نظرة على الجهاد العالمي ( 15-9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017)

أهم الأحداث هذا الأسبوع

• في مدينة البوكمال تدور معركة شرسة على آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. احتلت القوات السورية المدينة (وسارعت إلى إصدار بيان بشأن استكمال تحرير المدينة)، لكنها اضطرت للانسحاب منها إثر هجوم مضاد شنه مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية، حيث كانوا يختبئون في أنفاق حفروها في وسط المدينة. وتستعد القوات السورية والمليشيات الرديفة لها لشن هجوم آخر على البوكمال.
• حرر الجيش العراقي مدينة القائم والبلدات المحيطة بها ويتجه الآن شرقاً ويستعد حالياً لاحتلال مدينة راوه، آخر معاقل الدولة الإسلامية في العراق. وأعلن الجيش العراقي بأنه سيعلن في غضون أيام معدودة عن انتصاره التام على الإرهاب في العراق.
• وقعت روسيا والولايات المتحدة والأردن على مذكرة مبادئ في عمان (8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). ومن جملة ما تضمنته المذكرة تقليص القوات الأجنبية إلى أن يتم إخلائها نهائياً من المنطقة لأجل تعزيز وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا (المحيط الذي يشمل كذلك منطقة القنيطرة). يكتنف مذكرة المبادئ بعض الغموض بشأن إخلاء القوات الأجنبية، حيث لا تتطرق المذكرة إلى جنسية القوات الأجنبية ولا تحدد جدولاً زمنياً لخروجها ولا تشير إلى الأماكن التي ستنسحب إليها تلك القوات.
• وعلاوة على ذلك فإن مذكرة التفاهم تتناول جنوب غرب سوريا ولا تتطرق إلى إخراج القوات الأجنبية من سوريا بأكملها. وفي هذا السياق أوضح وزير الخارجية السورية لافروف أن وجود القوات الروسية والقوات الإيرانية في سوريا هو أمر مشروع، حيث قدمت هذه القوات إلى سوريا بدعوة من حكومة سورية شرعية وهذه المسألة لم يتم مناقشتها خلال المحادثات في عمان.

روسيا ودول التحالف

مذكرة تفاهم بين روسيا والولايات المتحدة والأردن بخصوص وقف إطلاق النار في جنوب سوريا

• في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 تم التوصل في عمان إلى مذكرة مبادئ (Memorandum of Principles) بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن. وجاء على لسان سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي أن مذكرة المبادئ تتناول وضع آلية لتطبيق اتفاقية منع التصعيد في جنوب غرب سوريا (تاس، 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) ^[1]. ومن جملة ما تحدده المذكرة تقليص القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب وبالتالي إخراجهم لأجل تعزيز وقف إطلاق النار والسلام في جنوب غرب سوريا: “This memorandum reinforces the success of the ceasefire initiative، to include the reduction، and ultimate elimination of foreign forces and foregin fighters from the area to ensure a more sustainable peace” (بيان الناطق عن الخارجية الأمريكية، 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، موقع وزارة الخارجية الأمريكية. ونشر موقع الكرملين في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 صيغة مماثلة لهذه الجملة). صيغة تطرق مذكرة المبادئ إلى إخراج القوات الأجنبية يشوبها الالتباس. حيث لا تحدد المذكرة هوية القوات الأجنبية وامتنعت كذلك عن تحديد جدول زمني لخروجها من جنوب غرب سوريا وليس فيها إشارة إلى الأماكن التي ستتوجه إليها تلك القوات بعد خروجها.
• سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، قال في هذا السياق أن وجود القوات السورية والإيرانية هو وجود شرعي وتم بناء على دعوة من حكومة سورية شرعية. وعلى حد قوله فإن انسحاب إيران أو القوات “الموالية لإيران” من سوريا لم يُطرح في المحادثات التي أجرتها روسيا [في عمان] مع الولايات المتحدة. كل ما تم الاتفاق بشأنه هو انسحاب الوحدات غير السورية من خطوط التماس في هذه المنطقة الساخنة من سوريا: (“Seeking non-Syrian units’ withdrawal from the line of engagement in this difficult region of Syria is that what we agreed (on” (تاس، 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
• امتنعت إسرائيل عن التعقيب رسمياً على مذكرة التفاهم مع أنها تتصل مباشرة بهضبة الجولان وبمصالحها الأمنية^[2]. نشر الإعلام الإسرائيلي أنباء غير رسمية مفادها أن الجهاز الأمني الإسرائيلي يخشى أن المذكرة (التفاهمات السرية التي ربما توصلت إليها الأطراف) تضمن في هذه المرحلة إبعاد الإيرانيين والمليشيات الموالية لهم مسافة قصيرة نسبياً عن الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان. كما وتعرب إسرائيل عن قلقها إزاء انعدام رغبة الدول العظمى للقيام بعمل حقيقي يؤدي إلى إخراج الإيرانيين من سوريا عموماً ومن جنوب سوريا على وجه الخصوص (تقرير عاموس هرئيل، هآرتس، 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

