Tag Archives: ايران

عملية انتحارية مركبة ومتعددة المصابين ضد السفارة الإيرانية في بيروت

من اليمين: موقع الانفجار (قناة

من اليمين: موقع الانفجار (قناة "العالم"، إيران، 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). من اليسار: السفارة الإيرانية في لبنان بعد الانفجار

من اليمين: موقع الانفجار (قناة

من اليمين: موقع الانفجار (قناة "العالم"، إيران، 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). من اليسار: السفارة الإيرانية في لبنان بعد الانفجار

السيارة المفخخة السوداء التي ركبها أحد الإرهابيين الانتحاريين والتي تم تصويرها بواسطة كاميرا المراقبة والحراسة الأمنية في المكان، قبيل وقوع الانفجار بعدَّة ثواني (قناة

السيارة المفخخة السوداء التي ركبها أحد الإرهابيين الانتحاريين والتي تم تصويرها بواسطة كاميرا المراقبة والحراسة الأمنية في المكان، قبيل وقوع الانفجار بعدَّة ثواني (قناة "العالم" الإيرانية، 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2013)

بقايا الدراجة النارية بالقرب من مبنى السفارة الإيرانية في بيروت (صحيفة

بقايا الدراجة النارية بالقرب من مبنى السفارة الإيرانية في بيروت (صحيفة "السفير"، لبنان، 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2013)

الإرهابي الانتحاري معين أبو ظهر (موقع

الإرهابي الانتحاري معين أبو ظهر (موقع "بنت جبيل" على شبكة الإنترنت، 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2013)


عام

1.    بتأريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 تم تنفيذ عملية إرهابية انتحارية مركبة ومتعددة المصابين على مدخل السفارة الإيرانية في لبنان، في الضاحية الجنوبية (الشيعية) من بيروت. وفقاً لتقديراتنا، إن الهدف وراء هذه العملية الإرهابية التي تم تنفيذها على أيدي إرهابيين انتحاريين اثنين كان تفجير مبنى السفارة وحصد العديد من المصابين وسط موظفي السفارة. لقد أسفرت هذه العملية عن مقتل 23 شخصاً وإصابة 146 شخصاً. وكان في عداد القتلى إبراهيم الأنصاري، الملحق الثقافي للسفارة الإيرانية. وخلال الأيام التي تلت  العملية الإرهابية تمت مراسم تشييع جثامين عشرة عناصر منظمة حزب الله، اللذين قُتلوا في الانفجار والذين  كان ينتمي بعضهم على الأقل، إلى طاقم الحراسة الأمنية للسفارة.    

2.    إن مَن علن مسؤوليته عن تنفيذ العملية هي كتائب عبد الله عزام، تنظيم إرهابي محسوب على القاعدة وعلى تنظيمات الجهاد العالمي، ينشط في لبنان وفي ساحات أخرى من الشرق الأوسط. جدير بالذكر أن هذا التنظيم الذي يوجد معقله في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني قد أعلن مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه الجليل الغربي (بتأريخ 22 آب/أغسطس 2013) الذي أعدَّ لوضع التحديات أمام حزب الله[1].   

3.    تم تنفيذ العملية الإرهابية ضد السفارة الإيرانية في لبنان بالتزامن مع قيام النظام السوري ومناصريه (إيران وحزب الله) بالتحضيرات لمعركة تطهير جبال قلمون، المنطقة الجبلية الهامة، شمالي-شرقي العاصمة دمشق. يُنظر في لبنان إلى العملية الإرهابية في السفارة الإيرانية في بيروت على أنها محاولة لإزاحة ضغط سوريا وإيران وحزب الله عن قواعد المتمردين في سوريا من خلال تحويل الرسالة بأنه لدى جهات الجهاد العالمي المحسوبة على القاعدة القدرة على ضربهم في ساحتهم الخلفية في لبنان.      

4.    تُعتبر العملية الإرهابية في السفارة الإيرانية الإنجاز الأبرز في سلسلة العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها خلال الأشهر القليلة الماضية على أيدي منظمات سنية متطرفة ومن ضمنها كتائب عبد الله عزام بهدف وضع التحديات أمام إيران وحزب الله. إن هذه العملية الإرهابية، وفقاً لتقديراتنا، بمثابة ضربة ملموسة بالنسبة لحزب الله وإيران سواء كان ذلك على المستوى الأمني أو على مستوى النيل من صورتهما العلنية وتشويهها. جدير بالذكر أن تفعيل سيارات ودراجات نارية مفخخة بواسطة إرهابيين انتحاريين يُعدُّ نمط عمل يتميز به تنظيم جبهة النصرة الذي يُشكل فرعاً للقاعدة في سوريا[2] تم، وفقاً لتقديراتنا،نقله إلى لبنان وتم توجيهه ضد حزب الله وإيران. إن مَن تميز بهذا النمط من العمل على الساحة اللبنانية هو حزب الله حتى من بدء انطلاقته عام 1983 (عمليات إرهابية فتاكة تم تنفيذها على أيدي حزب الله بدعم إيران ضد السفارة الأميركية والقواعد العسكرية الأميركية والفرنسية غرب بيروت). وبعد ذلك بثلاثين عاماً قد اكتملت الدائرة عندما أصبحت منظمة حزب الله وإيران التي تقف ورائها، اللتين قد تخصصتا بهذا النوع من العمليات الإرهابية وحققتا عن طريقها أرباحاً سواء كان ذلك على المستوى السياسي أو على مستوى صورتهما العلنية مستهدفتين من قبلها.               

5.    وفقاً لتقديراتنا، إن "انزلاق" الصراع السني-شيعي إلى لبنان واحتدام المواجهات العنيفة بين الطرفين الخصمين قد يزعزع أكثر فأكثر صلاحية وسلطة الإدارة اللبنانية الواهنة وقد يؤدي إلى تعميق حالة عدم الاستقرار على الساحة اللبنانية.إذ أنقوات الأمن اللبنانية عديمة أي قدرة سواء كانت تنفيذية أو سياسية-داخلية لمواجهة الصراعات العنيفة الدائرة بين المنظمات الإرهابية ذات المهارات التي تتمتع بدعم مجموعات من السكان والقوات الخارجية، سواء دار الحديث عن جهات تنتمي للجهاد العالمي (التي تجد لها مأوىً في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين) أو عن منظمة حزب الله (التي تتمتع بمكانة راسخة وسط الطائفة الشيعية في لبنان وتحظى بدعم إيران وسوريا).   

 

6.    الخلاصة: إن العملية الانتحارية المركبة والعمليات الإرهابية التي سبقتها تعكس، وفقاً لتقديراتنا، تعاظم القدرات التنفيذية لكتائب عبد الله عزام والتنظيمات السنية-السلفية-الجهادية الناشطة على الساحة اللبنانية.إن هذه القدرات الموجهة هذه الأيام إلى إيران وحزب الله قد تُوجه إلى إسرائيل أيضاً (على سبيل المثال،إطلاق الصواريخ باتجاه منطقة الجليل).إن إيران ومنظمة حزب الله اللتين واجهتا ضربة قاصمة سواء كان ذلك على المستوى الأمني أو على مستوى النيل من صورتهما العلنية وتشويهها، من المتوقع أن تتخذا خطوات مضادة سواء كان ذلك على الصعيد الأمني (حراسة أمنية لحماية الأشخاص والمواقع) أو على الصعيد الهجومي (عمليات انتقامية ضد أشخاص وقواعد محسوبة على القاعدة والجهات المتطرفة في الطائفة السنية). إن هذه العوامل جميعها قد تُؤدي إلى احتدام الصراع الطائفي السني-شيعي في لبنان ولربما خارج لبنان أيضاً، بالمقابل للحرب الأهلية في سوريا.

 

وصف (أولي) للعملية الإرهابية

7.    بتأريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 تم تنفيذ عملية إرهابية انتحارية مركبة على مدخل مبنى السفارة الإيرانية في لبنان. يتواجد مبنى السفارة في حي بئر حسن، على أطراف الضاحية الجنوبية الشيعية من بيروت، معقل حزب الله في لبنان. استناداً إلى ما أفادت به وسائل الإعلام اللبنانية، وبما فيها، وسائل الإعلام التابعة لحزب الله، بدأت العملية عندما قام إرهابي انتحاري كان يسوق دراجة نارية بتفجير نفسه بالقرب من الحاجز على مدخل السفارة[3]. وبعدها بدقائق معدودة وصلت بالقرب من مبنى السفارة سيارة مفخخة من نوع "شيفروليه بليزر" (4X4) سوداء اللون كان يسوقها إرهابي انتحاري آخر. وقد تم إخفاء كمية كبيرة من المواد المتفجرة (ما بين 100-50 كلغ) داخل السيارة. وادعى شهود عيان في حديث لقناة "الميادين" المحسوبة على حزب الله، بأن الإرهابي الانتحاري الأول لم يُفجر نفسه وإنما قُتل برصاص الحراس الأمنيين للسفارة.    

8. استناداً إلى ما أفادت به صحيفة "السفير" اللبنانية قد تم اقتناء السيارة التي استُخدمت لتنفيذ العملية في بلدة بريتال في البقاع اللبناني. وتم إخفاء المواد المتفجرة داخلها في منطقة يبرود، في جبال قلمون. وبعدها أرسِلت السيارة إلى سوريا عن طريق البلدة (السنية) عرسال، شمال البقاع اللبناني. استناداً إلى "مصادر أمنية" لبنانية قد تم التخطيط لتنفيذ العملية وتوجيهها في سوريا (صحيفة "السفير"، 25 آب/أغسطس 2013). استناداً إلى صحيفة "الأخبار" اليومية اللبنانية المحسوبة على حزب الله قد صرح حسن نصر الله بأن التخطيط لهذه العملية كان تخطيطاً مدققاً وأن المخططين لها كانوا يُجيدون معرفة مبنى السفارة الإيرانية. لقد أعدَّت هذه العملية الإرهابية لهدم ذاك الجزء من المبنى الذي يوجد قبالة المدخل، وذلك لوجود ديوان السفير الإيراني الذي استهدفته هذه العملية في هذا الجانب من المبنى (صحيفة "الأخبار" اليومية، 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). استناداً إلى تقارير وسائل الإعلام اللبنانية فما اتضح من التحقيقات حول ملابسات الحادث أن العملية الإرهابية التي استهدفت السفارة الإيرانية والعمليات الإرهابية التي سبقتها والتي نُفذت في الضاحية الجنوبية من بيروت قد تم التخطيط لها من قبل عناصر القاعدة في سوريا وذلك كجزء من اتجاه نقل الصراع مع حزب الله إلى الأراضي اللبنانية (صحيفة "الأخبار" اليومية، 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013).           المصابون نتيجة للعملية الإرهابية

9. استناداً إلى ما أفادت به وسائل الإعلام اللبنانية قد أسفرت هذه العملية عن مقتل 23 شخصاً كان في عدادهم إبراهيم الأنصاري، الملحق الثقافي الإيراني، وعن إصابة 146 شخصاً. وأفادت وسائل الإعلام اللبنانية بأن الملحق الثقافي الإيراني قُتل داخل سيارته عندما كان ينتظر خروج السفير الإيراني، غضنفر ركن-أبادي (صحيفتا "الجمهورية" و"الأنهار"، 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). وأفادت وسائل الإعلام التابعة لحزب الله عن مراسم تشييع جثامين عناصر المنظمة العشرة اللذين، وفقاً لتقديراتنا، كان ينتمي جزء منهم على الأقل، إلى طاقم الحراسة الأمنية للسفارة (تابعو فيما يلي).

صور من مكان وقوع العملية الإرهابية (من اليمين: قناة "العالم" الإيرانية، من اليسار: قناة "العربية")
صور من مكان وقوع العملية الإرهابية (من اليمين: قناة "العالم" الإيرانية، من اليسار: قناة "العربية")

تفاصيل حول هوية الإرهابيين الانتحاريين

10. نشرت وسائل الإعلام اللبنانية صوراً وتفاصيل حول الإرهابيين الانتحاريين، حيث أفيد بأن اثنيهما يسكنان في منطقة صيدا ويُعدان من أنصار الشيخ السني السلفي، أحمد أسير المعادي لحزب الله. كما نُشر أنه ينشط في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، القريب من صيدا، فرع كتائب عبد الله عزام الذي يتعاون مع أحمد أسير (راجعوا المقال التي نُشر في صحيفة "الأخبار" المحسوبة على حزب الله، 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2013).    

11. فيما يلي أهم ما جاء في إطار المعلومات (الأولية) التي نُشرت حول الإرهابيين الاثنين الانتحاريين:

أ. معين عدنان أبو ظهر: من سكان صيدا، ويُعدُّ من أنصار الشيخ السني السلفي، أحمد الأسير المعادي لحزب الله (صحيفة "النهار"، 22، 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). قبيل وقوع العملية بثلاثة أيام نشر أبو ظهر على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك" أنه ينوي للانتقام لأحمد الأسير. استناداً إلى قناة العربية كان يسكن أبو ظهر في السابق في الدنمرك ومن هناك انتقل إلى الكويت للعمل هناك، ومن هناك انتقل إلى سوريا ولبنان (قناة "العربية"، 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). بتأريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2013 جرى تواصل بينه وبين صديقه عن طريق الـ"فيس بوك" كتب فيه أنه ينوي ليسبق صديقه في الوصول إلى الجنة (موقع "الخبر برس" على شبكة الإنترنت، 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). استناداً إلى ما جاء في المقال الذي نشره سعد الحريري، الزعيم الأبرز للسنيين في لبنان، يدور الحديث عن  شاب سني من صيدا (لم يذكر المقال اسمه)، والدته شيعية، كان قد انتقل ليُقاتل مع "مجموعة مسلحة" في سوريا كانت قد أرسلته ليُفجر نفسه في لبنان ("المستقبل"، 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). استناداً إلى صحيفة "النهار" (25 تشرين الثاني/نوفمبر 2013) قد دخل الإرهابي الانتحاري، معين أبو ظهر، لبنان من سوريا عن طريق معبر المصنع الحدودي بهوية لبنانية.           

ب. عدنان موسى المحمد: فلسطيني الأصل[4]. تقطن عائلته في بلدة بيسرية، جنوبي مدينة صيدا. كان المحمد يعمل ميكانيكياً. تم الادعاء بأنه يُعاني من مشاكل نفسية (قناة "الجديد"، 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). وخلال العام الأخير سكن المحمد في بلدة العاقبية. وتم اعتقاله في الماضي على أيدي جهاز استخبارات الجيش اللبناني. وخلال العام الأخير انقطع تواصله مع عائلته (موقع بلدة جبشيت على شبكة الإنترنت، 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). قامت والدة الإرهابي الانتحاري بشجب العملية قائلةً إن "دين محمد لا يسمح بذلك". وفقاً لأقوالها، لم تكن تعلم بأن ابنها كان يتفقد مسجد بلال بن رباح في عين الحلوة [مسجد أحمد الأسير] وأنه كان ينتمي لمجموعة الشيخ أحمد الأسير (موقع "بنت جبيل" على شبكة الإنترنت، 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2013).   

من اليمين: الإرهابي الانتحاري، عدنان موسى المحمد (موقع "بنت جبيل" على شبكة الإنترنت، 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). من اليسار: عدنان موسى المحمد يرتدي البزة العسكرية والسترة الواقية (موقع "بنت جبيل" على شبكة الإنترنت، 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2013)
من اليمين: الإرهابي الانتحاري، عدنان موسى المحمد (موقع "بنت جبيل" على شبكة الإنترنت، 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). من اليسار: عدنان موسى المحمد يرتدي البزة العسكرية والسترة الواقية (موقع "بنت جبيل" على شبكة الإنترنت، 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2013)

قتلى حزب الله نتيجة للعملية الإرهابية

12. خلال الأيام التي تلت العدوان على السفارة الإيرانية تمت في الجنوب اللبناني مراسم تشييع جثامين عناصر حزب الله الـ10 الذين أفيد بأنهم قُتلوا في العملية الإرهابية. وفقاً لتقديراتنا، إن جزءاً منهم على الأقل، كان ينتمي لطاقم الحراسة الأمنية للسفارة الإيرانية. وقد أفيد بأن أحدهم، رضوان محمد فارس، كان المسؤول عن الحراسة الامنية للسفارة (شاهدوا الصورة الفوتوغرافية). كما أفيد عن قتيل آخر يُدعى أحمد زراقط، بأنه كان أحد الحراس الأمنيين في السفارة. دُفن عناصر حزب الله بجنازات ضخمة وحاشدة تمت في بيروت بتأريخ 20 و-22 تشرين الثاني/نوفمبر 2013. وشارك في الجنازة التي تمت بتأريخ 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 أيضاً السفير الإيراني في لبنان (صحيفة "العهد"، 20، 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2013)، موقع "بنت جبيل" على شبكة الإنترنت، 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013)[5].      

إعلان تبني المسؤولية

13. لقد أفاد الشيخ السني سراج الدين زريقات المحسوب على كتائب عبد الله عزام في تغريدة له عبر   حسابه الشخصي عبر موقع الـ"تويتر" (19 تشرين الثاني/نوفمبر 2013) بأن كتائب عبد الله عزام هي مَن تقف وراء العدوان على السفارة الإيرانية في بيروت. وقال زريقات إنه قد قُتل في هذا العدوان شهيدان سنيان (أي، الإرهابيان الاثنان الانتحاريان). وقد جاء في إعلان تبني المسؤولية أن العمليات في لبنان سوف تتواصل حتى يتم الإيفاء بمطلبين: الأول، انسحاب حزب الله ("المعسكر الإيراني") من سوريا، والثاني، تحرير أسرى التنظيم المحتجزين داخل السجون اللبنانية. جدير بالذكر أن الشيخ سراج الدين زريقات هو الذي أفاد بتأريخ 22 آب/أغسطس 2013 بأن كتائب عبد الله عزام هي مَن تقف وراء إطلاق الصواريخ الأربعة باتجاه مدينة حيفا و"مناطق استراتيجية" أخرى داخل إسرائيل. وقد أفادت صحيفة لبنانية محسوبة على حزب الله بأن الشيخ زريقات يُقيم في سوريا ما يزيد عن عام وينشر أخباره من هناك (صحيفة "الأخبار" اليومية، 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013).       

ردود فعل إيران وحزب الله على العملية الإرهابية

14. إن رد فعل إيران الفوري على العملية الإرهابية كان اتهام إسرائيل بتنفيذها. في مقابلة صحفية أجرتها معه قناة "الميادين" (19 تشرين الثاني/نوفمبر 2013) المحسوبة على حزب الله، قال السفير الإيراني إن "الكيان الصهيوني وعملاؤه يقفان وراء تنفيذ العملية الإرهابية". وفي تصريح آخر أدلى به السفير الإيراني قال إنه لا يخفى على أحد أن العدو الصهيوني يدعم المجموعات الإرهابية في سوريا والعراق، بل وفي الفترة الأخيرة، تلك المتواجدة في لبنان أيضاً (وكالة "فارس" للأنباء التي تقتبس حديث السفير الإيراني لقناة "النشرة"، (24 تشرين الثاني/نوفمبر 2013).

  

15. وفي وقت لاحق انضم حزب الله، هو أيضاً، إلى اتهام إسرائيل، غير أنه  قد تطرق عناصر حزب الله في اتهاماتهم إلى القاعدة أيضاً التي وُصفت من قبلهم على أنها أداة في أيدي إسرائيل.في مقابلة أجرتها معه إحدى محطات الإذاعة اللبنانية قال الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لمنظمة حزب الله،: "إنها [هي] الأيدي الإجرامية للتكفيريين [أي، القاعدة[6]] وإسرائيل اللذين يتمتعان من حالة عدم الاستقرار في الدولة" (موقع inn.co.ilعلى شبكة الإنترنت، 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). وفي تصريح آخر تم الإدلاء به خلال الحفل الذي تم عقده في بلدة جبشيت قال رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني، محمد رعد، إن العملية الإرهابية في السفارة الإيرانية في بيروت كانت "رسالة إسرائيلية عن طريق [التنظيمات] التكفيرية". وفقاً لأقواله، ما هدفت إليه هذه الرسالة لم يكن فقط تقويض مبنى السفارة وإنما زعزعة الاستقرار داخل لبنان وتقويض الوحدة الوطنية (صحيفة "النشرة"، 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). وصرح نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، نبيل قاووق، بأن العملية قد "أكدتجدية الخطر التكفيري الإرهابي الإسرائيلي علىلبنان" (وكالة الأنباء اللبنانية، 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2013).

