نظرة على الجهاد العالمي (18–24 تشرين أول/ أكتوبر 2018)

أحزمة ناسفة ومعدات لتركيب العبوات الناسفة وأسلحة ضبطتها هيئة تحرير الشام.

أحزمة ناسفة ومعدات لتركيب العبوات الناسفة وأسلحة ضبطتها هيئة تحرير الشام.

سامر أحمد الأمين، أحد أفراد الأمن في تنظيم الدولة الإسلامية، ومالك الشاحنة المفخخة (إباء، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

سامر أحمد الأمين، أحد أفراد الأمن في تنظيم الدولة الإسلامية، ومالك الشاحنة المفخخة (إباء، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

في وسط الصورة تظهر المخطوفة الدرزية رسميه أبو عامر، ومن خلفها عبير شبغين وبعض أولادها. تم نقل المخطوفات في سيارة أخرجتهن من المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في الصفا (حساب تويتر السويداء 24، 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

في وسط الصورة تظهر المخطوفة الدرزية رسميه أبو عامر، ومن خلفها عبير شبغين وبعض أولادها. تم نقل المخطوفات في سيارة أخرجتهن من المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في الصفا (حساب تويتر السويداء 24، 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

المخطوفات الأربع عشر اللاتي ما زلن بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية (بطولات الجيش السوري، 18 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

المخطوفات الأربع عشر اللاتي ما زلن بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية (بطولات الجيش السوري، 18 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

سيارة ملغمة قتل سائقها قنّاص من قوات سوريا الديمقراكية (SDF) إلى الجنوب من السوسة (SDF Media Center، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

سيارة ملغمة قتل سائقها قنّاص من قوات سوريا الديمقراكية (SDF) إلى الجنوب من السوسة (SDF Media Center، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

أهم الأحداث هذا الأسبوع
  • لا تقدم حتى الآن في إنشاء “المنطقة منزوعة السلاح” في مقاطعة إدلب، حتى بعد المهلة الإضافية التي منحتها روسيا لتطبيق اتفاقية سوتشي. هيئة تحرير الشام، وهي القوة الأكبر في محيط إدلب، ترفض إخراج أسلحتها من “المنطقة منزوعة السلاح”، بل وصرحت بذلك علناً. الهدوء يخيم على المنطقة بشكل عام، حيث يستغل الطرفان المتنازعان هذا الهدوء للاستعداد لاحتمال بداية المعركة على إدلب.
  • وفي شرق سوريا تواصلت هجمات قوات سوريا الديمقراطية (SDF) الكردية بمساعدة جوية من قوات التحالف على مقاطعة تنظيم الدولة الإسلامية إلى الشمال من البوكمال. قوات سوريا الديمقراطية (SDF) تواجه صعوبات وتخوض معارك شرسة بينها وبين تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة هجين، مركز قوة تنظيم الدولة الإسلامية، وفي بلدة السوسة، إلى الشمال الشرقي من البوكمال.
  • في منطقة السويداء في جنوب سوريا يواصل تنظيم الدولة الإسلامية خوض قتال شرس ضد الجيش السوري. وتم التوصل أثناء المعارك إلى وقف إطلاق نار لإتاحة تطبيق صفقة الإفراج عن ست مخطوفات درزيات (امرأتان وأربعة أطفال) مقابل الإفراج عن زوجات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المعتقلات لدى النظام السوري. وأفادت التقارير بأنه سيتم خلال المراحل القادمة في إطار الصفقة ذاتها سيتم تسليم تنظيم الدولة الإسلامية مبلغ 27 مليون دولار (ما قد يفتح شهية التنظيم لاستخدام الخطف كمصدر بديل عن مصادر الدخل التي خسرها).
تطبيق اتفاقية سوتشي في محيط إدلب

لا تقدم في إنشاء المنطقة المنزوعة السلاح التي تقررت في قمة سوتشي بين الرئيسين الروسي والتركي. عند نهاية الموعد الذي تحدد أول مرة لإنشاء المنطقة (15 تشرين أول/ أكتوبر 2018) أعلنت روسيا بأنها قد منحت مهلة إضافية لتطبيق الاتفاقية لكن وكذلك في غضون المهلة التي تم منحها لم تسحب هيئة تحرير الشام جميع أسلحتها من المنطقة منزوعة السلاح[1]. أما النظام السوري من جهته فقد واصل التهديد بأنه سيعيد فرض سيادته على إدلب في القريب العاجل.

