نظرة على الجهاد العالمي (17 أيلول/ سبتمبر –3 تشرين أول/ أكتوبر 2018)

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (على اليمين)، ورئيس تركيا رجب طيب أردوغان أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقداه بعد نهاية لقائهما في سوتشي (موقع الرئيس الروسي، 17 أيلول/ سبتمبر 2018).

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (على اليمين)، ورئيس تركيا رجب طيب أردوغان أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقداه بعد نهاية لقائهما في سوتشي (موقع الرئيس الروسي، 17 أيلول/ سبتمبر 2018).

عبوة ناسفة مؤلفة من قذيفتي هاون تم زرعها على قاعدة أحد أعمدة تيار الكهرباء العالي (حساب تويترTØM CΛT@TomtheBasedCat، 1 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

عبوة ناسفة مؤلفة من قذيفتي هاون تم زرعها على قاعدة أحد أعمدة تيار الكهرباء العالي (حساب تويترTØM CΛT@TomtheBasedCat، 1 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يضرمون النار في بيوت المتعاونين مع النظام العراقي (ولاية كركوك التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، 1 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يضرمون النار في بيوت المتعاونين مع النظام العراقي (ولاية كركوك التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، 1 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الخمسة الذين نفذوا العملية في الأهواز على خلفية راية تنظيم الدولة الإسلامية (وكالة الأنباء الإيرانية مهر، 29 أيلول/ سبتمبر 2018).

عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الخمسة الذين نفذوا العملية في الأهواز على خلفية راية تنظيم الدولة الإسلامية (وكالة الأنباء الإيرانية مهر، 29 أيلول/ سبتمبر 2018).

أهم أحداث الأسبوعين الماضيين
  • في 17 أيلول/ سبتمبر 2018 اجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي في روسيا. وتصدر محادثتهم هجوم النظام السوري المرتقب على تنظيمات المتمردين في محيط إدلب، حيث شارف النظام على الانتهاء من الإعداد لها. الاتفاقية التي تم التوصل إليها تقضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح في محيط إدلب بعرض 15 – 20 كلم ليفصل بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري وبين مناطق سيطرة تنظيمات المتمردين. وتحدد في الاتفاقية أن المنطقة منزوعة السلاح سيتم إنشائها حتى 15 تشرين أول/ أكتوبر 2018 وأن تنظيمات المتمردين ستقوم بإخلاء أسلحتها الثقيلة حتى موعد أقصاه 10 تشرين أول/ أكتوبر.
  • واتفاقية سوتشي تُعتبر اختراقاً في المحادثات بين روسيا وتركيا وإيران لتسوية الأوضاع في إدلب بعد نشوب خلافات فيما بينهم في قمة طهران. الرابحة الوحيدة من الاتفاقية هي عملياً تركيا، حيث نجحت بمنع الهجوم المخطط على محيط إدلب. لكن هذا الالسوري للتأكيدو مكسب مؤقت حيث ظلت إمكانية الهجوم قائمة كما كانت ويصرح متحدثون عن النظام السوري للتأكيد على هذا الأمر. وفي جميع الأحوال ليس هناك تقدماً ملموساً نحو تطبيق الاتفاقية على أرض الواقع. فقد أعلنت هيئة تحرير الشام، لا بل وتنظيمات أخرى ترعاها تركيا أن ليس بنيتها إخلاء قواتها وأسلحتها من المنطقة منزوعة السلاح والسماح بدخول قوات من الشرطة العسكرية الروسية والتركية.
  • في 22 أيلول/ سبتمبر 2018 قام خمسة نشطاء مسلحون في الأهواز في جنوب إيران الهجوم على عرض عسكري لرحال الحرس الثوري الإيراني بمناسبة الذكرى السنوية الـ 38 لحرب العراق – إيران. قُتل ما لا يقل عن 25 شخصاً وجُرح ستون، معظمهم من عناصر الحرس الثوري. تتبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن العملية فردت وفي أعقاب ذلك ردت إيران بإطلاق صواريخ وهجوم بطائرات مسيرة على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في محيط البوكمال.
  • وعلاوة على الرغبة في ألانتقام فقد جاء الهجوم لنقل رسالة رادعة إلى الإدارة الأمريكية وحلفائها في المنطقة. وسعت القيادة الإيرانية من خلال هذا الهجوم التعبير عن تصميمها على الرد على أي اعتداء محتمل بأمنها القومي، بل وستلجأ إلى استخدام ما لديها من قدرات صاروخية متطورة في حال نشوب مواجهة عسكرية. اللافت أن إيران قد أطلقت بشكل غير مألوف صواريخ بالستية على مقر الحزب الكردي الديمقراطي الإيراني في شمال العراق. وفي تلك الحالة أيضاً أكد زعماء إيرانيون إن إطلاق الصواريخ جاء لنقل رسالة إلى أعداء إيران لئلا يحاولون تطبيق نواياهم تجاهها.
الاتفاقية الروسية – التركية بشأن إدلب
اتفاقية سوتشي بين روسيا وتركيا
  • في 17 أيلول/ سبتمبر 2018 عُقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي في روسيا.[1] وكان أحد محاور الحديث تسوية الوضع في منطقة منع التصعيد في إدلب. وخلال المؤتمر الصحفي المنعقد في نهاية اللقاء قال الرئيس الروسي بوتين إن أهم ما يقلق روسيا حالياً هو التهديد المتشكل من القوات المسلحة المحتشدة في منطقة إدلب على محافظة حلب وعلى المنشآت الروسية في سوريا (طرطوس وحميميم).
  • وقال بوتين إن الطرفان قد قررا إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعرض 15-20 كلم على امتداد خط التماس بين قوات النظام السوري وبين قوات المعارضة حتى 15 تشرين أول/ أكتوبر 2018. وستكون هذه الخطوة مصحوبة بإخراج “القوات المسلحة المتطرفة” (ومنها فصائل تنتمي إلى هيئة تحرير الشام) من المنطقة منزوعة السلاح (والتي يُفهم أنها ستكون في المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون). وإضافة لذلك ووفقاً لمقترح الرئيس التركي سيتم حتى 10 تشرين أول/ أكتوبر 2018 إخلاء الأسلحة الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح، كالدبابات وراجمات الصواريخ والبنادق وقنابل الهاون من حوزة جميع فصائل المعارضة الموجودة في المنطقة. وسيتم الإشراف على المنطقة منزوعة السلاح بواسطة مجموعات دوريات متنقلة تركية إلى جانب وحدات من الشرطة العسكرية الروسية. ولحين ذلك الموعد تقوم تركيا بتعزيز مواقع المراقبة التابعة لها في المنطقة.