بيان مشترك للرئيسين الأمريكي والروسي (10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017)

• وفي بيان مشترك صدر بعد لقاء تم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمةAPEC المنعقدة في فيتنام، أعرب الرئيسان عن ارتياحهما من التنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث ساهم هذا التنسيق في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية. واتفق الرئيسان على المحافظة على قنوات الاتصال العسكرية لأجل المساعدة على حفظ أمن القوات الأمريكية والروسية العاملة في سوريا ولمنع الصدام بين القوات الشريكة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وأكد الطرفان مواصلة هذه الجهود إلى أن تتحقق هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية نهائياً.
• كما وأكد الرئيسان في بيانهما أن الحل العسكري في سوريا غير وارد ودعوا جميع الأطراف المختصة إلى الانخراط في العملية السياسية التي ستستند إلى القرار 2254 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإلى مسار جنيف. كما وعبر الرئيسان عن التزامهما بالحفاظ على مناطق منع التصعيد في سوريا وأكدا التوقيع على مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 في عمان بين روسيا والولايات المتحدة والأردن بشأن خفض التصعيد في جنوب سوريا (موقع وزارة الخارجية الأمريكية وموقع الكرملين، 11 تشرين أول/ أكتوبر 2017).

رئيس هيئة الأركان الروسية يلخص القتال في سوريا

• وفي كلمة ألقاها فاليري غراسيموف، قائد هيئة أركان الجيش الروسي، أمام هيئة وزارة الدفاع الروسية، لخّص فيها المعركة في سوريا. فيما يلي بعض الأمور التي أدلى بها بخصوص القتال في سوريا (موقع وزارة الدفاع الروسية، 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017):
  • الجيش الروسي يقاتل في سوريا تنظيمات إرهابية كبيرة كانت مجهزة بالأسلحة والعتاد الذي شمل 1500 دبابة وعربات مصفحة وأكثر من 1200 مدفع وقاذفة. معظم هذه الأسلحة تم الاستيلاء عليها كغنائم من القوات السورية والعراقية. ولم تنقطع تلك التنظيمات الإرهابية من التزود بالذخائر والإمدادات التي كانت تتجدد طيلة وقت القتال.
  • كان مستوى تماسك وتدريب التنظيمات الإرهابية شبيهاً بتماسك وتدريب الجيش السوري. عملت التنظيمات الإرهابية بطريقة ذكية وغير مألوفة على الصعيد الاستراتيجي، وخاصة في المناطق المدنية. ففي كل منطقة مأهولة كانت تحارب فيها تلك التنظيمات كانت هناك منطقة محصنة مع أجهزة نيران جيدة التجهيز والإعداد ومدعومة بمنظومة ذكية من العوائق الهندسية وشبكات اتصال تحت ارضية.
  • عند بداية التدخل الروسي في سوريا كانت التنظيمات الإرهابية تسيطر على 70% من الأراضي السورية. وأثناء التدخل الروسي الذي استمر لسنتين نجحت القوات الروسية ليس فقط في قلب موازين القتال لصالح القوات السورية، بل نجحت كذلك في تصفية قوات كبيرة من التنظيمات الإرهابية وتحرير مدن رئيسية. وبالمُجمل تم تحرير أكثر من ألف بلدة وتصفية 54000 من عناصر التنظيمات الإرهابية (ومنهم أكثر من 2800 من سكان روسيا و 1400 من دول الاتحاد السوفييتي سابقاً).