صدامات محلية بين الجيش السوري وتنظيمات المتمردين
  • يخيم الهدوء على محيط إدلب بشكل عام باستثناء بعض الصدامات بين الجيش السوري وتنظيمات المتمردين. وأفاد المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان بأن الجيش السوري قد قام بإطلاق نيران من اسلحة رشاشة في ضواحي قرية الأربعين (على مبعدة ما يقارب 63 كلم إلى الجنوب من إدلب) في المنطقة منزوعة السلاح. وبالمقابل قامت تنظيمات المتمردين بإطلاق تسعة صواريخ على عدد من الأحياء في شمال غرب حلب الخاضعة لسيطرة الجيش السوري (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 23 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
استعدادات لفتح “معابر إنسانية” في محيط إدلب
  • وأفادت وسائل الإعلام الروسية عن أشغال تحضيرية أولية لفتح “ممرات إنسانية” في محيط إدلب. وستتيح هذه المعابر للسكان الخروج من مقاطعة إدلب فيما لو تجدد القتال ضد تنظيمات المتمردين (سبوتنيك، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
  • وفي هذا السياق أفاد مصدر في الجيش السوري بأن سوريا تعمل بالتنسيق مع روسيا لأجل فتح معبر أبو الظهور الإنساني في الأيام القريبة (على مبعدة 41 كلم إلى الجنوب الشرقي من إدلب). وسيتيح هذا المعبر للمواطنين الراغبين بالخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المتمردين في إدلب الانتقال على المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري. ويتم الآن استكمال التجهيزات اللوجستية والفنية اللازمة لتأمين المعبر. وأفاد مصدر عسكري روسي في سوريا بأنه سيتم قريباً إعادة فتح “المعابر الإنسانية” في ريف حماة الشمالي. وأفادت التقارير بان الجانب الروسي قد استشار الجانب السوري لفحص إمكانية إعادة فتح معبر مورك (على مبعدة ما يقارب 25 كلم إلى الشمال من حماة) ومعبر قلعة المضيق (على مبعدة ما يقارب 44 كلم إلى الشمال الغربي من حماة) (سبوتنيك، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

المعابر الإنسانية التي قد يتم فتحها في محيط إدلب: أبو الظهور [1]؛ مورك [2]؛ قلعة المضيق [3] (Google Maps).
المعابر الإنسانية التي قد يتم فتحها في محيط إدلب: أبو الظهور [1]؛ مورك [2]؛ قلعة المضيق [3] (Google Maps).

وبتقديرنا فمن الوارد اعتبار التحضيرات لفتح “المعابر الإنسانية” جزء من استعدادات النظام السوري لاحتمال تجديد القتال. وتشجيع السكان للخروج من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون يأتي لمنع وقوع اعداد كبيرة من القتلى ونزوح جماعي من المنطقة فيما لو تجددت المعركة لاحتلال إدلب، ما من شأنه التسبب بضغوط دولية على النظام السوري أما تنظيمات المتمردين التي تواصل العمل على تعزيز سيطرتها ونفوذها في أوساط السكان ويستخدمونهم عند اللزوم كـ”دروع بشرية” فستحاول على الأرجح منع انتقال السكان بأعداد كبيرة إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري عبر “الممرات الإنسانية”.