المنطقة معزولة السلاح ومناطق السيطرة المختلفة: منطقة سيطرة تنظيمات المتمردين ومنهم هيئة تحرير الشام (باللون الأخضر)؛ منطقة سيطرة الجيش السوري والقوات المساندة له (باللون الأحمر)؛ المنطقة منزوعة السلاح التي تم الاتفاق عليها بين روسيا وتركيا (باللونين الأصفر والبرتقالي)؛ مواقع المراقبة التركية والروسية (معلمة بأعلام الدولتين) (خطوة، 19 أيلول/ سبتمبر 2018).
المنطقة معزولة السلاح ومناطق السيطرة المختلفة: منطقة سيطرة تنظيمات المتمردين ومنهم هيئة تحرير الشام (باللون الأخضر)؛ منطقة سيطرة الجيش السوري والقوات المساندة له (باللون الأحمر)؛ المنطقة منزوعة السلاح التي تم الاتفاق عليها بين روسيا وتركيا (باللونين الأصفر والبرتقالي)؛ مواقع المراقبة التركية والروسية (معلمة بأعلام الدولتين) (خطوة، 19 أيلول/ سبتمبر 2018).

  • وبتقديرنا فقد منعت الاتفاقية الروسية – التركية منع في هذه المرحلة إطلاق الهجوم الذي يخطط له النظام السوري على محيط إدلب. لكن وبتقديرنا فهذه ليست سوى استراحة، حيث يسعى النظام السوري لفرض سيادته على كامل محيط إدلب واقتلاع تنظيمات المتمردين من جذورها وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، أكبر التنظيمات الجهادية المهيمنة في محيط إدلب، والدلالة على ذلك نجدها في تصريحات فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، حيث أعلن بعد التوقيع على الاتفاقية الروسية التركية أن جنود الجيش الروسي سينتصرون في إدلب وأنهم سيدخلون المنطقة إما بالحرب أو بالطرق السلمية. كما وأضاف قائلاً إن السيادة السورية ستُبسط على كامل التراب السوري (بطولات الجيش السوري، 25 أيلول/ سبتمبر 2018). وأفاد “مصدر رفيع” في وزارة الخارجية السورية بأن الاتفاقية مؤقتة وهي جزء من الاتفاقيات المتعلقة بالمناطق منخفضة التصعيد في سياق مسار أستنا (وكالة الأنباء السورية، 18 أيلول/ سبتمبر 2018).
  • وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، تطرق أثناء حوار على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الاتفاقية الروسية – التركية. وقال في معرض حديثه إن “الإرهابيين” الذين قدموا إلى إدلب قد دخلوا عن طريق تركيا وعليه فإن الأتراك يعرفون من أين أتوا هؤلاء. ولهذا وعلى حد تعبيره فعليهم أن يخرجوا من سوريا ويعودون إلى أوطانهم عبر تركيا. أما بخصوص “الإرهابيين” السوريين فقد قال المعلم إن بوسعهم الحصول على عفو والانخراط في المصالحة المحلية، وتسليم أسلحتهم والعودة إلى الأماكن التي أتوا منها. وقال إن الحكومة السورية تفضل أن تخرج الاتفاقية إلى حيز التنفيذ لكنه أكد ان لديها الحق باستخدام “وسائل أخرى” (RT Arabic، 30 أيلول/ سبتمبر 2018).
تطبيق الاتفاقية

رفضت هيئة تحرير الشام الاتفاقية لكن غيرها من تنظيمات المتمردين ايضاً تشكك به إلى حد كبير وتخشى من دور روسيا في صياغته. يبدو حتى الآن أن تنظيمات المتمردين لم تخل حتى الآن قواتها وأسلحتها الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح. أما الجيش السوري والقوات المساندة له فإنهم باقون في حالة استنفار قصوى في المناطق المتاخمة لمحافظة إدلب وحتى الآن لا مؤشرات على تقليل القوات السورية التي تم حشدها في المنطقة استعداداً للهجوم المرتقب على إدلب. وحتى الآن لم يًرصد انتشار قوات أو دوريات لقوات الشرطة العسكرية الروسية أو القوات التركية في المنطقة العازلة التي من المفترض أن يتم إنشائها حتى 15 تشرين أول/ أكتوبر 2018.

  • رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، أعلن بعد بضعة أيام من التوقيع على الاتفاقية إن تنظيمات المتمردين المتطرفين في إدلب قد بدؤوا في مغادرة المنطقة منزوعة السلاح وستنتشر في المنطقة قوات من الشرطة العسكرية الروسية والجندرمة التركي (مراسلون، 26 أيلول/ سبتمبر 2018). لكن ووفقاً لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن غالبية تنظيمات المتمردين ترفض الطلب التركي بإخلاء الآليات المدرعة والآليات الحربية الثقيلة من مواقعها في المنطقة منزوعة السلاح.
  • يسري في محيط إدلب منذ اتفاقية سوتشي وقف إطلاق نار ضعيف، فمنذ الاتفاقية وقع عدد من الأحداث المحلية بين تنظيمات المتمردين وبين الجيش السوري. وقالت وسائل إعلام النظام السوري إن الجيش السوري قد أحبط محاولة لقوات المتمردين مهاجمة مواقعه في محيط بلدة الطامنه الواقعة في الجزء الجنوبي من المنطقة منزوعة السلاح (66 كلم إلى الجنوب من إدلب)، حيث أفادت التقارير بأنها تُعتبر معقلاً لعناصر هيئة تحرير الشام. ورد الجيش السوري بقصف مدفعي وقتل وجرح عدد كبير من عناصر التنظيمات المتمردة (التلفزيون السوري، 26 أيلول/ سبتمبر 2018؛ المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 30 أيلول/ سبتمبر 2018). كما وأفادت التقارير بأن الجيش السوري قد قام بإطلاق قذائف صاروخية باتجاه منطقة جسر الشغور التي تسيطر عليها تنظيمات المتمردين (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 30 أيلول/ سبتمبر 2018)[2].
استمرار الاستعدادات العسكرية والأعمال الدعائية لهيئة تحرير الشام

هيئة تحرير الشام، تنظيم المتمردين الجهادي المهيمن في محيط إدلب واصل ممارسة أنشطته العسكرية في سياق استعداداته للمعركة المحتملة حتى بعد الإعلان عن الاتفاقية الروسية – التركية. وكانت أنشطته العسكرية مصحوبة بأنشطة دعائية في أوساط السكان بهدف تعبئتهم لمحاربة النظام السوري.

  • فيما يلي أهم الأعمال التي قامت بها هيئة تحرير الشام:
    • تأسيس ثلاث هيئات عسكرية. الوحدات التي تم تأسيسها: جيش أبو بكر الصديق، جيش عمر بن الخطاب وجيش عثمان بن عفان، حيث تم تأسيس الوحدات الثلاث في سياق إعادة تنظيم الصفوف التي شملت تأسيس هيئات عسكرية كبرى من خلال توحيد فصائل وضم فصائل صغيرة (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 30 أيلول/ سبتمبر 2018)
    • تأهيل فرق الإسعاف الأولي: بدأت هيئة تحرير الشام حملة لتأهيل ألف مسعف في جبل الزاوية، على مبعدة 21 كلم إلى الجنوب من إدلب. وذلك نظراً لقلة الطواقم الطبية في تلك المنطقة. والهدف من التأهيل هو تمكين تقديم الإسعافات الأولية للمصابين وبالأساس المصابين جراء هجمات الجيش السوري (إباء، 30 أيلول/ سبتمبر 2018).
  • حملة دعائية عنوانها “سفينة الإنقاذ”: انطلقت الحملة في مدينة الدانا، إلى الشمال من إدلب، وهدفها تعزيز الوعي الإسلامي في أوساط الشبيبة في المدينة في سبيل تعبئتهم نفسياً لمواصلة القتال ضد النظام السوري (إباء، 27 أيلول/ سبتمبر 2018).

عناصر هيئة تحرير الشام يقومون بدورية في أحد أسواق مدينة الدانا في سياق حملة "سفينة الإنقاذ" الدعائية (إباء، وكالة الأنباء التابعة لهيئة تحرير الشام، 27 أيلول/ سبتمبر 2018).
عناصر هيئة تحرير الشام يقومون بدورية في أحد أسواق مدينة الدانا في سياق حملة “سفينة الإنقاذ” الدعائية
(إباء، وكالة الأنباء التابعة لهيئة تحرير الشام، 27 أيلول/ سبتمبر 2018).

ردود جيش سوريا الحر على الاتفاقية
  • “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة لجيش سوريا الحر، الموالية لتركيا، وزعت منشوراً أشادت فيه بالاتفاقية التي تم التوصل إليها في سوتشي. وعلى حد زعمها فقد منعت الاتفاقية هجوما بات قريباً على المناطق التي تسيطر عليها تنظيمات المتمردين، حيث كان من شأن الهجوم التسبب بحدوث “كارثة إنسانية”. كما وأعرب المنشور عن تقدير كبير لتركيا على “انتصارها الدبلوماسي” الذي حمى مصالح المتمردين وحولهم إلى جزء من الأمن القومي التركي. لكن المنشور أعلن أيضاً عن انعدام الثقة بروسيا، حيث زُعم أنها لا تحترم الاتفاقيات (حساب تويتر الجبهة الوطنية للتحرير [الجبهة الوطنية للتحرير@alwataniaTahrer]، 22 أيلول/ سبتمبر 2018).
  • وفي موعد لاحق اعلنت “الجبهة الشعبية للتحرير” التابعة لجيش سوريا الحر بأنها لا توافق على عدد من بنود الاتفاقية مع أنها رحبت بها. وبحسب ما جاء في البيان فإنها ترفض المبدأ الذي يقضي بدخول قوات روسية إلى المنطقة منزوعة السلاح، حيث تخشى من دخول القوات السورية إلى المنطقة في وقت لاحق (قناة المعارضة السورية Syria TV، 1 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
المعركة في محيط السويداء