16.لقد تطرقت "مصادر رفيعة المستوى" (امتنعت عن الإفصاح عن اسمها) إلى المعاني والدلالات الخطيرة التي تنطوي عليها العملية الانتحارية وإلى طرق رد الفعل التي يتم النظر فيها. في مقابلة صحفية لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية (20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013)، قالت تلك المصادر إنه قد "دخلنا مرحلة جديدة، مرحلة خطيرة للغاية، مرحلة الإرهابيين الانتحاريين". وقد أضافت تلك المصادر– سوف نتخذ خطوات استثنائية لأنه بالنسبة لنا كل شيء قد تغير". عبرت هذه المصادر عن تخوفها من تنفيذ عمليات انتحارية أخرى سوف تستهدف مباني أو تجمعات سكانية شيعية "كما يحدث في العراق". وفقاً لأقوال هذه المصادر، بذل حزب الله جهوداً أمنية جمة للحيلولة دون دخول سيارات مفخخة [التجمعات السكانية الشيعية] "ولكنه يصعب التعاطي مع العمليات الانتحارية. علمت صحيفة "الجمهورية" (20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013) بأن قيادة حزب الله عقدت اجتماعات أمنية رفيعة المستوى قد تقرر فيها أن المكاتب والمنازل والمقرات العسكرية التابعة للمنظمة سوف "تتخذ إجراءات استثنائية" تخوفاً من وقوع عمليات انتحارية أخرى.         

التهديدات الموجهة إلى السعودية

17. بعد وقوع العملية الإرهابية بيومين دعت السفارة السعودية في لبنان مواطني السعودية إلى ترك لبنان واتخاذ وسائل الحيطة والحذر (موقع APعلى شبكة الإنترنت، 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2013).لقد جاءت هذه الدعوة في أعقاب التقارير التي نُشرت عبر وسائل الإعلام اللبنانية والشبكات الاجتماعية على الإنترنت التي اتهمت السعودية بالضلوع في تنفيذ العملية الإرهابية ضد السفارة الإيرانية في لبنان (اتهامات لا أساس لها من الصحة). ونُشر مما قد تم نشره تصوير جوي يظهر فيه موضع السعودية مع العنوان: "السفارة السعودية في لبنان، للجديين فقط" (صحيفة "القدس العربي"، 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2013).     

18. برز خاصةً المقال التهديدي بقلم إبراهيم الأمين، رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" اليومية المحسوبة على حزب الله، الذي اتهم السعودية في مقال يحمل العنوان: "هدية من المملكة [السعودية] لإيران" قائلاً إن السعودية هي مَن تقف وراء العملية الإرهابية التي تم تنفيذها في لبنان(صحيفة "الأخبار" اليومية، 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013). وقد جاء في المقال أن "لا أحدَ قد توقع أن تُسرع مملكة القمع [أي، السعودية] إلى نقل المعركة إلى مرحلة جديدةتتضمن محاولة تطبيق ظاهرة الانتحاريين في العراق على لبنان. يؤكد المقال على أنه يُستبعد التأثير على الاقتتال في سوريا عن طريق تنفيذ عمليات انتحارية في لبنان، ملمحاً إلى أن المعركة قد تتوسع إلى دول أخرى تنتمي إلى المعسكر السعودي مثل اليمن والبحرين. ويُضيف المقال أن حزب الله قد تمكن بالتعاون مع أجهزة الأمن اللبنانية من إحباط العديد من العمليات الإرهابية في لبنان ولكن انطلاق سلسلة الانتحاريين سوف تُحتم عليهم القيام "بإدارة نشاط ردعي مسبق". ويخلص المقال إلى القول إن "الجبهة العالمية لهدم الشرق العربي" (أي، السعودية وحلفاؤها) قد قررت إدارة معركة دموية ضد إيران وإنه يتوقع  الآن "سلاسل أخرى من الجنون على شكل هدايا وهبات ملكية حمراء اللون". ولكنه، يُضيف كاتب المقال قائلاً إن لإيران طرقها الخاصة بها ومنظومة ردعية خاصة بها من أجل التعاطي مع هذه المعركة.                

العمليات الإرهابية السابقة ضد حزب الله والتجمعات السكانية الشيعية

19. إن العملية الإرهابية ضد السفارة الإيرانية في لبنان تُعتبر ذروة سلسلة العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها في لبنان خلال الأشهر القليلة الماضية تم خلالها استخدام تشكيلة واسعة من الوسائل والأساليب وتم توجيهها ضد حزب الله والتجمعات السكانية. وفقاً لتقديراتنا، تم تنفيذ هذه العمليات الإرهابية على أيدي تنظيمات لبنانية سنية سلفية، وجزء منها، باعتقادنا، قد تمت أيضاً على أيدي كتائب عبد الله عزام وتنظيمات أخرى محسوبة على الجهاد العالمي. حتى هذه الأثناء قد باءت بالفشل الجهود التي يبذلها حزب الله لاحتواء هذه السلسلة من العمليات الإرهابية، التي تُجسد جيداً "انزلاق" الحرب الأهلية السورية والصراع السني-شيعي الذي يدور في إطارها، إلى الساحة اللبنانية. إن العملية الإرهابية ضد السفارة الإيرانية قد تكون مؤشراً لاحتدام الصراع في الساحة اللبنانية ولربما أيضاً في دول أخرى خارج لبنان.     

20. لقد برزت خاصةً عمليتان إرهابيتان سابقتان تم تنفيذهما في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، بواسطة سيارات مفخخة: 

أ. بتأريخ 9 تموز/يوليو 2013 تم انفجار سيارة مفخخة في حي بئر العبد في الضاحية الجنوبية من بيروت داخل موقف للسيارات، مما أسفر عن مقتل اشخاص عدَّة وإصابة مئات عدَّة. لم يُعلن أيٌّ من التنظيمات مسؤوليته عن الانفجار.  

ب. بتأريخ 15 آب/أغسطس 2013 تم انفجار سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية من بيروت، بين حي الرويس وحي بئر العبد، مما أسفر عن مقتل 25 شخصاً وإصابة مئات الأشخاص. لم يُعلن أيٌّ من التنظيمات مسؤوليته عن الانفجار.  

21. هناك في لبنان عامةً وفي صفوف حزب الله خاصةً تخوف من استمرار سلسلة العمليات الإرهابية التي تُبادر إليها تنظيمات القاعدة. وأفادت وسائل الإعلام اللبنانية بأنه بتأريخ 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 شخَّص الجيش اللبناني وجود سيارة مفخخة من نوع "بيوئيك" في الجزء الشمالي من البقاع اللبناني الذي يخضع لسيطرة حزب الله على الطريق الممتد بين بلدتي مقنه ويونين. استناداً إلى ما أفادت به وسائل الإعلام تم العثور على سيارة مشبوهة على أيدي جنود الجيش اللبناني (واستناداً إلى تقرير آخر قد تم ذلك على أيدي حزب الله) كانت في طريقها من سوريا إلى البقاع اللبناني (منطقة عرسال). وخلال ملاحقتها أطلق راكبوها النار باتجاه الجنود. وعندما انتهى تبادل إطلاق النار تم ضبط السيارة التي كانت تحتوي على نحو 400 أو 500 كلغ من المواد المتفجرة من نوع TNTوعلى قذيفتي هاون.إن السيارة معدة ومجهزة ليتم استخدامها لأغراض تنفيذية. وقام الجيش اللبناني بإغلاق المنطقة وإجلاء السكان ثم قام بتفكيك المتفجرات وبدأ بالتحقيقات. وقد تمكن راكبو السيارة من الفرار (موقع alhayat.comعلى شبكة الإنترنت، صحيفة "الجمهورية"، 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2013، Lebanon Files، 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2013).     

[1]للاطلاع على تفاصيل أوفى حول العملية والتنظيم: راجعوا نشرة المعلومات التي تم إصدارها بتأريخ 28 آب/أغسطس 2013: "كتائب عبد الله عزام، تنظيم محسوب على القاعدة، يُعلن مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه الجليل الغربي (22 آب/أغسطس). وفقاً لتقديراتنا، ما تهدف إليه عملية الإطلاق هو وضع التحديات أمام حزب الله على خلفية "انزلاق" الصراع بين الجهاديين والسنيين وحزب الله الشيعي من سوريا إلى الساحة اللبنانية".
[2]للاطلاع على تفاصيل أوفى راجعوا الدراسة التي تم إصدارها بتأريخ 22 أيلول/سبتمبر 2013: جبهة النصرة: تنظيم جهادي سلفي ينتمي للقاعدة يؤدي دوراً هاما بين منظمات المتمردين في سوريا. التنظيم يسعى للإطاحة بنظام الأسد وإنشاء خلافة إسلامية في الشأم لتتحول إلى مركز إقليمي ودولي للإرهاب والتآمر".
[3]استناداً إلى ما جاء في تقرير آخر قد سار الإرهابي مشياً على الأقدام ولكن الصورة الفوتوغرافية للدراجة النارية في مكان وقوع الحادث تُؤكد صحة التقرير الذي يدعي بأنه يدور الحديث عن راكب دراجة نارية.
[4]استنكرت السلطة الفلسطينية بتأريخ 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 تنفيذ العملية الإرهابية ضد السفارة الإيرانية في بيروت. وفقاً لأقوالها، إن ضلوع فلسطيني "في هذه الفعلة الإجرامية" عبارة عن فعلة تعود لفرد واحد قام بها من تلقاء نفسه، لا تخدم إلا أعداء القضية الفلسطينية. وتقدمت السلطة بتعازيها لعائلات القتلى مؤكدةً على وقفتها إلى جانب لبنان (وكالة الأنباء "وفا" الفلسطينية، 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2013).   
[5]بالإضافة إلى العناصر الذين أصيبوا في العملية الإرهابية تكبد حزب الله خلال الأيام القليلة الماضية خسائر فادحة  في سوريا أيضاً. وقد أفاد (20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013) أحد المواقع على الإنترنت التي تستند إلى "مصادر لبنانية" -"لبنان 24" بأن نحو 10 عناصر من حزب الله قتلوا خلال الأيام الأخيرة في منطقة دمشق وإن المنظمة على وشك القيام بدفنهم في أماكن سكناهم في البقاع اللبناني والجنوب اللبناني.  
[6]"الجماعات التكفيرية"، كنية أطلقها حزب الله على تنظيمات القاعدة. يُقصد بذلك الجماعات التي تُعلن عن شخص مسلم أو عن جماعات إسلامية كجماعات كافرة لأنها لا تتبني الإسلام بمعناه الراديكالي.    

جبهة النصرة: تنظيم جهادي سلفي ينتمي للقاعدة يؤدي دورا هاما بين منظمات المتمردين في سوريا. التنظيم يسعى للإطاحة بنظام الأسد وإنشاء خلافة إسلامية في الشأم لتتحول إلى مركز إقليمي ودولي للإرهاب والتآمر.


شعار جبهة النصرة واسمها الكامل – "جبهة النصرة لأهل الشام". تظهر في الخلفية خارطة سوريا وشعار الهلال الإسلامي ورسم لمقاتل جهادي
شعار جبهة النصرة واسمها الكامل – "جبهة النصرة لأهل الشام".تظهر في الخلفية خارطة سوريا وشعار الهلال الإسلامي ورسم لمقاتل جهادي (almadenahnews.com)

النقاط الرئيسية للدراسة
استقرار فروع تنظيم القاعدة في سوريا

1.    خلال الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، استقر فرعان لتنظيم القاعدة بين منظمات المتمردين التي تقاتل من أجل الإطاحة بنظام بشار الأسد. أبرزها جبهة النصرة التي تأتمر اليوم بصورة مباشرة بإمرة زعيم القاعدة أيمن الظواهري.ويعمل إلى جانبها تنظيم يطلق عليه اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، ويخضع لتنظيم القاعدة في العراق.كذلك تعمل في سوريا تنظيمات عسكرية جهادية سلفية، لا تتضامن بالضرورة مع تنظيم القاعدة.ويقدر عدد ناشطي فرعي القاعدة في سوريا بما بين 6,000 و 7,000 شخص، والعدد يتصاعد، حسب تقديراتنا.

2.    من بين فرعي القاعدة في سوريا، تعتبر جبهة النصرة أبرز تنظيم، حيث تركز عليه هذه الدراسة[1]. وقد تم الإعلان عن إقامة التنظيم في أواخر يناير/ كانون الثاني من عام 2012، أي بعد مرور نحو عشرة شهور على قيام الثورة في سوريا. وكان التنظيم في أول عهده يعمل باعتباره فرعا لـ"لدولة الإسلامية في العراق"، التي تعتبر إطارا اعلى يترأسه تنظيم القاعدة في العراق[2]ولإضفاء صفة الرسمية على ذلك، أعلن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق، في شهر إبريل/ نيسان 2013 عن توحيد التنظيمين في إطار تنظيم واحد يحمل اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". ولكن إعلانه لم يتم احترامه من قبل جبهة النصرة، وأعلن أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، عن إلغائه رسميا في يونيو حزيران 2013، مؤكدا أن جبهة النصرة هي الفرع الرسمي للتنظيم في سوريا.وقد أدى ذلك في الواقع إلى انشقاق بين فرعي القاعدة في سوريا، حيث يعمل في سوريا اليوم تنظيمان متنافسان متنازعان.

3.    من الناحية الأيديولوجية، تتضامن جبهة النصرة مع العقائدية الجهادية السلفية لتنظيم القاعدة، حيث تسعى لإقامة خلافة إسلامية في سوريا الكبرى (أي الشام بما فيه الأراضي السورية واللبنانية والأردنية والإسرائيلية والفلسطينية)، والتي تحكمها الشريعة الإسلامية،تنظيم جبهة النصرة معاد للغرب وإسرائيل، وينفي القيم الغربية (مثل الديمقراطية والتعددية وحرية العبادة)، وانطلاقا من ذلك يعارض أي تدخل غربي أو دولي في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا. كما أن جبهة النصرة تعادي أيضا طوائف الأقليات في سوريا، وعلى رأسها العلويون والشيعة الذين تعتبرهم كفارا. وتشدد جبهة النصرة على الجهاد باعتباره أسلوبا مفضلا لعمل للإطاحة بالنظام السوري وتطبيق سائر أهدافه، بل تعتبره واجبا شخصيا مفروضا على كل مسلم (مستلهمة في ذلك بافكار د. عبد الله عزام، المرشد الأيديولوجي لأسامة بن لادن).

4.    إن تنظيم جبهة النصرة، باعتباره ممثلا لتنظيم القاعدة في سوريا، وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، الذي يعمل مخالفا لتعليمات أيمن الظواهري، يسعيان (كل منهما على انفرادلدفع إستراتيجية طويلة المدى ومتعددة المراحل الى الاماموتهدف المرحلة الأولى من نشاطهما إلى التجذر بقوة بين مجموعات المتمردين وإرساء بنية تحتية جهادية قوية في سوريا، تساهم في إسقاط نظام بشار الأسد، وذلك عبر التعاون (ولو كان جزئيا وغير منتظم) مع غيرهما من مجموعات المتمردين، ولا سيما منها المجموعات ذات الطبيعة الإسلامية. وفي المرحلة الثانية يسعى التنظيمان إلى الاستيلاء على النظام السوري الجديد الذي قد يتم إنشاؤه من خلال توحيد جميع القوى الجهادية السلفية التي تعمل في دمشق، أو على الأقل ممارسة قدر كبير من التأثير عليه. ويرى التنظيمان أن يقوم النظام الجهادي الذي سيتم إنشاؤه في دمشق (أو أي نظام آخر يتمتع الجهاديون بالتأثير عليه)، بالسعي لإقامة خلافة إسلامية في بلاد الشام تشكل امتدادا أماميا للقاعدة والجهاد العالمي في قلب منطقة الشرق الأوسط.وسوف يخوض هذا الفرع لتنظيم القاعدة معركة إرهابية ضد إسرائيل من جبهة الجولان، كما سيقوم بـ"تصديرالإرهاب إلى الدول الغربية وعدد من الدول الأخرى في أنحاء العالم، ليكون بؤرة تآمر وإرهاب إسلاميين ضد الدول العربية والإسلامية الموالية للغرب.


تقدير القدرات العسكرية لجبهة النصرة

5.    تعتبر جبهة النصرة أبرز التنظيمات الجهادية السلفية التي تقاتل في الحرب الأهلية السورية.ويقف على رأس التنظيم زعيم يحمل صفة "أمير"، وهي صفة شائعة ضمن التنظيمات الجهادية المعاصرة للقائد.وتعني هذه الصفة كون الزعيم شخصية سياسية ودينية في آن واحد، كما تقرر في عصر صدر الإسلام.ويخضع أمراء محليون في المحافظات والمدن السورية لامرالأمير القائد للتنظيم (وقد يحمل أكثر من شخص واحد صفة الأمير في محافظة واحدة) أما الهيئة العليا لجبهة النصرة فهي مجلس شورى المجاهدين (وقد يشار إليه اختصارا بمجلس الشورى). وتعمل ضمن القيادة العليا لجبهة النصرة جهات إدارية متخصصة، ويعمل إلى جانبها نشطاء ينظمون العمليات وتعبئة الأموال وشراء الوسائل القتالية وتهريبها إلى سوريا والشؤون الدينية والإعلام والعلاقات الخارجية.وتقوم قيادة جبهة النصرة بتسيير أطر عسكرية في مختلف المحافظات (وهي وحدات عسكرية يطلق عليها في الغالب "كتائب" و"سرايا".) كما تعمل إلى جانبها أجهزة حاكمة وشرعية وإعلامية، بهدف لى تعزيز تأثير جبهة النصرة على السكان ونيل ثقتهم وملء الفراغ الناشئ عن رحيل الحكم السوري عن مناطق شاسعة من سوريا.

6.    ويقود تنظيم جبهة النصرة أحد كبار الناشطين الميدانيين يكنى بأبو محمد الجولاني (ثمة روايات متناقضة بالنسبة لاسمه الحقيقي ولم تتأكد أي منها). ومن المعتقد بأن الشخص المذكور سوري الأصل (وقد يكون من هضبة الجولان)، اكتسب خبرته العسكرية في العراق، من خلال القتال ضد الولايات المتحدة وحلفائها، والذي كان سابقا من بين أنصار أبو مصعب الزرقاوي الذي ترأس المجاهدين الذين تم إرسالهم إلى العراق من قبل تنظيم القاعدة عقب الغزو الأمريكي (في شهر مارس/ آذار 2003). وقد تم إيفاد أبو محمد الجولاني إلى سوريا من قبل تنظيم القاعدة في العراق لإنشاء جبهة النصرة فيه. وفي قمة الهرم القيادي لجبهة النصرة يبرز نشطاء آخرون لتنظيم القاعدة، اكتسبوا هم أيضا الخبرة العسكرية في العراق، كما ينتمي إلى صفوف المقاتلين في التنظيم آلاف النشطاء الجهاديين من الدول العربية والإسلامية (يبرز من بينهم النشطاء السوريون والليبيون والتونسيون والشيشان والسعوديون والمصريون) ومئات النشطاء من الدول الغربية (يبرز من بينهم ما بين 500 و 600 نشيطا من الدول الأوروبية، ولا سيما من فرنسا وبريطانيا) ومن المتوقع عودة من يتبقى منهم على قيد الحياة إلى بلدانهم بعد انتهاء القتال في سوريا (علما بأن عدد النشطاء الأجانب المتواجدين في سوريا اليوم يقدر بنحو 5000 شخص، التحق معظمهم بصفوف جبهة النصرة).

