق في الشهر الماضي. وقد قامت القوات الأمريكية بتسليم العفاري للسلطات العراقية  (الجزيرة، 9 آذار/ مارس 2016; نيو يورك تايمز، 9 آذار/ مارس 2016).

ممارسات الدولة الإسلامية

عشرات الآلاف من وثائق داعش تسقط في قبضة المخابرات الألمانية

• عشرات الآلاف من وثائق داعشوتشمل أسماء وعناوين وأرقام هواتف لأكثر من 22 ألف من مقاتلي داعش تم تسليمها للمخابرات الألمانية. وقد تم عرض بعض المستندات في وسائل الإعلام. وقد تم الحصول على تلك المستندات من قائد شرطة الأمن الداخلي سابقاً في داعش، المدعو أبو حامد،  والذي خدم في جيش سوريا الحر وانشق عنه لينضم لداعش (سكاي نيوز، 10 آذار/ مارس 2016). ومن جملة المستندات التي تم تسليمها هناك استبانات تابعة لمديرية الحدود في داعش، وهي الهيئة المسؤولة عن استيعاب المتطوعين الأجانب في صفوف التنظيم. ووفقاً لتلك المستندات هناك مواطنون من أكثر من 51 دولة ممن سلموا بياناتهم الشخصية في استمارات قاموا بتعبئتها لطلب الالتحاق بالتنظيم. ومن جملة الأسماء تم العثور على أسماء المخربين الثلاثة الذين نفذوا العملية في مسرح بتكلان في باريس في شهر تشرين ثاني/ نوفمبر 2015  (غولف نيوز، 12 آذار/ مارس 2016).

تقارير عن مقتل شخص بارز في داعش من أصول شيشانية أو إصابته بجروح خطيرة

• أعلن جيش الولايات المتحدة أن عمر الشيشاني،وهو قائد عسكري رفيع في داعش، قد قُتل في غارة جوية في 4 آذار/ مارس 2016 في مدينة شدادي إلى الجنوب من الحسكة (التي سقطت بأيدي القوات الكردية). وبحسب رواية المركز السوري لمتابعة حقوق الإنسان، فقد نجا أبو عمر الشيشاني من الغارة الجوية التي تمت ضد قافلة سيارات كان يسافر فيها. قُتل بعض المقاتلين الذين كانوا معه في القافلة، أما هو فقد أصيب بجروح خطيرة وتم نقله إلى محافظة الحسكة إلى مستشفى في مدينة الرقة، حيث يتلقى هناك العناية الطبية من طبيب من داعش من أصول أوروبية. وبحسب ما أفادت به بعض التقارير فإنه في حالة موت سريري (المركز السوري لحقوق الإنسان؛ العربية، 13 آذار/ مارس 2016). وكالة الأنباء التابعة لداعش، أعماق، نفت نبأ موت عمر الشيشاني (الجزيرة، 15 آذار/ مارس).

مصر وشبه جزيرة سيناء

• واصلت قوات الأمن المصرية هذا الأسبوع أعمالها ضد ولاية سيناء داعش وخاصة في مناطق الشيخ زويد والعريش ورفح. وأفادت التقارير عن سقوط عشرات القتلى من صفوف ولاية سيناء داعش وجرح الكثيرين غيرهم (بورتال فيتو، 12 آذار/ مارس 2016) كما وأفادت التقارير عن اعتقال العديد من النشطاء. وبالمقابل واصل مقاتلو داعش ممارسة حرب العصابات ضد قوات الأمن المصرية وخاصة على هيئة زرع العبوات الناسفة ضد السيارات العسكرية. وأفادت التقارير الإخبارية عن مقتل وجرح عدد من أفراد قوات الأمن المصرية، بالأساس جراء تفجير عبوات ناسفة.
• نشرت ولاية سيناء داعش شريطاً مصوراً عنوانه "رحيق الحياة" (Rahiq al Hayah). ويظهر في الشريط ثلاثة مخربون انتحاريون من التنظيم يحمدون الله على منحهم فضل تنفيذ عملية انتحارية. ويقرأ الانتحاريون وصاياهم ويعدون فيها بمواصلة الحرب ضد "الطغاة وأتباعهم" (أي النظام المصري) وتفجير السيارات المفخخة وتحرير الأسرى. وفي نهاية الشريط تظهر العمليات الانتحارية التي نفذوها (إصدارات الدولة الإسلامية، 10 آذار/ مارس 2016).

الفلسطينيون وعرب إسرائيل

• عربي إسرائيلي يُدعى خليل صالح السيد، من سكان مدينة أم الفحم، قُتل على ما يبدو في غارة للطائرات الأمريكية بينما كان يقاتل في صفوف داعش في سوريا. يبلغ القتيل من العمر 28 سنة وهو متزوج وأب لطفل، وقد وصل إلى سوريا قبل ثلاث سنوات عن طريق تركيا. وعلى حد أقوال أسرته فقد انقطع الاتصال معه منذ وصوله إلى سوريا. علمت أسرته بنبأ مقتله من خلال شبكات التواصل الاجتماعية (Ynet, 13 آذار/ مارس 2016).