على الرغم من التصريحات المتفائلة المتكررة الصادرة عن النظام السوري، إلا أن الجيش السوري لم ينجح حتى الآن في احتلال مقاطعة تنظيم الدولة الإسلامية في السويداء. وبتقديرنا فإن الجيش السوري يتقدم هناك بخطوات بطيئة بسبب المقاومة الشرسة التي يبديها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في تلك المنطقة. ويُضاف إلى ذلك تضاريس سطح الأرض البازلتية التي تعرقل تقدم الجيش السوري.

  • وأفادت وسائل إعلام النظام السوري بأن الجيش السوري والقوات المساندة له قد أحرزوا تقدماً في منطقة الصفا، معقل تنظيم الدولة الإسلامية. يسيطر الجيش السوري تدريجياً على أنفاق ومغر يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية ويسيطر على مصادر المياه في المنطقة (قناة الإخبارية، سوريا، 29 أيلول/ سبتمبر 2018). في 30 أيلول/ سبتمبر 2018 أفادت الأنباء بأن طائرات سلاح الجو السوري قد قامت بشن غارة جوية في منطقة الصفا. وأسفرت الغارة عن مقتل أحمد المطلق، أحد كبار قادة تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب سوريا، مع أربعة من مرافقيه (المصدر نيوز، 30 أيلول/ سبتمبر 2018). وبالمقابل أفادت الأنباء عن مقتل العميد وليد مرعي الكردي، قائد الكتيبة 412 في جيش التحرير الفلسطيني (الذي تحركه سوريا) خلال المواجهات مع تنظيم الدولة الإسلامية (معهد النورس السوري للدراسات الإستراتيجية 25 شباط/ فبراير 2018).
 دبابة للجيش السوري أثناء القتال في منطقة الصفا (التلفزيون السوري، 26 أيلول/ سبتمبر 2018).   قصف مدفعي للجيش السوري على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الصفا (الإعلام الحربي المركزي، 27 أيلول/ سبتمبر 2018).
على اليمين: دبابة للجيش السوري أثناء القتال في منطقة الصفا (التلفزيون السوري، 26 أيلول/ سبتمبر 2018).
على اليسار: قصف مدفعي للجيش السوري على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الصفا
(الإعلام الحربي المركزي، 27 أيلول/ سبتمبر 2018).
شرق سوريا

استمرار هجوم قوات سوريا الديمقراطية (SDF) ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى الشمال من البوكمال

الهجوم الذي بدأت به قوات سوريا الديمقراطية (SDF) على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية إلى الشمال من البوكمال ما زال مستمراً، حيث بدأ في 10 أيلول/ سبتمبر 2018. أما تنظيم الدولة الإسلامية من جهته فقد قام بتنفيذ بعض الهجمات المضادة مستخدماً السيارات الملغمة. احتلت قوات سوريا الديمقراطية (SDF) عدداً من البلدات لكن القتال لا زال مستمراً في معاقل تنظيم الدولة الإسلامية المركزية.