النظام السوري يواصل التهديد بعودة إدلب إلى السيادة السورية
  • صرح سفير سوريا في الأمم المتحدة أثناء اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك بأن سوريا رحبت باتفاقية سوتشي بخصوص إدلب انطلاقاً مما أسماه “حرصها على حقن الدماء”. لكنه عاد وأكد أن “مدينة إدلب شأنها كشأن أي مدينة غيرها في سوريا وستعود في نهاية الأمر وفي وقت قريب إلى سيادة سوريا” (التلفزيون السوري، 18 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
هيئة تحرير الشام تواصل عملياتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية
  • واصل عناصر الجهاز الأمني في هيئة تحرير الشام مداهمة مخابئ تنظيم الدولة الإسلامية في محيط إدلب. وفي إحدى المداهمات في قرية ميصيبين إلى الجنوب من إدلب، تم العثور على أسلحة كثيرة شملت أحزمة ناسفة وسيارات ملغمة (إباء، وكالة الأنباء الموالية لهيئة تحرير الشام، 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018). وبعد ضبط الأسلحة اعتقل عناصر أمن هيئة تحرير الشام سامر أحمد الأمين، وهو أحد أفراد الأمن في تنظيم الدولة الإسلامية لكونه مالك شاحنة ملغمة تم العثور عليها وتم العثور بحوزته كذلك على عدد من الأحزمة الناسفة (إباء، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
أربعة براميل من المواد المتفجرة كانت على ظهر الشاحنة المفخخة (إباء، 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018).    سامر أحمد الأمين، أحد أفراد الأمن في تنظيم الدولة الإسلامية، ومالك الشاحنة المفخخة (إباء، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
على اليمين: أربعة براميل من المواد المتفجرة كانت على ظهر الشاحنة المفخخة (إباء، 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018). على اليسار: سامر أحمد الأمين، أحد أفراد الأمن في تنظيم الدولة الإسلامية، ومالك الشاحنة المفخخة (إباء، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
المظاهرات مستمرة ضد النظام السوري
  • في 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018 خرجت مظاهرة في مدينة مارع، على مبعدة ما يقارب 26 كلم إلى الشمال من حلب، في نطاق المنطقة التي تسيطر عليها تنظيمات المتمردين، حيث ظهر المتظاهرون في شريط مصور وهم يحملون أعلام جيش سوريا الحر على خلفية نشيد كلماته “يللا روح يا بشار”. وشوهد في الشريط المصور كذلك طفل يحمل يافطة كُتب عليها: “الشعب السوري … هو من سيحدد من سيخرج ومن سيبقى” وكذلك عبارة “الخوذ البيضاء ليسوا إرهابيين” (صفحة فيسبوك فرات بوست، 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
 متظاهرون يرفعون أعلام جيش سوريا الحر في مدينة مارع، إلى الشمال من حلب.    طفل يحمل لافتة كُتب عليها باللغة العربية: "الشعب السوري... هو من يحدد من سيخرج ومن سيبقى" (صفحة فيسبوك فرات بوست، 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
على اليمين: متظاهرون يرفعون أعلام جيش سوريا الحر في مدينة مارع، إلى الشمال من حلب. على اليسار: طفل يحمل لافتة كُتب عليها باللغة العربية: “الشعب السوري… هو من يحدد من سيخرج ومن سيبقى” (صفحة فيسبوك فرات بوست، 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
نداء علني لضابط من الحرس الثوري الإيراني الأسير لدى هيئة تحرير الشام، للعمل على الإفراج عنه
  • في 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018 نشرت هيئة تحرير الشام شريطاً مصوراً يظهر فيه ضابط من الحرس الثوري الإيراني أسرته هيئة تحرير الشام. وتم تعريف السير بصفته العقيد أبو الحسن سليمان بياتي. وقال بياتي الذي تحدث بالفارسية بأنه كان يخدم في الحرس الثوري الإيراني طيلة 29 سنة. وقال إنه أصيب بجروح ويطلب بذل مساع للإفراج عنه. وأضاف قائلاً: “انا أتوجه إلى كبار القادة الإيرانيين، وخصوصاً قاسم سليماني (قائد فيلق القدس) بأن يبذلوا جهوداً للإفراج عني” (هيئة تحرير الشام، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018). وجاء في وسائل التواصل الاجتماعية إن البياتي وقع في السر في عام 2016 في جنوب حلب (حساب تويتر Drexl Spivey@RisboLensky، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018). نقلت وسائل الإعلام الإيرانية هذا الخبر لكن المصادر الإيرانية امتنعت عن تأكيده.