اهم التطورات في سوريا

محيط دير الزور

بعد تحرير مدينة دير الزور وتطهير محيطها من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، بدأ النظام السوري بالعمل على إعادة الحياة فيها إلى مجراها الطبيعي بأسرع ما يمكن. محافظ دير الزور، محمد إبراهيم سمرة، قال أنه تم حث كافة الوزارات على تسريع إعادة تشغيل الخدمات الأساسية والإنتاج الزراعي والصناعي. وسلم الجيش السوري للنظام السوري آلاف الأطنان من الطحين كان تنظيم الدولة الإسلامية قد سرقها وكذلك ثلاث مطاحن للدقيق (سانا، 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). في غضون ذلك يواصل تنظيم الدولة الإسلامية تنفيذ عمليات في مناطق حررتها القوات السورية، وذلك لإثبات انه لا يزال يمتلك قدرات لا بأس بها على تنفيذ العمليات.

• وفي المحيط الممتد بين دير الزور والبوكمال يواصل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية تنفيذ عمليات حرب العصابات لاستهداف القوات السورية. حيث قام عناصر تنظيم الدولة الإسلامية هذا الأسبوع بعملية إطلاق قذائف صاروخية على مواقع للجيش السوري إلى الجنوب من مدينة الميادين (9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). كما وتم تنفيذ عملية انتحارية مشتركة في المطار العسكري في دير الزور (13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
• في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 قام إرهابي من تنظيم الدولة الإسلامية من أصل شيشاني بتفجير سيارة ملغمة في المطار العسكري في دير الزور. ومن ثم تسلل خمسة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية من أصول شيشانية إلى المطار بسيارة، حيث كانوا يرتدون زي الجيش الروسي. ومن ثم ترجل هؤلاء العناصر من السيارة وراحوا يطلقون النار بجميع الاتجاهات. وخلال تبادل النيران تم تصفية عناصر التنظيم، غير أن أحدهم قام بتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف كان يرتديه. وأفادت الأنباء بأن العملية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 13 عسكري سوري وروسي (خطوه، 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017؛ المرصد السوري لحقوق الإنسان، 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

المعركة على البوكمال

وفي مدينة البوكمال تدور معركة شرسة على آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. الجيش السوري والمليشيات الشيعية الرديفة احتلت المدينة لكنها اضطرت للانسحاب منها إثر هجوم مضاد شنه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين كانوا يختبئون في أنفاق حفروها وسط المدينة. وتستعد القوات السورية والمليشيات الشيعية حالياً للقيم بهجوم آخر على المدينة.

• في مدينة البوكمال، آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يدور قتال شرس بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين الجيش السوري والمليشيات الشيعية برعاية إيران. ويبدو لنا أن تنظيم حزب الله والمليشيات الشيعية تلعب دوراً هاماً في المعركة على مدينة البوكمال، حيث تشمل تلك المليشيات مقاتلين من لواء الفاطميون (المليشيا الأفغانية) ومن لواء الزينبيون (المليشيا الباكستانية) ومليشيات عراقية.
• وفي هذه المرحلة (صباح يوم 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) لا تزال مدينة البوكمال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. فيما يلي صورة الوضع الراهن المتوفرة لنا:
  • في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 احتلت القوات السورية بالتعاون مع المليشيات السورية مدينة البوكمال (التلفزيون السوري، 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). قامت هيئة الأركان السورية وقائد القوات الروسية في سوريا سيرغي سوروبكين بإصدار بيانات بشأن تحرير المدينة (التلفزيون السوري، 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017؛ موقع وزارة الدفاع الروسية، 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
  • في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 نجح عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في استعادة السيطرة على مدينة البوكمال. قام عناصر التنظيم بهجمات مضادة من خلال استخدام الأنفاق التي حفروها وسط المدينة واختبأوا فيها قبل الهجوم. وتكبد الطرفان خسائر كبيرة بالأرواح. تراجعت المليشيات الرديفة للجيش السوري إلى المحيط الجنوبي والمحيط الشرقي للمدينة، وتستعد من هناك لتجديد هجومها على المدينة. قام الجيش السوري والمليشيات الرديفة بقصف مدفعي كثيف على البوكمال وقامت طائرات (روسية؟) بضرب مواقع في المدينة (المرصد السوري لحقوق الإنسان، 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017؛ الجزيرة، 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

التقاء القوات السورية مع المليشيات الشيعية على الحدود العراقية السورية

• وفي شريط مصور منقول عن مؤسسة الإعلام الحربي لحزب الله يظهر مقاتلو حزب الله عند التقائهم مع مليشيات الحشد الشعبي (هيئة شاملة للمليشيات الشيعية في العراق) على الحدود العراقية السورية. وأشارت الكتابة الظاهرة في الشريط المصور بأن هذا “التقاء القوات السورية والعراقية”. وقد تم هذا الالتقاء قبل قيامهم بتطويق مدينة البوكمال. ويظهر في الشريط المصور المقاتلون وهم يرفعون رايات المليشيا الشيعية العراقية المُسماة حركة النجباء^[3] ورايات حزب الله والعلم السوري (حساب تويتر الإعلام الحربي المركزي لحزب الله، 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