  • فيما يلي ساحات القتال الأساسية:
    • بلدة الباغوز فوقاني (إلى الشرق من البوكمال): بعد عشرة أيام من القتال، نجحت قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بالسيطرة على البلدة. وقد تمت السيطرة بمساعدة المدفعية وبمساعدة إسناد جوي ن طائرات التحالف (عنب بلدي، 17 أيلول/ سبتمبر 2018). قتم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بشن هجوم مضاد قُتل خلاله 25 عنصراً (سبوتنيك بالعربية، 23 أيلول/ سبتمبر 2018).
    • الهجوم المضاد لتنظيم الدولة الإسلامية على بلدة الباغوز فوقاني: قامت قوات تنظيم الدولة الإسلامية في 29 أيلول/ سبتمبر 2018 بشن هجوم مضاد قام من خلاله إرهابيون انتحاريون بتفجير سيارتين ملغمتين وأربعة إرهبيين انتحاريين. تبنى تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن إرسال الإرهابيين الانتحاريين (ولاية البركة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، 29 أيلول/ سبتمبر 2018). واصل الطرفان تبادل القصف المدفعي وتكبدا قتلى وجرحى (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 29 أيلول/ سبتمبر 2018).
    • الشجله (إلى الشمال من الباغوز الفوقاني): في 25 أيلول/ سبتمبر 2018 احتلت قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بلدة الشجله، إلى الشمال من الباغوز فوقاني. وأفادت التقارير عن مقتل عدد كبير من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بينما هرب الباقون. وفي المنطقة تم العثور على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر. قام أفراد الهندسة الحربية في قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بتمشيط القرية وتفكيك الألغام المزروعة فيها (SDF Media Center، 25 أيلول/ سبتمبر 2018).
    • السوسه (إلى الشمال من الشجله): في نهاية أيلول/ سبتمبر 2018 دارت في بلدة السوسة معارك بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين قوات سوريا الديمقراطية – SDF، لكن المعارك لم تُحسم كما يبدو. في 26 أيلول/ سبتمبر 2018 هاجم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية مواقع لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) في منطقة السوسة وقتلوا ثمانية مقاتلين. وقُتل ثلاثة مقاتلين آخرين جراء إصابة سيارتهم بصاروخ (مقابلة مع مراسل فرات بوست في موقع أوريينت نيوز، 26 أيلول/ سبتمبر 2018).
    • بلدتي الشعفة وهجين: تُعتبر تلك البلدتين مركز ثقل تنظيم الدولة الإسلامية في المحيط الشمال للبوكمال. قامت قوات سوريا الديمقراطية (SDF) بهجوم بمساعدة مدفعية من الجيش السوري على أهداف في منطقة الشعفه (حساب تويتر دير الزور 24، 25 أيلول/ سبتمبر 2018). وبهذا فقد انضم الجيش السوري إلى المعركة ضد مقاطعة تنظيم الدولة الإسلامية إبى الشمال من البوكمال، إنما بطريقة محدودة وغير مباشرة. أما في محيط بلدة هجين، التي تتواجد فيها على ما يبدو القيادة القطرية لتنظيم الدولة الإسلامية، فقد تواصلت المواجهات بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وبين قوات سوريا الديمقراطية (SDF).
محاور القتال في المحيط الشمال للبوكمال: الباغوز فوقاني (1)؛ الشجله(2)؛ السوسه (3)؛ الشعفه (4)؛ هجين (5) (Wikimapia).   سيارات وجرافة لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) تشارك في القتال إلى الشمال من البوكمال (SDF Media Center، 28 أيلول/ سبتمبر 2018).
على اليمين: محاور القتال في المحيط الشمال للبوكمال: الباغوز فوقاني (1)؛ الشجله(2)؛ السوسه (3)؛ الشعفه (4)؛ هجين (5) (Wikimapia). على اليسار: سيارات وجرافة لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) تشارك في القتال إلى الشمال من البوكمال (SDF Media Center، 28 أيلول/ سبتمبر 2018).
الكشف عن خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
  • في 29 أيلول/ سبتمبر 2018 كشفت قوات الأمن الداخلي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) عن خلية سرية لتنظيم الدولة الإسلامية في الرقة (سابقاً “عاصمة” الدولة الإسلامية في سوريا). دهمت قوات الأمن الداخلي بيوتاً في المدينة وقتلت عنصرين من تنظيم الدولة الإسلامية واعتقلت خمسة غيرهم. وفي البيوت تم العثور على قنابل يدوية ومسدسات ومواد متفجرة. وبالقرب منها تم العثور على سيارة ملغمة وكمية كبيرة من الأسلحة والألغام التي تم دفنها في الأرض. وقد كان أعضاء الخلية يخططون لتنفيذ عمليات استعراضية في أنحاء الرقة (رويترز، 30 أيلول/ سبتمبر 2018).
أهم التطورات في العراق
عمليات تنظيم الدولة الإسلامية
  • فيما يلي العمليات التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق:
  • تفجير عمود كهرباء بتيار عالي على مبعدة ما يقارب 55 كلم إلى الغرب من كركوك (عراقي نيوز، 20 أيلول/ سبتمبر 2018). وقامت قوات الأمن العراقية بتفكيك عبوة ناسفة أخرى تم زرعها عند قاعدة عمود كهرباء بتيار عالي إلى الغرب من كركوك.

عبوة ناسفة مؤلفة من قذيفتي هاون تم زرعها على قاعدة أحد أعمدة تيار الكهرباء العالي (حساب تويترTØM CΛT@TomtheBasedCat، 1 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
عبوة ناسفة مؤلفة من قذيفتي هاون تم زرعها على قاعدة أحد أعمدة تيار الكهرباء العالي
(حساب تويترTØM CΛT@TomtheBasedCat، 1 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