الجهاد العالمي في دول أخرى

ليبيا

مقابلةصحفية مع زعيم داعش في ليبيا

• في العدد الجديد من مجلة داعش "النبأ" الصادر في 8 آذار/ مارس 2016، تم نشر مقابلة مع عبد القادر النجدي، الأمير الجديد للولايات الليبية في الدولة الإسلامية. وقيل أن النجدي جاء خلفاً لأبو مغيرة القحطاني الذي قُتل في غارة جوية لسلاح الجو الأمريكي في شهر تشرين ثاني/ نوفمبر 2015 (justpaste.it, 8 آذار/ مارس 2016).
• وفي المقابلة يناشد النجدي جميع المسلمين للهجرة إلى مركز الخلافة في الدولة الإسلامية (أي العراق وسوريا) وكذلك لمناطق أخرى ومن جملتها ليبيا. وعلى حد قوله فإن الدولة الإسلامية في ليبيا لا تزال في بداية طريقها، لكنها تسير على درب العراق وسوريا. وقد أسست هيئاتها ومؤسساتها ومن ضمنها شرطة الآداب وجهاز لمساعدة المحتاجين وجهاز قضائي وغيرها. وهذه المؤسسات على حد قوله تقيم علاقة متواصلة مع المؤسسات الموازية لها في الدولة الإسلامية. وتطرق النجدي في المقابلة بشكل استهزائي للأنباء التي تحدثت عن تشكيل تحالف دولي ضد داعش في ليبيا. وهدد النجدي حكام الدول المجاورة لليبيا مثل تونس ومصر بأن لا شيء يمنع مقاتلي داعش من الوصول إليهم وتصفية حكمهم. وأعرب النجدي عن أمله بان يكون مقاتلي داعش في ليبيا هم فاتحي روما (justpaste.it, 8 آذار/ مارس 2016).

الكشف عن اسم الأمير الجديد في وسائل إعلام داعش قد يدل على تعزز ثقة فرع التنظيم في ليبيا، حيث بدأ الفرع يعزز وجوده باستمرار في إقليم حكمه في سرت. ويلعب النشطاء الخارجيون دوراً مركزياً في استقرار الفرع وهذا هو سبب مناشدة النجدي للمسلمين بالهجرة إلى ليبيا. ليبيا هي الدولة الوحيدة غير العراق وسوريا والتي نجح داعش فيها بتأسيس جهاز حكم يسيطر على السكان وعلى البني المنشآت السياسية. ووفقاً لمزاعم داعش كما تم التعبير عنها في المقابلة مع النجدي، فإن جهاز الحكم هذا يقيم علاقة مع الأجهزة الموازية له في العراق وسوريا بالرغم من البعد الجغرافي بينها.

• ما زالت منطقة غرب أفريقيا تشكل مركزاً للأعمال الإرهابية التي يمارسها فرع القاعدة:في 13 آذار/ مارس 2016 هاجم ستة مخربون مسلحون فندقين في المدينة السياحية جراند بسام، في ساحل العاج (تقع على مبعدة نحو 40 كيلومتر عن العاصمة أبيجان). لقي ما لا يقل عن 16 شخصاً مصرعهم في هذه العملية ومن جملتهم أربعة أوروبيون وعشرة من السكان المحليين (منهم جنديين). أصيب 22 شخصاً بجروح. اقتحم المسلحون الستة الفندق واحتجزوا فيه عدد من الرهائن. بعضهم انتقل إلى الفندق المجاور وأطلقوا النار على المستجمين فيه. كما وسُمع إطلاق نار من منطقة الشاطئ. قُتل المخربون الستة الذين شاركوا في العملية. تنظيم القاعدة في المغرب (AQIM) تبنى المسؤولية عن تنفيذ العملية. وفي بيان نشره التنظيم أثنى على "أبطاله" الذين نجحوا في اقتحام الفندق (أول أفريقا، 14 آذار/ مارس 2016).

أعمال توعوية

• محافظة الرقة في الدولة الإسلامية نشرت شريطاً مصوراً عنوانه "يا أحفاد الصحابة في لبنان" ويتضمن الشريط نداء إلى سكان لبنان لمبايعة تنظيم داعش ومحاربة "الطغاة" اللبنانيين الذين يحكمون الدولة الآن. ويتطرق مقاتلو التنظيم في شريطهم إلى تنظيم حزب الله الذي ترعاه إيران، حيث أسموه "منظمة إجرامية" تخرب لبنان وتحارب إلى جانب نظام الأسد. وينادي الشريط المسيحيين في لبنان لاعتناق الإسلام وينادي بفرض حكم الشريعة الإسلامية على لبنان (issdarat, 11 آذار/ مارس 2016). وفي هذا الشريط بتقديرنا رد على الهجوم الإعلامي الذي يطلقه حزب الله على الساحة اللبنانية الداخلية ضد داعش وضد غيره من التنظيمات الجهادية.

مقالات أخرى متصلة