العقيد ابو الحسن سليمان بيات، ضابط إيراني من الحرس الثوري أسير لدى هيئة تحرير الشام (هيئة تحرير الشام، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
العقيد ابو الحسن سليمان بيات، ضابط إيراني من الحرس الثوري أسير لدى هيئة تحرير الشام (هيئة تحرير الشام، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

جنوب سوريا
المعركة في منطقة الصفا
  • تواصل القتال الشرس في منطقة الصفا بين الجيش السوري وبين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المتحصنين في المكان. وأفادت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في 16 تشرين أول/ أكتوبر 2018 بأن عناصر التنظيم قد قتلوا وجرحوا 46 جندياً سورياً في منطقة الصفا. وبعد ذلك بيوم أعلنت وكالة أعماق عن مقتل اربعة جنود آخرين (عنب بلدي، 17 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
  • في 18 تشرين أول/ أكتوبر 2018 بدأ سريان وقف لإطلاق النار بين الجيش السوري وبين تنظيم الدولة الإسلامية ، والتي استمرت على الأقل حتى 22 تشرين أول/ أكتوبر 2018 (عنب بلدي، 21 تشرين أول/ أكتوبر 2018؛ العربي الجديد، 23 تشرين أول/ أكتوبر 2018). وقد جاء وقف إطلاق النار هذا بناء على رغبة الطرفين لتهيئة الظروف لإبرام صفقة الإفراج عن المخطوفات الدرزيات، حيث تم تطبيق الصفقة في 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018 (اقرأ لاحقاً أدناه). كما وأفادت التقارير بأن الجيش السوري قد أرسل تعزيزات إلى منطقة الصفا لزيادة الضغط على تنظيم الدولة الإسلامية والتعجيل في الإفراج عن المخطوفات من السويداء (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
مقتل قائدين من حزب الله جراء تفجير عبوة ناسفة زرعها تنظيم الدولة الإسلامية
  • وأعلن مصدر موال لتنظيم الدولة الإسلامية عن مقتل ضابطين من حزب الله، وهما محمد زيدان ومحمد سعيد، حيث قُتلا جراء تفجير عبوة ناسفة زرعها تنظيم الدولة الإسلامية. تم تفجير العبوة الناسفة لاستهداف سيارة كان يستقلها الضابطان في بادية السويداء. وفي الصورة التي تم نشرها يظهر الضابطان والسيارة المستهدفة (وكالة مؤتة الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

قائدي حزب الله اللذان قُتلا جراء تفجير عبوة ناسفة زرعها تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة السويداء (وكالة مؤتة الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
قائدي حزب الله اللذان قُتلا جراء تفجير عبوة ناسفة زرعها تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة السويداء (وكالة مؤتة الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

الإفراج عن مخطوفات درزيات ممن يحتجزهن تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة السويداء
  • أسفرت المفاوضات التي دارت بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين النظام السوري ووجهاء دروز محليين عن التوصل على اتفاقية للإفراج عن بعض النساء الدرزيات اللاتي اختطفهن تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة السويداء. في 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018 أفرج تنظيم الدولة الإسلامية عن امرأتين وأربعة أطفال. وبالمقابل أفرج النظام السوري عن 17 امرأة ممن كن زوجات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية ومعهن ثمانية من أطفالهم (سويداء 24، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
  • وعلى حد تعبير رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، فإن هذه خطوة أولى ضمن صفقة شاملة اتفق عليها الطرفان. وأفادت التقارير بان النظام السوري سيقوم بموجب هذه الصفقة بالإفراج عن أكثر من ستين امرأة من االمعتقلات لديه (وهن على ما يبدو نساء لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية) وكذلك سيدفع لتنظيم الدولة الإسلامية مبلغ 27 مليون دولار (النشرة، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018؛ المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2018). وأفادت وسائل الإعلام العربية بأن الصفقة الشاملة ستتم على ثلاث مراحل (العربي الجديد، 23 تشرين أول/ أكتوبر 2018). نشر تنظيم الدولة الإسلامية صور 14 من المختطفات المحتجزات لديه (في “إشارة” لرغبته بالتقدم نحو “مراحل” أخرى).