  • حرق بيوت المتعاونين مع النظام العراقي، إلى الجنوب من كركوك. قام عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بحرق بيت مختار قرية وبيت لشخص آخر في القرية اتهم بكونه عميل للنظام العراقي (ولاية كركوك التابعة لتنظيم تنظيم الدولة الإسلامية، 1 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
  • تفجير حافلتين من الحجم الصغير بواسطة عبوات ناسفة في منطقة الشعب في شمال بغداد. قُتل شخص واحد وأصيب أربعة بجروح (وكالة الأنباء العراقية، 1 تشرين أول/ أكتوبر 2018). لم يتبن تنظيم الدولة الإسلامية حتى الآن المسؤولية عن الحدث، لكن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية هم المسؤولون بتقديرنا عن تنفيذ العملية.
  • تفجير عبوات ناسفة استهدفت سيارات لقوات الأمن العراقية (30 أيلول/ سبتمبر 2018). تمت التفجيرات إلى الجنوب الشرقي من سامراء (إلى الشمال من بغداد) إلى الغرب من كركوك وإلى الجنوب من الموصل.
عمليات قوات الأمن العراقية
  • لوحظت خلال الأسبوعين الأخيرين عمليات إحباط مكثفة لقوات الأمن العراقية بمساعدة قوات التحالف الدولي. فيما يلي أهم العمليات (بحسب التقارير المنقولة عن وسائل الإعلام العراقية):
  • هجمات جوية وبرية على عناصر تنظيم الدولة الإسلامية:
    • قُتل ستة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في هجوم جوي إلى الغرب من كركوك؛ قُتل ثلاثة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية على ايدي “الحشد الشعبي” في محافظة صلاح الدين؛ قتلت قوات الأمن العراقية 15 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية داخل نفق بالقرب من الحدود العراقية السورية. قامت طائرات لسلاح الجو العراقي بقتل عدد من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة صلاح الدين؛ قتل الجيش العراقي أربعة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الموصل؛ قتلت قوات “الحشد الشعبي” ثلاثة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية ودمرت ثلاث دراجات نارية قرب الحدود العراقية السورية. اعتقلت قوة من الشرطة العراقية ثمانية عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في الجزء الشرقي من الموصل. قتلت قوات الشرطة الاتحادية العراقية 18 عنصرا من تنظيم الدولة الإسلامية إلى الجنوب الغربي من إربيل.
    • تدمير أنفاق: قامت طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي بتنفيذ غارات جوية دمرت من خلالها ثلاثة عربات مصفحة ونفق لتنظيم الدولة الإسلامية وقتلت عدداً من عناصر التنظيم في منطقة راوه (قرب الحدود العراقية السورية)، على مبعدة ما يقارب 80 كلم إلى الشرق من القائم ؛ ودمرت طائرات سلاح الجو العراقي ستة أنفاق، على مبعدة ما يقارب 200 كلم إلى الشمال الغربي من بغداد وتم العثور في الأنفاق على عشر عبوات ناسفة ؛ أثناء عملية في المناطق الصحراوية الواقعة ما بين محافظة الأنبار ومحافظتي صلاح الدين ونينوى، دمر الجيش العراقي ستة عشر نفقاً لتنظيم الدولة الإسلامية. وقُتل العناصر الذين كانوا بداخلها وتم تفكيك عشرات العبوات الناسفة والمواد المتفجرة.
    • العثور على ألبسة رسمية لقوات الأمن العراقية: عثر عناصر “الحشد الشعبي” على ملابس رسمية للقوات الأمنية العراقية في مخبأ لتنظيم الدولة الإسلامية في جبال حمرين، إلى الشمال الشرقي وإلى الشمال الغربي من بعقوبه. وقد استخدم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية تلك الألبسة لنصب حواجز وهمية تم استخدامها لخطف وقتل الأشخاص (السومريه نيوز، 25 أيلول/ سبتمبر 2018).

إعدام نائب زعيم تنظيم الدولة الإسلامية

  • حكمت محكمة في بغداد بعقوبة الإعدام شنقاً حتى الموت على إسماعيل علوان سلمان العيثاوي الذي كان نائباً لأبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية. هرب العيثاوي إلى سوريا ومن هناك إلى تركيا وتم القبض عليه أثناء عملية استخبارية تمت بالتعاون مع تركيا. عمل اسماعيل العيثاوي مساعداً شخصياً لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي. وأثناء توليه هذا المنصب كان مسؤولاً عن تحويل الأموال إلى حسابات البنك التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في دول مختلفة. استخدم وكلاء المخابرات العراقية تطبيق تلغرام الذي كان مثبتاً على هاتفه المحمول لإغراء قادة التنظيم على الانتقال من سوريا إلى العراق (رويترز، 10 أيار/ مايو 2018)[3].

إسماعيل علوان العيثاوي، أحد كبار القادة الخمسة في تنظيم الدولة الإسلامية الذين قبض عليهم الجيش العراقي (العالم، إيران،).
إسماعيل علوان العيثاوي، أحد كبار القادة الخمسة في تنظيم الدولة الإسلامية الذين قبض عليهم الجيش العراقي (العالم، إيران،).