7.    صدرت عن جبهة النصرة المئات من إعلانات المسؤولية عن اعتداءات إرهابية قامت بارتكابها. يشار إلى أن مراكز النشاط العسكري لجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام تقع في منطقة دمشق ومناطق شمال سوريا وشرقها (حلب، حمص، حماة، إدلب ودير الزور).كما أن تنظيم جبهة النصرة يمارس نشاطا عسكريا مكثفا في منطقة درعا الواقعة جنوب سوريا، وهي المنطقة التي انطلقت منها الثورة السورية على نظام الأسد. وهناك عدد من المحافظات في شمال سوريا وشرقها يتمتع فيها التنظيم بالسيطرة أو بالتأثير الكبير على السكان المحليين (وذلك بالتعاون مع التنظيمات الإسلامية الاخرى). وفي المقابل، لا تشهد المناطق الساحلية التي تسكن فيها التجمعات السكانية العلوية (طرطوس – اللاذقية)، أو محافظة السويداء جنوب سوريا التي تعتبر فيها الطائفة الدرزية هي المهيمنة تواجدا عسكريا أو إداريا ذا شأن.وتحاول جبهة النصرة إحراز موطئ قدم لها في جبهة الجولان أيضا. وحسب انطباعاتنا لا يحوز التنظيم في الوقت الحاضر على موطئ قدم يذكر هناك، وإن كان قد تمكن مرة واحدة من تنفيذ عملية انتحارية استهدفت في تلك المنطقة أحد رموز الحكم الهامة للنظام السوري (تفجير مبنى في بلدة سعسع كان يؤوي مقر فرع الأمن العسكري لمحافظة القنيطرة).

8.    تخوض جبهة النصرة في المحافظات المشار إليها أعلاه معركة من معارك حرب العصابات والإرهاب تستهدف المنشآت والشخصيات المحسوبة على الجيش السوري والنظام السوري (خصوصا القوات العسكرية والقوى الأمنية ومؤسسات الحكم). ويهدف هذا النشاط إلى إثارة الفوضى داخل النظام وفي صفوف أنصاره، والفصل بين مناطق الحكم المختلفة، والنيل من قوة النظام واعوانه لتمهيد الطريق لسيطرة على مناطق شاسعة، لا سيما في شمال سوريا وشرقها. ولذلك تمارس جبهة النصرة تكتيكات قتالية متنوعة، تتمثل في تفجير السيارات المفخخة على أيدي الانتحاريين أو عبر التحكم عن بعد، والتفجيرات الانتحارية المستخدمة فيها الأحزمة الناسفة، ومهاجمة القواعد والمنشآت والمطارات من خلال إطلاق النيران من الأسلحة الخفيفة ومدافع الهاون، وتفجير العبوات الناسفة المزروعة على جانب الطرق الرئيسية (وهو نمط من النشاط "تخصص" فيه ناشطو التنظيم في العراق) والاعتداء على حواجز للقوات العسكرية والأمنية.

9.    تعتبر التفجيرات الانتحارية التي تقوم بتنفيذها جبهة النصرة نمطا للنشاط تنفرد به في سوريا(حيث أعلن التنظيم مسؤوليته عن معظم التفجيرات الانتحارية). ويشار إلى أن العمليات الانتحارية، ولا سيما تلك التي تم تنفيذها في مراكز الحكم في كل من دمشق وحلب، قد أكسبت جبهة النصرة "قيمة مضافة" من الناحية العملياتية وكانت مؤلمة بالنسبة للنظام السوري. ومع ذلك، فإن هذه العمليات، وحتى في الحالات التي حققت فيها النجاح، قد رسمت صورة سلبية لجبهة النصرة، لكونها قد زادت من مخاوف الدول الغربية والدول العربية والإسلامية من تسلل عناصر القاعدة في صفوف المتمردين وقللت من مدى استعدادها لدعم معارضي النظام السوري، بل إن العمليات الانتحارية التي تقوم بها جبهة النصرة من شأنها أن تبعد عنها أجزاءا من الجمهور السوري، لأنها تتميز أحيانا بالعشوائية، حيث قتل في جانب منها مدنيون أبرياء، صادف وجودهم في مكان العملية التخريبية. ويبدو أن هذا النمط من النشاط قد تم "استعارته" من الصراع الداخلي الدائر في العراق، والذي ظل يتسم منذ سنين طوال بالعمليات الانتحارية التي يقوم بها تنظيم القاعدة في العراق، والذي يعتبر "التنظيم الأم" لجبهة النصرة.

10.    إن جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الجهادية السلفية تتعاون مع جماعة من المتمردين ذوي المميزات الإسلامية، لا يتضامنون بالضرورة مع رؤية القاعدة، كما أن هناك حالات من التعاون الظرفي بينها وبين "جيش سوريا الحر"، وهو تنظيم يحمل طابعا سوريا قوميا علمانيا، ويعتبر التنظيم الرائد في القتال ضد النظام السوري (رغم أن من بين أعضائه العديد من ذوي الهوية الإسلامية بامتياز). وهناك عدة مناطق سوريا يتم فيها التعاون العسكري بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام" رغم الخصومة القائمة بين الجانبين. وفي المقابل، تسود بعض التوترات بين جبهة النصرة وعدد آخر من التنظيمات الجهادية السلفية الأخرى من جهة، وجيش سوريا الحر من جهة ثانية، وهي التوترات التي تدهورت في بعض الحالات إلى اشتباكات عنيفة، كما أن هناك توترات داخل التنظيمات الجهادية نفسها. وفي المرحلة حالية، وطالما ظل القتال مستمرا ضد النظام السوري الذي يعتبر عدوا مشتركا، تفضل الأطراف المشاركة في التمرد احتواء التناقضات الأساسية والحيلولة دون تحولها إلى مواجهة شاملة.ولكن، في اليوم التالي لانتهاء القتال، وقد يكون قبله، من الممكن أن تنفجر في سوريا صراعات عنيفة لتحديد ملامح النظام السوري المستقبلي، يلعب فيها تنظيم جبهة النصرة دورا هاما.

المساعدات المدنية للسكان السوريين

11.    ثمة مناطق متعددة شمالي سوريا وشرقيها، سقطت في أيدي جبهة النصرة وغيرها من جماعات المتمردين، تحولت إلى ما يطلق عليه "مناطق محررة".وتعلق جبهة النصرة أهمية كبرى على دعم السكان وترسيخ بديل للحكم في تلك المناطق، والتي لم يعد النظام السوري القوة ذات السيادة فيها.ومن أجل تفعيل دعم السكان وتسيير الخدمات العامة، أنشأت جبهة النصرة مؤسسات متخصصة، تعمل في مختلف المحافظات، بحيث تعنى بتوزيع الأغذية والملابس والبطانيات وغيرها من المواد الاستهلاكية، كما بتسيير الأجهزة القضائية والشرطية والتعليمية والصحية.وقد زار تلك "المناطق المحررة" بعض المراسلين الأجانب، والذين أفادوا في معظم الحالات برضى السكان من إعادة الحياة إلى طبيعتها بعد انهيار النظام السوري. ولكن عددا من الأماكن شهدت شكاوى السكان، ولا سيما من إحلال نظام سلوكي إسلامي متشدد (مثل تحجب النساء)، بالإضافة إلى أنماط سلوكية قاسية (مثل السيطرة على الموارد وإعدام الأسرى والتنكيل بأبناء الأقليات الطائفية).

12.    في شمال سوريا وشرقها، تمكنت جبهة النصرة وحلفاؤها من السيطرة على موارد سيادية حيوية، من حقول وخطوط أنابيب للنفط والغاز، وسدود، ومحطات توليد كهرباء وصوامع. وتقوم جبهة النصرة وغيرها من جماعات المتمردين بتفعيل هذه البنى التحتية وبحكم توافقات صامتة مع النظام السوري في حالات عدة (نقل النفط والغاز إلى النظام الذي تقاتله مقابل مبالغ من المال). وتوفر الأرباح الناشئة عن تشغيلها (ولا سيما تشغيل الحقول النفطية) لجبهة النصرة دخلا شهريا عاليايساعدها في دفع الرواتب وشراء الوسائل القتالية ومد يد العون للسكان.

تقدير الأخطار المحدقة بإسرائيل والغرب والدول العربية والإسلامية الموالية للغرب

13.    خلال الحرب الأهلية، تحولت سوريا إلى بؤرة استقطاب لنشطاء القاعدة والجهاد العالمي، وما زات عملية توافد النشطاء عليها مستمرة.وقد تآلف النشطاء الجهاديون الذين وصلوا إلى سوريا من العراق وغيرها من الدول العربية والإسلامية والدول الغربية، مع نشطاء محليين، لينشئوا أطرا عسكرية جهادية تبرز من بينها جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، وهما تنظيمان يعود انتماؤهما إلى تنظيم القاعدة.وقد التحق بعض المتطوعين بجيش سوريا الحر وأطر عسكرية إسلامية أخرى لا تحسب على القاعدة والجهاد العالمي، ومنهم من تنقل بين إطار عسكري وآخر، لينتهي إلى التنظيمات الجهادية ذات القدرات العملياتية العالية والجاذبية الأيديولوجية. ومن الصعب في المرحلة الراهنة التكهن بما تؤول إليه الحرب الأهلية، وبتوازنات القوى المتوقع قيامها بين جبهة النصرة وباقي التنظيمات الجهادية في صفوف المتمردين، وماذا سيكون عليه ميزان القوى بين المنظمات المحسوبة على الجهاد العالمي وبين المنظمات السورية الوطنية أو السورية الإسلامية، وبكيفية تأثير أحداث "الموجة الثانية" من الهزة الإقليمية (مصر) على قوة التنظيمات المختلفة وتطورات الحرب الأهلية في سوريا.

14.    وعلى أية حال، وفي التوقيت الحالي (صيف العام 2013)، فإن جبهة النصرة التي تعرفها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوربية على أنها تنظيم إرهابي، تمثل واحدا من أبرز التنظيمات ضمن صفوف المتمردين، التي تتحرك قدراتها العملياتية ومدى تأثيرها على السكان على خط متصاعد.وفي الوقت الراهن، يفضّل هذا التنظيم القتال ضد النظام السوري حتى يتم إسقاطه، على فرض الشريعة الإسلامية على سوريا نفسها والمضي قدما بالأجندة الجهادية الإرهابية الإقليمية والدولية. ومن أجل بلوغ هذا الهدف ينتهج هذا التنظيم في الغالب سياسة براغماتية يحاول في نطاقها التآلف مع غيره من تنظيمات المتمردين (بما فيها تلك التي تتحفظ بكل وضوح من تنظيم القاعدة)، كما يمتنع عادة عن فرض رؤيته بالقوة على السكان السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرته، ويبذل جهودا كبيرة لتقديم المساعدة للسكان المحليين وملء الفراغ السلطوي الذي نشأ في "المناطق المحررة".

15.    ولكن يتوقع في المدى المتوسط والطويل أن تقوم جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الجهادية والسلفية بمحاولة السيطرة على الثورة السورية (في حال نجاحها) كخطوة على طريق تحقيق رؤياها الخاصة بالخلافة الإسلامية في سوريا الكبرى.وبتقديرنا، فإن تحقيق هذا الهدف الأعلى قد يلقى الكثير من الصعوبات الناشئة عن طبيعة سوريا السياسية والاجتماعية باعتبارها دولة متعددة الطوائف والأديان، وذات تقليد سلطوي وأيديولوجية تقوم على القومية العربية أو السورية العلمانية. زد على ذلك التشرذم الكبير القائم ضمن الجماعات الإسلامية العاملة في سوريا، والذي يشمل أيضا تلك التنظيمات التي تتضامن مع تنظيم القاعدة. وعليه، فمن الممكن التكهن بأن احتمالات جبهة النصرة في السيطرة على الثورة السورية وإنشاء نظام سوري يحسب على تنظيم القاعدة ليس لها أمل كبير في التحقق، ولكننا مع ذلك نرى أنه في مقدور هذا التنظيم تعزيز قوته، ليتحول إلى لاعب رئيسي غداة إسقاط نظام الأسد، لن يكون في الإمكان تجاهله، كما سيكون من الصعب جدا قمعه.

16.    لقد أصبحت جبهة النصرة فعلا تنظيما بارزا بين جماعات المتمردين، بفضل إمكاناتها العسكرية والمالية، وجودة نظام القيادة والسيطرة الذي تملكه وعمق الالتزام العقائدي لنشطائها. وعليه، فإن جبهة النصرة، وحتى لو لم تحرز السيطرة على الثورة، ستمثل بتقديرنا، لاعبا هاما يعظّم الطابع الديني والطائفي للتمرد، كما يساهم في إيجاد حالة مستمرة من عدم الاستقرار، ما سيضع العراقيل أمام قدرة أي نظام يتولى السلطة في سوريا في ممارسة الحَوْكمة(سواء كان نظام الأسد بعد تعرضه للإضعاف، أو نظاما يعتمد على ائتلاف غير متماسك بين تنظيمات المتمردين). وقد يتمخض السيناريو المحتمل للحوكمة الضعيفة المتعددة السنوات لمركز الحكم في دمشق عن جبهة نصرة معززة وذات تأثير على ما يجري في سوريا.وسيسعى التنظيم لاستثمار وضعه هذا في السير قدما بهدفه الأعلى (وهو الهدف الأعلى لتنظيم القاعدة أيضا) المتمثل بتحويل سوريا إلى قاعدة أمامية للقاعدة في صميم قلب الشرق الأوسط، وعلى مقربة جغرافية من إسرائيل وأوروبا ودول عربية وإسلامية موالية للغرب.

17.    إن عملية تعزُّز جبهة النصرة في سوريا (حتى دون الاستيلاء على السلطة و"السيطرة على الثورة") تنطوي على تهديدات محتملة، إقليمية ودولية، أهمها:

 أ‌)        تحويل سوريا ودول أخرى لها حدود مشتركة مع إسرائيل إلى بؤر إرهابية للجهاد العالمي ضد إسرائيل:

1)   على الصعيد الأيديولوجي لا مجال لوجود دولة إسرائيل في رؤية جبهة النصرة والتنظيمات الجهادية الأخرى. ومن المخطط له أن تشمل الدولة الإسلامية التي سيتم إنشاؤها في حدود سوريا الكبرى (الشام) كلا من سوريا والأردن ولبنان و"فلسطين". وفي شريط الفيديو الأول الذي قام التنظيم بتوزيعه بعد إنشائه تظهر صورة لقبة الصخرة في القدس وقد رفعت عليها أعلام جبهة النصرة والجهاد العالمي. كما قال أيمن الظواهري، زعيم القاعدة، في 12 فبراير شباط 2012، إنه بعد إسقاط النظام السوري سوف تصبح سوريا قاعدة انطلاق لحرب جهادية يكون هدفها إقامة دولة تحمي أراضي المسلمين "وتسعى لتحرير الجولان وتواصل الجهاد حتى ترفع رايات النصر فوق ربى القدس السليبة".وقد أدلى نشطاء آخرون لجبهة النصرة بتصريحات مماثلة.

على الصعيد العملي يتوقع أن تسعى جبهة النصرة لإقامة بنية تحتية إرهابية عملياتية في هضبة الجولان، وذلك امتدادا للبنية التحتية العسكرية التي تقوم بإنشائها حاليا في منطقة درعا جنوب سوريا. وبتقديرنا، فإن حزب الله والمنظمات الإرهابية الفلسطينية ستسعىهي الأخرى للانخراط في النشاط الإرهابي المنطلق من هضبة الجولان، وذلك على الرغم من الخلافات الجوهرية في الرأي بينها وبين جبهة النصرة وسائر تنظيمات الجهاد العالمي. كما أننا نتوقع أن تسعى جبهة النصرة للانضمام إلى تنظيمات جهادية في الدول المجاورة لإسرائيل، بهدف الانطلاق منها للقيام بنشاط إرهابي للجهاد العالمي ضد إسرائيل، ومنها أنصار بيت المقدس في شبه جزيرة سيناء، مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس بقطاع غزة، وكتائب عبد الله عزام في لبنان.وبتقديرنا، فإن حزب الله والمنظمات الإرهابي الفلسطينية ستسعىهي الأخرى للانخراط في النشاط الإرهابي المنطلق من هضبة الجولان، وذلك على الرغم من الخلافات الجوهرية في الرأي بينها وبين جبهة النصرة وسائر تنظيمات الجهاد العالمي.

أيمن الظواهري في شريط فيديو في 12 شباط فبراير 2012 يدعو فيه إلى إقامة دولة تسعى لتحرير هضبة الجولان والقيام بالجهاد ضد إسرائيل "حتى ترفع رايات النصر فوق ربى القدس السليبة"
أيمن الظواهري في شريط فيديو في 12 شباط فبراير 2012 يدعو فيه إلى إقامة دولة تسعى لتحرير هضبة الجولان والقيام بالجهاد ضد إسرائيل "حتى ترفع رايات النصر فوق ربى القدس السليبة"(youtube.com)

               ب‌)  الاستيلاء على وسائل قتالية متطورة للنظام السوري، بما فيها الأسلحة الكيماوية: تبذل جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الجهادية مساعي متواصلة للاستيلاء على مستودعات الأسلحة التابعة للنظام السوري. وكلما قلت قوة الحكم المركزي وحَوكمته، كلما زاد احتمال سقوط الوسائل القتالية التابعة للجيش السوري، بما فيها الوسائل المتطورة، في أيدي الجهاديين.كما يحتمل أن "تجد طريقها" إليهم الوسائل القتالية التي يتم نقلها إلى جيش سوريا الحر والمنظمات الأخرى التي لها اتصالات مع الغرب[3]. إضافة إلى ذلك، فكلما ضعف النظام السوري، زاد احتمال سقوط أنظمة للأسلحة الكيماوية والبيولوجية في أيدي جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الجهادية، علما بأن هذه التنظيمات قد تستخدمها في الأغراض الإرهابية، في غياب اعتبارات ضابطة تؤثر على تصرف المنظمات الإرهابية الأخرى مثل حزب الله أو المنظمات الإرهابية الفلسطينية. ثم إن الوسائل القتالية من مصدر سوري، يمكن أن تنتقل إلى ساحات أخرى للنشاط الإرهابي على غرار ما حدث في ليبيا، حيث وجدت وسائل قتالية تم اغتنامها من مستودعات النظام الليبي طريقها إلى بؤر للنشاط الإرهابي، بما فيها قطاع غزة.

               ت‌)  "تصدير الإرهاب" إلى الدول الغربية: بعد أن اكتسبوا التجربة العملياتية والمهارات القتالية في سوريا، من الممكن أن يقوم النشطاء الجهاديون بإنشاء بنى تحتية إرهابية والمبادرة إلى تنفيذ عمليات إرهابية في الدول التي ينتمون إليها،وذلك، إما بمبادرتهم الذاتية، وإما كنتيجة للتوجيه من جانب جبهة النصرة وغيرها من المنظمات الجهادية (أيْ نوع من تكرار النموذج الأفغاني في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي). تطرق بشار الأسد إلى هذا التهديد المحتمل ضمن مقابلة له مع صحيفة Frankfurter Allgemeine (17يونيو حزيران 2013) حذر فيها الاتحاد الأوروبي من مغبة تكرار سيناريو أفغانستان: "If the Europeans supply weapons, Europe's backyard would become a terrorist haven, and Europe would pay a price for this".

               ث‌)  مركز إقليمي للإرهاب والتآمر: مركز جهادي في سوريا من شأنه أن يمثل خطرا على دول عربية أو إسلامية موالية للغرب.دول من أمثال الأردن والعربية السعودية وقطر ومصر، تدعم التمرد على بشار الأسد، من شأنها أن تجد نفسها "في اليوم التالي" هدفا للتآمر والإرهاب السوريَي الأصل[4]. يحتمل أن تتعاون تنظيمات الجهاد العالمي العاملة في سوريا مع تنظيمات جهادية سلفية في دول عربية وإسلامية على التآمر ضد مختلف الأنظمة.ويجب التأكيد على أن تعزز جبهة النصرة وسائر التنظيمات الجهادية العاملة في سوريا، والطابع الطائفي الإسلامي السني البارز لقتالها، قد بدأت فعلا في الانعكاس على لبنان وإثارة التوترات بل الحوادث العنيفة بين السنة والشيعة في مختلف أرجاء العالم العربي والإسلامي.