وقد تهيأت الظروف لعقد الصفقة نتيجة الضغوط التي مارسها سكان السويداء الدروز على النظام السوري، حيث تمثلت بمظاهرات احتجاجية للسكان. الإفراج عن المخطوفات يساعد النظام السوري على “تخفيف الضغوط” التي يمارسها السكان الدروز وسيساعد في زيادة جهود النظام للسيطرة على المنطقة. ومن منظور تنظيم الدولة الإسلامية فإن الحصول على مبالغ مالية ضخمة مقابل الإفراج عن المخطوفين الذين يحتجزهم قد يشجعه على خطف المزيد من السكان كـ”مصدر دخل” بديل عن مصادر الدخل التي خسرها مع انهيار الدولة الإسلامية.

شرق سوريا

استمر هذا الأسبوع هجوم قوات سوريا الديمقراطية (SDF) على مقاطعة تنظيم الدولة الإسلامية إلى الشمال من البوكمال. وتدور معارك شرسة في هجين، مركز قوة تنظيم الدولة الإسلامية في المقاطعة. كما دارت مواجهات عنيفة في بلدة السوسة، إلى الشمال الغربي من البوكمال، حيث هاجمتها قوات سوريا الديمقراطية. تنظيم الدولة الإسلامية يواصل شن هجمات مضادة في حين قامت طائرات التحالف بقتل عشرات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في غارات جوية. وتناقلت الأخبار على التلغرام أخبار (غير مؤكدة) مفادها أن تنظيم الدولة الإسلامية نجح في نقل تعزيزات من عناصره في صحراء غربي دير الزور إلى مدينة هجين (حساب تويتر Drexl Spivey@RisboLensky، 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

 

منطقة المواجهات في شمال مقاطعة تنظيم الدولة الإسلامية (منطقة هجين) وفي جنوبها (منطقتي السوسة والباغوز). لم تطرأ تغييرات على الأرض أي تغييرات على منطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية مقارنة بالأسبوع المنصرم (حساب تويتر @abduljabbar1612، 16 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
منطقة المواجهات في شمال مقاطعة تنظيم الدولة الإسلامية (منطقة هجين) وفي جنوبها (منطقتي السوسة والباغوز). لم تطرأ تغييرات على الأرض أي تغييرات على منطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية مقارنة بالأسبوع المنصرم (حساب تويتر @abduljabbar1612، 16 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