   
على اليمين: التقاء مقاتلي حزب الله مع قوات الحشد الشعبي العراقي قبل تطويق مدينة البوكمال. على اليسار: راية حركة النجباء التابعة للحشد الشعبي العراقي مرفوعة في نقطة الالتقاء مع مقاتلي حزب الله (حساب تويتر الإعلام الحربي المركزي لحزب الله، 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

الرقه

• أفادت شبكة الـ BBC عن صفقة سرية أتاحت لمئات المقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم الهروب من الرقة بعد أن قامت قوات سوريا الديمقراطية (SDF) باحتلال المدينة. وقد تم تنفيذ الصفقة كما يبدو برعاية التحالف الدولي والقوات الكردية التي سيطرت على المدينة. وبموجب هذه الصفقة هربت من المدينة قافلة ضمت عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية بمن فيهم قيادات بارزة في التنظيم. كما وهرب مقاتلون أجانب إلى أنحاء سوريا ووصل بعض منهم إلى تركيا. وهناك صور تم التقاطها سراً شوهدت فيها عشر شاحنات استخدمها عناصر التنظيم للخروج من المدينة، حيث كانوا يحملون معهم الأسلحة والذخائر. وعلى إثر تحقيق أجرته شبكة الـBBC اعترفت قوات التحالف بأنها كانت شريكة في الصفقة وأن حوالي 250 مقاتل من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وعوائلهم خرجوا من المدينة (BBC، 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

حلب

• أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلامية سورية وعربية عن مقتل حوالي تسعون مواطناً وجرح عشرات غيرهم جراء ثلاث غارات جوية قام بها سلاح الجو الروسي في قلب سوق في مدينة الأتارب (إلى الغرب من حلب). المنطقة التي تم ضربها أُعلنت كمنطقة منع تصعيد وتسيطر عليها قوات متمردين وبضمنها هيئة تحرير الشام (ABC News، 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). نفت القاعدة الروسية في حميميم الأنباء عن هجوم طائرات روسية على مواطنين في منطقة الأتارب (صفحة فيسبوك قاعدة حميميم، 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

أهم التطورات في العراق

استعدادات لاحتلال راوه، أخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق

بعد احتلال مدينة القائم أعلن الجيش العراقي عن تحرير مدينة رمانة إلى الشمال من القائم ومعها عشرات القرى في المنطقة. والآن يستعد الجيش العراقي لاحتلال قضاء راوه الواقعة على مبعدة حوالي سبعون كيلومتراً إلى الشرق من القائم، وهي آخر معاقل الدولة الإسلامية في العراق. وأعلن الجيش العراقي بانه سيعلن في غضون أيام معدودة عن الانتصار التام على الإرهاب في العراق (حساب تويتر IRAQI NATIONAL ARMY@Defense_Iraq، 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

 

   
القوات العراقية في منطقة الرمانة (السومريه نيوز، 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

أعمال قوات الأمن العراقية ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في أنحاء العراق

• على الرغم من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، لا تزال هناك خلايا محلية للتنظيم في أجزاء متفرقة من العراق. حيدر العبادي، رئيس الحكومة العراقية، حذر من تنقل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بين محافظة كركوك ومحافظة صلاح الدين. وطالب العبادي من قوات الأمن العراقية التفتيش عن خلايا تنظيم الدولة الإسلامية النائمة في تلك المناطق (العربيه، 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
• فيما يلي أهم العمليات التي قامت بها قوات الأمن العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية:
  • قوات الأمن العراقية تقتل 13 إرهابياً انتحارياً بينما كانوا يستحكمون في نفق إلى الغرب من تكريت، على مبعدة حوالي 158 كيلومتر إلى الشمال من بغداد. وبناء على معلومات استخبارية جمعتها أطراف أمنية عراقية، قدمت إلى الموقع قوات من الشرطة العراقية مستعينة بسلاح الجو العراقي وقتلت عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (السومريه نيوز، 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
  • الجيش العراقي يهاجم حشداً لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في ثلاث قرى في قضاء طوزخورماتو (Tuzkhurmatu)، في محافظة صلاح الدين. أسفر الهجوم عن قتل وجرح عدد من عناصر التنظيم، أما باقي العناصر فقد هربوا باتجاه الصحراء (العربيه، 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
  • أعلن الفريق مزهر العزاوي عن انطلاق حملة عسكرية واسعة النطاق تسعى للكشف عن خلايا تنظيم الدولة الإسلامية النائمة في تسع مناطق إلى الجنوب من بعقوبه (Ba’qubah)، على مبعدة حوالي 55 كيلومتر إلى الشمال من بغداد. يشارك في الحملة الجيش العراقي والشرطة العراقية وقوات الحشد الشعبي (مليشيات شيعية برعاية إيران) وبإسناد من سلاح الجو العراقي (السومريه نيوز، 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