18.    إن الولايات المتحدة على وعي أكيد بهذه الأخطار المحتملة.ففي 6 آب أغسطس 2013 تحدث Michael Morell، نائب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ال CIAعشية إنهائه مهام منصبه في مقابلة لصحيفة وول ستريت جورنال وصف فيها الأزمة في سوريا بأنها التهديد الأكثر خطورة ("Top Threat"), الذي تواجهه الولايات المتحدة،وحذر من أن انهيار النظام السوري، بما في ذلك نظام الأسلحة الكيماوية والوسائل القتالية المتطورة التي يحوز عليها، من شأنه أن يجعل سوريا ملاذا آمنا سوف يحل محل باكستان. وأضاف، أن العنف في سوريا، ذو احتمال في أن "يفيض" إلى جاراتها لبنان والأردن والعراق (online.wsj.com, 6أغسطس/ آب 2013).

ملاحظات منهجية

19.    تتمثل إحدى أهم المشاكل المنهجية (الميثودولوجية) في تأليف هذا العمل في غياب منظور تاريخي للحرب الأهلية الدائرة في سوريا، حيث إن تأليف هذه الدراسة قد تم الفراغ منه في صيف العام 2013، وفي مرحلة كانت فيها الحرب الأهلية في سوريا لا تزال على أشدها، بل ما زالت بعيدة عن الحسم. إن الدراسة الأكثر تعمقا لتنظيم جبهة النصرة وإمكاناته ونواياه والوضع في سوريا "في اليوم التالي"، بالإضافة إلى تأثيره على إسرائيل والعالم العربي والدول الغربية، سيكون من الواجب إعادة النظر فيها مستقبلا، على خلفية نتائج الحرب الأهلية والتطورات الإقليمية والدولية.ومع ذلك، فمن الممكن منذ الآن الإشارة إلى جوهر هذا التنظيم، وأنماط عمله وإلى الأخطار المتنوعة المحتملة الإقليمية والدولية التي يمثلها.

20.    إن أهم الصعوبات التي تواجه تأليف مثل هذه الدراسة تكمن في غياب معلومات مصداقة ومفصلة حول فروع تنظيم القاعدة في سوريا ونشاطها إلى جانب تنظيمات المتمردين.ذلك أن الجهات المتخاصمة (مؤيدي النظام السوري ومعارضيه) اعتادت على نشر أخبار مغرضة ومتلاعب بها تهدف إلى السير قدما بمصالحها (حيث يدعي كل من الأطراف بأن له اليد الطولى، كما يعمل على تشويه صورة خصومه). وهناك سبب آخر في ذلك، يكمن في طبيعة جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام. فالحديث يدور عن تنظيمات منغلقة على نفسها ومتناثرة لها العديد من الخصوم، وحريصة على السرية الشديدة، كما تتجنب الكشف (حتى لنشطائها هي) عن معلومات تتعلق بقادتها وطبيعة تحركاتهم.

21.    تركز هذه الدراسة على جبهة النصرة، والتي تعتبر أهم تنظيم من بين فروع تنظيم القاعدة العاملة في سوريا، والتي لها دور مهم ضمن تنظيمات المتمردين. ولكننا، وإكمالا للصورة، قد تطرقنا أيضا إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام وغيرها من التنظيمات الجهادية السلفية، وإن كان بقدر أقل من الإسهاب.

22.    تعتمد الدراسة على تحليل المعلومات الواردة من مصادر مفتوحة وتقاطعها، مع التركيز على المصادر المحسوبة على جبهة النصرة(أشرطة الفيديو والبيانات بما فيها بيانات إعلان المسؤولية والمقابلات الصحفية مع أعضاء التنظيم). وبالإضافة إلى ذلك استخدمنا المعلومات الخاصة بالتنظيم والتي يتم نشرها في مواقع الإنترنت وغيرها من وسائل الإعلام السورية والعربية والغربية (ونخص بالذكر موقع Syria Commentالذي يقوم بنشر مقالات هامة تدور حول الحرب الأهلية السورية وموقع التنظيمات الإرهابية منها). وقد عثرنا على معلومات مفيدة ضمن تقارير المراسلين الغربيين، واحيانا المراسلين العرب، ممن زاروا المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة النصرة في شمال سوريا وشرقها، وقاموا بإرسال تقاريرهم من الميدان حول النشاط السلطوي لجبهة النصرة وغيرها من تنظيمات المتمردين، بالإضافة إلى الأجواء السائدة فيما بين السكان، وذلك بالرغم من القيود المفروضة على مثل هذه التغطية الصحفية[5].

23.    وقد قمنا في هذه الدراسة بالاستعانة بعدد من الدراسات التي تم نشرها خلال عامي 2012-2013 من قبل معاهد بحثية غربية بارزة، تناولت تنظيم القاعدة والإسلام الراديكالي:

                 أ‌)    قام معهد Quilliam Foundation، وهو معهد بحثي بريطاني، بنشر دراسة، في منتصف عام 2012 على ما يبدو، تحت عنوان "Jabhat al-Nusra li-ahl al-Sham min Mujahedi al-Sham fi Sahat
al-Jihad, A Strategic Briefing
" (دون ذكر اسم المؤلف وتاريخ النشر).

               ب‌)  أما مؤسسة The International Crisis Group,وهي مؤسسة دولية تسعى لعرض حلول للنزاعات القائمة في مختلف أرجاء العالم، فقد نشرت في 12 أكتوبر تشرين الأول 2012، دراسة عنوانها: ""Tentative JIHAD: Syria's FUNDAMENTALIST OPPOSITION(دون ذكر اسم المؤلف).

               ت‌)  The International Center for the Study of Radicalizalim (ICSR).,وهو معهد بحثي يعمل في بريطانيا (ضمن London, Kings College). وقد استعنّا بشكل خاص بمقالات Aaron Y. Zelinحول المقاتلين الأجانب في سوريا.

هيكلية البحث
عناوين البحث:

1.        استقرار فروع القاعدة في سوريا.

2.        تقدير القدرات العسكرية لجبهة النصرة.

3.        المعونة المدنية للسكان السوريين.

4.        تقدير الأخطار المحدقة بإسرائيل والغرب والدول العربية والإسلامية الموالية للغرب.

5.        ملاحظات منهجية.

الفصل الأول: ظروف إنشاء جبهة النصرة والتعاون الذي تقيمه مع غيرها من جماعات المتمردين:

1.        المميزات العامة للحرب الأهلية في سوريا.

2.        استقرار ناشطي تنظيم القاعدة في سوريا في الفترة التي سبقت إنشاء جبهة النصرة.

3.        إعلان إنشاء جبهة النصرة (24 يناير كانون الثاني 2012)

4.        الانشقاق بين فروع القاعدة في سوريا والعراق.

5.        إنشاء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام واستقراره كمنافس لجبهة النصرة.

6.        التعاون بين جبهة النصرة وتنظيمات المتمردين الإسلاميين:

 أ‌)       المميزات العامة

 ب‌)     المنظمات الإسلامية البارزة التي تقيم تعاونا مع جبهة النصرة.

 ت‌)     إنشاء الأطر العسكرية المشتركة بين التنظيمات الإسلامية بمشاركة جبهة النصرة.

7.        العلاقات بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام .

8.        الروابط بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام وبين جيش سوريا الحر.

9.        المواجهة بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام، وبين الأكراد.

الفصل الثاني: أيديولوجيا جبهة النصرة:

1.    المميزات العامة.

2.    التضامن الأيديولوجي لجبهة النصرة مع القاعدة.

3.    التضامن الأيديولوجي للدولة الإسلامية في العراق والشام مع القاعدة.

4.    مغزى اسم جبهة النصرة

5.    سوريا الكبرى كساحة نضال تاريخية للإسلام.

6.    الهدف الأعلى لجبهة النصرة.

7.    الطابع المناوئ للغرب الذي تتميز به جبهة النصرة.

8.    معاداة إسرائيل.

9.    مفهوم الجهاد.

10.    الرؤية التكفيرية لجبهة النصرة وتطبيقها على أرض الواقع:

أ‌)       المميزات العامة

 ب‌)     معاداة الشيعة والعلويين.

ت‌)     التعرض للمسيحيين وأبناء الطوائف الأخرى، تحطيم الأصنام وإلحاق الأضرار بالمنشآت والرموز الدينية.

الفصل الثالث: هيكلية جبهة النصرة وقيادتها وكيفية أدائها لوظائفها:

1.        قوة جبهة النصرة ومناطق انتشارها.

2.        هيكلية جبهة النصرة.

3.        قيادة جبهة النصرة.

4.        الأمن والاستخبارات.

5.        تعبئة الأموال.

6.        شراء الوسائل القتالية وتهريبها إلى داخل سوريا.

الفصل الرابع: البنية البشرية لجبهة النصرة:

1.    المتطوعون الأجانب ومميزاتهم الشخصية.

2.    تقدير لعدد المتطوعين الأجانب.

3.    نشطاء أجانب لاقوا حتفهم في سوريا.

4.    نشطاء من أبناء العالم العربي والإسلامي.

5.    نشطاء من أبناء الدول الغربية.

6.    التجنيد في جبهة النصرة وتأهيل المجندين.

7.    التوجيه المعنوي والتدريبات العسكرية للأطفال والفتيان.

الفصل الخامس: مميزات النشاط العسكري لجبهة النصرة:

1.    طبيعة القتال – المميزات العامة.

2.    تفجير السيارات المفخخة على أيدي المخربين الانتحاريين.

3.    تفجير السيارات المفخخة بالتحكم عن بعد.

4.    تفجير الدراجات النارية المفخخة.

5.    مهاجمة المطارات.

6.    مهاجمة قواعد الجيش السوري في المناطق النائية.

7.    استخدام العبوات الناسفة على جوانب الطرقات.

8.    مهاجمة المعابر الحدودية.

9.    إطلاق القذائف الصاروخية.

10.    مهاجمة الحواجز.

11.    إعدام الأسرى.

12.    نشاط جبهة النصرة في جنوب سوريا:

 أ‌)       منطقة درعا.

 ب‌)     منطقة هضبة الجولان.

13.    رد فعل جبهة النصرة على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية.

الفصل السادس: قيام جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الجهادية بملء الفراغ السلطوي:

1.    المميزات العامة.

2.    النشاط السلطوي المدني لجبهة النصرة في المناطق المختلفة:

أ‌)       محافظة الرقة.

 ب‌)     محافظة حلب.

 ت‌)     محافظة دير الزور.

ث‌)     محافظة إدلب.

ج‌)      محافظة الحسكة.

3.    إدارة حقول النفط والغاز في شمال سوريا وشرقها.

الفصل السابع: النشاط التوعوي لجبهة النصرة:
1.    المميزات العامة.

2.    أجهزة إعلام جبهة النصرة:

 أ‌)       المنارة البيضاء.

 ب‌)     مواقع الإنترنت.

3.    مميزات السلوك الإعلامي لجبهة النصرة:

 أ‌)       المميزات العامة.

 ب‌)     الدعوة في المساجد.

 ت‌)     توزيع الأقراص المدمجة.

[1]الاسم الكامل للتنظيم: جبهة النصرة لأهل الشام  علما بأن معنى كلمة الشام يمكن أن يكون إما سوريا أو سوريا الكبرى، ولكون مفهوم جبهة النصرة مفهوما إسلاميا كونيا وأهدافها تتجاوز سوريا، يجدر النظر إلى مصطلح الشام على أنه يعني "سوريا الكبرى" ويدعى التنظيم اختصارا جبهة النصرة، وهو الاسم الذي سيتم استعماله ضمن هذه الدراسة. سيتم تحليل مركبات اسم التنظيم في صفحات هذه الدراسة.
[2]يعتبر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق" إطارا أعلى للتنظيمات الجهادية السلفية برئاسة تنظيم القاعدة في العراق.
[3]أثار وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، المخاوف من أن الأسلحة التي يتم نقلها إلى سوريا ستسقط في أيدي جبهة النصرة. حيث قال "jebhat al-nusra is the most effective structure of the opposition and the majority of weapons, which: have been supplied to Syria, will be distributed through this extremist organization.I'm Sure of this"..ورغم أن كلامه كان كلاما مغرضا بشكل واضح (بحيث يشكل صدى لتكتيك النظام السوري في تعظيم التهديد الجهادي) إلا أنه يبدو أن كلام لافروف يعكس مخاوف حقيقية لها ما يبررها (على خلفية نشاط وحدة عسكرية مؤلفة من المتطوعين الشيشان ضمن قوات جبهة النصرة).
[4]أفادت جريدة القدس العربي، الصادرة في لندن، بأن قوى الأمن الأردنية تتابع بترقب ما يجري في منطقة مدينة معان الجنوبية الأردنية، وذلك بسبب التقديرات التي تتحدث عن أن بعض الجهاديين الأردنيين من ذوي العلاقات مع الخارج يقومون بإخفاء الأسلحة والذخائر هناك. وخلال عملية مداهمة لبيت أحد سكان جنوب الأردن عثرت قوى الأمن الأردنية على وسائل قتالية داخل أحد الأبنية القائمة في المنطقة، بما فيها البنادق والرشاشات. (alquds.co.uk, 16يوليو تموز 2013)
[5]ومع ذلك يمكن الافتراض بأن الصحفيين الغربيين والعرب الذين يزورون مناطق سيطرة الجهاديين يخضعون هم أيضا لقيود التغطية الصحفية، بل وأحيانا يخاطرون بحياتهم، فقد نشرت صحيفة النيويورك تايمز في 22 آب أغسطس 2013 تقريرا تحدثت فيه عن مصور صحفي أمريكي وقع في أسر جبهة النصرة وقام آسروه بتعذيبه، ثم تمكن من الهرب بعد نحو 7 شهور. وجاء في التقرير أن 17 من الرعايا الغربيين قد اختطفوا أو انقطعت آثارهم في سوريا خلال عام 2013.

أخبار الإرهاب والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني (31 تموز/يوليو – 6 آب/أغسطس 2013)

  • ساد هذا الأسبوع الهدوء في منطقة جنوب إسرائيل. أما في الضفة الغربية فقد تواصلت الأحداث العنيفة في إطار ما يُسمى بـ"المقاومة الشعبية". استناداً إلى معطيات جهاز الأمن العام الإسرائيليط فقد طرأ خلال شهر تموز/يوليو 2013 انخفاض ضئيل على حجم العمليات الإرهابية التي يتم تنفيذها في الضفة الغربية والقدس. إن معظم العمليات الإرهابية قد تم تنفيذها عن طريق رشق الحجارة وإلقاء الزجاجات الحارقة.    
  • بعد تحريك المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في واشنطن، من المتوقع أن يجتمع الطرفان في المنطقة من جديد لمواصلة المحادثات. وما يوضع الآن على بساط البحث من مواضيع هو تنفيذ المرحلة الأولى من إطلاق سراح 104 الإرهابيين، سجناء "ما قبل أوسلو"، الذين وافقت إسرائيل على الإفراج عنهم. وفقاً لأقوال صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، سوف تتضمن المرحلة الأولى من عملية إطلاق السجناء 26 سجيناً.   
الإطلاق الصاروخي
  • لم يتم هذا الأسبوع رصد سقوط أي صاروخ في منطقة جنوب إسرائيل.