مواجهات في منطقة بلدة السوسة
  • في بلدة السوسة التي تقع على مبعدة ما يقارب سبعة كيلومترات إلى الشمال الشرقي من البوكمال، دارت مواجهات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (SDF) وبين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. حيث قُتل إرهابي انتحاري كان يسافر في سيارة ملغمة ومصفحة (صناعة ذاتية لتنظيم الدولة الإسلامية) بعد أن أطلق عليه قناصة قوات سوريا الديمقراطية (SDF) النار وأردوه قتيلاً (SDF Media Center، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
  • تلقى مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية (SDF) في منطقة السوسة دعماً جوياً من التحالف الدولي. وفي إحدى غارات التحالف (18 تشرين أول/ أكتوبر 2018) استهدفت الطائرات مسجداً في بلدة السوسة كان يُستخدم مقراً قيادياً لتنظيم الدولة الإسلامية. وقالت قوات التحالف إن الغارة أسفرت عن مقتل 12 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية. كما أفادت عن مقتل 22 عنصراً غيرهم من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية جراء قصف المسجد وبعض البيوت المجاورة له (رويترز، 21 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
  • وفي تقرير صادر عن المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان قيل إن غارات طائرات التحالف على مواقع في بلدة السوسة في 18 وفي 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018 أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 63 من المدنيين ومن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية. فالغارة التي استهدفت المسجد وأحد البيوت المجاورة له أسفرت عن مقتل 11 عنصراً من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية و 18 مدنياً من أفراد عائلات عناصر تنظيم الدولة الإسلامية.. في 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018 تمت شن غارات على معهد لتحفيظ القرآن وبيوت مجاورة له، ما أسفر عن مقتل 11 عنصراً آخرين من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 21 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
إصابات في صفوف المدنيين
  • وفقاً لتقدير الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، يتواجد في منطقة هجين حوالي 10,000 مواطن عالقين بسبب القتال بين تنظيم الدولة الإسلامية والأكراد. وبالإضافة لهم هناك حوالي 7,000 مواطن، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، قد خرجوا من المنطقة ويتواجدون حالياً في منطقة إلى الشمال من هجين تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (SDF) (موقع الأمم المتحدة؛ Rudaw، 11 تشرين أول/ أكتوبر 2018). وأفادت التقارير عن مفاوضات بين تنظيم الدولة الإسلامية وبين قوات سوريا الديمقراطية (SDF) للإفراج عن الأسرى وتسليم جثامين مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (SDF) مقابل إدخال الغذاء إلى المقاطعة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية وفتح معبر آمن لخروج المدنيين من المقاطعة (صفحة فيسبوك فرات بوست،21 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
خسائر بالأرواح
  • بحسب إفادة المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان فقد قُتل خلال الأسابيع الستة الأخيرة منذ بداية الهجوم على مقاطعة تنظيم الدولة الإسلامية إلى الشمال من البوكمال ما لا يقل عن 419 عنصراً من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية و 232 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية (SDF) (المرصد السوري لمتابعة حقوق الإنسان، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
أهم التطورات في العراق
عمليات قوات الأمن العراقية
  • واصلت قوات الأمن العراقية هذا الأسبوع ممارسة أعمال المنع واتخاذ التدابير الوقائية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في مختلف المحافظات:
    • منطقة كركوك: قتلت قوة من الشرطة الاتحادية العراقية ثلاثة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية إلى الجنوب الغربي من كركوك. وعثرت القوة على أسلحة وبضمنها حزامين ناسفين (السومرية نيوز، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018). كما وعثرت الشرطة العراقية على قائد في تنظيم الدولة الإسلامية كان يختبئ في نفق بالقرب من بيته في قضاء الحويجة (أخبار العراق، السومرية نيوز، 22،21 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
    • محافظة الأنبار: اعتقلت قوة من المخابرات العراقية خلية من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية على مبعدة حوالي ثلاثون كيلومتراً إلى الغرب من بغداد (السومرية نيوز، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018). كما وتم تدمير نفق لتنظيم الدولة الإسلامية وقُتل أربعة عناصر من التنظيم في قضاء هيت في محافظة الأنبار (وكالة الأنباء العراقية، 21 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