مصر وشبه جزيرة سيناء
تقارير عن تسليح أبناء القبائل في سيناء في سياق القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية
  • في سياق القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية بدأ الجيش المصري بتسليح أبناء القبائل في سيناء لاستغلال معرفتهم بتضاريس المنطقة. يقوم أبناء القبائل بتسيير دوريات في عمق شبه جزيرة سيناء ويقدمون معلومات استخبارية. وبالإضافة لذلك يتواجدون على الحواجز ويشغلونها (فوكس نيوز، 27 أيلول/ سبتمبر 2018).
جبل الحلال (Google Maps).     مسلحون من اتحاد قبائل سيناء يركبون سيارات (صفحة فيسبوك اتحاد قبائل سيناء، 27 أيلول/ سبتمبر 2018).
على اليمين: جبل الحلال (Google Maps). على اليسار: مسلحون من اتحاد قبائل سيناء يركبون سيارات
(صفحة فيسبوك اتحاد قبائل سيناء، 27 أيلول/ سبتمبر 2018).
عمليات جهادية في دول أخرى
عملية في الأهواز في إيران أثناء مناسبة إحياء الذكرى السنوية لحرب إيران – العراق
  • في 22 أيلول/ سبتمبر 2018 في ساعات الصباح، قام خمسة مسلحون بالأسلحة الخفيفة بالهجوم على منصة الشرف وعلى أفراد الحرس الثوري الإيراني الذين شاركوا في مسيرة العرض العسكري في ذكرى السنة 38 لبداية الحرب الإيرانية – العراقية في الأهواز في جنوب غرب إيران. قُتل ما لا يقل عن 25 شخصاً وجُرح ستون غيرهم، معظمهم من أفراد الحرس الثوري الإيراني.
  • سارعت تنظيمات انعزالية في الأهواز لتبني المسؤولية عن تنفيذ العملية. وأعلنت وزارة الأمن الإيرانية (24 أيلول/ سبتمبر 2018)، أن منفذي العملية ينتمون لتنظيمات إرهابية تدعمها دول عربية (تسنيم، 25-22 أيلول/ سبتمبر 2018). وبعد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية تبني المسؤولية عن العملية، ردت إيران بإطلاق صواريخ على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في محيط البوكمال (اقرأ أدناه).
عساكر إيرانيون ومواطنين يهربون من منطقة العملية (تسنيم، 22 أيلول/ سبتمبر 2018).   جثث الجنود الذين قُتلوا في العملية (حساب تويترshabnamnezami@ShabnamNezami،22 أيلول/ سبتمبر 2018).
على اليمين: عساكر إيرانيون ومواطنين يهربون من منطقة العملية (تسنيم، 22 أيلول/ سبتمبر 2018).
على اليسار: جثث الجنود الذين قُتلوا في العملية (حساب تويترshabnamnezami@ShabnamNezami،22 أيلول/ سبتمبر 2018).
أحد أفراد الحرس الثوري الإيراني يساعد في إخلاء أحد المصابين (فارس نيوز، 22 أيلول/ سبتمبر 2018).   أفراد الأمن الإيرانيون، منصة الشرف وجزء من مسار العرض العسكري بعد وقت قصير من العملية  (تسنيم، 24 أيلول/ سبتمبر 2018).
على اليمين: أحد أفراد الحرس الثوري الإيراني يساعد في إخلاء أحد المصابين (فارس نيوز، 22 أيلول/ سبتمبر 2018).
على اليسار: أفراد الأمن الإيرانيون، منصة الشرف وجزء من مسار العرض العسكري بعد وقت قصير من العملية
(تسنيم، 24 أيلول/ سبتمبر 2018).
  • تنظيم الدولة الإسلامية يتبنى المسؤولية عن العملية ويطلق حملة لاستنفاذ المكاسب الدعائية منها:
    • جاء في بيان نشرته وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية إن عناصر التنظيم قاموا باستهداف منطقة احتشاد القوات الإيرانية في الأهواز في جنوب غرب إيران. قيل بداية أن الرئيس الإيراني كان في المكان. وفي اليوم ذاته صدر بيان تصحيحي قيل فيه إن الرئيس الإيراني لم يكن حاضرا في المكان (أعماق، 22 أيلول/ سبتمبر 2018).
    • وفي بيان آخر صدر عن ولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية قيل إن خلية من العناصر قد استهدفت قوات الباسيج والجيش الإيراني والحرس الثوري الإيراني في مدينة أهواز. أطلق عناصر تنظيم الدولة الإسلامية نيران من أسلحة أوتوماتيكية وقتلوا أكثر من اربعين شخصاً وجرحوا ستين شخصاً. وانتهى بيان تبني المسؤولية بالعبارة التهديدية: “نحن نقول للشيعة أننا هكذا سننتقم للمسلمين السنة في العراق وسوريا واليمن وخراسان [أفغانستان والباكستان]. وقريباً ستحصدون ثمار طغيانكم. سنترصد لكم والآتي سيكون أعظم بإذن الله” (ولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، 22 أيلول/ سبتمبر 2018).
    • في 23 أيلول/ سبتمبر 2018 نشرت وكالة أعماق شريطاً مصوراً يظهر فيه ثلاثة من منفذي العملية في طريقهم إلى تنفيذ العملية. وشوهد أحد العناصر وهو يرتدي زي الجيش الإيراني ويشيد بالجهاد. أما العنصر الثاني فقد تحدث بالعربية وكان يلف شريط الحرس الثوري الإيراني على جبينه وقال إنه يلبي أمر الله. أما العنصر الثالث فقد تحدث بالفارسية وكان هو أيضاً يلف شريط الحرس الثوري الإيراني على جبينه وقال أنه يتمنى أن تسفر هذه العملية عن عدد كبير من القتلى في صفوف الحرس الثوري الإيراني وفي صفوف قوات الأمن والحكومة الإيرانية (أعماق، 23 أيلول/ سبتمبر 2018).
    • في 26 أيلول/ سبتمبر 2018، نشرت مؤسسة الفرقان الإعلامية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية شريطاً مسجلاً بعنوان: “هجوم الموحدين على قلعة المشركين” [أي الشيعة]. ويُسمع في التسجيل صوت أبو الحسن المهاجر، الناطق عن تنظيم الدولة الإسلامية، حيث تحدث المهاجر عن العملية في الأهواز وقال إنها لن تكون العملية الأخيرة. وقال ايضاً إن هذه العملية تعبر عن هشاشة الأمن الإيراني الأشبه بخيوط العنكبوت. وهدد المهاجر بأن “الآتي سيكون أشد وأقسى” (SITE، 26 أيلول/ سبتمبر 2018).
الرد الإيراني: عملية انتقامية بواسطة قصف صاروخي على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة البوكمال
  • أعلن قسم العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني في 1 تشرين أول/ أكتوبر 2018 أن قوات الحرس الثوري الإيراني قد هاجمت “مجموعات مسلحة” إلى الشرق من الفرات (منطقة البوكمال) بواسطة ستة صواريخ بالستية. وقد تم الهجوم رداً على الأحداث في الأهواز. وقيل إن الصواريخ التي تم إطلاقها هي من نوع “ذو الفقار” التي يبلغ مداها حتى 700 كلم ومن نوع “قيام” التي يبلغ مداها 800 كلم. وكُتب على الصواريخ التي تم إطلاقها عبارات “الموت لأمريكا”، “الموت لإسرائيل” و”الموت للسعودية”. وفوراً بعد الهجوم تم إطلاق سبع طائرات عسكرية مسيرة وضربت أهدافاً إرهابية (تسنيم، 1 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
منطقة البوكمال التي يزعم الإيرانيون بأن مقر منفذي العملية في الأهواز يقع فيها في المحيط الشمالي للبوكمال.    إطلاق واحد من الصواريخ البالستية الستة التي أطلقها الحرس الثوري الإيراني على مقر قيادة في منطقة البوكمال (تسنيم، 1 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
على اليمين: منطقة البوكمال التي يزعم الإيرانيون بأن مقر منفذي العملية في الأهواز يقع فيها في المحيط الشمالي للبوكمال.
على اليسار: إطلاق واحد من الصواريخ البالستية الستة التي أطلقها الحرس الثوري الإيراني على مقر قيادة في منطقة البوكمال
(تسنيم، 1 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
  • أفادت التقارير بأن الهجوم الإيراني أسفر عن مقتل ثمانية عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية و/أو أفراد أسرهم (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 2 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