الإطلاق الصاروخي

النشاطات الفلسطينية العنيفة في الضفة الغربية تتواصل
  • تتواصل في الضفة الغربية الأحداث العنيفة في إطار ما يُسمى بـ"المقاومة الشعبية"، حيث تعرضت حافلة ركاب إسرائيلية عند ساعات الصباح من يوم 5 آب/أغسطس 2013 على مقربة من قرية "العاروب" (منطقة الخليل) لرشق الحجارة باتجاهها. نتيجةً لذلك، ألحِقت أضرار بالحافلة (وحدة التصوير تتسبيت"، 28 تموز/يوليو 2013). وبالمقابل، قد تواصلت المواجهات والاحتكاكات العنيفة بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في إطار المظاهرات والنشاطات الاحتجاجية الأسبوعية.   
  • بتأريخ 28 تموز/يوليو تم العثور على عبوة ناسفة وهمية على طريق "ألون" بين "كوخاف هاشاحار" ومفرق "ميغداليم". وقام بعض السكان الذين عثروا على العبوة باستنجاد الخبراء بتفكيك المتفجرات. تُعدُّ هذه المرة الثالثة التي يتم فيها العثور على عبوة ناسفة وهمية في هذه المنطقة (وحدة التصوير "تتسبيت"، 28 تموز/يوليو 2013).
طروء انخفاض على حجم العمليات الإرهابية خلال شهر تموز/يوليو 2013
  • طرأ خلال شهر تموز/يوليو 2013 انخفاض ضئيل على حجم العمليات الإرهابية التي يتم تنفيذها في الضفة الغربية والقدس. يبلغ مجمل العمليات الإرهابية خلال هذا الشهر 76 عملية إرهابية[3] (مقارنةً بـ99 عملية إرهابية خلال شهر حزيران/يونيو 2013). ومن ضمن هذه العمليات الإرهابية: 50 منها تم تنفيذها في الضفة الغربية و-26 منها في مدينة القدس. إن معظم العمليات الإرهابية قد تم تنفيذها عن طريق إلقاء الزجاجات الحارقة. كما تم تنفيذ 11 عملية عن طريق زرع العبوات الناسفة وأربع عمليات إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة وعملية طعن واحدة (عند باب نابلس[الذي يُسمى أيضاً باب العمود أو باب دمشق]، 16 تموز/يوليو 2013) كانت قد أسفرت عن إصابة مواطن إسرائيلي (موقع جهاز الأمن العام الإسرائيلي على شبكة الإنترنت، 6 آب/أغسطس 2013).
الأوضاع على معبر رفح الحدودي
  • إن حكومة حماس التي يجتاحها الشعور بالقلق إزاء تفاقم الأوضاع الإنسانية والحياتية في قطاع غزة نتيجةً لإغلاق معبر رفح الحدودي قد دعت مصر إلى فتح المعبر بشكل كلي أمام حركة الأشخاص والبضائع (موقع "فلسطين اليوم" على شبكة الإنترنت، 31 تموز/يوليو 2013). وحذّرت وزارة الخارجية لدى حكومة حماس من وقوع "كارثة إنسانية" في قطاع غزة في أعقاب إغلاق معبر رفح ودعت مصر إلى القيام بفتحه. ومن بين ما أشارت إليه الوزارة، فقد ادعت بأن حركة العمل على المعبر قد تم تقليصها لأربع ساعات فقط يومياً وأن عدد العابرين عن طريقه يبلغ نحو 150 شخصاً يومياً (ما يُشكل 20% فقط من مجمل حجم الحركة على المعبر خلال فترة ما قبل الثورة التي شهدتها مصر). بالإضافة إلى ذلك، فإن الآلاف من الفلسطينيين "عالقين" الآن في الدول العربية بدون أن تتسنى لهم العودة إلى القطاع (قناة "الجزيرة"، 2 آب/أغسطس 2013).      
  • وبالمقابل، تتواصل العمليات المصرية لهدم الأنفاق في المنطقة الحدودية ما بين قطاع غزة ومصر. وفي هذا الإطار، أفادت وسائل الإعلام بأن الجيش المصري قام بالعثور على مستودع يحتوي على الوقود ذي قابلية لاستيعاب 2.5 مليون لتر من الوقود كان يحتوي على 100.000 لتر، إثر ذلك، قام الجيش المصري بهدم هذا المستودع. كما هدم الجيش المصري مضختين تم ربطهما بالمستودع (وكالة الأنباء "صفا"، 31 تموز/يوليو 2013).
إلغاء زيارة رئيس الوزراء التركي إلى قطاع غزة
  • قامت مصر بإلغاء زيارة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إلى قطاع غزة. إن السبب وراء إلغاء الزيارة هو التأييد الذي أعرب عنه أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وللرئيس المصري المعزول، محمد مرسي. وكان أردوغان قد خطط منذ أمدٍ للقيام بزيارته هذه إلى قطاع غزة، بل وكان من المتوقع له أن يدخل القطاع عن طريق مصر (موقع upi.comعلى شبكة الإنترنت، 5 آب/أغسطس 2013).
تدهور علاقات حماس-السلطة الفلسطينية
  • تُواصل حكومة حماس اتهام السلطة الفلسطينية وحركة فتح بالعمل على تأجيج التحريض المصري ضدها وبتحريض سكان القطاع ضد حكومة حماس. وفي شمال القطاع تم تنظيم مظاهرة احتجاجية ضد حركة فتح. وقد دعا مشير المصري، عضو المجلس التشريعي من قبل حركة حماس، إلى محاكمة قادة السلطة الفلسطينية الضالعين في تأجيج الحملة التحريضية (موقع "فلسطين إينفو" على شبكة الإنترنت، 31 تموز/يوليو 2013).   
  • فيما يلي عرض لعدد من التصريحات التي أدلى بها قادة حركة حماس في هذا السياق:
  • عاد المتحدث باسم حماس، سامي أبو زهري، ليتهم حركة فتح بالوقوف وراء حملة "تمرد" التي تُركز على مواقع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت. وفقاً لأقواله، إن هذه الحملة عديمة أي ركيزة أو قاعدة جماهيرية ولا تُشكل إلا تحركاً سياسياً منظماً تقوده حركة فتح في إطار محاربتها لحماس (موقع "فلسطين اليوم" على شبكة الإنترنت، 4 آب/أغسطس 2013).
  • دعى المتحدث باسم وزارة الداخلية لدى حكومة حماس، إسلام شهوان، بأنه يوجد في حوزة مكتبه كاسيتات تدلّ على أن السلطة الفلسطينية قامت بإطلاق حملة تحريضية ضد حركة حماس. وقد تطرق شهوان إلى الوثائق التي تقوم بتجريم السلطة الفلسطينية والتي قامت حماس بعرضها علانيةً قائلاً إنه قد تم العثور عليها في الحاسوب الشخصي لأحد نشطاء حركة فتح الذين تم اعتقالهم على أيدي الأجهزة الأمنية التابعة لحماس (موقع "فلسطين إينفو" على شبكة الإنترنت، 31 تموز/يوليو 2013).   
  • قال مشير المصري، عضو المجلس التشريعي من قبل حركة حماس، إنه على ضوء ضلوع حركة فتح في الحملة التحريضية المُدارة ضد حماس فسوف تعمل حماس ضدها على كافة المستويات سواء كانت الإعلامية منها أو القضائية أو الأمنية. هذا، وقد هدد المصري بتصعيد ممارسات حماس ضد حركة فتح ما إذا لم تكفُّ عن فعلتها هذه (موقع "بال برس" على شبكة الإنترنت، 1 آب/أغسطس 2013). 
علاقات حماس-إيران
  • تتواصل التلويحات الإيجابية من قبل حماس تجاه إيران. في مقابلة صحفية أجريت معه، قال محمود الزهار، من أكبر قادة حماس، إن حركة حماس لم تفقد حليفتيها إيران وسوريا. وفقاً لأقواله، إن إيران لم تقطع علاقاتها مع حماس، ولكن علاقات حماس معها لم تعد متينة ووثيقة كالأول (موقع ASIAعلى شبكة الإنترنت، 2 آب/أغسطس 2013). وقد صرح أسامة حمدان، المسؤول عن العلاقات الخارجية لدى المكتب السياسي لحركة حماس، بأن حماس قد بدأت بترميم علاقاتها مع إيران. وفقاً لأقواله، هناك توافق فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، غير أن هناك خلافات في الرأي فيما يتعلق بالملف السوري (موقع "رسالة. نت" على شبكة الإنترنت، 29 تموز/يوليو 2013). ومن جهة أخرى، فقد أفادتصحيفة الأخبار اليومية اللبنانية، المقربة من حزب الله، بأن إيران وحزب الله قررا استئناف العلاقات مع حماس على أساسٍ جديد ولكن القرار في هذا الشأن لا يعود إلا إليها وحدها.   

استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل

  • بعد انتهاء المحادثات التمهيدية في واشنطن وبعد اللقاء الثلاثي الذي تم عقده بين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وبين تسيبي ليفني وصائب عريقات، أفاد المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض الأمريكي عن انطلاق المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بتوسط الولايات المتحدة الأميركية. ورفض المتحدث الإدلاء بأي تفاصيل إضافية (موقع البيت الأبيض الأمريكي على شبكة الإنترنت، 31 تموز/يوليو 2013).  

تلخيص اللقاء في واشنطن (الصفحة الرسمية لتسيبي ليفني عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، 31 تموز/يوليو 2013)
تلخيص اللقاء في واشنطن (الصفحة الرسمية لتسيبي ليفني عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، 31 تموز/يوليو 2013)

  • أوضح أبو مازن (محمود عباس) خلال الزيارة التي قام بها إلى مصر أنه لن يكون هناك في إطار الحلّ الدائم أي حضور إسرائيلي سواء كان مدني أو عسكري على حدود الدولة الفلسطينية (وكالة الأنباء "وفا" الفلسطينية، 30 تموز/يوليو 2013). وقد أكد صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، على أنه سيتم إطلاق سراح السجناء القدامى على أربع مراحل. وفقاً لأقواله، قد وافقت إسرائيل على إطلاق سراح 26 سجيناً من أصل مجمل السجناء، وإنه سيتم تنفيذ هذه الدفعة، بتأريخ 13 آب/أغسطس 2013. وأشار عريقات قائلاً إن القيادة الفلسطينية قد أوصلت إلى الولايات المتحدة وإسرائيل أنها لن تقبل بأي حل مؤقت وأنها تعمل على طرح جميع قضايا الحل الدائم على طاولة المفاوضات، وفي مقدمتها، الحدود والقدس واللاجئونالفلسطينيون والمياه والمستوطنات. كما أكد عريقات أن السلطة الفلسطينية معنية بالعودة إلى الاتفاق الذي قام أبو مازن وإيهود أولمرت بالتوصل إليه، بموجبه، سوف يتم نشر قوات دولية في مناطق الدولة الفلسطينية المستقبلية (وكالة "معا" الإخبارية، 3 آب/أغسطس 2013).       
  • تُواصل حماس الإعراب عن رفضها القاطع لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث استنكرت حكومتها في جلستها الأسبوعية الأخيرة عودة السلطة الفلسطينية إلى المفاوضات مع إسرائيل، مؤكدةً على أن هذا التحرك لا يُعتبر أكثر من "حلقة أخرى في سلسلة الإخفاقات" التي تنعكس سلباً على القضية الفلسطينية. وقد حذرت حكومة حماس من مغبة قيام إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية باستغلال المفاوضات للتغطية على "مخططات الاحتلال" وفرض التنازلات على السلطة الفلسطينية (موقع "فلسطين الآن" على شبكة الإنترنت، 31 تموز/يوليو 2013).   
  • قال محمود الزهار، من أكبر قادة حماس، إن حماس لا تُشرعن هذا التحرك بأي شكل من الأشكال، وإن أبو مازن لا يُمثل الشارع الفلسطيني برمته (موقع ASIAعلى شبكة الإنترنت، 2 آب/أغسطس 2013). صرح مستشار إسماعيل هنية السياسي، يوسف الرزقة، بأن استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية هو الأكثر خطورةً في تأريخ القضية الفلسطينية. وقد أضاف الرزقة أن الأجواء التي سادت المحادثات في واشنطن تُذكّر تلك التي سادت محادثات "أوسلو" التي أدت إلى "عودة القضية الفلسطينية وتقهقرها خمسين عاماً إلى الوراء" (موقع "رسالة. نت" على شبكة الإنترنت، 30 تموز/يوليو 2013). 
البدء بمحاكمة ثلاثة مواطنين لبنانيين فينيجيريا للاشتباه بهم بالنشاط لصالح حزب الله
  • بدأت في نيجيريا محاكمة ثلاثة مواطنين لبنانيين تم القبض عليهم، على خلفية العثور في حوزتهم على مخزون من الوسائل القتالية. وعند البدء بمحاكمتهم قامت النيابة العامة في نيجيريا بتوسيع التهم ضدهم، حيث. يُتهم هؤلاء الثلاثة الآن بشبهة إقامة العلاقات مع منظمة حزب الله، التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد أهداف غربية وإسرائيلية في نيجيريا والقيام بتبييض الأموال واستيراد البضائع بشكل غير قانوني. بالإضافة إلى ذلك، قررت النيابة العامة الحدّ من إمكانية حضور جلسات السماع وعدم الإفصاح عن هوية الشهود لأسبابٍ أمنية. وقد اعترف هؤلاء الثلاثة بانتمائهم لمنظمة حزب الله، رافضين التهم الأخرى الموجهة إليهم مع القيام بالتأكيد على براءتهم (موقع AFPعلى شبكة الإنترنت، 30 تموز/يوليو 2013). ويُشار إلى أنه قد تم اعتقال هؤلاء الثلاثة بتأريخ 28 أيار/مايو 2013 في مدينة "كانو" النيجيرية، شمال شرق الدولة، بعد العثور على مخزون من الوسائل القتالية داخل الشقة التي كان يسكنها أحدهم[4].   

اعتقال عرب إسرائيليين بشبهة التعاون مع حزب الله

  • رُفع التعتيم الإعلامي عن خبر اعتقال عدد من العرب الإسرائيليين، من سكان مدينة شفاعمرو، خلال شهر أيار/مايو 2013 بشبهة تجنيدهم لمنظمة حزب الله والقيام بمهمات جمع المعلومات داخل إسرائيل لصالح المنظمة. وضمن المعتقلين، زاهر يوسيفون، من سكان شفاعمرو، يبلغ من العمر 46 عاماً. وأفاد يوسيفون في التحقيق معه بأنه خلال عام 2007، في أثناء أدائه لفريضة الحج إلى مكة المكرمة في السعودية قد تم تجنيده لحزب الله (موقع جهاز الأمن العام الإسرائيلي على شبكة الإنترنت، تموز/يوليو 2013).   
  • يتضح من خلال التحقيق معه أن تجنيده قد تم على أيدي ناشطين اثنين من نشطاء المنظمة، ألا وهما: محمد مشعل، من سكان الدنمارك، المكنَّى بأبو اسماعيل وخالد النبولسي الذي عرض عليه نفسه كناشط "المقاومة اللبنانية" (اسم آخر لحزب الله). ومنذ تجنيده وحتى اعتقاله كان يوسيفون على تواصل مع محمد مشعل بالوسائل المختلفة (الهاتف، والسُعاة والالتقاء في سعودية). وقد حوّل يوسيفون إلى الأشخاص الذين يقومون بتفعيله معلومات تتناول خاصةً الأجواء السائدة وسط الوسط العربي في إسرائيل والتفاصيل حول ترتيبات الحراسة الأمنية المتبعة على المعابر الحدودية. كما حوّل لهم يوسيفون أسامٍ لعرب إسرائيليين، يبدو له أنه من شأنهم أن يكونوا مناسبين للتجنيد لصفوف حزب الله.   
  • إن محمد مشعل الذي قام بتجنيد يوسيفون معروفاً منذ أمدٍ طويل كمَن يقوم بتنظيم مجموعات من المسلمين الذين يؤمون مكة لأداء فريضة الحج. كما أنه معروف كمَن حاول في الماضي القيام بتجنيد عرب إسرائيليين من أجل العمل لصالح حزب الله. وخلال عام 2008 قام مشعل بتجنيد عادل وردة، مواطن إسرائيلي يقطن في الدنمارك، وتكليفه بالقيام بمهمات جمع المعلومات داخل إسرائيل. وقد تم اعتقال وردة فورَ دخوله إسرائيل وقبل قيامه بتنفيذ المهمات التي كُلف بها.  
  • في إطار الجهود المبذولة من قبله بهدف الحصول على معلومات عن إسرائيل يقوم حزب الله بتجنيد، مِمَن يقوم بتجنيدهم، بتجنيد عرب إسرائيليين. وتم في الماضي الكشف عن عدَّة حالات قد تم فيها مثل هذا التجنيد. هكذا مثلاً، تم في أوائل شهر أيلول/سبتمبر 2012 اعتقال ميلاد محمد محمود خطيب، من سكان قرية مجد الكروم الجليلية، الذي تم تجنيده على أيدي ناشط حزب الله في الخارج. وقد أفاد خطيب خلال التحقيق معه بأنه قد تم تجنيده على أيدي مواطن لبناني من سكان الدنمارك الذي كلَّفه بتنفيذ سلسلة من المهمات الأمنية داخل إسرائيل. وبتأريخ 24 تشرين الأول/أكتوبر 2012 تم اعتقال عصام هاشم علي مشاهرنة، من سكان إسرائيل، يقطن في القدس الشرقية (جبل مكبر). وقد أفاد مشاهرنة خلال التحقيق معه بأنه قد تم تجنيده لحزب الله خلال الزيارة التي قام بها إلى لبنان في شهر حزيران/يونيو 2012. وقد أعطوه مجندوه التعليمات بالعودة إلى إسرائيل ومتابعة تواصله مع حزب الله عن طريق الإنترنت[5].
العالم الإسلامي الشيعي يقوم بإحياء يوم القدس
  • بتأريخ 2 آب/أغسطس 2013، الذي يُعتبر آخر أيام الجمعة لشهر رمضان المبارك، تم إحياء يوم القدس العالمي، وهو مناسبة يتم تنظيمها بمبادرة إيران، وذلك من خلال المسيرات والمظاهرات والمهرجانات التي قد تم تنظيمها في كافة أنحاء العالم الإسلامي ووسط الجاليات الإسلامية في الغرب. وكما جرت العادة، فقد تمت هذا العام أيضاً النشاطات المركزية في إيران بمشاركة  المستوى القيادي الإيراني الأعلى.  
  • فيما يلي عرض لبعض من سمات هذه الأحداث ومميزاتها:
  • المضامين – كما هي العادة في كل عام، قد تم هذا العام أيضاً استغلال هذه الأحداث والفعاليات للتحريض الشرس والمسعور ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية مع القيام بإسماع الهتافات الداعية إلى تصفية إسرائيل. كما علت أصوات شجب واستنكار لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وأصوات تدعو إلى دعم سوريا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد.  
  •  مشاركة ضئيلة الحجم خارج إيران – إن بؤرة المظاهرات والأحداث كانت إيران. وفي دول أخرى (وكما كان عليه العام الماضي) كانت نسبة المشاركة ضئيلة. يبدو أنه على خلفية الأحداث الدرامية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط (الثورة الثانية في مصر والاقتتال المتواصل في سوريا) لا تحظى القضية الفلسطينية عامةً ويوم القدس خاصةً إلا باهتمام قليل. لا يُستبعد أن يعود عدد المشاركين الضئيل هذا العام إلى الانتقادات الموجهة ضد إيران والتي تعلو أصواتها في العالم الإسلامي السني على خلفية الدعم الذي  تُعرب عنه إيران لنظام بشار الأسد.    
  • بروز الطابع الإيراني-الشيعي للأحداث – بالرغم من الرغبة في إضفاء صبغة إسلامية عامة على يوم القدس لم يزل هذا اليوم معروفاً خاصةً كحادث إيراني-شيعي، حيث أن معظم النشاطات يتم تنظيمها على أيدي الجاليات الشيعية في الدول المختلفة ويُشارك فيها شيعيون أو نشطاء مناصرون لإيران. وقد برز هذا العام بشكل خاص غياب النشطاء السنيين، على ما يبدو، احتجاجاً على قتل السكان السنيين في سوريا على أيدي نظام بشار الأسد الذي يتلقى دعمه من إيران وحزب الله.  
  • الضجة الإعلامية – لم تحظى أحداث وفعاليات يوم القدس إلا بقدر ضئيل نسبياً من الضجة والتغطية  الإعلامية، حيث أن معظم التقارير الإعلامية حول النشاطات المنظَّمة في كافة أنحاء العالم لم يتم نشرها إلا عبر وسائل الإعلام الإيرانية.
  • قامت وسائل الإعلام بإيلاء اهتمام خاص ومميَّز للتصريح الذي أدلى به الرئيس الإيراني المنتخب حديثاً، حسن روحاني، حيث صرح روحاني خلال مسيرة يوم القدس التي تم تنظيمها في العاصمة الإيرانية طهران بأنه يسكن في المنطقة، منذ سنين طوال، جرح في جسد العالم الإسلامي "تحت ظل احتلال فلسطين والقدس الشريف". وامتنع روحاني من ذكر اسم إسرائيل بشكل صريح وجلي، مما أفسح المجال أمام الإيرانيين أن ينشروا "توضيحاً" يدعي بأنه قد تم تحريف كلامه. ومن جهة أخرى، فقد علت خلال الأحداث سواء كان ذلك في إيران أو لبنان أصوات تدعو بشكل صريح إلى تصفية إسرائيل (على سبيل المثال، ملصق يَقتبس أقوال الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي "إن النظام الصهيوني لا بد له من الانهيار" أو خطاب حسن نصر الله الذي اقتبس أقوال آية الله الخميني، بموجبها، تُشكل إسرائيل "ورماً سرطانياً لا بدَّ لهم من اجتثاثه").    
وفد فلسطيني يتفقد سفينة الـ"مافي مرمرة"
  • قامت منظمة IHHبتنظيم إفطار رمضاني على ظهر سفينة الـ"مافي مرمرة" المعروضة في اسطنبول. وقد حضر وليمة الإفطار وفد فلسطيني قد تضمن وزير شؤون الأسرى والمحررين لدى السلطة الفلسطينية، عيسى قراقع، ورئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، والمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين،ورئيس المجلس الأعلى للإفتاء، كما حضر أيضاً رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة - "حداش" الإسرائيلية، محمد بركة. بالإضافة إلى ذلك، قد شارك في الإفطار ذوي القتلى وأسرهم. وقال بولنت يلدريم، رئيس منظمة IHHالذي وقف وراء إطلاق سفينة الـ"مافي مرمرة" إلى القطاع، إن تركيا سوف تُواصل دعمها ومناصرتها للشعب الفلسطيني. وقد تم خلال زيارتهم إلى تركيا الإعلان عن إنشاء "وقفية التضامن التركي مع فلسطين والأسرى"،وهي عبارة عن صندوق تبرعات سوف يقوم بجمع وتجنيد التبرعات لمساعدة ومناصرة السجناء الفلسطينيين (وكالة الأنباء "وفا" الفلسطينية، 2 آب/أغسطس 2013).  

[1] صحيح لغاية 6 آب/أغسطس 2013. لا تحتوي هذه المعطيات الإحصائية على إطلاق قذائف الهاون.
 [2] إن هذه المعطيات الإحصائية لا تحتوي على إطلاق قذائف الهاون.
[3] لا يتضمن التقرير عشرات عدَّة من عمليات رشق الحجارة.
[4] للاطلاع على تفاصيل أوفى راجعوا نشرة المعلومات التي قام مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب بإصدارها بتأريخ 19 حزيران/يونيو 2013: "ضلوع حزب الله في الإرهاب العالمي: يتم مؤخراً في نيجيريا العثور على مخزون من الوسائل القتالية يتبع لحزب الله، كان قد أعدَّ وفقاً لأقوال قوات الأمن المحلية، لتنفيذ عمليات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية وغربية".
[5] للاطلاع على تفاصيل أوفى راجعوا نشرة المعلومات التي قام مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب بإصدارها بتأريخ 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2012: "ملامح حزب الله وصورته كمنظمة إرهابية"، ملحق أ – الساحة الإسرائيلية الداخلية". 