إرشادات لصناعة العبوات الناسفة

نُشرت في ولاية ديالى لتنظيم الدولة الإسلامية خلال الشهر الأخير (التاريخ الدقيق غير معروف) تعليمات مفصلة مصحوبة بصور لإعداد عبوات ناسفة صغيرة لكن فتّاكة (حق، 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وبتقديرنا قد يكون ذلك مؤشراً على بداية انتقال تنظيم الدول إلى تبني أسلوب عمل المنظمات الإرهابية وممارسة حرب العصابات بعد انهيار الدولة الإسلامية.

   
على اليمين: إعداد عبوة ناسفة – المرحلة 1. على اليسار: إعداد عبوة ناسفة – المرحلة 5 (حق، 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

العثور على مقابر جماعية لأشخاص أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة كركوك

• في موقع بالقرب من الحويجه، على مبعدة حوالي 58 كيلومتر إلى الغرب من كركوك، تم اكتشاف مقابر جماعية كثيرة دُفنت فيها ما لا يقل عن 400 جثة. ووفقاً لما جاء على لسان ركان سعيد، محافظ محافظة كركوك فقد تم العثور على الجثث في منطقة قاعدة البكارة (Al Bakarah) التي استخدمت كأحد مقرات قيادة الجيش الأمريكي في العراق. وعلى حد قوله فقد قام تنظيم الدولة الإسلامية بإعدام هؤلاء الأشخاص. وتم العثور على جثثهم بينما كانوا يرتدون ملابس مدنية أو سراويل برتقالية كتلك التي كان يلبسها تنظيم الدولة الإسلامية للمحكوم عليهم بالإعدام (صوت العراق، 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

مصر وشبه جزيرة سيناء

هجوم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على قوات الأمن المصرية

• في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أفادت الأنباء عن قيام تنظيم الدولة الإسلامية بقتل تسعة سائقي شاحنات رمياً بالرصاص على محور الحسنه وسط سيناء. تم إخراج السائقين من الشاحنات وقتلهم رمياً بالرصاص وأُحرقت الشاحنات. وكان السائقون ينقلون على شاحناتهم مشتقات نفطية (مازوت) تُستخدم لتشغيل مصنع الإسمنت في العريش. كما وقام عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين نصبوا حاجزاً على محور الحسنه كذلك بقتل ضابط مصري برتبة مقدم وجندي مصري كانا في سيارة ترافق الشاحنات (الفجر، 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017؛ حق، 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017؛ المصري اليوم، 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
• وجاء في بيان تنظيم الدولة الإسلامية أن إرهابياً من تنظيم الدولة الإسلامية يُدعى عمّار الأنصاري هاجم موقع احتشاد لقوات الجيش المصري، حيث كانوا يستعدون للهجوم على عناصر تنظيم الدولة الإسلامية إلى الجنوب من منطقة الشيخ زويد. ووفقاً لما جاء في البيان فقد قام الإرهابي بالتسلل إلى المنطقة التي تواجدت فيها القوات وتبادل معهم النيران إلى أن تم قتله. وأسفر هذا الاشتباك عن مقتل وجرح عدد من الجنود المصريين ومنهم قائد الكتيبة 228 في الجيش المصري (حق، 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

الحدود المصرية الليبية

• أعلن الجيش المصري أن سلاح الجو المصري بالتعاون مع قوات حرس الحدود ومديرية الأمن العسكري قد نجحوا في تدمير قافلة سيارات كانت تنقل الأسلحة والذخائر بينما حاولت التسلل إلى الأراضي المصرية عبر الحدود الليبية. وفي الشريط الذي نشره الجيش المصري يظهر هجوم على قافلة سيارات بصواريخ أطلقتها طائرة مصرية (صفحة الفيسبوك الرسمية للناطق باسم الجيش المصري؛ المصري اليوم، 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). لم تتضح لنا غاية تلك الأسلحة.