يمكن اعتبار الهجوم الصاروخي كتنفيذ للتهديدات التي أطلقها قادة إيرانيون بالانتقام للعملية. وإلى جانب الرغبة في الانتقام فقد جاء الرد الإيراني كذلك لنقل رسالة رادعة للولايات المتحدة وللسعودية ولإسرائيل إزاء الضغط المتزايد الذي تتعرض له إيران من جانب الإدارة الأمريكية وحلفائها في المنطقة. وقد أرادت القيادة الإيرانية التعبير عن تصميمها على الرد على أي اعتداء محتمل على أمنها القومي، بل واستخدام قدراتها الصاروخية المتطورة. الجدير ذكره أن إيران قد قامت بشكل استثنائي في الشهر السابق بإطلاق صواريخ بالستية على مقر الحزب الكردي الديمقراطي الإيراني في شمال العراق. وحينها أيضاً أكد القادة الإيرانيون أن إطلاق الصواريخ جاء لنقل رسالة إلى أعداء إيران لئلا يحاولون تنفيذ نواياهم تجاهها.

عمليات استباقية ومانعة
أفغانستان
  • اعتقل في كابل ستة وعشرون عنصراً من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية كانوا يخططون لتنفيذ عمليات في يوم عاشوراء. وتمت الاعتقالات على يد مديرية الاستخبارات الأفغانية (www.khaama.com، 18 أيلول/ سبتمبر 2018). ويوم عاشوراء هو يوم حداد يحتفل به الشيعة في ذكرى مقتل الإمام حسين بن علي الذي قُتل في معركة كربلاء (680 ميلادي).
ألمانيا
  • اعتقلت الشرطة الألمانية في برلين مواطن سوري من أصول فلسطينية يبلغ من العمر 21 سنة. ويشتبه به بأنه كان يخطط لتنفيذ عملية كيماوية في إسرائيل وقد جنّد عناصر لصفوف تنظيم الدولة الإسلامية. وبحسب ما نُشر في موقع الجريدة الألمانية بيلد فإن جهاز الاستخبارات الألماني ( (BNDتلقى قبل عدة أشهر معلومات من وكالة استخبارات أجنبية بالنسبة للمعتقل الذي قدم إلى ألمانيا من ليبيا ودخلها بواسطة جواز سفر مزيف (Mail Online، 28 أيلول/ سبتمبر 2018).
هولندا
  • في 27 أيلول/ سبتمبر اعتقلت الشرطة الهولندية سبعة أشخاص كانوا يخططون لتنفيذ عملية استعراضية في مناسبات حاشدى في أوروبا. وجاء في التقارير الإخبارية أن قائد المجموعة هو من أصول عراقية (واشنطن بوست، 28 أيلول/ سبتمبر 2018). هوية المعتقلين لا زالت غير معروفة.

[1] هذا اللقاء مثله كمثل لقاءات أخرى تمت مؤخراً، فقد تم تتمة للقمة السياسية المنعقدة في طهران (7 أيلول/ سبتمبر 2018) بين روسيا وتركيا وإيران ( الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا). في لقاء في طهران نشبت خلافات بين الدول الثلاث.
[2]
تنظيم الدولة الإسلامية التركستاني في سوريا (عناصر الأويغور ذوي الأصول الصينية) أعلنوا أنهم قد سيطروا على منطقة جسر الشغور. وهذه المنطقة تقع في المنطقة منزوعة السلاح إلى الجنوب من إدلب (سبوتنيك، 29 أيلول/ سبتمبر 2018).
[3]
اقرأ نشرة نظرة على الجهاد العالمي الصادرة في 16 أيار/ مايو 2018: "القبض على خمسة قمن كبار قادة تنظيم الدولة الإسلامية في عملية استخبارية تركيةعراقية".