في خطبة الجمعة التي القاها مؤخرا الشيخ يوسف القرضاوي تعرض لإيران وحزب الله (“حزب الشيطان”) داعيا المسلمين الى مساعدة الثوار في سوريا

الشيخ يوسف القرضاوي يلقي الخطبة (31 أيار 2013) التي هاجم فيها بصورة شديدة إيران وحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله

الشيخ يوسف القرضاوي يلقي الخطبة (31 أيار 2013) التي هاجم فيها بصورة شديدة إيران وحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله

الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي (Palestine-info, 15 آب 2010)

الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي (Palestine-info, 15 آب 2010)

 رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية يقبل يد الشيخ القرضاوي خلال زيارته لقطاع غزة  (ikhwanonline.com, 10 أيار 2013)

رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية يقبل يد الشيخ القرضاوي خلال زيارته لقطاع غزة (ikhwanonline.com, 10 أيار 2013)

لافتة يرفعها أحد معارضي حزب الله في لبنان، وتتضمن تغيير شعار حزب الله من حزب الله الى

لافتة يرفعها أحد معارضي حزب الله في لبنان، وتتضمن تغيير شعار حزب الله من حزب الله الى "حزب الشيطان" (تماشيا مع أقوال القرضاوي). أما جملة "فإن حزب الله هم الغالبون" فقد تحولت الى "فإن حزب الشيطان هم الخاسرون". molotovnews.com))

القرضاوي وبشار الأسد في أيام أفضل عمل من خلالها القرضاوي على التقريب بين الشيعة والسنة (all4syria.info)

القرضاوي وبشار الأسد في أيام أفضل عمل من خلالها القرضاوي على التقريب بين الشيعة والسنة (all4syria.info)


عام 

1.   بتاريخ 31 أيار 2013 القى الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يعتبر اكبر مفتي للمسلمين السنة في العالم، خطبة هاجم فيها إيران وحزب الله بصورة لاذعة. وجاءت الخطبة في اطار مؤتمر عقد في العاصمة القطرية الدوحة تضامنا مع الشعب السوري. وقد اتهم الشيخ يوسف القرضاوي إيران وحزب الله بمساعدة النظام السوري العلوي الذي يحارب شعبه من خلال تزويد الوسائل القتالية وارسال النشطاء من جميع أنحاء العالم الشيعي. وقد هاجم القرضاوي بصورة لاذعة حزب الله ("حزب الطاغوت") الذي يرسل النشطاء الى سوريا من أجل "قتل أهل القصير" مسميا الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله باسم "نصر اللات". وقد دعا القرضاوي المتطوعين المسلمين والدول الاسلامية الى مساعدة اخوانهم في سوريا حالفا بأنه لو كان يستطيع لخرج لنصرتهم دون تردد (للوقوف على اهم ما جاء في الخطبة- راجع الملحق).

2.   الشيخ الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي كان قد طرد من مصر ووجد ملجأ في قطر ومنها يعمل في أنحاء العالم العربي/الاسلامي. بعد تنحي الرئيس مبارك عن الحكم عاد القرضاوي الى مصر وألقى خطبة في ميدان التحرير في القاهرة. الكثيرون يعتبرون القرضاوي مرجعية أيديولوجية عليا لحركة الاخوان المسلمين، مع أنه من الناحية الرسمية لا يعمل قائدا رسميا للحركة. ويعتبر القرضاوي مرجعية دينية أولى بالنسبة لحماس ويعتبر من أشد أنصار الارهاب الفلسطيني. بتاريخ 8 أيار 2013 قام القرضاوي بأول زيارة له لقطاع غزة وأطلق من هناك تصريحات متطرفة رفض من خلالها أي امكانية للاعتراف باسرائيل أو التفاوض معها داعيا المسلمين الى الاستعداد "للدفاع عن المسجد الأقصى"[1].

3.   جاء خطاب الشيخ يوسف القرضاوي في قطر ردا على خطاب حسن نصر الله (25 أيار 2013) الذي اعترف فيه لأول مرة بضلوع حزب الله في الحرب الأهلية في سوريا[2]. وقد جاء الخطاب في ذروة المعارك وقبل أسبوع من نجاح النظام السوري، بمساعدة آلاف من نشطاء حزب الله، في السيطرة على مدينة القصير، وتحقيق انتصار عسكري ومعنوي كبير. هذا الانتصار، الى جانب استمرار مساعدة إيران للنظام السوري واستمرار انجرار حزب الله للحرب الأهلية في سوريا، تساهم في زيادة الشرخ بين السنة والشيعة في العالم العربي/الاسلامي، وقد تجسد ذلك في التصريحات اللاذعة الصادرة عن الشيخ يوسف القرضاوي ودعوته للجهاد ضد حزب الله والشيعة التي صدرت ايضا عن علماء سنة آخرين. على الرغم من ذلك، رغم كون القرضاوي مفتيا يحظى بشعبية كبيرة، غير أن خطبته ليست فتوى ومن غير المتوقع أن تؤدي خطبته الى تحريك آلاف المتطوعين السنة للجهاد ضد النظام السوري.

4.   تعبر اقوال القرضاوي عن "الأثمان" الباهظة التي اضطر حزب الله الى دفعها في العالم العربي/الاسلامي، وفي لبنان ذاته، بحكم تدخله المتزايد في الحرب الأهلية بسوريا.[3]. عدا عن المس البالغ بصورة حزب الله في الدول العربية والاسلامية (شيطنة حزب الله وتحويله من رافع لواء "المقاومة" ضد إسرائيل الى "حزب الشيطان")،فإن حزب الله يواجه الآن خطرا متزايدا بخصوص انتقال التوتر السني- الشيعي الى لبنان ذاته. المواجهات العنيفة في طرابلسوصيدا، اطلاق الصواريخ على مقرات حزب الله والطائفة الشيعية في الضاحية الجنوبية في بيروت وبعلبك، والمظاهرة التي نظمها مؤخرا معارضو حزب الله قبالة السفارة الإيرانية في بيروت- تثبت كلها بصورة واضحة أن معارضي حزب الله في لبنان "يرفعون رؤسهم" وأن الحرب الأهلية في سوريا بدأت بالزحف الى لبنان وزادت من التوترات الطائفية (رغم أن نتائج الحرب الأهلية السابقة ما تزال عالقة بصورة عميقة في وعي الطوائف المختلفة والأطراف المتخاصمة وتشكل عوامل تهدئة). 

لافتة يرفعها أحد معارضي حزب الله في لبنان، وتتضمن تغيير شعار حزب الله من حزب الله الى "حزب الشيطان" (تماشيا مع أقوال القرضاوي). أما جملة "فإن حزب الله هم الغالبون" فقد تحولت الى "فإن حزب الشيطان هم الخاسرون".  molotovnews.com))

لافتة يرفعها أحد معارضي حزب الله في لبنان، وتتضمن تغيير شعار حزب الله من حزب الله الى "حزب الشيطان" (تماشيا مع أقوال القرضاوي). أما جملة "فإن حزب الله هم الغالبون" فقد تحولت الى "فإن حزب الشيطان هم الخاسرون".  molotovnews.com))

5.   الهجوم الذي شنه القرضاوي على إيران وحزب الله قد يضع صعوبات بخصوص تعاطي حماس المحسوبة بصورة واضحة على حركة الاخوان المسلمين، وهي تحاول عدم التورط والسير بحذر بخصوص علاقاتها مع إيران، فيما تندمج مع سياسة حركة الاخوان المسلمين، التي تدعم التمرد ضد النظام السوري، وعليه فإن حماس، وفقا لتقديراتنا، معنية بالاستمرار في تلقي المساعدات من إيران التي لعبت في السابق دورا أساسيا في بناء قوة حماس العسكرية في قطاع غزة (خاصة الاستمرار في تلقي الوسائل القتالية المتقدمة). لم ترد حماس بصورة مباشرة على خطبة القرضاوي (الذي أشار في اقواله الى جهود بشار الأسد في تجنيد حماس لصالحه) غير ان صلاح البردويل ، المتحدث باسم حماس، انضم الى الشجب الشديد ضد إيران وحزب الله. وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط أشار البردويل الى ان حزب الله "ارتكب خطأ فادحا" بسبب تدخله في الأزمة السورية وادعى أن هناك تراجعا في دعم حزب الله وأنه "انهار تماما". واضاف البردويل أن الدعم الذي تقدمه إيران وحزب الله لـ"المقاومة" لا يمنح حماس صلاحية لتوزيع صكوك غفران لهما بكل ما يتعلق بالأحداث في سوريا والأخطاء القاتلة التي وقعت فيها (الشرق الأوسط، 10 حزيران 2013).

6.   إن أقوال القرضاوي هي جزء من التشديد العام في نبرة التصريحات السنية (الصادرة عن السياسيين، رجال الدين ووسائل الاعلام) ضد الشيعة. عدا عن الخلفية الخاصة بتدخل حزب الله في سوريا يمكننا ملاحظة هذا التصعيد كجزء من سياق اوسع يتعلق بالصراع الشيعي السني في المنطقة الذي يتجسد في بؤر أخرى: في العراق (أعداد غير مسبوقة من القتلى في عمليات متبادلة بين الشيعة والسنة لم ير مثلها منذ سنوات)؛ في لبنان (مواجهات واحتكاكات في طرابلس، صيدا وبيروت) وفي الخليج الفارسي (حيث تدور معركة بين إيران والسعودية ودول الخليج على البحرين واليمن).

[1]لمزيد من التفاصيل حول الشيخ يوسف القرضاوي راجع نشرة المعلومات الصادرة بتاريخ 22 شباط 2011:"خطوط عامة حول شخصية الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، من كبار أهل الافتاء لدى المسلمين السنة، المحسوب على الاخوان المسلمين".
[2]في أعقاب خطاب حسن نصر الله (25 أيار 2013) بدأ رجال دين مسلمون، وبضمنهم القرضاوي، بالدعوة للجهاد ضد حزب الله وضد الشيعة عموما. للتفصيل راجع تقرير ممري بتاريخ 6 حزيران 2013 (975): "Following Nasrallah's Statements on Syria Fighting, Calls Emerge for Sunnis to Wage Jihad against Hizbullah, Shi'ites". تم كتابة المستند من قبل H. Varulkar, L. Barkan , R. Green. راجعوا ايضا الملحق أ من هذا البحث- ردود فعل على خطبة القرضاوي.
[3]حول عملية انجرار حزب الله للحرب الأهلية السورية راجع نشرة المعلومات بتاريخ 4 حزيران 2013: "ضلوع حزب الله في الحرب الأهلية في سوريا".

 

ضلوع حزب الله في الحرب الأهلية في سوريا


قادة "معسكر المقاومة": أحمدي نجاد، بشار الأسد وحسن نصر الله (منتدى سبلة، 8 آذار 2012)
قادة "معسكر المقاومة": أحمدي نجاد، بشار الأسد وحسن نصر الله (منتدى سبلة، 8 آذار 2012)

عام

1)     تعتبر إيران وحزب الله الحفاظ على نظام بشار الأسد مصلحة استراتيجية عُليا، كون سوريا الحليف الاستراتيجي الرئيسي لإيران في "معسكر المقاومة" التي تتيح لإيران موطأ قدم ثابت ونفوذا سياسيا وعسكريا في قلب الشرق الأوسط. كما تلعب سوريا دورا رئيسيا في التعاظم العسكري لحزب الله، بناء قوته الهجومية وقدرة الردع الخاصة به في مواجهة إسرائيل. تعتبر إيران وحزب الله سقوط النظام السوري بمثابة سيناريو خطير للغاية، وقد يُضعف مكانة إيران في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل ويمس بقدرات حزب الله العسكرية وتأثيره السياسي في لبنان.

2)     الى جانب المصالح الاستراتيجية الخاصة بإيران وحزب الله هناك التضامن المذهبي مع الشيعة الذين يعيشون في سوريا (حوالي 400000- 450000 شيعي) ومع أبناء الطائفة العلوية الحاكمة في سوريا. هذا التضامن، الذي تم التعبير عنه مؤخرا من خلال خطابات حسن نصر الله، تعاظم على ضوء تحول الشيعة والمواقع الشيعية المقدسة في سوريا الى هدف للثوار (خاصة المنظمات المحسوبة على القاعدة، وأبرزها "جبهة النصرة، التي تعتبر الشيعة "كفارا").

3)     على خلفية هذه الأخطار تسير استراتيجية إيران وحزب الله في مسارين متقابلين: المسار الأول، على المدى الفوري، يهدف الى تقوية قدرة النظام السوري على البقاء والحكم عن طريق توفير المعونات العسكرية، الاقتصادية، السياسية والاعلامية؛ المسار الثاني، على المدى المتوسط والبعيد، يهدف الى تقوية قدرة الدفاع عن النفس وسط الشيعة والعلويين عن طريق اقامة "جيش شعبي". إن مثل هذا "الجيش الشعبي" الذي قد يصل تعداده، وفقا لتقديراتنا، الى حوالي 100.000- 150.000 مقاتل، سيوفر لإيران وحزب الله سيطرة (ولو كانت محدودة) على المناطق التي يعيش فيها العلويون والشيعة ويجعلهم لاعبا اساسيا في الساحة السورية الداخلية في العهد الذي يلي سقوط الأسد.

4)     الى جانب الرد على الأخطار المُحتملة، يسعى حزب الله الى الحصول على قدرات عسكرية متقدمة، قد يعني توفرها معه ردع إسرائيل وتحدي تفوقها التكنولوجي. وتضم هذه القدرات الصواريخ المتقدمة (مثل الفاتح 110 من انتاح إيران)، صواريخ شاطئ- بحر (ياحونط، من انتاج روسيا) وقدرات متقدمة في مجال الدفاعات الجوية (صواريخ SA-17من انتاج روسيا الى جانب أنظمة أخرى). بالاضافة الى ذلك، فإن حزب الله يسعى، وفقا لتقديراتنا، الى ايجاد موطأ قدم للنشاطات الارهابية في هضبة الجولان، من خلال استغلال ضعف النظام السوري وأزماته الاستراتيجية. وقد تجسد سعي حزب الله الى الحصول على سلاح نوعي "كاسر للتوازن" واستعداده "لمساعدة المقاومة الشعبية في سوريا" في هضبة الجولان، من خلال التعبير عن ذلك علنا في خطاب حسن نصر الله بتاريخ 9 ايار 2013. من ناحيتها أعلنت إسرائيل علنا عن سياستها الخاصة بمنع نقل السلاح قدر الامكان الى حزب الله وعناصر ارهابية أخرى (تصريحات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في مستهل جلسة الحكومة، 19 أيار 2013).

5)     يتم ادارة السياسة الإيرانية في الحرب الأهلية السورية عن طريق "قوة القدس" (التي يقودها قاسم سليماني) من خلال استعمال حزب الله كمقاول تنفيذي اساسي. ويتجسد ضلوع حزب الله في الحرب الأهلية من خلال ارسال آلاف النشطاء الذي يشاركون بالقتال في المناطق ذات الأغلبية الشيعية. بالاضافة الى ذلك يساعد حزب الله النظام السوري في عدد من المجالات الأخرى: التدريبات (ارشاد قوات النظام في مهارات قتال العصابات)، الاستخبارات، حماية الحدود السورية- اللبنانية، عمليات الاحباط والوقاية داخل لبنان والإسناد الاعلامي. القوات المقاتلة التي تم ارسالها الى سوريا تلعب دورا هاما في القتال، خاصة في مكانين يوجد فيهما لحزب الله وإيران مصالح مذهبية/طائفية: منطقة القصير، جنوبي حمص، الواقعة بالقرب من شمال البقاع اللبناني، حيث يسكن هناك سكان شيعة في منطقة سكنية (يبذل الجيش السوري الآن، بمساعدة حزب الله، جهودا للسيطرة على مدينة القصير)؛ وضريح السيدة زينب، الى الجنوب من دمشق، وهو مكان مقدس للشيعة، ويعتبر موقعا دينيا هاما يزوره الحجاج من جميع أنحاء العالم الشيعي. وما يزال حزب الله يُجذب الى الحرب الأهلية في سوريا رغم الخسائر "والثمن" السياسي الذي يدفعه الحزب مُرغما: موت أكثر من مائة ناشط لغاية الآن (غالبيتهم في معركة القصير) الى جانب انتقادات آخذة بالازدياد وسط معارضي حزب الله في لبنان والعالم العربي.

6)     في السنة الأولى من الحرب الأهلية في سوريا حرص حزب الله على الظهور بمظهر المتدخل قليلا. خلال العام 2012 أرسل الى سوريا نشطاء عسكريين، بعدد قليل، وكانوا يعملون بالأساس في تقديم الاستشارة والحماية. أما "انجذاب" حزب الله للحرب الأهلية السورية (على النقيض من الحذر الذي تتبعه إيران) فقد وقع في النصف الأول من العام 2013، على ضوء تقديرات إيران وحزب الله، بأنه زادت التهديدات على بقاء النظام السوري وعلى المصالح المذهبية/ الدينية الخاصة بالشيعة في سوريا. مع هذا، رغم "انجذاب" حزب الله للأزمة السورية، فإن ضلوعه المباشر في الحرب الأهلية في سوريا ما يزال مقلصا وما يزال تأثيره ثانويا على الأحداث. غير أنه، وفقا لتقديراتنا، قد يزداد ويتعاظم كلما ضعف النظام السوري وكلما زادت الأخطار الاستراتيجية على مصالح إيران وحزب الله.

 

للدراسة الكاملة، يرجى الضغط على الرابط التالي باللغة الانجليزية:

http://www.terrorism-info.org.il/Data/articles/Art_20521/E_062_13_827044787.pdf

أخبار الإرهاب والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني* (13 – 19 آذار/مارس 2013)

حادث طرق نتيجة لرشق الحجارة بالقرب من مدينة ''أريئيل''، مما أسفر عن إصابة أربع بنات لعائلة واحدة وبما فيهن طفلة أصيبت بجراح حرجة

حادث طرق نتيجة لرشق الحجارة بالقرب من مدينة ''أريئيل''، مما أسفر عن إصابة أربع بنات لعائلة واحدة وبما فيهن طفلة أصيبت بجراح حرجة

عملية إرهابية على مفرق ''كدوميم''

عملية إرهابية على مفرق ''كدوميم''

حجارة تم رشقها باتجاه سيارة إسرائيلية على شارع 443

حجارة تم رشقها باتجاه سيارة إسرائيلية على شارع 443

ملصق النعي والحداد الرسمي من قبل حركة حماس

ملصق النعي والحداد الرسمي من قبل حركة حماس

مراسم تشييع محمود الطيطي التي رُفعت خلالها رايات مختلف المنظمات لإضفاء صبغة فلسطينية عامة على مراسم التشييع

مراسم تشييع محمود الطيطي التي رُفعت خلالها رايات مختلف المنظمات لإضفاء صبغة فلسطينية عامة على مراسم التشييع

صلاح البردويل (جالس في الوسط) في المؤتمر الطلابي

صلاح البردويل (جالس في الوسط) في المؤتمر الطلابي

مظاهرة مناوئة لأمريكا على خلفية زيارة الرئيس أوباما إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية

مظاهرة مناوئة لأمريكا على خلفية زيارة الرئيس أوباما إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية

الملصق الذي نُشر على الصفحة الرسمية لحركة حماس في الضفة الغربية عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ''فيس بوك'' (الصفحة الرسمية ''أجناد'' عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ''فيس بوك''، 11 آذار/مارس 2013).

الملصق الذي نُشر على الصفحة الرسمية لحركة حماس في الضفة الغربية عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ''فيس بوك'' (الصفحة الرسمية ''أجناد'' عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ''فيس بوك''، 11 آذار/مارس 2013).