    • محافظة صلاح الدين: عثرت قوة من الجيش العراقي إلى الشمال من بغداد على مخبأ تحت الأرض لتنظيم الدولة الإسلامية. وكان المخبأ يحتوي على هواتف محمولة مبرمجة لتفجير عبوات ناسفة من مسافة بعيدة. وأفادت التقارير بأن هذا الكشف منع عناصر تنظيم الدولة من تنفيذ عمليات لاستهداف الحجاج بمناسبة الذكرى الأربعين لموت الإمام الحسين في مدينة كربلاء (السومرية نيوز، 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018). كما وتم تفجير عبوة ناسفة استهدفت دورية راكبة للجيش العراقي إلى الشرق من تكريت، ما أسفر عن مقتل جندي من الجيش العراقي (قناة الرافدين، 18 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
عمليات تنظيم الدولة الإسلامية
  • أفاد مصدر أمني عراقي بأن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية قد هجموا على مقر قيادة قوة العمليات الخاصة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي إلى الغرب من قضاء الرمادي. وخلال المواجهات بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وبين قوات حرس الموقع وقعت إصابات في الطرفين (السومرية نيوز، 19 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
  • أعلنت شرطة محافظة نينوى بأن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية قد هاجموا حاجز تفتيش في قضاء مخمور، على مبعدة ما يقارب 67 كلم إلى الجنوب من الموصل. قُتل أربعة من رجال الشرطة (ومنهم ضابط). هرب المهاجمون من موقع العملية (أخبار الآن، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
إحباط عمليات خارج العراق
  • أبو علي البصري، رئيس جهاز المخابرات ومكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية العراقية ، أعلن أن رجال جهاز المخابرات قد اخترقوا صفوف تنظيم الدولة الإسلامية وزودوا العراق وسوريا وإيران وروسيا بمعلومات استخبارية عن التنظيم. وأضاف إن الروس استخدموا تلك المعلومات لتوجيه ضربات جوية قامت بها طائرات روسية على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وأدت هذه الغارات إلى إحباط عشرات من خطط تنظيم الدولة الإسلامية للتسلل على العراق وإيران وتركيا وعدد من الدول الأوروبية لتنفيذ عمليات على أراضيها. وأضاف قائلاً إن تنظيم الدولة الإسلامية يحاول تعزيز حضوره في تركيا وفرنسا وشرق آسيا وشمال افريقيا من خلال إعادة تجنيد عناصر التنظيم الذين هربوا من سوريا والعراق وتحريكهم لتنفيذ عمليات (وكالة الأنباء العراقية، 21 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
شبه جزيرة سيناء ومصر
  • تبنت ولاية سيناء في تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن تدمير دبابة للجيش المصري بواسطة استهدافها بعبوة ناسفة قرب المدخل الغربي لمدينة العريش (أعماق، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2018). كما وأعلنت ولاية سيناء في تنظيم الدولة الإسلامية بان التنظيم قد دمر سيارة مصفحة للجيش المصري من خلال استهدافها بتفجير عبوة ناسفة في جنوب مدينة العريش (أعماق، 22 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
عمليات جهادية في دول أخرى
ولاية الهند في تنظيم الدولة الإسلامية توسع صفوفها
  • نشر معهد باكستان لدراسة النزاعات والأمن[2] مؤخؤاً دراسة عنوانها “احتمالات تمدد تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب آسيا” (“”Prospects of Daesh’s Expansion in South Asia). حيث أفادت الدراسة بأن ولاية الهند في تنظيم الدولة الإسلامية التي تم الإعلان عنها رسمياً في عام 2016، بدأت تستقطب مؤخراً شباب مثقفين وتنشر فكرها في صفوفهم. وأفادت الدراسة بأن الكثير من هؤلاء المجندين هم مهندسون وأطباء ومنهم من يحملون ألقاب أكاديمية ثانية في إدارة الأعمال (MBA) في الهند وبنغلادش والباكستان (Pakistan Today، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).
  • كما وأفادت الدراسة بأن مواطنين هنود يلتحقون بالأساس بصفوف ولاية خراسان في تنظيم الدولة الإسلامية (التي تعمل في أفغانستان والباكستان وإيران). وخلال السنوات الثلاث الخيرة كان ما لا يقل عن 54 مواطناً ممن التحقوا بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية من سكان منطقة كيرالا (Kerala)، في جنوب الهند. كما وجاء في التقرير أن العمليات العسكرية في المنطقة الحدودية بين الباكستان وأفغانستان أتاحت انتقال عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين قدموا من سوريا أو العراق والآن باتوا يتواجدون في أفغانستان على امتداد هذه الحدود المشتركة (Pakistan Today، 20 تشرين أول/ أكتوبر 2018).

[1] جيمس جيفري، مبعوث الولايات المتحدة الخاص للشؤون السورية، قال إنه قد تم الانتهاء من إخراج الأسلحة الثقيلة من المنطقة المقرر أن تكون منزوعة السلاح ("The withdraw of heavy weapons is complete by all accounts"). وعلى حد تعبيره فإن الأتراك والروس إلى حد كبير أيضاً يوافقون على هذا الأمر (موقع وزارة الخارجية الأمريكية, 17 تشرين أول/ أكتوبر 2018). نعتقد أن هذا التصريح متفائل اكثر من أللازم على الأقل فيما يتعلق بتنظيم هيئة تحرير الشام الجهادي، الذي امتنع عن إخراج أسلحته الثقيلة من المنطقة منزوعة السلاح، بل وصرح بذلك علانية.
[2] (Pakistan Institute for Conflict and Security Studies (PICSS