أعمال تنظيم الدولة الإسلامية في دول أخرى

عملية انتحارية (أخرى) لتنظيم الدولة الإسلامية في اليمن

• في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أعلنت ولاية عدن أبين في تنظيم الدولة الإسلامية أن إرهابياً انتحارياً من التنظيم يُدعى أبو هاجر العدني، قام بتفجير سيارة ملغمة استهدفت مقر قيادة للإمارات العربية المتحدة في مركز مدينة عدن. تم تدمير مركز القيادة بالكامل وأسفرت العملية عن مقتل تسعة جنود وجرح عدد آخر ومن جملتهم مواطنون (حق، 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017؛ أخبار اليمن، 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

وقد سبقت هذه العملية عملية مشتركة قام بها تنظيم الدولة الإسلامية واستهدفت بناية لوزارة الداخلية اليمنية، حيث شملت العملية تفجير سيارة ملغمة بواسطة إرهابي انتحاري (5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وتنفيذ هاتان العمليتان في أوقات متقاربة يشكل برأينا “إنذاراً” بنية ولايات تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن مواصلة العمل، بل وتصعيد أعمالهم برغم انهيار الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.

الحرب المعنوية

منشور يشجع تنفيذ العمليات في فرنسا

• في العدد 105 من أسبوعية النبأ الصادرة عن تنظيم الدولة الإسلامية (صفحة 12) يظهر منشور تحت عنوان “نصائح للمجاهدين في ديار العدو”. وفي خلفية المنشور يظهر جزء من برج إيفل ومحيطه. ويتضمن المنشور تفاصيل بشأن الخطوات التي ينبغي على منفذ العملية اتخاذها في مختلف مراحل العملية (حق؛ موقع تشارك الملفات، 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017):
  • قبل تخطيط العملية – يجب الحرص على نقاء الدين، ويجب تنفيذ العملية لوجه الله وليس لنيل الشهرة.
  • أثناء تخطيط العملية – يجب اختيار الهدف بدقة متناهية، وتوقيته وأسلوب العمل. يجب اختيار هدف يتسبب للعدو بأكبر عدد من الإصابات وبأقل تكلفة ممكنة وبوسائل بسيطة للغاية؛ يجب إعداد خطة بديلة فيما لو تعرقلت الخطة الأصلية والبحث عن نقاط للهروب فيما لو تبين أن لا مجال لتنفيذ العملية المخططة.
  • أثناء تنفيذ العملية – يجب الانسحاب من مسرح العملية بطريقة آمنة وإذا تعذر ذلك فيجب القتال حتى الموت. يجب العمل بعنف لضمان التسبب بأكبر عدد من الخسائر بالأرواح للعدو.

^[1] اتفاقية منع التصعيد في جنوب غرب سوريا، والتي توصلت إليها روسيا والولايات المتحدة في 7 تموز/ يوليو 2017. وشارك في الاتفاقية كذلك الأردن. وتشمل الاتفاقية وقف إطلاق النار بين قوات النظام السوري وبين مجموعات المتمردين في مناطق درعا والسويداء والقنيطرة. ↑
^[2] بعد اتفاقية منع التصعيد في جنوب غرب سوريا (7 تموز/ يوليو 2017) نشر بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، تعقيباً رسمياً قال فيه أن إسرائيل ترحب بوقف شامل لإطلاق النار في سوريا. لكنه قال أنه لا يجوز أن يؤدي وقف إطلاق النار هذا إلى منح إمكانية لاستقرار إيران وتابعيها في سوريا عامة وفي جنوب سوريا على الأخص. وقال في بيانه أنه تحدث بهذا الخصوص مع وزير الخارجية الأمريكي ومع الرئيس بوتين وأنهما قد تفهما موقف إسرائيل. ستواصل إسرائيل متابعة ما يجري وراء حدودها عن كثب وستمنع استقرار قوات حزب الله والقوات الإيرانية على مقربة من حدودها (موقع مكتب رئيس الحكومة، 9 تموز/ يوليو 2017). ↑
^[3] حركة النجباء هي مليشيا عراقية شيعية تعمل أساساً في منطقة بغداد. وقد تم إرسال قوة منها إلى سوريا لتقاتل غلى جانب الجيش السوري ضد تنظيمات المتمردين. ↑

مقالات أخرى متصلة