  • خلافاً للهدوء الذي يسود الحدود الفاصلة بين قطاع غزة وإسرائيل فيتواصل في مناطق الضفة الغربية تنفيذ العمليات الإرهابية والأحداث العنيفة. إن تعرض سيارات إسرائيلية في منطقة "أريئيل" لرشق الحجارة قد تسبب بوقوع حادث طرق مروع مما أسفر عن إصابة أربع بنات عائلة "بيتون" وبما فيهن طفلة كانت قد أصيبت بجراح حرجة. وقامت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي باعتقال ثمانية فلسطينيين مشبوهين. وعلى مدخل بلدة "كدوميم" تم إطلاق نار باتجاه سيارة إسرائيلية من داخل سيارة فلسطينية، مما أسفر عن إصابة مواطن إسرائيلي بجراح متوسطة. 
  • كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي عن معلومات تُشير إلى محاولة حماس خلال الأشهر القليلة الماضية منذ حملة "عامود السحاب" ("عامود عنان") القيام بتنفيذ عمليات إرهابية في الضفة الغربية. كما كشفت قوات الأمن الإسرائيلية عن خلية إرهابية كانت تُخطط لاختطاف جندي إسرائيلي بغرض المساومة والتفاوض على إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، كما كانت تُخطط هذه الخلية لتنفيذ عمليات إرهابية مثل زرع العبوات الناسفة وإطلاق صواريخ من صنع محلي. ويتضح من خلال التحقيق الذي أجري مع الإرهابيين أن مَن يقف وراء بعض من العمليات الإرهابية هو فتحي حامد، مَن يُشغل منصب وزير الداخلية لدي حكومة حماس، ومَن ملقاة على عاتقه مسؤولية فرض التهدئة وتطبيقها على حدود قطاع غزة. 
تنفيذ عملية إطلاق نار على مواطن إسرائيلي من داخل سيارة
  • عند ساعات الصباح من يوم 17 آذار/ مارس 2013 تم إطلاق نار باتجاه مواطن إسرائيلي يبلغ من العمر نحو سبعين عاماً كان يقف على محطة انتظار الركاب على مدخل بلدة "كدوميم" (بالقرب من مدينة نابلس)، مما أسفر عن إصابته بجراح متوسطة، حيث تم نقله إلى المستشفى. وقد اتضح في التحقيق أن ركاب تلك السيارة قد توقفوا عند محطة انتظار الركاب وتحدثوا مع ذاك الإسرائيلي حديثاً قصيراً. وفور ذلك أطلقوا هؤلاء النار باتجاهه وباتجاه عدد آخر من الأشخاص الذين كانوا يقفون على المحطة. وبعد قيامهم بإطلاق النار لاذ منفذو الإطلاق بالفرار إلى إحدى القرى في المنطقة. وباشرت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي بعمليات تمشيط (موقع ynetعلى شبكة الإنترنت، 18 آذار/مارس 2013).  
إصابة بالغة نتيجة عملية رشق الحجارة
  • عند ساعات المساء من يوم 14 آذار/مارس 2013 سافرت أم برفقة بناتها الثلاث على شارع 5 ("حوتسيه شومرون"). على مفرق "غيتاي أفيشار"، وبالقرب من مدينة "أريئيل" توقفت شاحنة كانت تمشي قدامها بشكل مفاجئ نتيجةَ تعرضها لرشق الحجارة. إن المرأة قد اصطدمت بالشاحنة وسيارتها قد سُحقت تحتها. إحدى البنات، طفلة تبلغ الثالثة من عمرها قد أصيبت بجراح حرجة. أما والدتها وشقيقتاها اللتان تبلغان الرابعة والخامسة من عمرهما قد أصبن بجراح متوسطة. وأصيب سائق الشاحنة بجراح طفيفة. وقد تعرضت حافلة كانت قد تصادفت إلى ذاك المكان، هي أيضاً، لرشق ثقيل من الحجارة مما أسفر عن إصابة سائق الحافلة وثلاثة من ركابها بجراح طفيفة (موقع ynetعلى شبكة الإنترنت، 14 آذار/مارس 2013).  

من اليمين: قوات الإنقاذ تقوم بإخلاء الجريحات من مكان وقوع الحادث. من اليسار: إحدى الأحجار التي تم رشقها باتجاه السيارات الإسرائيلية ("هاتسالة" الضفة الغربية، 14 آذار/مارس 2013)
من اليمين: قوات الإنقاذ تقوم بإخلاء الجريحات من مكان وقوع الحادث. من اليسار: إحدى الأحجار التي تم رشقها باتجاه السيارات الإسرائيلية ("هاتسالة" الضفة الغربية، 14 آذار/مارس 2013)

  • بعد وقوع الحادث اعتقلت قوات خاصة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي خلال ليلة 14-15 آذار/مارس 2013 ثمانية فلسطينيين يُشتبه فيهم بتنفيذ عملية رشق الحجارة التي أسفرت عن حادث الطرق والإصابة الحرجة التي تسببت بالطفلة (موقع المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، 15 آذار/ مارس 2013). 

خارطة المنطقة التي وقع فيها الحادث (google map)
خارطة المنطقة التي وقع فيها الحادث (google map)

الإطلاق الصاروخي
  • يتواصل الهدوء الذي يسود الحدود الفاصلة بين إسرائيل وقطاع غزة، حيث لم يتم منذ انتهاء حملة "عامود السحاب" ("عامود عنان") رصد أي صاروخ، ما عدا الصاروخ الذي تم إطلاقه بتأريخ 26 شباط/فبراير 2013. فمنذ ذلك اليوم لم يتم إطلاق أي صاروخ أو قذيفة هاون باتجاه الأراضي الإسرائيلية. 

الإطلاق الصاروخي

وقوع عمليات إرهابية في الضفة الغربية في إطار ما يُسمى بـ"المقاومة الشعبية"
  •  ما عدا العمليتين الإرهابيتين التي أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين الإسرائيليين قد وقعت حوادث إضافية تم خلالها رشق الحجارة وإلقاء الزجاجات الحارقة باتجاه سيارات إسرائيلية في إطار ما يسمى بـ"المقاومة الشعبية" وبما في ذلك، على المحاور المرورية الرئيسية. فيما يلي عرض لأهمها: 
  • عند ساعات المساء من يوم 15 آذار/مارس 2013 تم رشق الحجارة باتجاه سيارة إسرائيلية على شارع 443 (طريق "موديعين-القدس") في منطقة "بير نبالا". لم تقع إصابات ولم تُلحَق أية أضرار (موقع ynetعلى شبكة الإنترنت، 15 آذار/مارس 2013).  
  • عند ساعات المساء من يوم 14 آذار/مارس 2013 قام بعضٌ من الفلسطينيين بإلقاء الزجاجات الحارقة  باتجاه سيارات إسرائيلية في منطقة معبر "نيتساني عوز" (بالقرب من مدينة "طولكرم"). رداً على ذلك قامت قوات تابعة لقوات الأمن الإسرائيلية التي تواجدت في ذاك المكان بإطلاق النار باتجاه مَن قام بإلقاء الزجاجات الحارقة. نتيجةً لذلك، أصيب أحد الفلسطينيين بجراح متوسطة أما الآخر فقد لاذ بالفرار (موقع ynetعلى شبكة الإنترنت، 14 آذار/مارس 2013).  
  • بتأريخ 14 آذار/مارس 2013في أثناء المواجهات التي اندلعت بين قوات الأمن الإسرائيلية ومنفذي الرشق بالحجارة وإلقاء الزجاجات الحارقة في مخيم "الفوار" (الخليل) للاجئين الفلسطينيينقتل نتيجةً لإطلاق النار فلسطيني يُدعى محمود عادل فارس الطيطي. وقد نشرت حركة حماس ملصقاً رسمياً من قبلها للنعي والحداد. وقد شارك مراسم تشييع القتيل التي تم تنظيمها في مدينة الخليل العديد من الفلسطينيين وفي أثناءها اندلعت المواجهات والمشاحنات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في عدد من المراكز في مدينة الخليل (وكالة "صفا" للأنباء، موقع "بال تودي" على شبكة الإنترنت، 13 آذار/مارس 2013). وقد نشرت الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي في فلسطين، هي أيضاً، بياناً، بموجبه، كان القتيل من نشطاء الحركة كما دعت إلى "إشعال لهيب الانتفاضة في الضفة الغربية" (موقع الحركة على شبكة الإنترنت، 13 آذار/مارس 2013).    
حماس تبذل جهوداً مكثفة لتنفيذ عمليات إرهابية في الضفة الغربية[4]
  • كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي عن معلومات تُشير إلى بذل حماس خلال الأشهر القليلة الماضية منذ حملة "عامود السحاب" ("عامود عنان") جهوداً مكثفة لتنفيذ عمليات إرهابية ضد إسرائيل عن طريق بنية تحتية إرهابية مكونة من نشطاء حماس تتواجد في الضفة الغربية. من ضمن العمليات الإرهابية التي خُطط لها يُشار إلى عمليات انتحارية واختطاف جنود ومواطنين إسرائيليين وتنفيذ عمليات إرهابية مميتة. وخلافاً لذلك، فتحرص حركة حماس، منذ حملة "عامود السحاب" على الحفاظ على الهدوء الذي يسود منطقة جنوب إسرائيل.  
  • لقد كشفت قوات الأمن الإسرائيلية مؤخراً عن خلية إرهابية مكونة من نشطاء حماس من منطقة "رأس كركر" و"سيلواد" (منطقة "بينيامين"). وخطط أفراد الخلية لتنفيذ عمليات إرهابية مثل زرع العبوات الناسفة  واختطاف جندي أو مواطن إسرائيلي من سكان الضفة الغربية وإطلاق صواريخ من صنع محلي. وكان افراد الخلية على اتصال مع قطاع غزة عن طريق الإنترنت والهواتف التنفيذية، كما تلقى هؤلاء الإرشادات في مجال تصنيع الوسائل القتالية. وفيما يتعلق بعملية الاختطاف تلقت الخلية تعليمات عينية بالقيام باختطاف جندي إسرائيلي، وتجريده من بطاقة هويته والهاتف الخلوي الذي يوجد في حوزته بغرض المساومة والتفاوض، ثم القيام بقتله ودفنه في منطقة منعزلة. وعند اعتقالهم كان أفراد الخلية في مراحل متقدمة من الاستعدادات لتنفيذ العملية الإرهابية، بل وقد نقلوا إلى قطاع غزة رسالة، مفادها، أنهم على أهبة الاستعداد لتنفيذ العملية في غضون أيام معدودة. 
  • ويتضح من خلال التحقيق الذي أجري مع أفراد الخلية أن مَن يقف وراء بعض التخطيطات لتنفيذ العمليات الإرهابية هو فتحي حامد، من يُشغل منصب وزير الداخلية لدى حكومة حماس، ومَن ملقاة على عاتقه، ضمن صلاحيات سلطته، مسؤولية فرض التهدئة وتطبيقها في قطاع غزة. وتجدر الإشارة إلى قيام فتحي حامد بالإدلاء لمرات عدة بتصريحات حول ضرورة الاستمرار في تنفيذ العمليات الإرهابية وأنه كان ضالعاً خلال السنوات القليلة الماضية في التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية، تم إحباطها، عن طريق زرع العبوات الناسفة. كما يتضح أنه بغرض تنفيذ العمليات الإرهابية قام فتحي حامد بتفعيل مقربيه، من نشطاء حماس، وبما في ذلك بواسطة فصيلة تدعى "حماة الأقصى" التي أقيمت على أيديه والتي يُعدُّ هو وليها.          

فتحي حامد، وزير الداخلية لدي حكومة حماس (موقع المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي على شبكة الإنترنت، 13 آذار/مارس 2013)
فتحي حامد، وزير الداخلية لدي حكومة حماس (موقع المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي على شبكة الإنترنت، 13 آذار/مارس 2013)

  • لقد سارع قادة حركة حماس في نفي المعلومات حول ضلوع فتحي حامد في تخطيط العمليات الإرهابية. فيما يلي عرض لأهم ما جاء في أقوالهم:
  • قال مشير المصري، من قياديي حركة حماس، إن المعلومات التي تم نشرها قد جاءت في إطار الحملة التي تُديرها إسرائيل والتي تستهدف المستوى القيادي لحماس في القطاع. وفقاً لأقواله، فإن استهداف قادة حماس على أيدي إسرائيل معناه "إعلان حرب" وبداية لـ"عدوان جديد" سوف تُواجهه حماس مستخدمةً تشكيلة واسعة من العتاد والأسلحة المتطورة (موقع "بال تودي" على شبكة الإنترنت، 13 آذار/مارس 2013).  
  • قال الناطق باسم وزارة الداخلية لدى حكومة حماس، إسلام شهوان، إنها لمعلومات كاذبة وزائفة وإنها ليست المرة الأولى التي تعلو فيها مثل هذه الادعاءات (صحيفة "نهار الجديد"، 14 آذار/مارس 2013).  
  • قال رئيس القسم العام للعلاقات العامة والإعلام في وزارة الداخلية لدى حكومة حماس، إبراهيم صلاح، إن التهم التي لفقتها إسرائيل بالنسبة لفتحي حامد واهية ومدحوضة من أساسها، بل وتشكل جزءاً من الحرب الإعلامية التي تُديرها إسرائيل (موقع "فلسطين أون لاين" على شبكة الإنترنت، 13 آذار/مارس 2013).
النشاطات التضامنية مع السجناء الفلسطينيين تتواصل
  •  بالرغم من الأصوات التي علت والداعية إلى تنظيم المظاهرات في إطار ما يسمى بـ"يوم الغضب" بتأريخ 16 آذار/مارس 2013، فيبدو أن النشاطات التضامنية مع السجناء الفلسطينيين قد هدأت بعض الشيء. وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين لدى السلطة الفلسطينية، عيسى قراقع، إن السلطة الفلسطينية تنوي لطرح قضية السجناء في الاجتماع القادم مع مجلس حقوق الإنسان المزمع عقده في جينيف بتأريخ 18 آذار/مارس 2013. وفقاً لأقواله، فقد قامت السلطة الفلسطينية باتخاذ هذا القرار بهدف محاسبة إسرائيل على "الجرائم التي ترتكبها بحق السجناء". وفقاً لأقوال د. جمال نزال، المسؤول عن الإعلام لحركة فتح في الخارج، فسوف يقوم المجلس  بتكريس يوم كامل من المداولات لقضية السجناء. بالإضافة إلى ذلك، سوف يُطرح أمامه تقرير اللجنة الدولية لتقصي الحقائق حول المستوطنات (موقع "فلسطين أون لاين" على شبكة الإنترنت، 14 آذار/مارس 2013).    
  •  في مقابلة صحفية أجريت معه، قال عيسى قراقع إن الجماهير الفلسطينية تُؤيد موقف أبو مازن، بموجبه، لا يُمكن إجراء مفاوضات جدية بدون إطلاق سراح الأسرى. وفقاً لأقواله، فإن النشاطات من أجل السجناء سوف تتصاعد كلما اقترب موعد زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى المنطقة. ومن المخطط، يوم الزيارة نفسها، وفقاً لأقوال قراقع، لتنظيم مهرجان كبير من أجل السجناء سوف يتم في مدينة رام الله ("راديو صوت فلسطين"، 12 آذار/مارس 2013).     
إطلاق سراح أحد السجناء الفلسطينيين المضربين عن الطعام داخل إحدى السجون الإسرائيلية
  •  إن أيمن شراونة، أحد السجناء الفلسطينيين المضربين عن الطعام داخل إحدى السجون الإسرائيلية، قد وافق على الاقتراح الإسرائيلي بأن يصل إلى قطاع غزة لمدة تستغرق عشر سنوات لقاءَ إخلاء سبيله والإفراج عنه. بتأريخ 17 آذار/مارس 2013 وبعد أن أضرب عن الطعام على مدى 261 يوماً تم إطلاق سراح أيمن شراونة الذي وصل إلى قطاع غزة عن طريق معبر "إيرز"، حيث أجري له استقبال من قبل حماس. وقد قدم لزيارته في المستشفى كلّ من رئيس حكومة حماس، إسماعيل همية، ووزير الأسرى، عطاء الله أبو سبح، معربين عن دعمهم وتأييدهم للسجناء الفلسطينيين (وكالتا "معا" و"صفا" الإخباريتان، 17 آذار/مارس 2013). 
  •  تم اعتقال أيمن إسماعيل سلامة شراونة، ناشط حماس من "دورا"، عام 2002 في أعقاب ضلوعه في تنفيذ عملية زرع عبوة ناسفة في مدينة "بئر السبع" خلال شهر أيار/مايو 2002، مما اسفر عن إصابة 18 شخصاً وفي أعقاب ضلوعه في محاولة اختطاف جندي إسرائيلي وفي تنفيذ عملية إطلاق نار باتجاه جنود إسرائيليين. وقد حكم على أيمن شراونة بالسجن الفعلي لمدة 38 عاماً وأفرج عنه في إطار "صفقة [غلعاد] شليط" خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2011. وفورَ الإفراج عنه خالف شراونة شروط اتفاقية التبادل، حيث عاد لممارسة النشاط الإرهابي، الأمر الذي أدى إلى اعتقاله للمرة الثانية بتأريخ 31 كانون الثاني/يناير 2012 وتم تقديم الطلب لإلغاء تخفيف عقوبته وإعادته إلى السجن ليُكمل هناك ما تبقى له من مدة حكمه. وخلال الأيام القليلة الماضية قدم شراونة طلباً للخروج إلى قطاع غزة لمدة عشر سنوات بدلاً من العودة إلى السجن لإتمام مدة حكمه. وقد تم إقرار طلبه هذا بموافقة الجهات الأمنية الإسرائيلية والنيابة العامة الإسرائيلية.    

الإرهابي أيمن شراونة (موقع "فلسطين الآن" على شبكة الإنترنت، 18 آذار/مارس 2013)
الإرهابي أيمن شراونة (موقع "فلسطين الآن" على شبكة الإنترنت، 18 آذار/مارس 2013)

الممارسات المصرية لهدم الأنفاق
  • تتواصل الممارسات المصرية لهدم الأنفاق في منطقة رفح. وقال اللواء أحمد إبراهيم، قائد حرس الحدود المصري، إن قواته قد وصلت إلى المرحلة الأكثر صعوبة وهو العثور على الأنفاق المتواجدة داخل المنازل في رفح المصرية. وفقاً لأقواله، فهم يبذلون قصارى جهدهم في وقف عمليات تهريب الوسائل القتالية والسولار إلى قطاع غزة. رداً على أقوال سامي أبو الزهري، المتحدث باسم حماس، بأن حماس سوف تُواصل تهريب الوسائل القتالية إلى قطاع غزة، قال أحمد إبراهيم إن مصر لن تنجرّ لتصريحات استفزازية وإنها ستمنع ذلك. كما وأضاف أحمد إبراهيم أن الجيش المصري قد أكد أمام الرئيس المصري، محمد مرسي، على نيته لمواصلة الحملة ولعدم السماح بتحويل شبه جزيرة سيناء إلى ثكنات عسكرية لجهات إرهابية سواء كانت فلسطينية أو مصرية (موقع "فلسطين اليوم" على شبكة الإنترنت، 12 آذار/مارس 2013). استناداً إلى مصدر عسكري مصري فخلال العمليات لهدم الأنفاق فقد تم عدَّة مرات إطلاق النار من قطاع غزة باتجاه القوات المصرية. حتى هذه الأثناء لم يردّ المصريون على ذلك ولكنهم قاموا بتعزيز قواتهم موضحين لحماس أن مصر سوف تردّ على هذه الاعتداءات "بيد من الحديد" (صحيفة "الوطن"، 13 آذار/مارس 2013).         
تراشق التهم بين مصر وحماس
  •  نشرت وسائل الإعلام المصرية خلال الأسابيع القليلة الماضية بعض التقارير، بموجبها، تتدخل حماس بشؤون مصر الداخلية. وقفد تم اتهام حماس بإرسال المئات من نشطاء ذراعها العسكرية إلى مصر وبتقديم المساعدة والدعم للإخوان المسلمين والتهديد باستهداف القوات المصرية والضلوع في تنفيذ عملية إرهابية في شبه جزيرة سيناء كانت قد أسفرت عن مقتل 16 شرطياً وجندياً مصرياً (5 آب/أغسطس2013). 
  •  فيما يلي عرضٌ لأهم ما جاء في التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية:
  • تم اعتقال سبعة فلسطينيين في مطار القاهرة الدولي، على ما يبدو، عند عودتهم من إيران، عُثر في حوزتهم على صور ورسمات بيانية لمواقع ومعالم حيوية في مصر مثل وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ومبنى الراديو والتلفزيون ومقر الاستخبارات المصرية العامة وما شابه. إن سبعة النشطاء الذين، على ما يبدو، تلقوا التدريبات على أيدي الذراع العسكرية لحماس وإيران كانوا قد دخلوا مصر مرات عدَّة من قطاع غزة عن طريق الأنفاق (صحيفة "الوطن"، 14 آذار/مارس 2013).   
  • في العملية الإرهابية في رفح التي تم تنفيذها بتأريخ 5 آب/أغسطس 2012 التي أسفرت عن مقتل 16 جندياً مصرياً كان قد شارك نشطاء من الذراع العسكرية لحركة حماس[5]. إن صحيفة "الأهرام" المصرية التي نشرت هذه المعلومات فحصت مدى صحتها لدى "مصادرها الأمنية" (صحيفة "الأهرام" المصرية، 15 آذار/مارس 2013).   
  • لقد رفض قادة حماس جملةً وتفصيلاًالتهم الموجهة إليهم.وفقاً لأقوالهم، فإن هذه التهم تُشكل جزءاً من الصراعات الداخلية المصرية وقد أعدَّت لتسويد وجه صورة حماس في عيني الجماهير المصرية ولطعن علاقات حركة حماس مع القيادة المصرية. في أعقاب ذلك، اجتمع وفد ضم بعضاً من قادة حماس وفي مقدمتهم رئيس اللجنة التنفيذية، خالد مشعل، مع محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ونائبه خيرت الشاطر. وأوضح قادة حماس خلال الاجتماع أنهم سيتعاونوا مع جهات الأمن المصرية من أجل الكشف عن الضالعين الحقيقيين في هذه الأحداث (صحيفة "اليوم السابع"، 16 آذار/مارس 2013).   
العلاقات بين حماس وإيران
  • في مقابلة صحفية أجرتها معه إحدى الصحف القطرية، قد تطرق، مما تطرق إليه، أحمد يوسف، عضو مجلس الشورى التابع لحماس، مما تطرق إليه، إلى العلاقات بين حماس وإيران. وفقاً لأقواله، فبعد قيام حماس بانتقاد نظام بشار الأسد حاول الإيرانيون وقف تحويل الأموال إلى الحركة بغرض ممارسة الضغوطات عليها. ولكنه، وفقاً لأقواله، بعد مرور اشهر عدَّة قد تراجع الإيرانيون عن موقفهم هذا بعد أن أيقنوا أن حماس لن تُغير موقفها السلبي من النظام السوري (صحيفة "الوطن"، 16 آذار/مارس 2013).     
اختتام دورة عسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في خان يونس
  • اختتمت كتائب أبو علي مصطفى، الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بتأريخ 14 آذار/مارس 2013 سلسلة من التدريبات العسكرية التي تم تنفيذها في منطقة خان يونس. استناداً إلى التقارير فقد تمت التدريبات على أتقاض "غوش قطيف" (موقع "فلسطين الآن" على شبكة الإنترنت، 14 آذار/مارس 2013).    

تدريبات الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (موقع "فلسطين الآن" على شبكة الإنترنت، 14 آذار/مارس 2013)
تدريبات الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (موقع "فلسطين الآن" على شبكة الإنترنت، 14 آذار/مارس 2013)

تصريحات حماس بفضل استمرار الكفاحالمسلح والعمليات لتهريب الوسائل القتالية
  • في الوقت الذي يدعي فيه أبو مازن [محمود عباس] بأن حماس قد تعهدت بالتهدئة (تابعوا فيما يلي) قد أدلى قادة حماس بتصريحات بفضل الكفاح المسلح والعمليات لتهريب الوسائل القتالية إلى قطاع غزة. فيما يلي عرض لأهم ما جاء في هذا السياق: 
  • في الكلمة التي ألقاها أمام أعضاء الكتلة الإسلامية الطلابية في قطاع غزة أكد رئيس حكومة حماس، إسماعيل هنية، على أن هناك تعهد "بعدم ترك البندقية". وقد تفاخر هنية بقدرة حماس على تصنيع الصواريخ التي تم استخدامها لقصف مدينتي تل-أبيب والقدس (قناة "الجزيرة"، 17 آذار/مارس 2013).   
  • خلال المؤتمر الذي عقدته الكتلة الإسلامية في جامعة الأقصى في بلدة خان يونس قال صلاح البردويل، من قياديي حركة حماس، إن حماس سوف تُواصل إدخال الأسلحة إلى القطاع "ولا جهةَ في العالم سوف تتمكن من منعها عن ذلك" (وكالة "معا" الإخبارية، 14 آذار/مارس 2013).
انضمام نشطاء من قطاع غزة إلى صفوف الجهاد العالمي في سوريا
  • لقد أفاد موقع إعلامي فلسطيني من رام الله على شبكة الإنترنت، استناداً إلى وكالة الأنباء الألمانية، عن انضمام عشرات عدَّة من النشطاء الفلسطينيين مؤخراً إلى دائرة القتال في سوريا إلى جانب "جبهة النصرة" المحسوبة على القاعدة والجهاد العالمي[6].ينتمي النشطاء إلى تنظيمات جهادية سلفية في قطاع غزة، جزءاً منهم من نشطاء حماس سابقاً. وفقاً لأقوال إحدى الجهات في إحدى المجموعات السلفية في القطاع فمنذ انتهاء حملة "عامود السحاب" (تشرين الثاني/نوفمبر 2012) والاتفاق على التهدئة بين حماس وإسرائيل أخذ بعض النشطاء من القطاع ينضمون إلى صفوف "جبهة النصرة". ينطلق النشطاء في طريقهم من قطاع غزة إلى تركيا، حيث ينضمون إلى المجموعات القائمة بمحاربة النظام السوري. كما وأضاف ذاك الموقع الإعلامي أنه قد قُتلوا خلال الفترة الأخيرة أثناء الاقتتال الجاري في سوريا ناشطا حركة حماس سابقاً، ألا وهما - نضال العشي ومحمد قنيطة (موقع "وطن" الإخباري على شبكة الإنترنت، 18 آذار/مارس 2013).     
مظاهرة مناوئة لأمريكا على خلفية زيارة الرئيس أوباما إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية
  • لقد شارك العشرات من المتظاهرين في المظاهرة التي تم تنظيمها بالقرب من كنيسة الميلاد في بيت لحم، حيث أنه من المفترض أن يقوم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بزيارة إلى ذاك المكان، احتجاجاً على السياسة الأميركية التي تميل وتنحاز إلى صالح إسرائيل. وقام المتظاهرون خلال المظاهرة بقذف الحذاء على صور الرئيس أوباما وبشق صوره ثم رسموا عليها الصليب المعقوف وداسوا الصور بل وقاموا، في نهاية المطاف، بحرقها أيضاً (وكالة "معا" الإخبارية، موقع "فلسطين الآن" على شبكة الإنترنت، 18 آذار/مارس 2013).

مظاهرة مناوئة لأمريكا على خلفية زيارة الرئيس أوباما إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية
من اليمين: متظاهرون فلسطينيون في مدينة بيت لحم يدوسون صور الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، التي رسم عليها الصليب المعقوف. من اليسار: إحراق أعلام الولايات المتحدة الأميركية وصور الرئيس أوباما (موقع "فلسطين الآن" على شبكة الإنترنت، 18 آذار/مارس 2013)

  • نُشر على الصفحة الرسمية لحركة حماس في الضفة الغربية عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك" ملصق احتجاجاً على زيارة الرئيس أوباما إلى المنطقة. وقد جاء في الملصق: "نحن لا نثق في الولايات المتحدة الأميركية. لا أهلاً ولا سهلاً. (أوباما) حليف إسرائيل - عدو فلسطين" (الصفحة الرسمية "أجناد" عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، 11 آذار/مارس 2013).

الملصق الذي نُشر على الصفحة الرسمية لحركة حماس في الضفة الغربية عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك" (الصفحة الرسمية "أجناد" عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، 11 آذار/مارس 2013).
الملصق الذي نُشر على الصفحة الرسمية لحركة حماس في الضفة الغربية عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك" (الصفحة الرسمية "أجناد" عبر موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، 11 آذار/مارس 2013).

زيارة أبو مازن إلى روسيا
  • وصل أبو مازن إلى روسيا في إطار زيارة مترأساً وفداً قد ضم بعض قادة السلطة الفلسطينية، حيث اجتمع خلال زيارته هذه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الروسي، دميتري ميدفيديف (وكالة أنباء "وفا" الفلسطينية، 14 آذار/ مارس 2013). 

زيارة أبو مازن إلى روسيا
زيارة أبو مازن إلى روسيا. من اليمين: يجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من اليسار: يجتمع مع رئيس الوزراء الروسي، دميتري ميدفيديف (وكالة الأنباء "وفا" الفلسطينية، 14 آذار/مارس 2013)

  • في مقابلة صحفية أجريت معه في موسكو، تطرق أبو مازن إلى عدد من المواضيع (قناة "روسيا اليوم"، 15 آذار/مارس 2013):
  • احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة – لا ضرورةَ لعودة الشعب الفلسطيني إلى الكفاح المسلح لأن ميزان القوى ليس لصالحه، وعليه، فلا جدوى في ذلك أبداً. إن الشعب الفلسطيني يمتلك سلاحاً آخر، ألا وهو، تنظيم المظاهرات الشعبية "بالطرق السلمية" والتوجه إلى المنتديات والمحافل الدولية
  • مكانة فلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة – إن الإنجاز الرئيسي الذي تم تحقيقه من خلال الاعتراف بفلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة يتمثل بتحويل فلسطين من خلال هذا التحرك إلى "دولة تحت الاحتلال". وهم الآن ينوون لانتهاز هذه المكانة من أجل التوجه إلى مؤسسات الأمم المتحدة والمحكمة الدولية.  
  • قرار الاتحاد الأوروبي بإضافة حماس إلى قائمة المنظمات الإرهابية– بعد التزام حركة حماس بوقف إطلاق النار ("هدنة" وفقاً لأقوال أبو مازن) وفي أعقاب إعلانها عن تبنيها طريق "المقاومة الشعبية" فلا يُوجد هناك أي فرق بين سياسة السلطة الفلسطينية وسياسة حماس وعليه، لا يجب إضافتها إلى قائمة المنظمات الإرهابية.  
رفع دعوى قضائية بحق إسرائيل فيما يتعلق بقضية السفينة Dignity
  • بتأريخ 13 آذار/ مارس 2013 تمت في محكمة في فرنسا جلسة سماع لدولة إسرائيل في إطار الدعوى التي تم تقديمها لاسترجاع السفينة .Dignityاستناداً إلى موقع Freedom Flotilla Italiaعلى شبكة الإنترنت، فقد حاول المحامون الفرنسيون إثبات تصرف إسرائيل بشكل يُنافي جميع المعايير والأعراف المتفق عليها وبشكل يُنافي قوانين القضاء البحري-الدولي. وادعى المحامي من قبل إسرائيل بأنه كان يحق لإسرائيل القبض على السفينة كعملية دفاعية وأن أصحاب السفينة لن يطالبوا قطّ باسترجاعها. ولم يسمح القاضي للمحامين الفرنسيين بالردّ على ذلك، بل وتم إرجاء بتّ المحكمة في هذه القضية إلى يوم 15 أيار/مايو 2013 (موقع Freedom Flotilla Italiaعلى شبكة الإنترنت، 17 آذار/مارس2013).  
  • لقد تمت مصادرة السفينة الفرنسية Al Karama/Dignityعلى أيدي إسرائيل بتأريخ 19 تموز/يوليو 2011 بعد أن حاولت الوصول إلى قطاع غزة. انطلقت السفينة في طريقها إلى القطاع بتأريخ 18 تموز/يوليو 2011 من الجزيرة اليونانية Kastelorizo، وكانت وجهتها الرسمية ميناء الإسكندرية غير أنها كانت تُخطط للوصول إلى قطاع غزة. إن السفينة التي حملت العلم الفرنسي كانت السفينة الوحيدة من ضمن سفن القافلة البحرية المطورة ("أسطول الحرية 2") التي تمكنت من الانطلاق في طريقها (وكالة الأنباء الفرنسية، 18 تموز/يوليو 2011). وكان على ظهر السفينة عشرة نشطاء، معظمهم فرنسيين، ثلاثة صحفيين وثلاثة رجال طاقم. بتأريخ 19 تموز/يوليو 2011 قام مقاتلو سلاح البحرية الإسرائيلي بالاستيلاء على السفينة وبنقلها ونقل ركابها إلى ميناء "أشدود". وذلك بعد عدم استجابتها لكافة التوجهات المباشرة وغير المباشرة إليها للحيلولة دون وصولها إلى سواحل غزة (موقع المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي على شبكة الإنترنت، 19 تموز/يوليو 2011).   

السفينة الفرنسية Al Karama/Dignity (موقع Freedom Flotilla Italia على شبكة الإنترنت، 17 آذار/مارس 2013)
السفينة الفرنسية Al Karama/Dignity(موقع Freedom Flotilla Italiaعلى شبكة الإنترنت، 17 آذار/مارس 2013) 

تحويل الإرهابيين إلى نموذج يُحتذى به: تمجيد اسم الإرهابية دلال المغربي
  • بتأريخ 11 آذار/مارس 2013 قام الفلسطينيون بإحياء الذكرى السنوية لوفاة الإرهابية دلال المغربي، التي كانت واحدة من أفراد الخلية الإرهابية لحركة فتح التي قامت بتنفيذ العملية الإرهابية الدموية في طريق الساحل بتأريخ 11 آذار/مارس 1978 [7]. تمهيداً لهذه المناسبة تم نشر الصور والملصقات الخاصة عبر مواقع حركة فتح على شبكة الإنترنت التي تقوم برفع شأن دلال المغربي وبناء صورة معظَّمة لها وتمجيد عملها وتخليد ذكراها. هكذا مثلاً، قام موقع "فتح اليوم" على شبكة الإنترنت الذي يتم استخدامه من قبل مكتب التنظيم والتعبئة التابع للحركة بتصميم ملصق يحمل العنوان: "عروسة فلسطين الشهيدة دلال المغربي" (موقع "فتح اليوم" على شبكة الإنترنت، 18 آذار/مارس 2013). وقام موقع مكتب حركة فتح في الدنمارك على شبكة الإنترنت بنشر ملصق تبدو فيه دلال المغربي وهي ترتدي البزة العسكرية (موقع فتح الدنمارك على شبكة الإنترنت، 18 آذار/مارس 2013). وقامت القناة التلفزيونية والإخبارية الفلسطينية "وطن" بإخراج فيلم وثائقي يستعرض سيرة حياتها.    

تحويل الإرهابيين إلى نموذج يُحتذى به: تمجيد اسم الإرهابية دلال المغربي
من اليمين: رسم إيضاحي يحمل العنوان "عروسة فلسطين الشهيدة دلال المغربي" (موقع "فتح اليوم" على شبكة الإنترنت، 18 آذار/مارس 2013). من اليسار: ملصق تبدو فيه الإرهابية دلال المغربي وهي ترتدي البزة العسكرية (موقع مكتب فتح في الدنمارك على شبكة الإنترنت، 18 آذار/مارس 2013)

  • إن دلال المغربي قد أصبحت شبه بطلة وطنية في الثقافة والرواية الفلسطينية، وذلك منذ عهد ياسر عرفات، حيث يتم تخليدها من قبل حركة فتح والسلطة الفلسطينية بطرق متنوعة. ومن بين أمرو أخرى، تمت تسمية بعض الساحات والشوارع  والمدارس والمخيمات الصيفية على اسمها. إن تخليدها يمثل جزءاً من ظاهرة أكثر شمولية يتم خلالها تحويل الإرهابيين إلى نموذج وقدوة يُحتذي بهما سواء كان ذلك من قبل حركة حماس أو حركة فتح والسلطة الفلسطينية.   

 [*]بمناسبة حلول عيد الفصح المجيد لن يتم إصدار نشرة المعلومات الأسبوعية، نتمنى لجميع زوار موقعنا على الإنترنت وقرائنا الأعزاء عيداً سعيداً ملئه البهجة والسعادة والغبطة والسرور.
[2] صحيح لغاية 19 آذار/مارس 2013. لا تحتوي هذه المعطيات الإحصائية على إطلاق قذائف الهاون.
[3] إن هذه المعطيات الإحصائية لا تحتوي على إطلاق قذائف الهاون.
[4] موقع جهاز الأمن العام الإسرائيلي على شبكة الإنترنت، آذار/مارس 2013.
[5] بتأريخ 5 آب/أغسطس 2012 تسلل إرهابيون إلى محطة شرطة مصرية، شمال شبه جزيرة سيناء. وقام الإرهابيون بقتل 16 شرطياً وجندياً مصرياً وبسرقة ناقلت جنود مدرعة وتفخيخها ثم اقتحام الحدود مع إسرائيل بالقرب من معبر "كيرم شالوم".
[6] جبهة النصرة – التنظيم البارز المحسوب على القاعدة والجهاد العالمي الذي يُشارك في القتال إلى جانب الثوار في سوريا. 
[7] تم تنفيذ عملية طريق الساحل الإرهابية بتاريخ 11 آذار 1978 على أيدي خلية إرهابية تنتمي إلى حركة فتح. عند ساعات الصباح من ذلك اليوم وصلت إلى ساحل "معجان ميخائيل" خلية إرهابية قد تكونت من 11 إرهابياً كانوا قد وصلوا إلى المكان عن طريق البحر مستخدمين الزوارق المطاطية. وقد صادف أفراد الخلية على الشاطئ مصورة الطبيعة، غييل روبين، التي التقطت حينذاك الصور في المحمية الطبيعية وقاموا بقتلها. ومن ثمة واصل هؤلاء مشوارهم باتجاه طريق الساحل، وقام إرهابيان بوقف سيارة أجرة وأخذا يُسافران باتجاه مدينة تل-أبيب. أما باقي الإرهابيين قد استولوا على حافلة قد أقلت متنزهين كانوا في رحلة، كانت في طريقها إلى مدينة "حيفا". وأوقف الإرهابيون الحافلة واقتحموها مطالبين السائق بالسفر إلى تل-أبيب. وخلال السفر أطلق الإرهابيون النار باتجاه سيارات عابرة، مما أسفر عن مقتل أربعة اشخاص. وبالقرب من مدينة "خضيرة" انضم الإرهابيون الذين كانوا في داخل الحافلة إلى الإرهابيين الاثنين الذين كانا في سيارة الاجرة وقاموا بتصعيد جميع مسافري سيارة الأجرة إلى الحافلة وواصلوا سفرهم باتجاه الجنوب. وفي طريقهم أوقفوا حافلة أخرى وأصعدوا جميع ركابها إلى حافلة المتنزهين. وعلى مقربة من مفرق "غليلوت"، على أطراف مدينة تل-أبيب أطلق الشرطيون النار باتجاه أطر الحافلة فقد توقفت. واندلع بين الإرهابيين وقوات الشرطة حرب إطلاق نار. وفي نهاية المطاف قام الإرهابيون بتفجير الحافلة، مما أسفر عن مقتل معظم ركابها. قُتل نتيجةً لهذه العملية الإرهابية 37 شخصاً وأصيب 71 شخصاً. رداً على هذه العملية الإرهابية خرجت إسرائيل إلى تنفيذ "حملة ليطاني" في الجنوب اللبناني.